بيان للسيد كاظم الخائري للشعب العراقي





بيان المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري "دام ظلّه" بمناسبة يوم القدس العالمي
بـسم الله الـرحمن الـرحيم

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). صدق الله العليّ العظيم

يا أبنائي و أعزائي في العراق، السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:

إنّ المسجد الأقصى يمثّل العمق العقائدي، والثقافي والتاريخي لدينا; لأ نّه القبلةُ الاُولى للمسلمين، وهو محطّة معراج نبيّنا (صلى الله عليه وآله) كما أنّ للأقصى دوراً كبيراً في مستقبل حركة التكامل الإنساني، حيث ستنعقد فيه صلاةُ الفتح والظفر المأموم فيها نبيٌّ من اُولي العزم، وإمامُها قائم آل محمّد المهدي الموعود ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ ، وهي اشارة البدء لبسط العدل والقسط، وبذلك يتحقّق وعدُ الله.

إنّ الأقصى يستصرخ المسلمين ويستنجدهم ليخلّصوه من دنس الصهاينة الذين يستبيحون حرمته ويعملون لهدمه، وليس له من مجيب إلاّ ثلّةٌ لايملكون إلاّ الحجارة يرجمون بها شذاذ الآفاق من الصهاينة العنصريين.

أيّها العراقيّون الغيارى، لقد طلبتُ منكم في العام الماضي أن تلتحقوا بركب مسلمي العالم باتخاذهم يوماً خاصّاً للقدس ألا وهو آخرُ يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وأمّا هذا العام فإنّي اُؤكّد على إحياء يوم القُدس بأحسن صورة، ولو أمكنكم التظاهرة وسمحت بها الظروف الأمنيّة ـ التي أنا أعلم بصعوبتها ـ لكان ذلك أفضل اُسلوب للتعبير عن مشاعركم تجاه قبلتكم الاُولى المحتلّة سيّما وأنتم تعيشون مرارة الاحتلال كما تعيشها فلسطين وأبناؤها، واطرحوا مطالبتكم بحقوقكم وحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وبالشكل التالي:

1 ـ طالبوا برجوع كلّ واحد إلى وطنه فيرجع الصهاينة إلى أوطانهم التي أتَوا منها، ويرجع إلى فلسطين وينعم بالعيش فيها أبناؤها: مسلمون و مسيحيّون ويهود، ولاحقّ لغيرهم فيها.

2 ـ على قوّات الاحتلال المستبيحة لحرمة أرض العراق جدولة انسحابها الفوري وترك العراق لأهلِهِ يبنونَهُ بجهدهم ويحفظونه بدمائهم.

3 ـ طالبوا بحقّ إخوانكم العراقيين المهاجرين وضرورة إشراكهم في الانتخابات حتى لاتنجح مؤامرة حذف ملايين الأصوات لصالح فئة على حساب اُخرى.

4 ـ طالبوا بضمان حرّية الانتخابات وعدم تزوير نتائجها.

"اللّهمّ إنّا نرغبُ إليكَ في دَوْلة كريمة تُعزُّ بها الإِسلامَ وأهلَهُ وتُذِلُّ بها النِّفاقَ وأَهلَهُ".
والسلام عليكم من أب جريح القلب قريح العينين ورحمة الله وبركاته.




23 / رمضان / 1425 هـ. ق
كـاظم الحسـيني الحـائري