كاتب مصري يدافع عن الدولة الفاطمية كقطعة من تاريخ مصر ويتهم الوهابية بازدراء التاريخ المصري
في جريدة الدستور المصرية الأسبوعية كتب حلمي النمنم مهاجما الفتوى التي أطلقها شيوخ سعوديون باعتبار الدولة الفاطمية دولة كافرة ....النمنم يناشد المصريين أن يهبوا للدفاع عن هويتهم التاريخية التي تمثل الحقبة الفاطمية أحد أهم معالمها بحسب تصوره ...ويذهب النمنم لاعتبار الفتوى السعودية عدوانا على مصر ذاتها ...نقرأ:
(لنعرف أن أعضاء تلك اللجنة هم قادة الوهابية وأنهم يتهمون الشيعة في دينهم واعتقادهم وهناك قلق من صعود الشيعة في المنطقة تحديدا صعود الدولة الإيرانية ونجاحاتها المتتالية هم أيضا غاضبون وكارهون للعقيد القذافي منذ ملاسنته في قمة شرم الشيخ مع ولي العهد آنذاك سمو الأمير عبد الله !
وذلك كله شأنهم الخاص لا نتدخل فيه لكنهم أعضاء اللجنة جبنوا عن أن يواجهوا الأمور كما هي لكنهم التفوا حول الهدف على طريقة "ودنك منين يا حجا " وفي هذا الالتفاف لم يعبأوا بأن يسبوا مرحلة كاملة في تاريخ مصر والتاريخ الإسلامي باعتبار أننا لا خوف منا ولا قلق وأننا لا يحسب لنا حساب ولنقل نحن "الحيطة المائلة" أمامهم وإذا كان هذا رأيهم في التاريخ الفاطمي وموقفهم من دولة محمد علي معروف وموقفهم أيضا من دولة عبد النصر ...ورأيهم في التاريخ الفرعوني برمته بين وكذلك المرحلة القبطية ...
ترى ماذا بقي من تاريخنا وعلى أي أساس نتعامل معهم ويتعاملون معنا ؟!
الفتوى السعودية التي صدرت لا تتم عن علم حقيقي ولا فقه عميق ..بل حالة من العصبية والتوتر جعلت الذين صاغوا الفتوى يجمعون كل ما تصوروه قبيحا للحكم على الأخر وأعماهم ذلك عن الإيجابيات التي قدمتها الدولة الفاطمية للإسلام وللمسلمين وأنها أضافت للحضارة الإسلامية كثيرا لكنهم حبسوا أنفسهم في قمقم مذهبي مقيت . تكفير التاريخ يعني إهدارا للذاكرة الوطنية وتدميرا تاما لها وهو مدخل لمصادرة الواقع باختصار اقتلاع للجذور التي يجب أن نعتز بها وقد نختلف معها ولكن لا ننكرها ولا نهيل التراب عليها وتاريخ مصر مستهدف من الكثيرين سواء كانوا خصوما أو كارهين لبسوا ثياب الإخوان الدينية أو القومية ...وما حدث من لجنة الإفتاء بالمملكة العربية السعودية نموذج لكراهية تاريخ مصر وتحقير المصريين وهو موقف لا يجب القبول به ولا السكوت عليه .
المفضلات