نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





الطفولة من خلال الموقع الراهن

• كيف تقيم طفولتك، أو كيف تنظر إلى هذه الطفولة من خلال موقعك الحالي الكبير؟

أعتقد أن العناصر المتنوعة التي عشتها في طفولتي إستطاعت أن تغني الكثير من شبابي، لأنها طفولة كانت أقرب إلى الجدية من العبث، ولكنني أفتقد في داخل نفسي الآن، كثيراً من حاجات الطفولة، لأنني لم أعش طفولتي كما يعيشها الأطفال بشكل منفتح، ولذلك فإنني أختزن في داخل شخصيتي راهناً جوع الطفولة، وربما أختزن جوع الشباب. يعني، أعتقد أن مراحل العمر لا تموت، فالشباب يحمل في داخله شخصية الطفل، ولذلك يحاول أن يعبث كما يعبث الأطفال، وهذا ما يعبر عنه الآباء عندما يلعبون مع أطفالهم، لأنهم لا يريدون أن يلاعبوا أطفالهم، ولكنهم يريدون أن يجربوا كيف يلعبون، كيف يستعيدون طفولتهم في ذلك. وهكذا يختزن الشيخ في داخله مرحلة الشباب، ولذلك يحنو إلى كثير من تطلعات الشباب، حتى بعد أن يفتقد الفرصة. أشعر بأنني لم أعش طفولتي كطفل، ربما كنت شاباً في طفولتي، وقد تكون بعض مراحل طفولتي شيخوخة. ويهمني أن أبقى طفلاص في وداعة الأطفال، وفي محبتي للناس.


بين الإسلام والتغيير


نريد أن نعرف من الذي يقود عملية التغيير في هذا العصر: الحزب الإسلامي أم الإسلام نفسه مجرداً من الحزبية، أم الأيديولوجيا سواء كانت رأسمالية أم إشتراكية أم إشتراكية علمية؟

عندما يريد الإنسان رصد آفاق هذا السؤال يلاحظ أن مسألة التغيير ليست من المسائل التي تحتضن عنصراً واحداً فقط. فعندما نلتقي بالإسلام في عملية التغيير من خلال الإسلاميين الذين يفكرون بهذه الطريقة فقد نجد أن الإسلام ليس مجرد فكرة من الأفكار السياسية التي تطرح في الساحة لتعالج حالة حكم أو حالة تشريع مع إمكانية جعل هذا الإسلام يعيش ضمن حدود معينة، خاصة قد نستطيع وضع روابط أو موازين محددة له.

حقيقة، الإسلام دين يحمل في داخله كل الأثقال التي تجعله حركة تاريخية أو حركة إبداع، وحركة إختراق بالمستوى التي قد تتحول فيه الأمور إلى مشكلة سياسية في وعي الناس تتحول فيه الأمور إلى مشكلة فكرية أو مشكلة سياسية في وعي الناس أو في حركتهم العامة أو الخاصة. لهذا، نصطدم بإنقسامات قد تحدث أو حدثت في التاريخ، إضافة إلى التعقيدات السياسية التي تترك أثاراً سلبية أو إيجابية على طبيعة الطرح الإسلامي في هذه المرحلة أو تلك.

