(غياب . يوم السبت 11-10)



العوامل المؤثرة في الهجرة:

* التسرب اليهودي في فينا:

تعتبر فيينا مقر تجمع المهاجرين اليهود قبل ان يهاجروا الى فلسطين ، ونسبة من هؤلاء اليهود يقررون البقاء في فييا وهذا ما يسمى ب(التساقط اليهودي).

*عامل البريسترويكا:

وهي لفظة روسية أطلقت على السياسة الجديدة التي انتهجها الرئيس غورباتشوف في روسيا ، وهي تعني اعادة البناء ، وارتبطت بهذه السياسة سياسة أخرى وهي (الغلاسنوست) وهي المكاشفة والمصارحة ، وهدف كل من السياستين هو ان تصبح روسيا اكثر انفتاحا وأكثر ديموقراطية، وهذا ما يساعد على عدم تصعيب الهجرة اليهودية وبالتالي زيادتها.

* عجز الانظمة الانظمة الاشتراكية مجاراة الرأسمالية في العديد من المجالات:

خصوصا في مجالات الاقتصاد والمال والتكنولوجيا ، والمواطن السوفيتي شعر بفجوة في معيشته وما يتمنى ان يعيشه بسبب المشاكل الداخلية للسوفيت ،فشجع السوفيت اليهود على الهجرة لتقليل العبئ الاقتصادي.

*الخوف من المجهول :

سيطر هاجس الخوف من المجهول على اليهود في الاتحاد السوفيتي السابق ، لان الاخيرة كانت تعاني من توترات داخلية واحتمال حدوث انقسامات ، وكان اليهود يخافون من ان يكونوا كبش فداء لتلك العمليات.

*سياسة الترهيب والترغيب:

فالترغيب في الجنة في ارض الميعاد ، والترهيب في معادات اليهود يؤديان الى نفس الهدف وهو التشجيع على الهجرة الى فلسطين ، وقد نجد بعض المنظمات اليهودية افتعلت حوادث بين اليهود انفسهم مموهين بان حكوماتهم الاوربية من ارتكبت تلك الحوادث.

*حالة الاحباط والتمزق العربي:

كان هدف اسرائيل بعد قيام الدولة هو ان تصل الى مرحلة يمكن فيها استقبال 100ألف يهودي مهاجر .

في عام 1993م هاجر الى اسرائيل 200 ألف يما معنى ضعف الهدف المنشود، وهذه ليست مصادفة مع معاهدة اوسلو. وكان اغلبية هؤلاء ال200 ألف من السوفيت(93%).

ويلاحظ ايضا ان الارتباط بالايدولوجية الصهيونية في هجرة الموجات اليهودية الاخيرة أقل نسبيا مما قبلها.

اذا انه نتيجة لهذه الهجرة الواسعة لليهود والتي تعني تزايد العامل الديموغرافي يترتب عليه حاجة جغرافية ، فعلى الارجح ان تتوسع إسرائيل على حساب الدول المجاورة وبخاصة المناطق التي تحتوي على مياه وافرة.

مرحلة الصراع بين العرب وإسرائيل:

حرب يونيو 1967م:

وهي نوع من الاعتداء الاسرائيلي على ثلاث دول عربية ، وكانت فجائية سريعة -6 أيام- ، ركزت اسرائيل في هذه الضربة على مصر بهدف ضرب التنمية الناصرية.

تحملت الدول العربية خسائر عسكرية، القوات الاردنية تراجعت عن الضفة والقدس حتى الاردن لتدافع عن العاصمة ، والجيش السوري تراجع ايضا للدفاع هو الاخر عن عاصمته. وأحتلت غزة وسيناء كاملة ، وانسحبت القوات المصرية حتى الضفة الغربية لسيناء ، وكانت القوات الاسرائيلية تبعد عن القاهرة مسافة 101كم.

ولذلك أعلنت اسرائيل استغلالا للانتصار مايلي:

1)دمج القدس العربية بالقدس اليهودية.

2)التحلل من اتفاقية رورس (اتفاقية الهدنة عام 1948م)

3)رفضت الاعتراف بالسيادة الاردنية على الضفة الغربية ، واعلنت بان الضفة كانت محتلة من قبل الاردن وان ما حدث هو تحريرا لها.

