جبهة بعثية - إسـلامية يشارك فيها أتباع سابقون لـ «الفضيلة» والصدر وفاضل المالكي


بغداد- عصام فاهم


توقع قياديون بعثيون عراقيون ان يتسبب رحيل الرئيس السابق صدام حسين الى حدوث انشطارات في حزب «البعث» ما لم يتم تدارك ذلك في مؤتمر عام للحزب لانتخاب قيادة جديدة في اسرع وقت، فيما قال البعثيون القياديون الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم، ان «مبايعة نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري أمر محتمل وهو الاكثر قبولا في صفوف الكثير من البعثيين لكن ربما يعترض بعضهم على ذلك، ما قد يؤدي الى حدوث انشطار، رغم ان الدوري وفق النظام الداخلي للحزب هو الان القائد الفعلي للحزب ما دام لم يعقد اي مؤتمر حتى الان».

لكن القياديين البعثيين يرون ان الحزب يمكن ان يجعل من وصية الرئيس الراحل الذي شنق قبل ايام قليلة برنامج عمل له في الوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال، لكن ذلك سيعتمد على قرارات قيادة الحزب التي ستحدد في الايام المقبلة ما اذا سيكون هناك اجتماع لانتخاب قيادة جديدة ام لا.

وقال القياديون ان «الدوري لا يمكن له ان يقود الحزب من دون بيعة مؤتمر وربما سيعقد مثل هذا المؤتمر في شكل سري جدا قريبا ليأخذ الدوري شرعيته منه».

وتوقع القياديون البعثيون ان «تشهد الايام المقبلة ردة فعل قوية على مستوى العمليات المسلحة للحزب ردا على اعدام صدام لكن بعد ذلك بفترة ليس على الحزب الا اعادة النظر في خططه المستقبلية التي قد تشهد تحولات جديدة تؤدي الى توسيع نفوذه في الساحة العراقية باستغلال اعدام صدام والرفض العربي والدولي للطريقة واليوم الذي اعدم فيه، ما يجعل الحزب يستفيد من تكثيف نشاطه لكن ذلك يمكن ان يواجه صعوبات كبيرة حيث كان صدام حتى في سجنه رمزا كبيرا للبعثييين ولكن هذا الرمز اختفى ولا بد من تغيير طريقة التعامل في شكل جديد ينسجم ومتطلبات المرحلة».

وتوقع سياسي عراقي مخضرم قريب من تنظيمات حزب «البعث»، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية رغم إقامته الدائمة في دولة إسكندنافية أنْ «يقدم بعثيون وقوميون وإسلاميون عراقيون (من الشيعة والسنة) على عقد اجتماع وطني تحضيري في عاصمة أوروبية، ربما تكون لندن، «لبحث تداعيات الوضع العراقي ومفردات مشروع وطني جديد للمقاومة التي ستظل تعمل رغم كل الظروف لتحرير العراق من الاحتلال الأجنبي».

وقال السياسي المخضرم الذي زار دمشق أخيرا وأجرى حوارات معمقة مع عدد كبير من العناصر القيادية في تنظيمات «البعث» الجديدة ومنهم خضير وحيد المرشدي الذي سمّي أخيرا الناطق الرسمي لقيادة «البعث» الجديدة التي لا تضم أي عنصر من عناصر القيادة القطرية القديمة.

ووصف المرشدي، وهو طبيب شيعي شاب من محافظة الحلة، بأنه «رجل هادئ وقادر على إيصال أفكاره في يسر»، وأكد أنه «حصل من المرشدي على نسخة من برنامج الفصيل البعثي الذي ينتمي اليه المرشدي لمرحلة العمل المقاوم للتحرر من الاحتلال الأميركي».

وكشف عن لقاء أجراه مع حسن هاشم الدليمي المقيم في دمشق والذي يتزعم فصيلاً بعثياً آخر قال إنه يعمل تحت إمرة الدوري.

وأوضح أن «هناك فصائل إسلامية عدة شيعية وسنية لها علاقة بالفصيل البعثي التابع للدوري ومنها أتباع آية الله فاضل المالكي، وعناصر تمثل بعض التيارات المنفصلة عن الصدريين، وعناصر أخرى تمثل حزب الفضيلة، وبين أيضاً أن فصائل إسلامية سنية معتدلة تنسق الآن مع تنظيمات البعث».

وقال إنه «ناقش ولمدة شهرين العديد من القياديين البعثيين في دمشق وعمّان وخرج بحصيلة تؤكد له أن الشهور المقبلة ستفرز جبهة وطنية وإسلامية عراقية ترفض التعاون مع الاحتلال الأميركي».

وقال إن «البعثيين الآن حسب تقديري يرتبطون بقيادة الدوري رغم رفضهم لها وإدانتهم للكثير من سلوكياتها، لكنه مصدر تمويل المقاومة وأنشطة الحزب الداعمة لها».
وأكد أن «مرحلة صدام انتهت في أذهان هؤلاء وهي مرحلة مدانة حزبياً لما فيها من انحرافات خطيرة كادت تجهز على حيوية الحزب وتوجهاته الحقيقية النضالية».

وبين أن «البعثيين الذين التقاهم جميعاً دانوا تنظيمات القاعدة وعدوها زمراً عميلة تخدم ارادة اسرائيل والولايات المتحدة».

وعبروا عن رفضهم لكل أعمال التفجير التي تستهدف المواطنين العاديين، وشددوا على أن «المنطق الطائفي المقيت مرفوض تماما وأنّ الحزب اصدر بيانات عدة كشف فيها موقفه الصلب حيال الطائفية وحيال التنظيمات التي تعمل بموجب خطط مشبوهة أشعلت الفتنة الطائفية في العراق».
وفي عمان، أعادت ملابسات اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين انتاج الازمة الداخلية التي تعيشها احزاب المعارضة الاردنية.

ونعت أحزاب المعارضة صدام، في إعلانات مدفوعة الأجر نشرتها الصحف اليومية الاردنية الصادرة امسً، ووصفته فيها بـ «الشهيد».

http://www.alraimedia.com/Alrai/Arch...ernational.htm