احب ان اسأل هذا الكاتب الفاشل الذي لا اظن انه سيجد لمنطقه الفاشل هذا سوقا علمية ليبيعه فيه ...

لو اتجه احد ما للسؤال من احد المشايخ عن حكم تقبيل الرفيقة "girl friend' في شهر رمضان هل هو مفطر ام لا..فهل يريده ان يجيب بالمفطرية اذا ما احتمل من هذا الشخص الاقدام على القبلة المحرمة في شهر رمضان ام ان يجيبه بالنفي وعدم المفطرية كما هو معلوم !

وهل ينطبق هذا بالتتابع على المسائل التي يتفق فيها جميع العلماء بعدم مفطرية النظرة المحرمة او الغيبة والنميمة والكذب الخ للصوم من حيث الحكم الشرعي الخاص بصحة الصوم وفساده وان كانت محرمة في ذاتها..ام انه هنا ييسكت وينطب ويحجم عن التعليق لاسباب هو يعرفها وتخلى عنها في معرض تعرضه بتعمد كما هي عباراته التحريضية المتهكمة لفتوى عدم مفطرية التدخين للصوم لدى سماحة السيد فضل الله!

فقول السيد فضل الله بعدم افطار التدخين للصيام لايعني وفق هذه المسألة الدعوة لممارسة هذا الفعل اثناء الصيام..ولو قيل بأن عدم الافتاء بالحرمة قد يشجع الناس على الممارسة بدعوى الجواز اجيب بأن ذلك من الناحية الفقهية لايكفي ليكون مبررا لتحريمه..فهذه المسألة مختلفة عن الاخرى ولاربط بينهما من الناحية الفقهية لتكون مبررا لقلب نتيجة المسألة فيتم القول بمفطرية التدخين للصوم على نحو الحكم الأولي ...بل وقد لاتكون كافية للتحريم بالعنوان الثانوي اذا ما رأى الفقيه ذاته عدم حرمة التدخين!

نعم لو كانت هناك اسباب اخرى تدعو للتحريم بالعنوان الثانوي وتناولها الكاتب الفاشل وفق القواعد الفقهية ليدعو فيها السيد فضل الله كفقيه وبكل ادب وموضوعية للتحريم بدلا من الهجوم والتهكم الجاهل لقلنا لابأس ولكن انطلاقه في المسألة من مراجعة نقدية ذوقية لاتمت الى جميع ذلك بصلة بل تبحث المسألة بطريقة تافهة اقرب الى الاعتراض التحريضي والغوغائي!هو مايجعلنا نعيش الاشمئزاز من هذه الاقلام غير المسؤولة.

فنحن معه بأن القول بعدم المفطرية هنا قد يؤدي بالبعض الى استغلال هذا الحكم للتدخين في شهر رمضان ولكن هل الحل لو كان حريصا بحق على صحة الناس هو في خلط الامور واللعب على عواطف الناس وتأجيج المشاعر المذهبية بهذه الطريقة الوقحة ! ام يفترض به ان ينطلق بالسؤال في اجواء اخرى مع الفقيه تحاول التعاون معه للوصول الى حل يكون فيه المخرج من الناحية الشرعية والاجتماعية والصحية...وذلك بدلا من الايحاء للناس بأن هذه الفترة البسيطة التي سيقلع فيها الصائم عن التدخين هي مكسب صحي كبير للمدخن الذي سيعوض عنها بعد انتهاء فترة الصيام بمايتجاوز فترة حرمانه منها وربما بشراهة اكبر..فلامعنى لجعل فتوى الفقيه كماهي فتوى السيد فضل الله شماعة لاغلب العادات الاجتماعية السلبية للانسان في المجتمع والانطلاق في مكافحتها من خلال هذه الطرق القديمة والبلهاء بل الواجب النظر في طرق يتعاون فيها الباحث الاجتماعي مع الفقيه لمايخرج هذا الانسان من ربقة هذه العادات السيئة ...الاول بالوعي والثاني بالحكم الشرعي الواعظ ...بل ولو نظر هذا الكاتب الفاشل لوجد ان السيد بدأ الخطوة الاولى في ذلك حيث افتى بتحريم التدخين ابتداءا في حين ان الكثير من الفقهاء لازالوا يترددون في ذلك (ولهم ادلتهم) فلم لم يتوجه لهم بالنقد وسماهم بالاسم كما فعل مع السيد اذا ماكان حريصا الى هذه الدرجة على صحة الناس!


ولمناقشة المسألة وتوضيحها للقراء ...لابد من ادراج هذه النقاط المهمة لهذا الكاتب الجاهل بابسط قواعد الاجتهاد...

