السلام على أهل البصائر ورحمته تعالى وبركاته ..

لقد قبلنا بحُكم عمر .. لو كنتم صادقيــــــــــن ..؟


... سنأخذ بنصائح الإخوة الأعزّاء ممّن طلبنا بالسير على هدي الخلفـــــــاء الراشدين – رض – والجاهل لشيء يعاديه .. ولعلمنا بأنّ عمر بن الخطاب له الفضل في ما أنتجت السقيفة .. ومن بعدها الشورى العمريّة .. قلنا لا بأس بأن نقتدي به عسى أن يهدينا سُبُلَ الرشاد .. وتلك غاية الإنسانية قبل المسلمين ..
وقد جاءنا إخوتنا بحديث لم يطابق الكتاب ولا السنّة ولا الإجماع ولا حتّى العقل وهو قول إفتراء على المصطفى "ص" فكان حديثا احادا ومن وهنه لم يخرجاه الشيخين ولكن نحمل الإخوة على حسن الظنّ ونأخذ بالنصيحة ونعمل بقول الترمذي حيث قال ": ..: " حدثنا علي بن حجر ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال رجل : إن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا ، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة ، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ..:"
وجئنا للفاروق عمر نسأله ": .. ما رأيك في العمل بما أنتجت السقيفة وأهلها هل في الإقتداء برجالاتها فيه نجاة ومكرمة .. أهدينا الصراط وأجرك على الله ؟؟:"
فكان الرجل صريحا وصادقا ولو بعد حين .. فقال عودوا إلى صحاحكم فحكم الشافي هناك .. وقفنا عندها على باب أصح كتاب بعد القرآن ومعه الإمام أحمد وغيرهم ... نلتمس الخبر :
أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ( 1 ) .
وفي رواية أخرى : ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله المؤمنين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه . وذكر هذا الحديث من علماء أهل السنة : السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وابن كثير في البداية والنهاية ، وابن هشام في السيرة النبوية ، وابن الأثير في الكامل ، والطبري في الرياض النضرة ، والدهلوي في مختصر التحفة الاثني عشرية ، وغيرهم ( 2 ) .
تأملات في الحديث : قول عمر : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة . قال ابن منظور في لسان العرب : يقال : كان ذلك الأمر فلتة ، أي فجأة إذا لم يكن عن تدبر ولا ترو ، والفلتة : الأمر يقع من غير إحكام ( 3 ) .
وقال ابن الأثير في تفسير ذلك : أراد بالفلتة الفجأة . . . والفلتة كل شئ فعل من غير روية ( 4 ) .
وقال المحب الطبري : الفلتة : ما وقع عاجلا من غير ترو ولا تدبير في الأمر ولا احتيال فيه ،
وكذلك كانت بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، كأنهم استعجلوا خوف الفتنة ، وإنما قال عمر ذلك لأن مثلها من الوقائع العظيمة التي ينبغي للعقلاء التروي في عقدها لعظم المتعلق بها ، فلا تبرم فلتة من غير اجتماع أهل العقد والحل من كل قاص ودان ، لتطيب الأنفس ، ولا تحمل من لم يدع إليها نفسه على المخالفة والمنازعة وإرادة الفتنة ، ولا سيما أشراف الناس وسادات العرب ، فلما وقعت بيعة أبي بكر على خلاف ذلك قال عمر ما قال . ثم إن الله وقى شرها ، فإن المعهود في وقوع مثلها في الوجود كثرة الفتن ، ووقوع العداوة والإحن ، فلذلك قال عمر : وقى الله شرها ( 5 ) ...
عدنا بعدها من حيث أتينا نتذكّر بأنّ ...":
مـــــــا بني على باطل فهو باطل .. ولو طال به الزمان ..:" وبعدما سمعنا من عمر هذا الحكم على من عاد لمثل بيعة أبي بكر .. حدّ القتل ..؟؟ إذا كانت بيعة أبي بكر فعلٌ منكر .. بل من الكبائر التي يوجب على صاحبها القتل .. لا الإقتداء ... وكيف للعاقل أن يقتدي بعقيدة بنيت أسسها على حين غرّة دون تدبّر ولا مشورة ولا وعي ولا إحكام .. أنأخذ بهذا ونترك سفن النجاة وباب حطّة والعروة الوثقة التي لا إنفصام لها .. فمالكم كيف تحكمون..؟؟؟

** وبعد أن أعيتنا الحيلة وتاهت عنّا الوسيلة عدنا من حيث جئنا ووقفنا على باب العترة "ع" حيث المحجة البيضاء من زلال المصطفى "ص" وهدي المرتضى "ع" .. ونقول لمن خالفنا لكم دينكم ولي ديني .. وعند الإمتحان يفلح المرء أو يهان ..

والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمـــــــــــــــــا
أبو مرتضى عليّ


الفهرس :

(1) صحيح البخاري 8 / 210 الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ، 4 / 2130 ح 6830 . مسند أحمد بن حنبل 1 / 323 ح 391 . الجمع بن الصحيحين للحميدي 1 / 104 . الجمع بين الصحيحين للموصلي 1 / 260 . المصنف 7 / 431 ح 37031 ، 37032 .
(2) تاريخ الخلفاء ، ص 51 . البداية والنهاية 5 / 215 . السيرة النبوية 4 / 657 . الكامل في التاريخ 2 / 326 . الرياض النضرة 1 / 233 . مختصر التحفة الاثني عشرية ، ص 243 .
(3) لسان العرب 2 / 67 .
(4) النهاية في غريب الحديث 3 / 467 .
(5) الرياض النضرة 1 / 237 .