قليلاً من التواضع سماحة السيد

مال الله يوسف مال الله

نشرت صحيفة الشرق الاوسط في عددها 9450 مقابلة مع امام مسجد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في الكويت في منطقة العمرية السيد محمد باقر المهري وتحت عنوان بارز «وكيل السيستاني في الكويت».

لقد كتب الكثيرون، ونحن منهم ايضا، مطالبين باعطاء كل ذي حق حقه وعدم تضخيم الامور بالاوصاف والمسميات التي ليس لها واقع خارجي، واتذكر انه قبل سنوات ايضا كتبت في الموضوع نفسه تقريبا وفي الصحيفة نفسها، صحيفة الشرق الاوسط.

أولاً: وصفت الصحيفة السيد المهري بأنه امين عام تجمع العلماء المسلمين الشيعة في الكويت، ولا ادري هل الصحيفة تعرف هذا التجمع وكم عدده واين مقره وما شعاره؟ بشرط الا يكون مقره في بيت من بيوت الحكومة في العارضية سابقا او في قصر او فيللا في الجابرية حاليا، وعلى الصحيفة ان تتأكد من هذا الموضوع ولا تروج لشيء لا وجود له اصلا وهو ادعاء يخالف الواقع وسماحة السيد المهري يعرف ماذا اقصد من هذا الكلام.

ثانيا: تقول الصحيفة انه «الوكيل» المعتمد للمرجع آية الله العظمى السيستاني في الكويت، وهنا اسأل الصحيفة: هل تعرف ماذا يعني الوكيل في المصطلح الفقهي الجعفري الامامي؟

مهمة الوكيل لعلم الصحيفة ليس الا جامعا للحقوق الشرعية وايصالها الى المرجع او التصرف حسب اجازة المرجع له او لغيره، الاجابة على الاسئلة الفقهية حسب فتاوى المرجع واقامة صلاة الجماعة والقاء بعض الدروس الفقهية حسب القدرة ليس الا، فهو لا يعني بأنه ممثل وناطق سياسي او حزبي او فكري او تنظيمي عن المرجع، فهذا ليس من اختصاص الوكيل فهو ليس الا ناقلا للفتوى وليس مفتيا ويعلم الناس فقط احكام الدماء الثلاثة والوضوء والغسل ولاخذ الاستخارة بالسبحة او القرآن احيانا.

ولا بد اولا من معرفة المقدمات ثم الخوض في الاصول ومن خلال خمسة اسئلة طرحتها الصحيفة على سماحة السيد المهري لا اعرف هدف الصحيفة من اثارة هذه الاسئلة الملغومة والتي ليست من اختصاص شخص مثل السيد المهري كي يجيب عنها، فهذه الاسئلة يجب ان توجه لمسؤول كبير في الدولة المعنية.

وفي اجابته يبارك السيد المهري الاتفاقية بين السيد مقتدى الصدر والحكومة العراقية في حين كان، وقت حصار النجف الاشرف والاعتداء الاميركي على قدسية المدينة، يطالب الحكومة العراقية بقتل «رأس الفتنة والفساد ويقصد السيد مقتدى الصدر» ويرفض اتاحة الفرصة له للمشاركة في العملية السياسية.

وحول سؤال اللعب بالورقة الطائفية اقول ان الاسئلة والاجابة كلها من باب اللعب بالورقة الطائفية في المنطقة، فالشيخ حسن الصفار لم يستنجد باميركا على حكومته وانه كان انسانا عاقلا وفاهما للوضع السياسي والاجتماعي بعكس السيد المهري الذي يستقوي بالموقف الاميركي على حكومته.

اما حول ما نسب الى الشيخ يوسف القرضاوي حول قتال المحتلين فقد انصفه الاستاذ فهمي الهويدي وبين اللبس، فيأتي السيد المهري ليهاجم الشيخ القرضاوي ويعتبره ارهابيا او يصدر فتاوى ارهابية. انا هنا، اسأل السيد المهري: هل قدم السيد مقتدى الصدر عملا بطوليا كما يراه السيد المهري، وقتال الاميركان ارهاب كما يراه السيد المهري؟ قليلا من الانصاف وقليلا من التواضع يا سيد.

