عشرات القتلى في تفجير مسجد شيعي في بغداد و10 آلاف جندي أميركي في حملة على «القاعدة» ...


فضيحة جديدة في العراق: أيتام عراة وجوعى ثيابهم وأغذيتهم تباع في الأسواق

واشنطن، بغداد - جويس كرم الحياة


20/06/2007


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بعض الايتام كما بدوا في صورة وزعتها شبكة «سي بي اس» على موقعها الالكتروني.



لم يكن ينقص العراق سوى هذه الفضيحة الجديدة لتكتمل صورة المشهد: معاقون أيتام جوعى، مقيدون إلى أسرتهم. عظامهم النافرة ينهشها الذباب. عثر عليهم جنود أميركيون بالصدفة وسط بغداد.

وفيما كانت محطة «سي بي اس» التلفزيونية تبث صور هؤلاء الأطفال، كان العراقيون، سياسيون ومواطنون، مشغولين عن هذه الحالة الإنسانية بالتفجيرات التي حصدت أمس أكثر من 150 شخصاً، بينهم 75 في تفجير جامع الخلاني، وبمطاردة عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة ديالى التي يشارك فيها عشرة آلاف جندي أميركي وعراقي، وبالاشتباكات بين «جيش المهدي» من جهة وقوات بريطانية وعراقية من جهة أخرى في مدن الجنوب.

اثار انتباه دورية أميركية ميتم وسط بغداد فاقتحمته لتجد 20 طفلاً يحتضرون وايديهم مكبلة إلى الأسرة، وهم مرميون أرضاً مثل دمى، غارقون في أوساخهم، ويحوم حولهم الذباب. ويقول الأميركيون إن إدارة الميتم تجاهلت الأطفال وراحت تتاجر بالمساعدات التي تحصل عليها.
بعض الايتام كما بدوا في صورة وزعتها شبكة «سي بي اس» على موقعها الالكتروني.


ونقلت «سي بي اس» عن الدورية الأميركية التي دخلت الميتم، أن السكون كان يخيم على المكان، فارتأى أحد الجنود قذف كرة في الهواء لمعرفة إذا كان الأطفال على قيد الحياة، وبعدما التفت أحدهم في اتجاه الكرة، تأكد الجنود أن ما يشاهدونه ميتم أهمله المشرفون عليه وليس «مقبرة جماعية» لأطفال معاقين تراوح أعمارهم بين السبع والعشر سنوات.

ويقول أحد الجنود إن مدير الميتم، وهو عراقي في العقد الرابع، بدت عليه الصدمة بعد دخول الدورية إلى المكان. ويبدو في الشريط مخزن لألبسة جديدة مخصصة للأطفال ومأكولات معلبة لم تستعمل، بل كان المدير يبيعها في السوق.

أحرجت الفضيحة التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركي حكومة نوري المالكي، وأجبرتها على التحرك وفتح تحقيق في الحادث، والتعهد بالكشف على الميتم ومراكز الأطفال الأخرى في بغداد.

أمنياً، قتل انتحاري يشتبه في أنه من تنظيم «القاعدة» 78عراقياً عندما اقتحم بشاحنة ملغومة مسجداً للشيعة في بغداد أمس، بعد ساعات قليلة من بدء الجيش الأميركي حملة على التنظيم شمال العاصمة يشارك فيها عشرة آلاف جندي، مستخدماً طائرات هليكوبتر هجومية وعربات قتالية مدرعة. ومن الأهداف التي يسعى الهجوم الى تحقيقها تفكيك شبكات إعداد السيارات الملغومة في محافظة ديالى.

وقال أحد الشهود إن الانتحاري اقتحم بشاحنته مسجد الخلاني الشيعي في بغداد، ما أدى الى تدمير أحد جدرانه وانهيار جزء من بنائه الداخلي. ودان رئيس الوزراء نوري المالكي الانفجار، وقال في بيان إن «الجريمة التي حدثت اليوم (أمس) دليل آخر على اصرار أطراف الحلف الصدامي - التكفيري على إثارة الفتنة الطائفية والاستهتار بكل القيم». وأكدت الشرطة ان الهجوم أسفر عن مقتل 78 شخصاً بينهم تسع نساء على الأقل واصابة 224. واستخرج عمال الانقاذ الجثث من المسجد بينما شوهدت أشلاء متفحمة لآخرين داخل حافلات محترقة في محيط ميدان مجاور.

وهذا ثاني أسوأ تفجير في بغداد منذ أن شنت القوات الاميركية والعراقية حملة أمنية في شباط (فبراير) الماضي للحيلولة دون انزلاق العراق الى حرب أهلية طائفية شاملة. وتسبب انفجار سيارة ملغومة في 18 الشهر الماضي في مقتل 140 شخصاً قرب أحد أسواق بغداد.

وقال العميد قاسم الموسوي إن الشاحنة كانت محملة اسطوانات غاز ونصف طن من المتفجرات. وأعقبت التفجير فترة هدوء نسبي في بغداد بعد حظر للتجول استمر أربعة أيام فرضته السلطات الاسبوع الماضي اثر الهجوم الذي وقع على مرقد الإمامين العسكريين في سامراء.

الى ذلك، أفاد الجيش الاميركي أن 22 متشدداً قتلوا في الساعات الأولى للعملية العسكرية في بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى. وقال الجنرال ميك بيدناريك، نائب قائد العمليات في بيان ان «الغرض النهائي هو تدمير نفوذ «القاعدة» في هذه المحافظة والقضاء على تهديدها للناس».

وجاء في بيان أميركي أن نحو 10 آلاف جندي يشاركون بدعم من طائرات الهليكوبتر الحربية والدعم الجوي والعربات المدرعة في العملية. ولم يذكر البيان موعداً لانتهاء الحملة التي تتزامن مع عمليات أصغر شنت في الأيام الأخيرة ضد أهداف تابعة لـ «القاعدة» حول بغداد.

وتأتي عملية بعقوبة بعد أيام من اعلان الجيش الاميركي استكمال نقل القوات الاضافية ليصبح عديده في العراق 160 ألف جندي.

وفي الجنوب خاض مسلحون من «جيش المهدي» موالون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر معركة مع الشرطة المرتبطة بفصيل شيعي منافس لليوم الثاني في الناصرية. وقال مسؤولون طبيون ان 35 شخصاً قتلوا على مدى اليومين الماضيين.



http://www.alhayat.com/arab_news/lev...7d3/story.html