اولا ..هل يعلم هذا الكاتب الفاشل .... بان المجتهد عندما ينطلق في فتواه من الادلة الشرعية كالكتاب والسنة انه ينطلق على اساس فهمه الاجتهادي فيها ، فقد يتغير رأيه اذا تغيرت لديه المعطيات الفقهية اما باكتشاف الخطأ في اجتهاده او وجود بعض الادلة المعارضة لماذهب اليه او ما الى ذلك..فالفقيه يتحرك في فقهه من الاخلاص في اكتشاف الحكم الواقعي الصادر من الله ورسوله.. لهذا فهو يبقى في حركة دائمة للبحث عن الحكم الشرعي ليسير النظر في اجتهاداته ...

ثانيا ..هل يعلم هذا الكاتب الفاشل...بأن السيد فضل الله يرى حرمة التدخين ابتداءا من الناحية الفقهية وبالتالي فكيف يسمي فتواه بعدم مفطرية التدخين للصوم دعوة منه للصائم لكي يمارس هذه العادة في شهر الصيام ! الم يكن حريا به ان يذكر رأي السيد في ذلك اذا كان قد اطلع عليه واذا كان جاهلا في ذلك فلماذا يقحم نفسه في هذه الامور وبهذه اللهجة الحادة المتهكمة ! اولم يكن حريا به لو كان موضوعيا وغير مدفوع بصفات الحقد والحنق على شخص ومرجعية السيد ان يبعث له ببعض الاسئلة في ذلك لكي يطلع على ابعاد رأيه في هذه القضية بشكل موسع اكثر! ام انه يفضل الانضمام لفرقة التضليل التي تتحفنا سنويا بهذه الاحتجاجات التضليلية البلهاء ضد سماحة السيد فضل الله وفتاويه الرمضانية!

ثالثا..هل يعلم الكاتب الفاشل..بأن السيد فضل الله افتى زيادة على ذلك ووفقا للعنوان الثانوي (وللاسف لايحضرني المصدر الان) وحتى لايستغله اي مستغل بعدم جواز التدخين في شهر رمضان حتى لو يعد من المفطرات وفق رأيه اذا عد ذلك انتهاكا له ! ...حيث العنوان الثانوي يعني الحكم الثابت للشيء بلحاظ انطباق عنوان خارجي طاريء عليه كما في حال الاضرار او الاكراه او الضرر او الحرج فهي ترفع الحكم الاولي ليتبدل الى حكم معاكس له..كما في حرمة الماء المباح اذا ماكان مضرا في حالة المرض او حلية شرب الخمر اذا توقف انقاذ النفس العطشانة عليه وهكذا..))


واخيرا اقول لهذا الكاتب الفاشل...ماذا لو كانت الكويت (على نحو الفرض وبغض النظر عن الحكم الشرعي الحقيقي في ذلك) تعتمد في صادراتها الاساسية على زراعة التبغ بدلا من النفط فهل سيتجه وفق مبررات الضرر التي حاول باستامتة ان يجعلها مستنده الذي ينطلق منه في الانتصار لصحة الانسان (عبر هذه الفترة البسيطة من الصوم) والانتقاص من السيد فضل الله عبر فتواه بعدم مفطرية التدخين للصوم...هل سيتجه الى الوقوف بجنب الفقهاء القائلين بحلية بيع واستهلاك التدخين ام انه سيدين كل من يقف حجر عثرة في طريق ذلك ليرى حرمته كما هو موقف السيد فضل الله منه...بمعنى اخر هل ستستمر مبدئيته المدعاة هذه على طول الخط.لينسى حنقه الطافح من عباراته ضد السيد فضل الله...ام انه سيتخلى عنها لتتضح معايره النقدية الانتقائية والمزاجية والمصلحية بمجرد مواجهة تحديات الواقع ونفسيته الحاقده تجاه اراء السيد ...

ما اعنيه ان المبدئية تعني الانتصار للقناعة على طول الخط وبروح علمية وموضوعية ثابتة ..ربما تقع في صعوبات الظرف ولكنها تتحايل عليه باستثناءات مبررة عقلا وشرعا واخلاقيا وبكل امكانياتها لتستمر في دعم مبادئها وان تتجه للاسباب الرئيسية التي تعمل على مواجهتها لا ان تختفي او تتظاهر بالعمل لصالحها من خلال القاء الاسباب على امور جانبية ثانوية..فالمبدئي هو من تكون المصلحة شعارا لتحقيق اهدافه المبدئية لاطريقا لتحقيق مآربه ومنافعه الخاصة ليجعلها المبدأ والهدف الذي يسعى من اجل تحقيقه والانتصار له وهنا تكمن في رأيي نقطة الاختلاف بين البرجماتيين والمبدئيين..لان الاول ينطلق من محور المنافع المادية والاخر من محور المثل الاخلاقية الثابتة.

اقول..هلا اكرمنا هذا الكاتب الفاشل بسكوته ليبقي على بعض من يقرأ له بدلا من الحديث الجاهل الذي لن يجلب له الا السخرية منه ومن قلمه والبصاق على عاموده ...فالاحكام الفقهية لايستدل عليها بالمزاج ويتعامل معها بالانتقاء بل بشجاعة وعلمية وموضوعية ومبدئية وعلى طول الخط!