من خلال ذلك قد نلتقي بالمسألة الإسلامية في خصوصياتها الدينية بالمعنى الشعبي، وفي هذه الخصوصية قد تدخل أشياء لا علاقة لها بالدين، وقد تلتقي بالجوانب الفكرية- الفلسفية، وبالجوانب التشريعية، والسياسية، وحتى عندما كان الإسلام يحكم، في المراحل المتأخرة، لم يكن هناك وعي سياسي يربط بين الإنسان العادي وبين حركة الحكم المنوجدة في قمة السلطة. هذا المفهوم الذي يحاول أن يعزل السياسة عن الدين قد يخلق الكثير من التعقيدات التي يمكن أن تواجه الحركة الإسلامية في طرحها السياسي لأنها ستصطدم بجماهيرها قبل الإصطدام بالجماهير المضادة من خلال حاجتها إلى إعادة تركيب الحالة الذهنية لهذه الجماهير لإفهامها أن الإسلام ليس مجرد عقيدة غيبية، وليس مجرد حالة عبادية. الإسلام يحتضن الحياة كلها في همومها، وقضاياها ومشاكلها، وحلولها. غير ذلك، المسألة أيضاً تتصل بالواقع السياسي العالمي الذي إعتبر أن مسألة الدين هي من المسائل التي إنتهى منها الإنسان، وأصبح الدين مجرد حالة داخل المساجد،والكنائس من دون أن يكون له اي دور في حقيقة الحياة الإنسانية المتنوعة الجوانب. قد يندهش البعض عندما تطرح الدين الإسلامي كمشاركة في السياسة بطريقة موضوعية أو عقلانية، وهذا البعض جعل الثقافة السياسية المعاصرة حالة الإسلامية أنها تواجه حالة شعبية من خلال مواقع التخلف في فهم الدين، وحالة أخرى نخبوية ملقحة بالمفاهيم الأوروبية حول الدين. لذلك، فقد تكون الحالة الإسلامية بحاجة إلى صدمة لكي تهز هذا الواقع، وتفرض عليه ضرورات التفكير بجدية بكل هذه العناصر التي قد تتحول إلى حالة حركية متراوحة بين الرفق، والعنف. فقبل الكلام عن معقولية أو عدم معقولية أي شيء علينا المبادرة إلى صنع الواقع المثير للجدل حتى لاصراخ، حتى إستنهاض الإنتقاد. على هذا الشكل تجعل الواقع المحيط بك يواجه الصورة الحقيقية ولو بطريقة تجريدية بعدها تستطيع الفرز على مستوى الحركة أو الثورة أو الدولة، وستجد أمامك واقعاً دينياً حركياً قد تنتقده وقد لا تنتقده، وقد ترفضه، وقد تقبله، ولكن لابد لك من التعامل معه تعاملك مع أي واقع.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إن الحزب، مهما كبر، يمثل حالة في الأمة، ولا يمثل الأمة مهما أرادت أن تفرضه على الأمة، وهذا أمر عشناه في الحركة الحزبية العالمية، وليس على مستوى الحركة الإسلامية فقط.لابد أن يكون هناك تزواج بين الحزب، وبين الأمة بحيث أن الحزب يحدد خط التفكير، ويحدد وحدة الفكر، ويحدد بناء العناصر القيادية. في هذا الجو، نتحتاج إلى نوع من التزواج بين الأمة، وبين الحزب، ولا سيما أن مسألة الدين ليست من المسائل السطحية بل هي حالة إستنهاضية لأعمق ما تملك الجماهير، ولعل التجربة التي عاشتها الثورة الإسلامية في إيران تمثل تجربة رائدة في هذا المجال. فالثورة الإسلامية لم تنطلق من حالة حزبية بالمعنى المتعارف عليه للحالة الحزبية لكنها كانت تختزن تنظيماً معيناً بتوزيع الأدوار على كل المواقع المؤيدة للثورة بحيث أن هذا التنظيم الذي تحرك به الإمام الخميني الممثل لحالة مرجعية في الأمة، إستطاع أن ينفذ إلى الأمة فيحركها مستفيداً من قداسة المرجعية في وعي الأمة من جهة، ومن أخرى مستفيداً من حركة التنظيم التي تشرف عليها المرجعية. في حالة التزواج بين التنظيم وبين الأمة، وإعتقد إنها حققت نجاحاً كبيراً. وبعيداً عن الإسلام، عندما نطل أو تقارب المسألة السياسية العالمية بما تعني من رأسمالية أو ماركسية أو قومية وما إلى ذلك من عنوانين كبرى نرى أن الحزب وحده لا يستطيع تحقيق التغيير بل لابد له من عناصر كثيرة لتدعيم توجهاته التغييرية.

إن عملية التغيير هي من العمليات المعقدة التي لا تستطيع أن ترسم لها قاعدة ثابتة، وجولة في التاريخ تعطينا فكرة عن الآلاف التي يمكن أن تحرك عملية التغيير بشكل عميق أو سطحي تحت عناوين معينة قد لا يكون لها إلا دور الواجهة.



