سادساً: موقفه من الإمام زين العابدين صلوت الله وسلامه عليه

ينفي تسمية الرسول صلى الله عليه وآله للإمام زين العابدين هذا الإسم فقال (منهاج السنة 4 / 50 ):
"وكذلك ما ذكر من تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم له سيد العابدين، هو شئ لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم والدين".
رواه من العامة الحافظ سبط ابن الجوزي عن المدائني عن جابر بن عبد الله أنه قال لأبي جعفر محمد ابن علي عليه السلام (تذكرة الخواص من الأمة: 337) :
فقال: الله يسلم عليك، فقيل لجابر: وكيف هذا ؟ فقال: كنت جالسا عند رسول الله والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له ولد اسمه علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فاقرأه مني السلام ".

وقال ابن حجر المكي بترجمة ولده الإمام الباقر عليه السلام (الصواعق المحرقة: 120) :
" وكفاه شرفا أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له - وهو صغير -: رسول الله عليه وسلم يسلم عليك. قال:له: وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالسا . . . ".

ورواه أبو عمر الزاهد في كتابه ( اليواقيت ) عن الزهري، (حلية الأولياء 3 / 135) :
" وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين "

ولقد جاء وصفه عليه السلام ب" سيد العابدين " أو " زين العابدين " في سائر الكتب المذكورة فيها أحواله وترجمته مثل:
وفيات الأعيان 2 / 429 ،
حلية الأولياء 3 / 133 ،
طبقات ابن سعد 5 / 156
تذكرة الحفاظ 1 / 74 ،
تهذيب التهذيب 7 / 304 ،
طبقات الحفاظ : 37 ،
طبقات القراء 1 / 534 .


ذكر خبراً في أن الإمام عليه السلام يجلس إلى زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب فسأل عن ذلك فقال (منهاج السنة 4 / 48 - 49):
" إنما يجلس الرجل حيث يجد صلاح قلبه ".

وروي عن حماد بن زيد قال : سمعت علي بن الحسين - وكان أفضل هاشمي أدركته - يقول : يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتى صار عارا علينا . وعن شيبة ابن نعامة قال : كان علي بن الحسين يبخل . فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السر.

فيقول:الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف، حتى أنه كان من صلاحه ودينه يتخطى مجالس أكابر الناس ويجالس زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب - وكان من خيار أهل العلم والدين من التابعين - فيقال له: تدع مجالس قومك وتجالس هذا ؟ فيقول: إنما يجلس الرجل حيث يجد صلاح قلبه.

فماذا تستفيد من هذا؟
أن زيداُ هو المستفيد من الإمام زين العابدين عليه السلام، لا كما أوهم به بن تيمية في كلامه، حتى أن القوم أستصغروا قدر زيد -هذا-.

نفى بن تيمية إمكانية صلاة الإمام عليه السلام ألف ركعة وقال هذا من المحال أو من الإكراه الذي لا توافقه الشريعة (منهاج السنة 4 / 50) وقال :
"هذا لا يمكن إلا على وجه يكره في الشريعة أولا يمكن بحال، فلا يصلح ذكر مثل هذا في المناقب"

طبعا هذا محال على أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ولكن في قبيل ذلك من فعل المخالفين لأهل البيت فإنه مصدقاً ويمكن فعله:

سنن البيهقي الكبرى ج: 2 ص: 396
3865 أنبأ أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا الضبي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي الأحوص قال قال عبد الله يعني بن مسعود ثم اقرؤا القرآن في سبع ولا تقرؤه في أقل من ثلاث وليحافظ الرجل في يومه وليلته على جزئه
وروينا عن بن مسعود أنه كان يختم القرآن في رمضان في ثلاث رمضان من الجمعة إلى الجمعة وعن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في كل ثمان وعن تميم الداري أنه كان يختمه في كل سبع
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يحيى الليل كله فيقرأ القرآن في كل ركعة.

(سير أعلام النبلاء 13 / 427) :
أن الذهبي - تلميذ ابن تيمية - ذكر مثله بترجمة أحد العلماء، وترجمة آخر أنه ختم من الصبح إلى العصر ثمان ختمات!!!

أليس عجيباً!! سادتي يا أهل البيت كتب على مخالفيكم الشقاء في الدنيا والآخرة.


يتبع بإذن الله....