مواقف الاطراف المختلفة:

*إسرائيل : تتجنب إسرائيل المفاوضات مع العرب ككتلة واحدة ، إنما تريد أن تتفاوض مع كل دولة على حدة كحركة سياسية.

أعلنت اسرائيل بان تسوية النزاع العربي الاسرائيلي يكمن في الاعتراف بالامر الواقع –منطق القوة - ، وأعلنت ايضا بانه لا بد من تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية. وهذا يعبر عن ان اسرائيل تريد الاستفادة من نصر 1967م.

*السوفيت: يتلخص في ادانة الاحتلال وانسحاب اسرائيل من كافة الاراضي المحتلة، وقطعت العلاقات مع اسرائيل واقنع السوفيت من يقبع تحت نفوذهم على نفس الاجراء.

*فرنسا: كان يتسم بالتوازن والاعتدال ، لانها أعلنت قبل الحرب بانها لن تكون مع الطرف البادئ ، فأدانت الكيان الصهيوني لاحتلاله الاراضي العربية، وطالبت بالانسحاب من تلك الاراضي ، وطالبت ايضا بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، لانه برأيها ان العرب بالغوا كثيرا في قوة العرض العسكري ، وان الهزيمة العربية كانت مفاجئة ولكي يتخطى العرب عنصر المفاجئة ناشدت الدول العربية بالاعتراف.

*الولايات المتحدة: إستخدمت اسرائيل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لتحقيق مزايا لصالحها ، زيادة على التلاقي المصلحة الامريكية مع المصلحة الاسرائيلية.

وانطلاقا بمبدأ المباراة ذات الحصيلة الصفرية ، لم ترغب الولايات المتحدة الامريكية بتغلغل السوفيت في هذه المنطقة على حسابها ، هذه العوامل الثلاثة بررت الموقف الامريكي من القضية.

وتمثل الموقف الامريكيفي اتهامها للعرب بانهم هم المسؤولين عن الحرب بسبب إغلاقعم خليج العقبة (اغلق قبل 5 يونيو) ومنعهم للملاحة الاسرائيلية.

وترى السياسة الامريكية ايضا بانها لن تضغط على إسرائيل للإنسحاب إلا في إطار تسوية شاملة.

وأهم مبادئ هذه التسوية الشاملة ما يلي:

1)الاعتراف بجميع الامم بالوجود.

2)تطبيق حل عادل لمشكلة اللاجئين.

3)حرية الملاحة عبر الممرات الدولية.

4)تحديد سباق التسلح (اي الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي).

5)صيانة الاراضي الاقليمية للأطراف

*مصر: حاولت تدويل النزاع ، واضفاء الصفة الدولية لها ، لان الرئيس عبدالناصر أدرك بان في غياب الضغوط الامريكية على اسرائيل فان اسرائيل ستظل متشددة في موقفها ، كذلك إن المجابهه الثنائية بين مصر واسرائيل لن تكون في مصلحة مصر.

ولذلك حاول تدويل النزاع لتحفيف التشدد الاسرائيلي ، والى دفع الولايات المتحدة الامريكية بان تهتم بتسوية النزاع.

واتبع الرئيس عبدالناصر عدة خطوات لتدويل النزاع وهي :-

1) زيادة الاعتماد على المساعدات العسكرية السوفيتية لتعويض الخسائر العسكرية وزيادة المقدرة بعد هزيمة 67 فضلا عن هدف تدويل الصراع.

2) زيادة التواجد السوفيتي في المنطقة والذي يعطي للروس أملا في حقيق حلمهم القديم وهو الوصول الى المياه الدافئة.

3) الاستعانة بالخبراء والمستشارين العسكريين السوفيت (وقد وصل عدد الخبراء السوفيت الى 20 ألف تقريبا). وقد زاد هذا الجراء قلق الولايات المتحدة الامريكية.

4) تهيء تسهيلات عديدة للاسطول السوفيتي.

كل هذه الاجراءات اعطت السياسة المصرية قدرة تساومية مع الولايات المتحدة ، ولذلك طلبت مصر من الاتحاد السوفيتي السابق ان يمثلها في أية مفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل حل النزاع .

وهذا كله يعني قد تم تدويل النزاع بنجاح ، وتحول النزاع الاقليمي الى نزاع دولي من خلال توريط القوتين العظمتين.



