• هل تعتقدين ان العمليات الاستشهادية تتناسب مع المرأة والفتاة، بكل مالديها من عاطفة ونعومة؟
- ولم لا، خصوصا ان مهام مثل هذه تتسم بالعاطفة الجياشة، فالفتاة الاستشهادية عاطفتها تتجاوز نطاق عائلتها لتستوعب اهل حيّها أو مدينتها او شعبها وليس فقط التفكير بعائلتها وذويها، وانها تصل الى درجة من الايثار لتنفصل عن روابط الدرجة الاولى، أي العائلة، ولترتبط بواقع اوسع هو واقع الشعب والامة، وكما تعرفون ان الدفاع هو واجب على كل امرأة ورجل، ولاتجد في القرآن أي استثناء للمرأة في القضايا الدينية، فمثلا لم يستثني الله المرأة من الصوم لكونها تعبة مثلا أو ضعيفة، او ان لا تحج ويذهب الرجال فقط لاداء هذه الفريضة لكونهم اشد تحملا، وقد اوجب الله الدفاع على المرأة مع ماتمتاز به من عاطفة، وربما تكره المرأة القتال، لكن قد يكون هذا القتال في نفعها، عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، واذا لم تقتل المرأة او تقتل فلربما تتعرض شخصيتها لاهانة كبيرة ويتم المساس بكرامتها وناموسها، لذلك لايجب على المرأة ولاجل عدم خوض ساحات الوغى، ان تتحمل كل الاخطار المحيقة بها.
• مجتمعاتنا تتسم بسيطرة الرجل، هل تعتقدين ان افرادكم على استعداد لتنفيذ عمليات استشهادية بامر مباشر منك، وهل ينصاعون لك؟
- انا لست معنية باعطاء الاوامر، اذ ذكرت لكم باننا في قضايانا الفقهية لدينا مفردة عنوانها الضروريات، وحينما تتحقق الضروريات فان الفقيه يحدد معالم الحكم الشرعي، وان تشخيص مصاديق الامر الضروري يبقى على عهدة المقلد، وليس هناك حاجة ليرجع للفقيه ويسأل منه عن قصده، فالفقيه يقول اذا هاجمك عدو فما عليك سوى الدفاع عن نفسك، وربما هنا يأتي جار له وقد اخذ السكر منه مأخذا ويحاول الاعتداء عليه، وهنا يسأل المقلد من الفقيه، هل انت تقصد بالعدو جاري هذا ام على سبيل المثال العدو العراقي أو العدو الاسرائيلي؟ هنا الفقيه غير معني والمقلد هو شخصيا يجب ان يكون قادرا على تشخيص عدوه.
اما في شأن قضية سيطرة الرجل في مجتمعاتنا والتي هي سمة واضحة حتى في بعض المجتمعات الغربية، فاننا هنا وخلال السنوات الاربع الماضية، فان معظم الاصدقاء الذين يعملون معي هم الذين اقترحوا ان اترأس انا هذه المجموعة، وان المسؤولين الحكوميين الذين ارتبطوا معنا بصفتهم الشخصية رحبوا جميعا بهذا الاختيار، والسبب في ذلك انه لا فرق بين الرجل والمرأة في النشاطات الاجتماعية، وانا في المنزل ملزمة اطاعة زوجي نظرا للنظام الذي وضعه الاسلام للعائلة، وحينما نتشارك في نشاط اجتماعي فانني اتباحث معك، وان من يتحدث بشكل صحيح ووفقا لمبادىء واسس الدين فهو المؤهل للقيادة، ولا فرق ان كان رجلا ان امرأة.
