إن المرحوم الطاهر العدواني كان وراء ذلك


2010.04.07

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


بعد أزيد من أربعة أشهر من الصمت، عبّر أخيرا الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، عن موقفه مما بات يعرف بأزمة الجزائر ومصر، مستهجنا التصريحات المسعورة التي أطلقها بعض المحسوبين على الإعلام المصري، لكن نجم آثر أن يغطّي على تصريحه المتأخّر هذا، بتصريح آخر أكثر إثارة وأكثـر استفزازا للأسئلة

يتعلّق بما وصفه بتورّط المخابرات الجزائريّة في اختطاف رفيق دربه الشيخ إمام..

حصل لنا هطل، نعادي الشعب الجزائري الجميل الذي قدم مليونا ونصف مليون شهيد، هل يُعقل أن يوصف شعب من هذا الصنف بـ ”اللقيط”؟. بهذه الكلمات المقتضبة عبّر الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم متأخرا، في تصريح لجريدة ”العرب” القطرية، عن موقفه من الأزمة التي نشبت بين الشعبين الجزائري والمصري، بعد مقابلة في كرة قدم تسببت في سقوط إعلامي منقطع النظير، قبل أن يطلق فؤاد نجم تصريحا آخر مقتضبا، لم يقف عنده كاتب المقال، يمكن أن نصفه بـ”الخطير”، خصوصا ما تعلّق بما ذكره الشاعر المصري عن حادثة اختطاف الشيخ إمام في باريس، متهما المخابرات الجزائرية بالضلوع في العملية، مدعيا أن المدير المركزي السابق بالأمانة الدائمة لجامعة الدول العربية الدكتور والمؤرخ الجزائري الراحل محمد الطاهر العدواني هو من كان وراء عمليّة الاختطاف، وبأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو من أخبره بذلك..

هذا التصريح المثير الذي خرج به نجم، أول أمس، من وسعه أن يخلخل الكثير من الأسئلة، حول علاقته برفيق دربه الشيخ إمام، وتفاصيل إقامتهما في باريس ثم الجزائر وعلاقتهما بالكثير من الشخصيات الجزائرية السياسية والثقافية، حيث من المعروف أنهما سافرا إلى فرنسا في سنة 1982 باستضافة من وزارة الثقافة الفرنسية، ومن فرنسا انطلقت رحلتهما التي استمرت ثلاث سنوات، إلى عدة دول أوروبية ومغاربية، لكن في منتصف تلك الجولات وبالضبط في محطة الجزائر بدأت أسباب الخلاف تدبّ بينهما، حتى وصلت إلى درجة القطيعة، رغم المجهودات التي قام بها أصدقاء الثنائي خصوصا المثقفين الجزائريين لإصلاح ذات البين بينهما، وتشير مصادرنا إلى أن الممثلة الجزائرية القديرة ومديرة مسرح سكيكدة حاليا، السيدة صونيا، كانت طرفا في الخلاف بين الدويو المصري، خصوصا بعد أن قرر نجم الارتباط بها والإقامة في الجزائر، بينما واصل الشيخ إمام حفلاته في الدول العربية والأوروبية إلى أن عاد إلى مسقط رأسه مصر، أين وافته المنية سنة 1995.

وقد ذكر إمام في مذكراته أن ”التصرفات الطائشة والتصريحات الصحافية لفؤاد نجم، كانت هي السبب في اختلافنا، كما أن لفؤاد غرائزه التي لم يستطع التخلص منها .. فلأول مرة أجد نفسي أمام نجم آخر وأصبحت لا أعرفه ولم أعد أقوى على إصلاحه”..

وبعد أكثر من 15 سنة عن وفاة الشيخ إمام، يخرج اليوم علينا فؤاد نجم، ليطعن في اسم شخصية جزائرية ثورية مثل الدكتور محمد الطاهر العدواني الذي دفن بطلب من زوجته المصرية، قبل خمسة أشهر فقط، بالقاهرة، بعد وفاته هناك عن عمر يناهز 66 سنة قضى معظمها مجاهدا في صفوف ثورة التحرير وباحثا مؤرخا في تاريخ الجزائر. وقد تقلد الدكتور محمد الطاهر العدواني عدة وظائف ومهام تعليمية وسياسية منها أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر، ومدير البحوث والدراسات التاريخية بوزارة الثقافة، ثم مديرا مركزيا بالأمانة الدائمة لجامعة الدول العربية، وممثلا للجامعة العربية في باريس. كما كانت للمرحوم نشاطات عديدة في مجال التأليف والكتابة.. هذا المسار المشرف للعدواني، يدفعنا إلى التساؤل عن سر إقحام فؤاد نجم لاسمه في قضية ”اختطاف إمام”؟

ولماذا في هذا الوقت بالذات؟

وهل لإقامة العدواني في القاهرة لسنوات طويلة وزواجه من مواطنة مصرية علاقة بالأمر؟

كل هذه الأسئلة التي تثيره ”الفجر” لأول مرّة، مفتوحة على المتابعة، رغم أن القضية غامضة وغير مبررة.

رشدي. ر