الموقف العربي:

* يقسم العرب الى دول المواجهه مع العدو ، ودول الدعم للدول المواجهة ، ودول لا داعمة ولا مواجهة.

والمنطق هنا دعم الدول النفطية دول المواجهه العسكرية ، وفي هذا الاطار –اطار التنسيق المتبادل- قرر وزراء العرب عن حظر شحنات البترول للدول المؤيدة لإسرائيل (الولايات المتحدة وبريطانيا) . في المقابل كان الرئيس عبدالناصر يريد الحصول على المزيد من الدعم من دول الدعم ، وذلك لسببين هما: 1) حرب 67 ادت الى اغلاق قناة السويس الذي كان يعتبر مصدرا للعملة الصعبة لمصر، 2) لتعويض الخسائر وتطوير الترسانة العسكرية.

ومن هنا حدث التناقض ، فالدول النفطية اظهرت عدم قدراتها في زيادة دعم مصر بسبب قطع موردها الاساسي الذي يأتي من بيع النفط.

ولذلك عقد في 29-8-1967م مؤتمر القمة العربية في الخرطوم والذي من اهم قراراته:

1) إلتزام مصر بانسحابها من اليمن (لان مصر كانت متورطة في دعم النظام الجمهوري الذي يقف ضد مصالح الدولة السعودية ،وهذا ما أدى الى توتر العلاقات بين مصر والسعودية ، ومصر بعد 67 بحاجة الى دعم سعودية النفطية ، ومعنى ذلك انه يجب عليها تحسين العلاقاتها مع السعودية من خلال انسحابها من اليمن).

2) رفع الحظر النفطي مقابل تخصيص 20% من عوائد النفط كدعم للدول المواجهه.

3) ضرورة تجميع الجهود لإزالة آثار العدوان، لان الارض المحتلة في 67 ارض عربية وجب على جميع العرب استرجاعها وان ذلك مسؤولية جماعية للعرب.

فتم الاتفاق على توحيد الهود في المجال الدولي والمجال الدبلماسي لازالة اثار العدوان. وتم استخدام السلاح التفطي استخداما ايجابيا.



الموقف الدولي:

عبرت المحافل الدولية عن رأيها في قرار 242(22 نوفمبر 1967م) كالتالي:

اعتبرت بان هذا القرار يعتبر من القرارت الهامة في الشرعية الدولية، وطلب الامين العام للأمم المتحدة ايجاد وسيط دولي يهدف الى حل النزاع. وقد قبل الرئيس جمال عبدالناصر بفكرة الوساطة ولكن بشروط وهي:

1) عدم العترافي باسرائيل الا بعد تسوية نهائية تتضمن استرجاع مصر لجميع أراضيها.

2) عرض قضية خليج العقبة على محكمة العدل الدولية.

3) ربط حرية المرور في قناة السويس مع حالة تطبيع وتسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.

*وجاء موقف دول العالم الثالث داعما للمطالب المصرية وتنادي بالانسحاب الفوري من قبل إسرائيل من الاراضي المحتلة ، وتحذر من خطورة احتلال اراضي الغير بالقوة للا يمثل ذلك سابقة تؤدي الى فوضى سياسية تالية.



مشروع قرار 242 :

وقد قدم الاتحاد السوفيتي قبله مشروعا لمجلس الامن لكنه رفض ، ثم قدمت بريطانيا مشروع آخر وافق المجلس عليه ، وسمي هذا القرار بقرار 242 وفيه:

الديباجة:

· مجلس الامن يعلن عن قلقه المتواصصل حيال المنطقة وإذ يؤكد عدم الاستيلاء على الارض بواسطة الحرب ، والحاجة الى العمل من أجل سلام عادل ودائم تستطيع كل منطقة أن تعيش بالامن.

· ويؤكد بان كل دول الاعضاء في الامم المتحدة يطبق مادة 2 من الميثاق بقبوله هذا القرار



وأولا : ان تحقيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط ويستوجب ذلك تطبيق مبدأين هما:

1) سحب القوات المسلحة الاسرائيلية من اراضي (الاراضي) التي احتلتها في النزاع.