ونحن في هذه المجموعة نريد ان نعرض للعالم صورة اخرى من صور الاسلام، ان نبين قدرة المرأة حتى على ادارة مثل هذه المجموعات، وقبول الرجال بهذا الواقع، وان اكثر الافراد الذين اتحدث معهم هم من قوى «حزب الله» في المجتمع، وعملت محررة في العديد من الصحف والى جانب افراد من التيار الاصولي وآخرين يعتبرون من المتطرفين في تيار «حزب الله» وهم يمتلكون رؤية متفتحة، ولم ار ان احدهم يعترض على عملي لكوني امرأة وانهم من الرجال.
• معظم ما تحدثتي به هو في اطار التيار الاصولي، اهذا يعني ان الاصلاحيين لايشاطرونكم النمط الفكري نفسه، أي الفكر الاستشهادي؟
- اسأل منهم انفسهم، لكن اعتقد انهم سيقبلون بالخطوط العامة لهذا الفكر اذا نظروا اليه بعين الحقيقة والواقع، لان الكثير من الاصلاحيين كانوا في السابق من اشد المريدين للامام الخميني، واذا نظروا لفقه الامام فان قضايا الدفاع تم شرحها بوضوح في هذا الفقه، وقد تحدثت لكم عن كلامه في شأن الشهيد فهميدة، واعتقد انهم حينذاك سوف لن يتعاملوا مع الموضوع باللامبالات، الا اذا كانوا اختاروا مدارس فكرية اخرى، وحصلت هوة بينهم وبين مدرسة الامام.
• اذا تعرضت المنشآت النووية لايران لهجوم اميركي او اسرائيلي، هل ستبادرون الى اطلاق عملياتكم الاستشهادية؟
- النظام الاسلامي ومن خلال المناورات الاخيرة بيّن انه يمتلك القدرة الكافية للدفاع عن مراكزنا النووية.
• القائد الاعلى آية الله علي خامنئي اكد ان مصالح اميركا في العالم ستتعرض للخطر في حال مهاجمة ايران، هل سيكون لكم دور في خارج حدود بلادكم؟
- تصريحاته هذه جعلت ايادينا مفتوحة لدراسة مثل هذه الخطوات، واعتقد ان اسرائيل لا يمكن ان تبادر الى ارتكاب أي حماقة ضدنا، وان الرئيس محمود احمدي نجاد قال اخيرا الوقت في مصلحتنا، وهذا ينطوي على مدلولات كبيرة.
• ارتداء الاستشهاديين للقناع، هل هو لاسباب امنية ام تقليد للحالة الفلسطينية؟
- الفلسطينيون يرتدون اللقناع كي لا تتعرف عليهم اجهزة الامن الاسرائيلية، واليوم ان اجهزة التجسس اصبح بمقدورها تصوير ما في الشارع، ولاجل اعطاء دليل على اننا لسنا منظمة ارهابية سمحت لك بالتقاط الصور، وانني لا اخفي وجهي عن الات التصوير ولا ارتدي القناع لانني اريد ان ابين للعالم باننا نتحدث عن ثقافة دينية عميقة نؤمن بها ونتمسك بها، ولذلك فاننا نرى في الموت سعادة والشهادة امنية لنا، اما بالنسبة للمتطوعين فانه لا يوجد مبرر للكشف عن وجوههم اثناء الاستعراضات، مع الحضور الواسع للمراسلين الاجانب، لكنني بصفتي قائدا للمجموعة اضافة الى المتحدثين عن هذه الكتائب، قرأنا جميعا فاتحتنا، ولكن هذا لايعني ان نعرض رفاقنا الاخرين لمخاطر امنية.
