أمر غريب أن نندد بممارسات الإحتلال فى سجن أبو غريب وننسى ممارسات جيش الصعاليك فى مدينة الثورة والنجف والحرم العلوى المقدس وآخرها محاكمة النساء والأطفال فى ساحة الضريح ثم قتلهم ، لقد قلت مرارا نحن لا نؤيد الإحتلال ولا نبرر ممارساته ولكن لا نريد للآخرين أن يجعلوا هذا الإحتلال شماعة لإنتهاكهم حقوق العراقيين وتبريرا للإرهاب الذى يمارسونه ضد العراقيين .
لقد قلنا سابقا ان قراءة الاحداث العسكرية التي حدثت بين التيار الصدري والاحتلال (والتي كانت عبارة عن استفزاز امريكي عسكري متعمد ادى لما حصل من تطورات دموية ) و اثبات تلك المحاكمات المزعومة كما نشرت وروجت يحتاج الى تحقيق دقيق وليس اقاويل حكومة عميلة (دون ان ننفي او نثبت ذلك وفق ما تتطلبه الموضوعية في ذلك) كان من مصلحتها اثبات ونشر مثل هذا الكلام والحديث والتحليل وفق ما تذيعه الحكومة العسكرية العميلة من اخبار (وسبق لها الكذب والتخبط مرارا في ذلك) والمتناغمه مع الاجندة الامريكية لن يجعل التحليلات تخرج عن تصوراتها او اان تكون موضوعية وسبق ان ناقشنا هذا الامر في حينه فليرجع للموضوع الذي اثير حوله سابقا...ولا احد يبرر افعال اي اجرام يحدث من اي طرف وسبق ان ادينت جرائم الارهابيين السلفيين في العراق وغيرها من جرائم البعثيين ..ولم ارى ممن يدعي دائما انه ضد تأيد اي اجرام للاحتلال حديثا يصب في صالح ادانته ولكم ان تتابعوا اغلب تعليقات من يعيش الادانة دائما وعلى طول الخط وبشكل متابع لمايقوم به التيار الصدري او غيره من الفرقاء...مشكلة البعض وكما قلت انه ينسى الاحتلال ويبرر لوجوده بمختلف الطرق ...الاحتلال له اجندة معروفة في العراق وطالما ان تحليل الاوضاع في العراق من قبل البعض ينطلق من العقدة ضد فريق معين ومن نقد مايجري دون اجراء الربط والتحليل فلن تصل التعليقات او تخرج بأكثر مما نرى من ادانات شكلية مكررة وصلت في اخرها الى اعتبار التيار الصدري مسؤولا عن مياه المجاري في الطرقات!!! اغلب تعليقاتنا تؤكد على حرية مناقشة اداء التيار الصدري بغض النظر عن وجهة نظرنا او نظر البعض التي قد تكون اكثر ايجابية تجاهه في كثير من التفاصيل ولكن دون التطرف والمبالغة التي وصلت من البعض الى التحدث بلسان مخابرات الاحتلال تارة او بمنطق الحكومة العميلة كما هو ادائها تارة اخرى..لابد كما اتصور من مراقبة الاوضاع دون الاعتماد على مايذيعه هذا الطرف وذاك بل الاستماع لكافة وجهات النظر ومراقبة المواقف والاحداث ومن ثم تحليلها للخروج باحكام اقرب للموضوعية حتى لاتقع فريسة للتحيز الذي لايبحث في احكامه الا عن الادانة لا اكثر وكما هي اغلب التعليقات ولابد ودائما ان ينظر للاحتلال دائما بعين الريبة والشك والحذر ولكافة مواقفه واداءه لانه في الاول والاخير احتلال ودخوله ووجوده غير شرعي حتى لو كان مبررا في اسبابه الكبرى والظاهرية لاسيما وان من وافقوا على ذلك يقرون بأن ذلك تم من حيث الاستثناء لا بشكل مبدئي وفي ظروف لم تجعل الخيار في ايديهم بل رغما عنهم مما جعلهم يسايرون الامر من اجل الخروج بخسائر اقل ونتائج ايجابية تقلل من الخسائر التي قد تحدث نتيجة مايوده الاحتلال من مطامع في العراق والمنطقة ككل

ان تحليل الاوضاع من خلال مجرياتها فقط يعني وسواء عرفنا او لم نعرف ذلك الى تشريع وجود الاحتلال وجعله شرعيا في وجوده وقراراته واداءه بالمطلق وبالتالي جعله ندا لاي فريق وطني عراقي شريف قد لايؤيده او يلتقي معه وسواء تعامل معه ليخرجه او قاطعه ليخرجه..الاحتلال حقيقة وواقع كما هو الشيطان والواقعيه هي في التعامل معه لادانته واخراجه لا الاعتراف به والخضوع له...تلك هي المسألة بوضوح واختصار