2) جميع الادعاءات أو حالات الحرب ، واعتراف بسيادة ووحدة اراضي كل دولة في المنطقة واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة وحرة من التهديد او اعمال العنف.

ثانيا: يؤكد ضمانة حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية ، وايضا تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين وضمان الاستقلال السياسي لكل دول المنطقة.

ثالثا: يتم تعيين ممثل خاص من قبل الامين العام للاتصال مع الدول المعنية لتحقيق تسوية سلمية وفقا لمبادئ ونصوص القرار. (آلية لتنفيذ القرار)



ملاحظات على اقرار:

· إنه يتضمن توفيق ماهرة بين المصالح المتعارضة حيث وضع درجة الانسحاب مع نفس الدرجة والاهمية في العيش بسلام ، والانسحاب لصالح العرب والسلام لصالح الصهاينة. كذلك تظهر المهارة في مسألة حرية الملاحة التي وضعت بنفس الاهمية لمشكلة اللاجئين.

· يتضح أيضا مدى خداع الصياغة البريطانية التي قالت .. (اراضي) بعكس (الاراضي) التي تعني الانسحاب من جميع الاراضي العربية، وقد استخدم صيغة الاراضي في جميع اللغات بالاخص الفرنسية.



المواقف:

*مصر والاردن ولبنان قبلت القرار ، اما الفلسطينيين و السوريين فقد رفضوا، والاسرائيليون وافقوا على الصياغة البريطانية.

*إسرائيل أعطت تفسير لهذا القرار وهو ان سيناء ليست مصرية! والجولان ليست ملكا لسوريا ، وفلسطين تحت الانتداب لهاوضعية قانونية خاصة ، والهدف من ذلك كله هو عدم التعارض مع ميثاق الامم المتحدة الذي لا يجيز احتلال اراضي الغير بالحرب.

* الدول العربية رأت بانه من الصعب ان يعقد اي اتفاق مع اسرائيل دون انسحاب الاخيرة من الاراضي العربية التي احتلتها عان 67 ،وهذا الموقف العربي يبدوا عليه انه اعطى الاولوية للمصلحة العربية على المصلحة الفلسطينية، ومن هنا بدأ يحد لأول مرة تناقض بين المصلحة العربية والفلسطينية ، وهذا ما سبب اطلاق المقاومة الفلسطينية سواء في الاراضي التي احتلت في 67 أو في الدول العربية التي احتضنت المخيمات الفلسطينية مثل الاردن ولبنان.



المقاومة الفلسطينية :

*إنطقلت المقاومة الفلسطينية بعد حدوث تناقض بين المصلحة العربية والمصلحة الفلسطينية ، وصيرورة العلاقة بين المصلحتين علاقة عكسية.

*تعددت المنظمات المقاومة لعدة عوامل اهمها : 1)الاختلافات الايدولوجية. 2) المنافسة بين الدول العربية التي تحتضن المنظمات.

أشهر المنظمات وأقدمها هي منظمة فتح، وكانت تعتبر ممثلة للقومةي الفلسطينية، وكانت تعبر عن اتجاه قومي فلسطيني ، ووفقا لوجهة نظر هذه المنظفة فان تحرير فلسطين اولى من وحدة العرب.

*هناك منظمة فدائية أخرى وهي الجبهه الشهبية لتحرير فلسطين، والتي بدأت في 11 ديسمبر 1967م وكانت تعبر عن اتجاه ماركسي تحاول الارتباط بين النضال من أجل تحرير فلسطين وبين النضال العالمي ضد الامبريالية، فنضال الاول هو جزء من النضال الثاني في رأيها، وكانت تتبنى منهج الماركسية العلمية (تتوافق مع بكين وموسكو).

حدثت انشقاقات في هذه المنظمة فظهرت منها الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة (أحمد جبريل)، والجبهه الديموقراطية لتحرير فلسطين بقيادة (نايف حواتمة).

* وهناك مقاومة أخرى كانت تدعى بمنظمة الصاعقة وهي ترى بأن الثورة الفلسطينية هي جزء من الثورة العربية من الثورة العربية الاشمل، وإن مصير فلسطين هو في إطار (سوريا الكبرى) –فكانت تؤيدها سوريا-.

*جبه التحرير العربية وكانت تؤيد البعث العراقي ، ومنظمة الانصار وهي متأثرة بالتيار الشيوعي.

