كرايسلر .. تاريخ من التعثرات

أسسها وولتر كرايسلر عام 1925

واشنطن: ستفين موفسون وكندرا مار*

المرة الأخيرة التي تعثرت فيها شركة كرايسلر الأميركية لصناعة السيارات أمكن إنقاذها بمجموعة من العوامل منها شخصية لي لاكوكا وأموال دافعي الضرائب وطرازات جديدة من السيارات لفتت انتباه السائقين. وبحلول الثمانينات، بعد خمس سنوات من حصولها على مساعدات فيدرالية، أصبحت كرايسلر شركة رابحة مرة أخرى.

وهذه المرة تأمل إدارة أوباما في أن تؤدي عوامل مماثلة، مثل شخصية مدير جذابة وأموال دافعي الضرائب وطرازات جديدة، إلى إنقاذ الشركة.

إلا أن إدارة أوباما اضطرت إلى اللجوء إلى شركة فيات الإيطالية للبحث عن مدير وخبرة تصميم لإحياء كرايسلر وهو ما يعد إشارة إلى مدى تدهور أوضاع الشركة التي تأسست قبل 84 سنة.
لقد تمكنت الشركة التي أسسها وولتر كرايسلر عام 1925 من إدخال بعض الأفكار والإنجازات الجديدة من المكابح الهيدروليكية ومرشحات الزيت وتصميم المفحم. وفي الفترة بين عامي 1936 إلى 1949 كانت ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات. ومن بين طرازات السيارات التي حققت نجاحا كبيرا سيارة بليموث التي طرحتها في العشرينات وتميزت بسعرها المعتدل، وسيارة إمبريال الفاخرة التي طرحتها في الأسواق للمرة الأولى عام 1955. وبعد ذلك قدمت ما يعرف في أوساط قطاع السيارات باسم سيارات «العضلات» مثل سيارة تشالنجر وروود رانر.

إلا أن ارتفاع أسعار الوقود والتباطؤ الاقتصادي في السبعينات دفع كرايسلر إلى حافة الإفلاس. وركز الزبائن على السيارات المدمجة (أصغر أنواع السيارات) التي تنتجها الشركة وابتعدوا عن السيارات ذات الاستهلاك الكبير من الوقود، التي كانت تمثل معظم إنتاج الشركة من السيارات.
وفي عام 1978 أحضرت كرايسلر لاكوكا من شركة فورد. وحصلت بعد مفاوضات مطولة على ضمانات قروض فيدرالية قيمتها 1.5 مليار دولار تم دفعها بالكامل.

وحول لاكوكا كرايسلر إلى رمز للصناعة الأميركية وأصبح هو رمزا للتقدم الذي بدأت السيارات اليابانية في تحقيقه في الولايات المتحدة.

وبعد الانهيار الاقتصادي في عام 1991 عادت الشركة لتحقيق الأرباح. وهو ما جذب انتباه واهتمام ديملر بنز التي حصلت على كرايسلر عام 1998 في عقد هائل قيمته 36 مليار دولا. فيما يعرف بـ «اندماج المتساويين». غير أن هذا الاندماج بدأ في التفكك. وفقدت كرايسلر استقلالها بعد سيطرة ديملر على الشركة الجديدة. وتم نقل قسم الأبحاث والتصميم إلى شتوتغارت في ألمانيا.
وفي النهاية تحول الاندماج إلى كارثة للشركتين. فقد انتهي الأمر بديملر، في محاولة منها لتجنب دفع التزامات معاشات تقاعد العاملين في كرايسلر، إلى دفع مبلغ كبير من المال لبيع الشركة. وكانت الشركة تراجعت للمركز الرابع.

وفي عام 2007 تخيلت شركة سيربروس كابيتال الاستثمارية أنها يمكنها تحويل الشركة إلى شركة ناجحة، ودفعت 7.8 مليار دولار ثمنا لـ 80% من أسهم الشركة. إلا أن خطتها لم تنجح. وفي خلال أقل من عام وضع ارتفاع أسعار الغازولين والأزمة المالية شركة كرايسلر وشركات السيارات الأخرى في أزمة خطيرة.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»