• جاء الإسلام كثورة تغييرة فلماذا تحول إلى جزء من السلطة الحاكمة في أي بلد عربي؟

نحن نعرف أن أي فكر تغييري سواء أكان دينياً أم وضعياً أو علمانياً لا يستطيع أن يحمي نفسه من دون الملتزمين به. هناك الكثير من حالات الإنهيار الديني أو الإنهيار الإجتماعي أو الإنهيار السياسي التي يخضع لها الفكر. وفي حالات كثيرة يتمثل الفكر بطريقة متخلفة توحي بالكثير من حالات السقوط الإجتماعي أو السقوط السياسي أو السقوط الأخلاقي. هذا ما لاحظناه في كل الأفكار التغييرية في العالم التي بدأت ثورية ثم تحولت إلى شكل هادئة من أشكال الدولة التي التي تعيش الجمود الروتيني أو الطموحات السياسية لهذا الحاكم أو ذلك الذي منح ذاته قداسة معينة بإسم الفكر أو بإسم الدين ثم يحاول تسخير الدين لخدمة أهدافه حتى يصبح الدين مجرد حالة لتعظيم هذا وذاك.

إن الكثير من العوامل التي تفسح المجال لإستغلال الدين في غير إتجاهه الصحيح، وهذا أمر لا يقتصر على الإسلام بل يطال كل الديانات من مسيحية أو يهودية أو بوذية.... وماذا عن التيارات القومية؟ وعن الأبطال القوميين؟ وماذا عن التيارات الماركسية؟ وعن التيارات الإشتراكية؟ ماذا عن الديموقراطية؟..... إن الكثير من هؤلاء إستغلوا بعض الفجوات الفكرية نافذين إلى عمق الإنتهازية لتحقيق أغراضهم، ولهذا فإن الأفكار التغييرية بحاجة إلى حركات إصلاح، إلى حركات جديدة في الفهم، وفي إزالة الركام الذي أطبق على المفاهيم الحقيقية فجعل صورتها تختلف عن الصورة الحقيقية التي إنطلقت منها...

بين الدين والعلمنة، والمجتمع العربي


صحيح أن الفكرة الدينية تقول(لقد أنزلناه ديناً ودنيا)، على أن هذا لا يمنع من قيام علمنة مؤمنة، فلماذا يجتهد فقهاء الإسلام لرفض هكذا علمنة مؤمنة قد تكون إحدى العوامل لصهر المجتمع العربي علماً أن القرآن الكريم لا يرفض هكذا حالة، بمعنى قيام دولة غير حزبية، وغير دينية، وغير متميزة لهذه الفئة الدينية او تلك؟


أعتقد أن الفكرة تنطلق من الإستغراق في المفهوم الغربي عن الدين، الذي يعتبر الدين حالة روحية، لا علاقة لها بالحياة إلا من خلال العناوين الأخلاقية القائمة التي تطل على بعض جوانب السلوك في الحياة مما قد لا يكون واقعياً في أغلب الحالات.

وعندما نريد أن ندرس المسألة من خلال هذه المقولة(الإسلام ديناً ودنيا). ما هو الإسلام؟


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الإسلام عقيدة في النظرة إلى الكون، والإنسان وإنما يخضع لإرادة الله والحياة التي أنزل الله رسوله منهجاً كاملاً يشتمل على المفاهيم العامة، للإنسان وللحياة، وللعلاقات كما يشتمل على مفردات قانونية تشريعية، تتصل بكل قضايا الإنسان في الحياة. عندما تكون الفكرة كيف يمكن أن تجمع بين هذه الفكرة وبين أي فكر آخر؟

إنك عندما تتحدث عن ضرورة علمنة مؤمنة، يطرح السؤال التالي:

هذه العلمنة ماهو قانونها، هل أن قانونها يتفق مع قانون الإسلام أم يختلف؟

عندما يختلف قانون العلمنة مع قانون الإسلام تكون قد وجدت حلاً لمشكلة المسيحيين أو حللت مشكلة الملحد، ولكنك أوقعت المسلم في مشكلة، وهي إنك جعلت فاصلاً في حياته بين القانون الذي فرضته عليه من خلال الدولة، وبين الشريعة التي يلتزمها كشيء ديني تماماً كما يلتزمها في صلاته.