*هذه المنظمات اعتبرت بان النضال المسلح هو الوسيلة الوحيدة لتحرير فلسطين، تأثر هذا المبدأ بالتجربتين الجزائرية والفيتنامية.

*هذه المنظمات الفلسطينية أدت الى نوع من التخوف في النظام العربي من القيام باعمال غير مسؤولة التي يمكن ان تقوم بها هذه المنظمات.

*يلاحظ بان هزيمة 1967م أثرت تأثيرا سلبيا على مصداقية منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها (أحمد الشقيري) –وكان يطلق على هذه المنظمة منظمة التحرير الاولى- بسبب اعتمادها على الكلام المتطرف، فقامت المنظمة بتعديل ميثاق 1964م واعطت الاولوية للنضال المسلح، واهم المواد التي أضيفت هي:

مادة 9: الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.

مادة 21: الشعب الفلسطيني والمنظمة يرفضان كل الحلول البديلة عن تحيري فلسطين تحريرا كاملا.

مادة 22: الحركة الصهيونية عنصرية استيطانية فاشية.

وهذه المواد التي عدلت والتي اعطت الاولوية لتحرير فلسطين حذفت بعد توجه الفلسطينيين نحو السلام!

* من المشاكل التي واجهتها فتح هو التردد من اختيار منظمة واحدة ذات توجه واحد وإلغاء كافة المنظمات الاخرى ولو باستخدام القوة، أو بالتعددية؟ وتم اختيار الخيار الاخير لان المنظمات الفدائية ليست مجرد أحزاب سياسية بل هي تعبر عن تنظيمات مسلحة شبه نظامية، فلو حدث أي اختلاف مسلح فسيؤدي ذلك الى حرب أهلية وهذا لا تريده المنظمات كلها.

*أصبح (ياسر عرفات) رئيسا للمنظمة الثانية منذ عام 1969م وقام بخدمات مدنية مثل تأسيس الهلال الاحمر الفلسطيني ،مركز الدراسات الفلسطينية ، مكاتب سياسية وغيرها من المؤسسات التابعة للمنظمة لتصبح الاخيرة شبه دولة وهذا ما يعيد للأذهان إسلوب اليهود المتميز في تأسيس المؤسسات قبل قيام الدولة.

وقد كان مصادر التمويل التبرعات التي يقدمها فلسطينيو الشتات.

أعلنت المنظمة في يناير 1969م رفضها القاطع لقرار مجلس الامن رقم 242 الذي يتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأعلنت بان هدفها هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية.

*إسرائيل في تلك الفترة كانت ترفض وجود الشعب الفلسطيني، أما على الجاتب الاخبر فكانت هناك جهودا دولية تمثلت في إصدار الجمعية العامة في ديسمبر 1969م لأول مرة اعترافا بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، وحل بذلك مصطلح الشعب الفلسطيني بعد ان كان يطلق عليهم في الجحافل الدولية باللاجئيين الفلسطينيين.

*عدد الفدائيين الفلسطينيين وصل الى حوالي 20ألف في نهاية 1968م، وأصبحت المخيمات الفلسطينية وفي الاردن بشكل خاص مركزا للعمليات الفلسطينية، مما أدى الى وقوع مصادمات بين تلك المنظمات وبين السلطات الاردنية ، وهذه المصادمات كانت تقوم على مبدأ السيادة.

* وجهت إسرائيل اتهامات الى الاردن بالتواطؤ مع الفدائيين الفلسطينيين عام 1968م ، وكانت تضرب الاردن عدة مرات كنوع من الضغط ، فقامت التنظيمات الفلسطينية بعمليات مضادة تمثلت في خطف الطائرات الاسرائيلية في أوربا ، وهاجموا بعض الطائرات المدنية الامريكية ، وكان الهدف من ذلك هو الضغط على الاطراف حتى يتم أخذهم في الاعتبار كأحد الاطراف الهامة.



