وداعاً د. جعفر بهبهاني

كتب حسن الموسوي :


اراد الله قضاء امره، فغيب الموت انسانا حكيما عالما تميز بالهدوء والعطاء، غاب الانسان الذي عرف بشموخ القيم والمبادئ والاخلاق، غاب الانسان الذي عمل بصمت ومات بصمت، غاب الانسان الذي كان حنونا مع طلبته ومعطاء مع زملائه، برحيله فقد الجميع الاب، والاخ، والزميل، وترك الاسف والاسى والحزن في قلب كل من عرفه وتعامل معه سواء في التدريس أو في المجال البحثي.. لم تكن يا دكتور محمد جعفر تجادل كثيرا بتلك الحقيقة التي تقول ان الانسان يعيش في صراع بين الموت والحياة. وان الموت منتصر علينا، وما زلنا نشرف لحظة الانتصار عليه قانعين بان الموت حقيقة واقعة تفوق في واقعيتها كل الحقائق الاخرى.

لم تكن تجادل بان الموت آت وان تستقبله كما كنت دوما مبتسما ومتفائلا، قناعتك بان لا شيء يغيظ الموت سوى استقباله، وان الموت يفني الجسد لا الفكر.

نعم، انها لفاجعة كبيرة للذين عملوا معك وعرفوك عن قرب يا د. جعفر، عرفوك بعلو الهمة وسمو الخلق ونصاعة الضمير وطهارة الوجدان، و عزاؤهم الكبير في ما تركت لهم من قيم واعمال.. واخيرا لانستطيع ان نقول كلمة عزاء فقط، فأنت اكبر من العزاء والمصاب فعلا أليم، ولكن هذه ارادة الله ولا راد لقضائه، ولا يسعنا الا ان نبتهل لله ان يسكنك فسيح جناته.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».

د. حسن الموسوي