لذلك هذه ليس حلاً للمشكلة بل حل لمشكلة غير المسلمين وليست حلاً لمشكلة المسلمين. هكذا تماماً كما تقول، إن علينا كماركسيين أن ندعو إلى ماركسية متدينة، أو إلى دولة دينية تنسجم مع الماركسية، لذلك علينا أن نحدد فهمنا لمسألة، ما هو الإسلام؟ اإسلام في نظر الناس التقليدين المتخلفين، صلاة وصوم وحج وأعمال فردية. هذا لا يبتعد عن العلمنة. أما الإسلام كشريعة، مناهج للسلوك الإنساني، فقد يصطدم بالعلمنة إذا إصطدمت بشريعته وقانونه. لذلك فالمسألة تخلو من الدقة بطروحاتها. الإسلام عندما يدعو إلى دولة على صورته، في مجتمع متعدد يملك الأكثرية فيه لا يكون الإسلام يبتدع الأفكار، لأنك لن تجد هناك دولة شاملة لكل الأفكار التي لايؤمن بها أفرادها، لذلك هذه المشكلة ستبقى مشكلة إنسانية، هي مشكلة أن هناك بعض من الناس قد لا تتوافق عناوين الدولة بالنسبة إليها، كالأقليات القومية،

- أنت كشيوعي، أو كديموقراطي، أو كإشتراكي- عندما تعيش في دولة تخطط على خلاف ما تؤمن به تشعر بنفسك بأنك تعيش في حالة إضطهاد، ولذلك تقف في خط المعارضة، لتفسح المجال لتغيير الدولة على صورتك. لذلك، فالخلاف الذي يحدث في مثل هذه الأمور، ينطلق من أن كثير من الناس لا يريدون أن يستوعبوا الإسلام لأنه يمثل قانوناً كاملاً، وشريعة كاملة. عندما تمتلك شريعة كاملة فكيف يمكن أن تدخلها تحت ظل شريعة أخرى، وتقول هذا هو الحل العادل للإنسان.


دعوة إلى حوار إسلامي- ماركسي


- يقول علي بن أبي طالب( ما رأيت مالاً وفيراً إلا وبجانبه حق سليب). ثم جاء كارل ماركس وقال(فائض القيمة) القولان متشابهان مضموناً، ترى ما العقبة في وحه حوار إسلامي- ماركسي إذا أزحنا قضية الإلحاد؟


من الطبيعي أن الإمام علي(ع) كان يتحدث عن المشكلة ولكنه لم يتحدث في كلمته عن ماهو الحل للمشكلة. وقد تقترب نظرية ماركس من هذه الكلمة في تصوير المشكلة، ولكن الخلاف بين الإسلام والماركسية فيما هو الحل للمشكلة، ونحن ندعو إلى حوار إسلامي-ماركسي يحاول أن يجد مواقع اللقاء. ويحدد مواقع الإفتراق، ليتفهم الإسلاميون والماركسيون على ما يمكن أن يتعاونا في كثير من المواقع السياسية، أو بعض المواقع الإقتصادية إذا إكتشفنا أن هناك شيئاً ما يقتربان فيه بعضاً من بعض.

يعني الإسلام والماركسية متفقتان على الشكل؟

متفقتان على المشكلة ولكن مختلفتان على الحل.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الزواج المختلط

- سماحة العلامة: لماذا ترفضون الزواج المختلط؟

لنعترف أن كل طائفة لبنانية تعترف نظرياً بالأخرى، وتلغيها عملياً، ومن عوامل الإلغاء رفض الزواج المختلط مع إحتفاظ كل فرد بدينه؟ ما المشكلة، ما العقبة؟

في الفقه الإسلامي، الزواج المختلط رائج بمعنى أن المسلم يتزوج مسيحية أو يهودية. هذا حتى بفائها على دينها، لكن ليس للمسلمة أن تتزوج غير المسلم. هذه المسألة قد نستطيع أن ندرك أبعادها بقطع النظر عن مسألة النصوص الشرعية. توجد نقطة أساسية، وهي: لماذا يجيز الإسلام للمسلم أن يتزوج مسيحية أو يهودية، ولا يجيز للمسلمة أن تتزوج مسيحياً أو يهودياً؟ لأن الإسلام يؤمن بالكتاب كله. الإنسان المسلم لا يمكن أت يسيء إلى مقدساته زوجته المسيحية، لأ،ه يعظم عيسى والعذراء والإنجيل، وإن كان لا يعظم بعض الطقوس التي يتحرك بها المسيحيون. وهكذا الإنسان المسلم لا ينطلق في إسلامه، من أي حالة ذاتية ليعطي نفسه حرية الإساءة لزوجته اليهودية من خلال مقدساتها، لانه يؤمن بموسى وبالتوراة وبكثير من تاريخ بني إسرائيل الذي يتحدث عنه القرآن.