المواقف:

الموقف المصري : كان الرئيس عبدالناصر مدركا في ان حل الصراع لن يتحقق في اعمال العنف إنما بالحرب النظامية ، لكن يمكن الاستفادة من عمليات العنف كأداة ضغط سياسية ، لذلك أوضح الرئيس للقيادات الفلسطينية إنه لا يوجد تناقض بين مصلحة مصر وفلسطين. ولذلك يحق للفلسطينيين من وجهة نظر الرئيس عدم قبول اي قرار لا يتوافق مع مصلحتهم والتحرك وفقا ما يحققه لمصلحتهم. وقد سألهم : لماذا لا تكونوا اللامسؤولين بيننا؟.

فوجهة نظر الرئيس هو ان تكون المقاومة الفلسطينية أداة جديدة -بعد التورط السوفيتي و تمويل الدول النفطية لدول المواجهه -الى القوة العرية لمساعدتها في الضغط السياسي على اسرائيل لايجاد تسوية.

الموقف السوري: كان يتميز بنوع من الازدواجية، فكانت هناك تفرقة بين موقف سوريا من المقاومة الفلسطينية في الداخل وبين المقاومة في الخارج ، فكانت تشجع المقاومة الخارجية سواء في لبنان اوالاردن او غيرها ، لكنها لا تريد ان تكون المقاومة داخل سوريا.

الموقف اللبناني –والذي هو اكثر الدول المتأثرة بظروف الصراع سلبيا -، فقد طلب رئيس الوزراء اللبناني (رشيد كرامي) ان يدخل لبنان الحرب، لكن قيادات الجيش اللبناني رفض ذلك ،وكانت الاستخبارات اللبنانية تراقب المخيمات الفلسطينية ، في وقت كان مسلمو لبنان يتعاطفون مع الفلسطينيين والعرب ، وقد قامت تظاهرات ضخمة في أواخر الستينات تأييدا للفلسطينيين.

* قامت اسرائيل بتوجيه ضربة انتقامية للبنان في اواخر عام 1968م ، فدمرت الاسطول اللبناني الجوي ، مما اثارت التناقضات الداخلية في لبنان.

*الجيش اللبناني حاول التحكم بعمليات الفلسطينيين وحدث توتر كبير في لبنان ، وقد تدخل الرئيس جمال عبدالناصر لوقف هذه الازمة وتم التوقيع على اتفاقية القاهرة 1968م واهم بنوده كان اضفاء الشرعية للتواجد الفلسطيني وسمحوا لهم باعمال الفدائية في الجولان وليس في الارض التي احتلت في عام 1948م.

*عينت الامم المتحدة وسيطا لها بين اطراف النزاع الشرق اوسطي وهو (جونار يرن) –سويدي الجنسية- ، والهدف من عمله هو تطبيق قرار 242، لكن مهمته فشلت.

*انتهزت مصر الهدوء النسبي للاشهر الاولى لعام 1969م في جبهة سيناء، فعملت على اعادة بناء قوتها العسكرية بدعم من الاتحاد السوفيتي، وكان يعد من ذلك لعمل عسكري وهذا العمل العسكري اذا حدث يرغم الجهات الدولية للتدخل في النزاع ، اي تدويل النزاع.

*اسرائيل بدأت ترد بغارات على الاهداف المدنية لمصر ، وقامت بإنشاء خط دفاعي حصين على الضفة التي تسيطر عليها من السويس، وأطلقت عليها خط (بارليف) ، وقد قل عنه بانه لا يمكن ازالته الا بالسلاح النووي ، الا ان المصريين استطاعوا تحطيمه بخراطيم المياه في حرب 1973م.

* أعلن (نيكسون) بعد توليه المنصب الرئاسي باسبوع عن قلقه أزاء خطر انفجار الاوضاع في الشرق الاوسط (وهذا ما يهدد بانفجار مواجهه بين القوتيين العظميتين) ، وهذا دليل على نجاح خطة تدويل النزاع.

كان الرئيس نيكسون يحاول ان يصل الى ابرام خطة تمنع السوفيت من السيطرة على المنطقة ، وكان وزير خارجيته (روجرز) يرى ضرورة حل هذا الصراع بعكس مستشار الامن القومي (هنري كيسنجر) الذي رأى بان ترك الصراع بلا حل مصلحة للولايات المتحدة الامريكية ، ليظهر للعرب بان الحليف السوفيتي فاشل مما يؤدي الى توجهه العرب الى الولايات المتحدة.





حسين علي العباسي الدشتي


http://members.lycos.co.uk/drdashti/...bi_sehyoni.htm