• الا تعتقدين ان الازياء التي يرتديها الاستشهاديون، والمواد المنفجرة التي يربطونها على اجسادهم، تجعل العالم يأخذ صورة سيئة عن ايران وانطباعا بانها ترعى الارهاب، في ظرف يواجه النظام الاسلامي ضغوطا من مختلف الاطراف؟
- نحن لم نتخذ أي خطوة مغايرة للسياسة الخارجية للنظام، والفت انتباهكم الى ان الجميع لا يمكنهم تقديم الدعم وفي شكل ومستوى واحد للنظام، ومن الممكن ان يخدم بعضنا النظام من خلال توجيه الانتقاد لمسؤول حكومي، وآخر من خلال تأييده لمشروع حكومي، وهذا الامر مرهون بقراءة الجهة نفسها للسبيل المناسب لدعم النظام، وقراءتنا لهذا الدعم هو ان تكون لدينا نظرة بعيدة المدى، وعلى أي حال فاننا قمنا بايجاد هذه الرابطة وادارتها بالشكل الذي لم نتلق حتى الان تقريرا يتحدث عن قيام أي فرد من افرادها بما من شأنه المساس بامن للنظام أو التأثيرعلى سياساته العامة. واذا كان البعض يعتقد باننا نشكل تهديدا للنظام فعليه تقديم الادلة الكافية، نحن نفكر بامن النظام على الصعيد الدولي، وكما اشرت سلفا نحن نعمل كقوة ردع، قوة ردع لمصلحة النظام.
وكما ترون اننا وفي اطار انشطتنا النووية ولاجل بناء الثقة قمنا بتعليق هذه الانشطة التي هي من حقنا، ولم يتحقق أي تقدم في الموضوع لذلك اصبحنا ملزمين على استئناف انشطتنا واعلنا استعدادنا للمفاوضات لكننا في الوقت الحاضر اتبعنا مسارا آخر، ونحن نعتبر انفسنا ايضا مسارا آخر، فاذا اخفقت السياسات السلمية لايران في المنطقة، فاننا نعتبر ان الاستعداد هو حق لنا، واعتقد هذا بحد ذاته يعتبر دعما للنظام.
واذا استشرفت التاريخ المعاصر للمنطقة سترى ان ايران لم تبادر مطلقا للاعتداء على أي من جيرانها، بل احيانا قبلت المناقشة حول حقوقها المسلمة لكي تقنع الاخرين باحقية هذه الحقوق، وان الانشطة النووية وبعض القضايا الحدودية انموذج على ذلك، لكن بعض الدول الصغيرة في المنطقة وقفت في شكل كامل الى جانب صدام (حسين) حين قام بمهاجمة ايران، وان الهجوم نفسه الذي كان في بال صدام كان في بال هذه الدول، بيد انها ولصغرها لم تكن قادرة على التحرش بايران، فقامت بتقديم الغذاء للذئب الذي بدأ ينهش بالشعب الايراني، الا ان ايران وبسعة صدرها لم تنظر الى ما فعلوه.
• القواعد الاميركية منتشرة في هذه الدول التي تصفينها بالصغيرة، هل سترسلون الاستشهاديين اليها في حال اقدمت اميركا على توجيه ضربة عسكرية لايران؟
- اذا كانت معسكرات هذه الدول منطلقا للقوات الاميركية المهاجمة، فلم يتوقعون ان ينعمون هم بالامن فيما نحرم نحن منه، واذا قدم البعض قاعدة او معسكرا لاميركا للافادة منه في توجيه ضربة لايران فهل من المنطقي ان يتوقع التنعم بالامن؟
• هل لكم علاقات مع الفصائل والقوى الاسلامية في فلسطين او لبنان أو العراق؟
- الاوضاع في العراق، ونظرا للامور الغامضة التي تلف القوى المقاومة هناك، ليست واضحة تماما لدينا، لذلك لم نخض في قضايا هذا البلد، ولدينا حساسية وعلاقة خاصة بالعراق لكن بما انه ليس لدينا تصورات واضحة فاننا فضلنا عدم الخوض في قضاياه.