بينما عندما يتزوج المسيحي مسلمة لا يرى حرجاً في أن يسيء إلى النبي، والأمر نفسه بالنسبة لليهودي عندم يتزوج مسلمة فإنه يجد أن إساءته للنبي أو للقرأن حالة طبيعية. ولذلك عندما نرغب المسلمة أن تعيش إسلامها، والزوج مسيحي أو يهودي قد لا يستطيعان من خلال إلتزامهما الديني أن ينسجما في كثير من التطلعات الدينية، بينما عندما يكون الزوج مسلماً والزوجة مسيحية، هناك إمكانية الإنسجام. عندما تسمع الزوجة المسيحية زوجها يتلو القرآن تنسجم معه لأن القرآن يتحدث عن مريم(ع) وعن عيسى(ع). لا أقول أن هذا أساس التشريع، ولكن أقول أننا نستطيع أن نفهم التشريع بهذه الطريقة، مما يجعل من المسألة حالة لا تبتعد عما هو الإنسجام الإنساني في الحياة الزوجية.

- من خلال هذا الطرح تبرز نرجسية طاغية يمارسها الإسلام الأمر الذي يكشف عن حالات إلغاء للآخر؟


عندما نطرح القضية بهذه الطريقة، ونجعلها بداية إنسجام الزوجين. لا نرى حالة نرجسية. هناك فرق أن يكون الزوجان يعيشان فكرهما أو لا يعيشانه.

إذن، ليس هذا مسلماً وليست هذه مسيحية عندما يريدان أن يعيشا فكرهما، ويعيشا بحريتهما وبعفويتهما الطبيعية، حيث يطلق الإنسان لنفسه ولأفكاره كل شيء، ومن الطبيعي أن يصطدم لكل شيء.

الإسلام والحجاب والربا

- طرأت تطورات كثيرة على ممارسة الدين الإسلامي، فلماذا بقيت قضية الحجاب كما هي إلى جانب تحريم المسكرات علماً ان قضايا كثيرة مثل العلاقة مع المشركين أو مسألة الربا قد جرى تجاوزها؟

العلاقات مع المشركين ليست مشكلة في طبيعتها الذاتية. هناك تحريم للربا، ولكن الناس تجاوزوا التحريم عصياناً. نتيجة للضغوط الإقتصادية أو نتيجة أشياء أخرى، ولم يصدر هناك تحليل للربا، كما أن كثير من الناس قد تجاوزوا مسألة الحجاب، هناك الكثير من المسلمات لا يتحجبن على أساس أن الفكر الإسلامي يبرر ذلك، لكن على اساس أن السير مع التيار، يسميه المسلمون إنحرافاً وهكذا نجد الكثير من المسلمون يشربون الخمر. ليس معنى هذا تجاوزاً لتحريم الخمر. عندما نريد أن نفهم مسألة الحجاب المعتدل. علينا أن نربط المسالة بما تحدثنا عنه في المنهج الأخلاقي الإسلامي. عندما يكون المنهج الأخلاقي الإسلامي، هو العفة، يعني إيجاد ضوابط للعلاقات الجنسية، وسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها الإنحراف.

