نعم إلهية، ظاهرهاخجل، وجوهرهاجعل.

الخوف:

الخوف في صفته العادية، صفة ذميمة تعافهاالنفس، ويأنف الرجال من الإتصاف بها.

لذلك حددالعربي القديم، صفات الزوجة المفضلة بثلاث.

وطبعا كلهاصفات إنانية، تراعي مصلحة الرجل فقط ، دون النظرلوضع المرأة، ودورهاالخطيرفي صنع الحياة والمجتمع.

والصفات التي فضلهاالعربي القديم في زوجته هي:

جميلة، لكي تشبع رغبته، وتملأ عينه.

وبخيلة، لكي تحافظ على ماله من التبديد، والصرف على الكماليات، بدون تسديد.

وجبانة، لكي لاتدخل نفسها فيمايحط من صونهاكحرمة، محفوظة الخدر والقدر.

هذا فيمايخص الخوف بالنسبة للنساء. لكن عندمايأتي ذكرالخوف بالنسبة للرجل.

فلانجد أحدا يقبله على نفسه، وخاصة الشرقي الذي تأسره المثل والمعنويات. لذلك دائما يتبجح الرجل الشرقي بقوله، فيقول أحدهم بإنه:

لايخاف إلا من ربه، أوإلا من الله.

طبعاهويدعي ذلك، إظهارلشجاعته وإقدامه، وإن كانت كلامية!! حتى لايفقد ثقته بنفسه.

أوكقول الآخرمتبجحا:

أناإبن جلا وطلاع الثنايا............متى أضع العمامة تعرفوني

يعني متى مالبس تاجه العربي، والعمائم كانت تسمى تيجان العرب.

ظهرللجميع كالبارزالشاخص الغيرهياب ولامرتاب، في شجاعته وبأسه.

لكن في واقع الحال، فإن صفة الخوف من الصفات الجعلية التي أودعهاالله في البشر، كمافي سورة المعارج

(إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا *(19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21).

وكل ذلك بسبب صفة الخوف التي فيه.

ورغم كونهامذمومة كعرف عام، لكن لولاهالماسعى الأنسان لسد جوعه خوفا من موته جائعا، ولماسعى لتأمين شرابه، خوفا من موته عطشانا، ولما تعلم مهنة القتال، والتسلح بالسلاح للدفاع عن نفسه في أوقات الخطر.

فالخوف من الموت، يدفعه بالإبتعاد عنه. إن كان سدالجوع، أوريالعطش، أوتعاطيالدواء لشفاء من مرض،أوإبتعاداعن خطرمحدق....الخ.

لذلك كان الخوف من أعظم النعم التي أنعم الله بهاعلى الحيوان والإنسان.

وإلى نعمة أخرى خافية، لكنهامنجية وافيه للأنسان.