• لكن «حزب الدعوة» و«المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق» كانا لسنوات مديدة في ايران؟
- لا بد انكم تعرفون انه توجد مشاكل حتى بين هذين الفصيلين الكبيرين والاصيلين العراقيين، ونظرا لكون تخصصي هو في العلوم السياسية وقضايا الشرق الاوسط، فانه لا يمكنني من خلال النظر لاوضاع العراق، ان احكم على احد الفصيلين بانه على حق والاخر على باطل، وان قضية تشكيل الحكومة العراقية والمشاكل التي حصلت بين القوميات والطوائف جعلت الاوضاع في هذا البلد حساسة ومعقدة، ولهذا السبب لم نلج في قضايا العراق، اما بالنسبة للقضية الفلسطينية فان الصراع فيها يتسم بالوضوح التام، لذلك ان واجبنا واضح ولنا علاقات ثقافية وسياسية وعاطفية وشخصية مع الفصائل الاسلامية.
• والدعم المالي؟
- نحن لا نمتلك قدرات مالية كبيرة، فنحن تشكل شعبي نكون حققنا انجازا مهما في ما اذا استطعنا توفير حاجاتنا المالية، لكننا في قضية اعادة اعمار لبنان نجحنا في جمع الاموال لهذا الغرض، وقمنا بافتتاح سوق خيرية بعنا فيها منتجات ثقافية لـ «حزب الله»، وقام المواطنون بشراء قمصان ومواد اخرى عليها شعار «حزب الله» بهدف تقديم الدعم للبنان، وقمنا بجمع هذه الاموال لتسليمها الى مكتب حزب الله، وهذا الامر نعتبره واجب علينا.
• هل اعلنتم استعدادكم لارسال عناصر لحزب الله او للفصائل الاسلامية في فلسطين؟
- اعلنا استعدادنا لارسال عناصر انسانية للمساعدة في تقديم الخدمات.
• اعني عناصر استشهادية؟
- كلا، نحن لانخوض في شكل رسمي في قضية الاستشهاديين.
• الم تفاتحونهم بالامر؟
- كلا، ليس في علاقاتنا مع تلك الفصائل مجال لبحث قضايا الاستشهاديين، وانما نحن نناقش قضية اقامة علاقات متينة على صعد أخرى، وهم في الواقع ليسوا بحاجة الى افرادنا، وهذا الامر يجب ان تنتبهوا له، ففي فلسطين يوجد الكثير من الاشخاص المستعدين للتضحية بانفسهم، وفي العراق والمناطق الاخرى كذلك، وانهم يعولون كثيرا على تأييدنا لهم.
• علاقاتكم بالحرس الثوري؟
- لا علاقة لنا.
• البعض يعتقد ان القوارب السريعة وبعض الطائرات الصغيرة التي يمتلكها الحرس الثوري، مخصصة للعمليات الاستشهادية، هل هذا يعني ان لاصلة لكم بهذا الامر؟
- اذا كان الحرس الثوري يضم في صفوفه استشهاديين فهذا امر صائب، وواجبه يحتم عليه وجود مثل هذه المجموعات لديه، واذا كان قام باعداد مثل هذه القوات فخير ما فعل. وفي سنوات الحرب كانت ايران تتحدث عن القوارب السريعة الا ان هذا الموضوع لم يتعرض للنقاش الموسع، ونحن لدينا كتيبة للاستشهاديين باسم الشهيد نادر مهدوي، وهو من الاستشهاديين ومن مدينة بوشهر، ونحن نشعر بالفخر لكوننا وضعنا اسمه على هذه الكتيبة.
وبكل تأكيد لا توجد لدينا علاقات ادارية أو سياسية او مالية او أي نوع من العلاقات التي يمكنك ان تتصورها مع الحرس الثوري أو مع أي جهاز حكومي، ولذلك تمكنا من مواصلة انشطتنا في شكل مستقل رغم التغيير الحاصل في الحكومة، ولم يحصل أي تغيير في خطابنا وبرامجنا التنفيذية او المهام التي في اجندتنا، وهذا الامر دليل على استقلاليتنا.
