لؤي محمد - ايلاف


2010 الجمعة 26 فبراير

كان الكهنة، الذين يضعون صحونا كبيرة مملوءة بلحوم الطيور وكميات كبيرة من النبيذ والبيرة أمام تماثيل الآلهة

لندن: قد تكون الولائم الكبيرة التي كان ينظمها الكهنة الكبار لإرضاء الآلهة في مصر القديمة جزءا من عملهم، لكنه كان يزيد في الوقت نفسه من أمراض أوعية القلب والموت المبكر حسبما أشارت دراسة جديدة. وكان الكهنة، الذين يمثلون شريحة بيروقراطية قوية تحت سلطة الفراعنة، يضعون صحونا كبيرة مملوءة بلحوم الطيور وكميات كبيرة من النبيذ والبيرة أمام تماثيل الآلهة ضمن طقس يتكرر ثلاث مرات كل يوم ثم يتم تقسيم الطعام بينهم حيث يأخذونه إلى بيوتهم لإشراك افراد عائلاتهم في أكله.

وكشف عدد من العلماء والخبراء في مصر القديمة من جامعة مانشستر، في دراسة صدرت بمجلة "لانست" الأكاديمية، تكاليف إبقاء الآلهة راضين. فعن طريق ترجمة الكتابات الهيروغلوفية المنقوشة على جدران المعابد، وتشريح بعض المومياءات، برزت تفاصيل كثيرة تتعلق بالأطعمة التي تقدم للآلهة وآثارها على أجساد الكهنة وأفراد عوائلهم إذ وجد أن هناك نسبا متراكمة عالية من الشحوم والكالسيوم مترسبة في شرايين وأوردة القلب.وأوضحت الكشوف الجديدة أن أمراض الأوعية القلبية كانت تصيب الطبقة ذات الامتيازات في مصر قبل ظهور الأطعمة المقلية التي جعلت الجلطات القلبية والدماغية عاملا أساسيا في الموت اليوم.

وقال روزالي ديفيد من مركز كاي أن أتش في قسم "بايوميديكال ايجيبتيولوجي" لصحيفة التايمز اللندنية: "الرسالة من وراء هذا الاكتشاف: إذا عشت مثل إله فستدفع الثمن من صحتك".وقام الفريق العلمي من جامعة مانشستر بمسح 22 مومياء وفي 16 حالة وجدوا إصابات في الأوعية القلبية كما شخصوا 9 حالات من انسداد في الأوعية القلبية. ومع المومياءات الأخرى لم يتم العثور على أي من هذه الحالات لأن الطعام كان نباتيا مثل الحبوب والخضروات.

وقال البروفسور توني هيغرتي المتخصص في امراض الأوعية القلبية والمشارك في فريق البحث إن "هناك أدلة قاطعة على أن مرض انسداد الأوعية الدموية كان موجودا في العصور القديمة ويتم وقوعه بسبب طريق التغذية وما شهدناه في القرن العشرين من انتشار وبائي لانسداد الأوعية هو ليس سوى تاريخ قديم يزورنا مرة أخرى".