والده المسن المريض خطفه عناصر "جيش المهدي" واشقاؤه تعرضوا للضرب المبرح

النجف ـ رويترز:

مهمة صعبة أن تكون قائدا للشرطة في النجف، المدينة العراقية المقدسة لدى ملايين الشيعة في مختلف أرجاء العالم وساحة القتال الدائر بين ميليشيا «جيش المهدي» الشيعية من ناحية، ومشاة البحرية الأميركية والشرطة العراقية والحرس الوطني من ناحية أخرى. فقد خطف مسلحون لتوهم والده المريض البالغ من العمر 80 عاما وجروه في الشوارع وضربوا اشقاءه حتى اغشي عليهم، كما قتل أربعون من رجاله وقطعت رؤوس عدد منهم.

قال العميد غالب الجزائري «قالوا ان بمقدوري أن أذهب بدلا من والدي» وهي خطوة كانت ستكون لها عواقب وخيمة على رجل يبرز اسمه على قائمة المستهدفين. وعندما تحدث قائد الشرطة كان والده لايزال مخطوفا. وكان التوتر والارهاق باديين على ملامح الرجل الذي يسعى لابقاء المعنويات مرتفعة في قوة الشرطة التي تواجه ألوفا من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

كثير من المقاتلين يتحصن داخل مرقد الامام علي تحسبا لهجوم أميركي كبير لكنهم يخرجون من آن لاخر للشوارع أملا في اطلاق نيران الكلاشنيكوف أو القذائف الصاروخية على ضباط الشرطة العراقية. ويقول الضباط انهم في حاجة ماسة لسترات واقية من الرصاص وأسلحة أثقل. وقال الجزائري للصحافيين في وقت متأخر من مساء اول من أمس بينما أصوات قذائف المورتر تدوي منطقة مقابر قريبة تحولت الى ساحة قتال «ما فعلوه بوالدي غير انساني. انه رجل عجوز يحتضر.

ضربوا اشقائي حتى أغشي عليهم». وقال انهم قطعوا رأس احد اقاربه، وفقأ رجال من ميليشيا «جيش المهدي» الموالية للصدر أعين بعض ضباطه وسلقوها في ماء مغلي. ثم تساءل قائلا «هل تقطع الشرطة العراقية رأس أحد... هذه وحشية. يدخلون منازل الناس ويقتلون الاقارب ورجال الشرطة». وتابع في مقر الشرطة حيث وردت مجموعة جديدة من المعتقلين «قبل ثلاثين دقيقة ذبحوا شخصا اخر». وشغلت ساحة مركز الشرطة بحافلات تستخدمها ميليشيا جيش المهدي العازمة على اخراج القوات الأميركية من النجف وبقية العراق والاطاحة بحلفاء الولايات المتحدة من العراقيين.

ويتخذ الجزائري موقفا صلبا حيال المساعي الجارية لوقف المعارك، وقال «حتى وان كانت هناك مفاوضات، على عناصر الميليشيا القاء اسلحتهم ومغادرة المحافظة كلها وليس الصحن الحيدري فحسب». واضاف «سنقتحم الصحن الحيدري ونقتل كل واحد منهم اذا لم يلقوا اسلحتهم ويغادروا المحافظة». واضاف «ما آمله حقا ان يلقوا اسلحتهم ويغادروا، لان مهاجمة المرقد ليست الخيار الافضل. ولكن اذا لم يغادروا، سنقتحم المرقد ونستعيده».

ووضعت حواجز من اكياس الرمل والاسلاك الشائكة لمنع مقاتلي جيش المهدي والمهاجمين الانتحاريين من دخول المركز. وكانت رائحة المتفجرات مازالت عالقة بالجو بعد بضع ساعات من هجوم بمكان قريب. وقتل مئات من قوة الشرطة في مختلف ارجاء العراق في عمليات قصف واطلاق نار أو قطعت رؤوسهم. وتجاهد قوة الشرطة لاقرار الأمن الى جانب القوات المسلحة العراقية منذ أن سلم الأميركيون السلطة للعراق يوم 28 يونيو (حزيران) الماضي. وكان هناك عدد محدود من سيارات الشرطة بعيدا عن المركز.

وقال الجزائري عن قوته المستهدفة» العديد من رجال الشرطة قطعت رؤوسهم وأحرقوا». وقبل بضعة أيام قبضت الشرطة على نحو 300 مقاتل. لكن المزيد من العراقيين ينضمون لجيش المهدي أملا في الشهادة في بلد يعاني من البطالة وليس أمام الشبان فيه فرص تذكر. ولا يبدو أن الشرطة ستعود لمهام تنظيم المرور قريبا في النجف.