• جيرانكم في منطقة الخليج يخشون من تنامي القدرة العسكرية والنووية لايران؟
- ما استطيع ان اقوله لهم، انكم في الوقت الذي ما كان عليكم ان تظلموا ايران قمتم بارتكاب الظلم في حقها، وهي لم تعتد على احد، وحتى حينما قام صدام بغزو الكويت، يمكن القول ان ايران كانت الدولة الوحيدة في المنطقة التي مارست ضبط النفس ولم تتخذ أي موقف مساند لصدام، في حين ان العديد من الاصدقاء العرب لصدام وقفوا الى جانبه واعلنوا تأييدهم له وانحازوا الى جبهته، ونحن طالما تعاطينا بوعي وانتباه مع الاحداث، ونعتقد ان عدونا الاساس هو اميركا.
اما على الصعيد الدولي فاننا نؤكد بان العالم الاسلامي يحظى باهتمامنا، ولم يبدر لا عن الشعب ولا عن النظام أي حركة تجعل الاخرين يشعرون بالخطر من جانب ايران، وان ما نطرحه هو موضوع الاخوة ووحدة المجتمعات الاسلامية ووحدة السنة والشيعة، وموضوع ان العالم الاسلامي يقف اليوم امام فتنة عالمية، واننا نستطيع دفع هذه الفتنة فقط من خلال الاتحاد في ما بيننا.
اما بالنسبة الى حصول ايران على الطاقة النووية، فان هذا الامر مخصص للاغراض السلمية تماما، ونحن لا يمكن مطلقا ان نقوم بانتاج السلاح النووي أو نسعى للحصول عليه، لان النظام الاسلامية ولاسباب عقائدية ودينية يحرم تحريما كاملا امتلاك مثل هذا النوع من السلاح، وهذا التحريم ليس قضية مطروحة للتصريف الاعلامي والسياسي، وانما هو واقع مبدئي لايمكن التراجع عنه او التساهل فيه. ثم اننا في الوقت نفسه نعتقد بان السلاح النووي لم يعد سلاحا مؤثرا في عصرنا الراهن.
وانظر الى اسرائيل، انها تمتلك ترسانة نووية كبيرة في ارض اسلامية محتلة صغيرة مقارنة الى اراضي البلدان الاسلامية الاخرى، فكيف بامكانها مهاجمة بلد اسلامي نوويا ولاتتعرض هي لاثار هذا الهجوم. كما ان استخدام السلاح النووي ليس يسيرا في عالم اليوم، وان الظروف التي هاجمت فيها اميركا اليابان نوويا في الحرب العالمية الثانية، لم تعد متوفرة الان، ولم يكن احد حينذاك اختبر الاثار السلبية المترتبة على استخدام السلاح النووي، ولا اعتقد انه حتى بامكان رجل مجنون مثل الرئيس الاميركي (جورج بوش) يمتلك اليوم جرأة استخدام الاسلحة النووية.
• عدوكم الاساس هو اميركا، هل يوجد في القاموس السياسي مفردة عنوانها عدو دائم؟
- فقط حينما تتغير اميركا، أي اما ان تتغير اميركا التي نعرفها حتى هذا اليوم، او ان يطاول التغيير جمهورية ايران الاسلامية. واذا سمحت لي بالاستفادة من الادبيات السياسية، فان هناك مبدأ ثابت في النزاعات الدولية هو مبدأ «الاناشيزم»، اي انه لا توجد قوة غالبة في النزاع الدولي، وكل الدول تعتبر من وجهة نظر الحقوق الدولية متوازنة ومتساوية في التعبير والقوة، لكن اميركا وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وغياب القوة المنافسة لها، سعت الى ابدال «الاناشيه» الى سلطة مطلقة لها في العالم، في حين انها لم تقم بتعديل سلوكياتها لتقول بما انني الان قائد للعالم فيحتم علي التفكير بمصالح الشعوب، بل تقول بما انني قائد للعالم فانني افكر في المصالح القومية لاميركا، لذلك هي تفتقر لصلاحية قيادة العالم، واستمرت اميركا حتى يومنا هذا على هذا النمط من السلوكيات على الصعيد الدولي، وبما اننا نعمل كمانع يحول دون تحقيق اهدافها في المنطقة، لذا فان المشاعر العدائية ستبقى سائدة بين الجانبين.