هنا، نجد أن فكرة الحجاب منسجمة مع فكرة أخلاقية الإنسان، ليس يعني أن كل متحجبة سوف تكون معصومة من الإنحراف، لأن جوانب كثيرة تطل على الإنحراف كما أن هناك نوافذ أخرى. هنا، في هذا المجال، نجد سجالاً حول أن المرأة لا تتحرك في المجتمع كعنصر إثارة بل تتحرك كإنسانة، وتبقي الجانب الأنثوي تماماً، كما هو الجانب الذكوري في دائرة الحياة الزوجية. إذاً، لا يوجد تحفظات بين المرأة وبين زوجها. إذا أردنا أن تتحدث عن مسألة السفور، وهي فكرة تنطلق من فلسفة قضية حرية الإنسان في جسده، من فلسفة أن مسألة العفة ليست حالة جسدية بل حالة ذهنية في جوانب أخرى. عندما نفكر بهذه الطريقة، علينا أن لا نفكر بالسفور، ولكن بالعري الإنسان حسب مفهوم هذه الحرية مثل الحيوان. يعني علاقات الإنسانية الجنسية مثل علاقات الأكل والشرب.... إلخ علاقات طبيعية يمكن أن تمارسها أمام الناس؟! لماذا تضع الآن حدوداً للمارسة الجنسية. حتى أنت المتطور، المفكر، ما هي الأشياء الأساسية التي تدعوك لأن تضع حدوداً للعلاقات الجنسية، لكي تكون ضمن نطاق ضيق؟ لماذا المرأة ستراً على الثديين علماً أن الثدي عضواً تناسلي أو عضو جنسي فاضح، وكما يجب أن تتستر هذه الأعضاء الجنسية الفاضحة، يجل أن تتستر الأعضاء الجنسية الأخرى، الأقل إنفضاحاً. هناك عضو جنسي بنسبة مئة بالمئة، يوجد عضو جنسي بنسبة ثلاثين بالمئة أو أربعين بالمئة. فأنا عندنما أبرر كشف الأعضاء الجنسية الأقل إنفضاحاً، علي أن أبيح كشف الأعضاء الأخرى، وعلي أن أبيح النتائج. عندما تخرج الفتاة سافرة، هل يمكن أن تبتعد عن التفكير الجنسي، هل هناك كما يقال الإحساس بالشخصية الجمالية؟ لذلك علينا أن نخطط لأنفسنا القاعدة.

الآن الواقع الذي نعيشه هو واقع جنسي بمعنى الخلفيات الشعورية والخلفيات الفكرية في العلاقات هي خلفيات جنسية. لماذا الآن أكثر علماء الإجتماع يقول أنه لا يمكن أن يكون هناك صداقة بين رجل وإمرأة. الإنسان ليس قالباً محنطاً. هناك غربزة.

مسألة الحجاب والسفور لا نتكلم فيها بالمطلق، هل أنت مع الضوابط الأخلاقية بين الرجل والمرأة؟ إذا لم تكن مع الضوابط الأخلاقية، فعليك أن تفسح المجال للعري والعلاقات الجنسية العلنية. بأن تكون المسألة مجرد ذهنية تزيل الحجب وتكسر الحواجز.
وعندما نقول / لابد من الضوابط، لابد أن تخلق الأجواء التي تهيء الضوابط.


- سماحة العلامة، المقصود بالحجاب الذي يغطي وجه المرأة كلياً، وليس الحجاب الذي يسمح بكشف وجه المرأة؟

قلت أن هذه أشياء جاءت من التقاليد مثل تقاليد الأوروبين. هذه ليست حالة فكرية، هذه حالة فيها رواسب دينية.

العلاقة السوائية بين الإسلام وأهل الكتاب



- في العصر العباسي خاصة بعد إنشاء(بيت الحكمة) لعب المسيحيون دوراً مهماً إلى جانب المفكرين الإسلام في نقل التراث اليوناني إلى العربية، وكان هناك نوع من التفاهم بين هاتين الطائفتين السماويتين الكبيرتين، فلماذا حصل هذا الجفاء بعد ذلك، ولأية اسباب؟


في الاطار الفكري، لا أعتقد أن هناك جفاء بين مفكري الإسلام، ومفكري المسيحية إلا من خلال طبيعة الجفاء بين فكرين مختلفين، من دون أن يؤثر ذلك على الحالة النفسية في هذا المجال. ولذلك فإننا نتصور أن المسألة بين المسيحية وبين الإسلام لم تنطلق من خلال وجود مشكلة طبيعة التنوع الفكري بينهما، لأنك تستطيع أن تقرأ المسيحية في القرآن، كما تستطيع أن تقرأ الكثير من الأفكار القرآنية في الإنجيل. ونجد أن اإسلام تحدث عن المسيحية بطريقة ودية جداً(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون)، كما أن القرآن الكرين أكد على مسألة الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب بالتعبير الذي يتفوق على كلمة (التعايش) ( قل با أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) وكلمة السواء تعني الوحدة.