ولماذا لم تذكر الآلاف الثلاثة من منافقي خلق الذين سلحتهم اميركا وادخلتهم مدينة النجف الأشرف؟

الشيخ القرضاوي عالم وفقيه حسب مدرسته الاجتهادية ويعرف ماذا يقول، فهو ليس خريج السطوح كالآخرين الذين لا نعلم هل انهوا دراسة المقدمات ام هل انهوا دراسة السطوح وهل هو من المراهقين للاجتهاد او درسوا بحث الخارج ولا نعرف شيئا؟ اما الشيخ القرضاوي معروف لدى من يعتنقون مدرسته الفقهية، والغريب ان السيد المهري يطالب بسحب جنسيته ومحاكمته ماذا لو طالب الشيخ القرضاوي بذلك هل هذا من حقه؟ طبعا لا.

والصحيفة تسأل السيد المهري عن الانتخابات العراقية، فهل هو وزير الداخلية العراقي ام هو مسؤول عن الملف الانتخابي العراقي، وكذلك تسأله عن الحرب الاهلية في العراق هل هو رئيس دولة أو وزير دفاع مسؤول أو حزبي عراقي كبير، هو حسب علمي مواطن كويتي ليس إلا. وكان بالامكان السؤال عن رأيه وعدم ربطه بالمرجع الكبير اية الله السيستاني حفظه الله.

اما الكلام عن الزرقاوي، فاعتقد ان الزرقاوي بعبع صنعته سياسة «التحلال» الأميركي وأخشى ان نسمع يوما ما بأن الزرقاوي مثله مثل الشخصية التاريخية الوهمية «عبدالله بن سبأ» الذي نسبت له الأفاعيل في التاريخ الإسلامي أو ان يكون مثل شخصية «القعقاع»الوهمية أيضا في التاريخ الإسلامي، أنا لا اؤكد ذلك، وانما اخشى ان يكون كذلك.

وهنا اسأل السيد المهري ان يكون صريحا مع نفسه ومع الآخرين: هل آية الله السيد السيستاني خولك بالتحدث باسمه عن الانتخابات والاوضاع السياسية في العراق؟ نريد كلاما صريحا مع العلم بان هناك نفيا لهذا الموضوع، ماذا يقول السيد المهري؟

والسؤال اللغم أو الملغوم الذي طرحته الصحيفة على السيد المهري يقول: «عن تطورات المواجهة بين ايران والدول العظمى على خلفية الملف النووي»، الى هنا السؤال نوعا ما عادي، ولكن «كيف ترى موقف الطائفة الشيعية في دول الخليج العربي وردود فعلها؟».

هل هذا سؤال يسأل به مواطن كويتي مجرد انه إمام جماعة للصلاة؟ وكونه يلبس عمامة لا يخول بالاجابة عن مثل هذا السؤال.

فبأي صفة يشخص السيد المهري موقف الشيعة ليس في الكويت فقط، وانما في دول مجلس التعاون، وهو لا يمثل الا نفسه ولا يعبر الا عن رأيه، كما قال مسؤول كويتي كبير، فكيف يستطيع ان يجيب عن هذا السؤال الملغوم، فهو اجاب، وليت لم يفعل، هذا السؤال يوجه لوزير خارجية دولة ما أو رئيس جمهورية دولة ما لا الى امام صلاة الجماعة وبيان أحكام الدماء الثلاثة.

كفى مزايدات وكفى تصريحات التي لا تخدم احدا سوى اثارة الفتنة الطائفية.

سؤال ملغوم واجابة لم ينزل الله بها من سلطان، هكذا يتكلم ليس باسم الشعب الكويتي، وانما باسم الطائفة الشيعية في دول مجلس التعاون، فهل يرضى الشيعة في دول الخليج ان يتحدث المهري باسمهم وبهذه الطريقة البغيضة؟

لا يسمح احد للسيد المهري ان يلعب بالورقة الطائفية مرة اخرى، ولا نسمح لبعض الصحف اثارة النعرات الطائفية فليس لاحد ان يتحدث باسم الشيعة في الكويت، ان الشيعة مواطنون لهم حاكم ومجلس وزراء ومجلس امة فهؤلاء الذين يتحدثون باسم الشعب الكويتي، لا طائفية، ولا تبعية، الشيعة ليسوا ميليشيا عسكرية، ولا حزباً سياسياً حتى يتحدث عنهم المهري وغيره، واي انسان آخر لا يحق له ذلك سواء كان وزيرا او نائبا او مسؤولاً بأي صفة كانت ان يتحدث باسمي تحت مسميات طائفية، وفي المستقبل سوف استخدم حقي القانوني ضد كل من يتحدث باسمي كطائفة شيعية فنحن مواطنون والمهري وغيره لا يحق لهم ذلك.


http://www.alqabas.com.kw/writersart...s.php?aid=3382