والحل، اما ان تقوم اميركا بتغيير سلوكياتها، او نقوم نحن بالتخلي عن معتقداتنا الاسلامية المتجسدة في النظام الحاكم والتي لها جذور في ثقافتنا وحضارتنا، يجب على احد الطرفين التغير... اما نحن واما هم.
• ماذا كنت تفعلين في ايام الثورة الاسلامية؟
- طالبة جامعية.
• هل لك صلة باحتلال السفارة الاميركية في طهران؟
- كنت واحدة من الطلبة الذين احتلوا مبنى هذه السفارة، وبقيت عاما واحدا امارس فيها المهام الموكلي لي، وغادرتها بعد زواجي، أي قبل الافراج عن الرهائن الاميركيين.
• لو قدر ان تكون السفارة الاميركية موجودة حاليا في طهران، هل كنتم لتقدموا على احتلالها؟
- اعتقد انه يجب احتلالها مجددا، لان الاميركيين يرون انهم من دون اعادة العلاقات مع ايران وافتتاح سفارة لهم فيها، لا يمكنهم اطاحة النظام الاسلامي الحاكم، ولاجل اسقاط هذا النظام فهم بحاجة الى مكتب للتمثيل السياسي، ونواياهم هي نفسها النوايا السابقة اتي تعتمد التآمر والتجسس على ايران، واتمنى الا نرى اليوم الذي يعاد فيه افتتاح السفارة الاميركية في طهران، ولكن اذا حصل هذا الامر فاننا سنعاود احتلال سفارتهم مرة اخرى.
• كم طفل لديك؟
- ثلاثة، ولدي البكر 24 عاما متزوج، وبنت جامعية عمرها 21 عاما تدرس الحقوق، وولد عمره 16 عاما، طالب في المرحلة الثانوية.
• بصراحة، هل يؤيد اولادك قضية الاستشهاديين؟
- من حسن الحظ انهم يتمتعون بحرية اتخاذ القرار، وان ولدي البكر متخصص في الشؤون العلمية وحقق انجازات على هذا الصعيد، ولكن مع ذلك انهم يتابعون انشطتي بدقة ورغبة، وهم يقدمون لي الدعم في المجالات التنفيذية، وان الثلاثة سجلوا اسماءهم ضمن قوائم الاستشهاديين. ولكنني لا اتوقع منهم التفرغ مثلي لهذا العمل، فهم شباب ولهم تطلعاتهم الخاصة.
• لو اراد احدهم العمل بواجبه الشرعي وقرر الذهاب الى العراق لتنفيذ عملية استشهادية، ماذا سيكون موقفك؟
- بامكانهم اتخاذ القرار الذي يعتقدون انه يمثل واجبا شرعيا لهم، وارغب الاشارة الى صديقة فلسطينية لي هي السيدة ام نزار، وهي والدة الشهيد محمد فتحي الذي نفذ عملية استشهادية ولم يناهز الـ 17 ربيعا. هذه السيدة قامت بنفسها بتوديع ولدها حين انطلق لتنفيذ عمليته الاستشهادية.
• وهل ترغبين ان تفعلين الشيء نفسه مع اولادك؟
- انا ارغب بان يمن الله علي بمثل هذه السعادة وان اكون مؤهلة لها، ولم اخض التجربة وارى في وقت التنفيذ العملي كم ساكون صابرة، ولكنني ابتهل الى الله ان يمنح الامهات الصبر والقوة على تحمل شهادة ابنائهن في سبيل نصرة الحق.