فى تفسير مجمع البيان يستعرض الشيخ أبى على الطبرسى وهو من كبار علماء الأمامية فى القرن السادس الهجرى ، أى أن الكتاب تم تأليفه منذ 800 سنة تقريبا من زماننا الحالى مؤلف هذا التفسير مجمع البيان يشرح أسباب النزول ويطرح رأى المعارضين لتفسير الآية فى كون أنها نزلت فى النبى الأعظم …ولكنه عندما يتكلم عن رأيه الشخصى يؤيد فكرة أن الآية نزلت بالنبى ويبرر أن العبوس ليس ذنبا خاصة أنه كان مع أعمى فهو لا يؤثر على نفسية الطرف المقابل حتى لو كان إنبساطا وليس عبوسا ، وكذلك يؤيد كلامه بالحديث الوارد عن رسول الله عندما كان يصادف إبن إبى مكتوم وهو الشخص الأعمى فيخاطبه النبى بقوله ( مرحبا بمن عاتبنى فيه ربى ) …المهم يقول مؤلف التفسير بالنص مايلى :

" وقد روى عن الصادق (ع) أنها نزلت فى رجل من بنى أمية كان عند النبى ( ص) فجاء إبن أبى مكتوم فلما تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه فإن قيل فلو صح الخبر الأول هل يكون العبوس ذنبا أم لا فالجواب أن العبوس والإنبساط مع الأعمى سواء ، إذ لا يشق عليه ذلك فلا يكون ذنبا فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك ( ص) ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق وينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد ويعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه أولى من تأليف المشرك طمعا فى إيمانه ".

أراء علماء آخرين :

العلامة محمد جواد مغنية فى تفسيره المسمى ( الكاشف :510 ) يقول بالنص ما يلى مؤيدا التفسير القائل بأن الآية نزلت بالنبى ( ص ) فيقول:

"هذا ماذهب إليه أكثر المفسرين وله وجه أرجح وأقوى من الوجه الأول"

ويرى أنه " لا لوم ولا عتاب على النبى ولا على الأعمى فى هذه الآيات ، وإنما هى فى واقعها تحقير وتوبيخ للمشركين الذين أقبل عليهم النبى ، بقصد أن يستميلهم ويرغبهم فى الإسلام "

ولا أريد الإطالة على السادة القراء الذين يمكنهم مراجعة مصادر وآراء أخرى للسادة العلماء من أمثال التالية أسمائهم :

السيد محسن الحكيم كتاب أعيان الشيعة الجزء الأول
هاشم معروف الحسنى كتاب سيرة المصطفى 196-197
السيد محمود الطالقانى تفسير برتوى از قرآن ج30 صفحة 124-125
الشيخ ناصر مكارم الشيرازى كتاب تفسير الأمثل ج19 صفحة 364
السيد كاظم الحائرى كتاب الإمامة وقيادة المجتمع 95 – 98
الشيخ جعفر سبحانى كتاب مفاهيم قرآنية
وعلماء آخرين كثيرين....

إلا أننى سوف أنهى مقالتى بما يقوله المفسر المعاصر يعسوب الدين الجويبارى فى تفسيره المسمى ( البصائر ) وهو من أضخم وأكبر التفاسير التى كتبت حيث يتألف من ستون مجلدا ، يقول مايلى مؤيدا :

" ليس فى هذا شىء ينافى خلقه ( ص) العظيم ، أو يناقض العصمة النبوية كما زعم بعض القشريـيـن من المفسرين ، ولا فيه من ترفيع أهل الدنيا وأصحاب الرئاسة وضعة أهل الآخرة وأصحاب التقوى والهداية على زعم بعض المفسرين " ج 52 صفحة 272

وبودى التسائل هنا هل العلامة الطبطبائى صاحب الميزان والطوسى والفيض الكاشانى وإبن شهراشوب من القشريين بنظر صاحب تفسير البصائر !

شاكر الموسوى الحسينى