آخـــر الــمــواضــيــع

أحمد الجار الله وهو سكران ..الكويت الآن لها حاكم وهو الأمير مشعل وسابقا لم يكن أحد يحكمها...فيديو بقلم مسافر :: حدث فلكي نادر مع بداية الشهر المقبل بقلم كناري :: «الجنايات»: إخلاء سبيل مواطنتين متهمتين بارتكاب أعمال عنف على متن طائرة قادمة من تايلند بقلم المصباح :: مسؤول بحريني: علاقاتنا مع طهران ستُستأنف قريباً بقلم المصباح :: نحن امام تغير مهم في صفوف الشباب والفنانين الاميركيين حول الابادة وحول سياسة بلادهم الخارجية بقلم المصباح :: بايدن لقناة abc: لولم تكن حماية امريكا لاسرائيل لكانت الصواريخ والمسيرات الايرانية دمرتها بقلم لن انثني :: عندما يبكي الرجال بقلم مبارك حسين :: النازية الصهيو أميريكية إلى اين…؟ بقلم مبارك حسين :: تظاهرات ضخمة في تل ابيب تطالب بالاطاحة بنتنياهو بقلم بركان :: فقدت منذ 80 عاما ..العثور على حطام غواصة أمريكية مشهورة بقلم قبازرد ::
النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: 'نص الرسالة التاريخية الموجهة من الإمام الخميني(رض) إلى العلماء في الحوزة العلمية'

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. Top | #3

    الجزء الثاني من الخطاب التاريخي للامام الخميني للعلماء في الحوزة العلمية الشريفة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    العلماء المزيّفون

    وهناك جماعة أخرى من العلماء المزيَّفين الذين كانوا يعتبرون الدين مفصولاً عن السياسة قبل الثورة، وينكسون رؤوسهم في عتبة البلاط، ولكنّهم يصبحون متدينين فجأة ويلصقون تهمة الوهابية وأسوأ من الوهابية بالعلماء الأعزاء والشرفاء الذين تحملوا دائماً الأذى من أجل الإسلام والتشريد والسجن والنفي. فبالأمس قال المزيّفون الفاقدين للشعور إنّ الدين مفصول عن السياسة، وإنّ الكفاح ضدّ الشاه حرام، واليوم يقولون «لقد أصبح مسؤولو النظام شيوعيين». حتى الأمس اعتبروا بيع المشروبات والدعارة والفسق وحكومة الظلمة نافعاً وممهداً للطريق أمام ظهور إمام الزمان (أرواحنا فداه)، واليوم حيث تقع مخالفة للشرع في زاوية ما _ ورغم أنّ المسؤولين لا يريدون ذلك _ ينادون وا إسلاماه. أمس كان الحجّتيّة قد حرّموا الكفاح، وفي خضم الجهاد بذلوا جهودهم لتجيير إضراب التنوير في النصف من شعبان لصالح الشاه، فأصبحوا اليوم أشدّ ثورية من الثوار... إن دعاة الولاية هؤلاء هم الذين أهدروا أمس بسكوتهم وتحجّرهم شرف الإسلام والمسلمين، وقصموا بالعمل ظهر الرسول وأهل بيت العصمة والطهارة، ولم تكن عنوان الولاية لهم إلاّ التكسّب والعيش، اعتبروا اليوم أنفسهم مؤسّسي ووارثي الولاية، وأخذوا يتحسّرون على ولاية حكومة الشاه.

    وفي الواقع، من هو الذي يصدر اتهامات الميل نحو أميركا وروسيا، واتهام تحليل المحرمات وتحريم المحللات، واتهام قتل النساء الحوامل واتهام حلية القمار والموسيقى؟ ممن تصدر هذه الاتهامات؟ من الناس اللاّدينييّن أم من المزيّفين المتحجّرين وعديمي الشعور؟ يا ترى من الذي ينادي بتحريم القتال مع أعداء الله ويستهزئ بثقافة الشهادة والشهداء ويظهر الطعن حول مشروعية النظام؟ هل إنّ هذا هو فعل الخواص أم العوام؟ ومن أيّة جماعة من الخواص؟ من المعمّمين الظاهريين أم من غيرهم؟ لنترك فالحديث طويل.

    إنّ هذه الأمور كلّها هي نتيجة نفوذ الأجانب في مركز الحوزات وثقافتها. وإنّ المواجهة الحقيقية مع هذه المخاطر صعبة جداً. فمن جهة، ليس عملاً سهلاً بيانُ الحقائق والواقعيات وتطبيق الحق والعدالة قدر الإمكان، ومن جهة أخرى، يجب الحذر حتى لا يقطف الأعداء الثمار. وربّما لا يوجد في بلدنا في ما يتعلّق بتطبيق العدالة فرق بين العالم وغيره، إلاّ أنّه عندما يتعاملون شرعياً وقانونياً وبشكل جادّ مع عالمٍ حسن السابقة كان أو سيّئ السابقة، تعلو الصرخات فجأة أن «لماذا قعدتم فالجمهورية الإسلامية تريد إهدار حيثية العلماء». أو إذا تمَّ العفو أحياناً عن شخص استحقَّ العفو يدعون أن «النظام أعطى امتيازاً غير مبرّر للعلماء».

    إنّ على الشعب الإيراني العزيز أن يكون يقظاً، حتى لا يستغل الأعداء تعامل النظام الحازم مع المتخلفين الذين يسمون بالعلماءـ حتى لا يشوّهوا سمعة العلماء الملتزمين في الأذهان. وعليهم أن يعتبروا عدم منح امتياز لأحد دليلاً على عدالة النظام. والله يعلم إنّي لم أجد لنفسي شخصياً ذرّةً من الحصانة والامتياز والحق. وإذا ما صدر مني تخلف فإني مستعد للمحاسبة. إنّ البحث حالياً يدور حول ماذا يجب عمله للحيلولة دون تكرار الأحداث المرة وحصول الاطمئنان من قطع نفوذ الأجانب من الحوزات؟ ورغم أن هذا العمل صعب، إلاّ إنّه لا خيار منه، فيجب القيام بعمل ما.

    إنّ أُولى الوظائف الشرعية والإلهية هي المحافظة على اتحاد ووحدة الطلبة والعلماء الثوريين، وإلاّ فإن الليل الحالك ينتظرنا.

    ولا يوجد اليوم أي مبرّر شرعي وعقلي على أن يكون اختلاف الأذواق والاستنتاجات وحتى ضعف الإدارة سبباً لزوال الألفة ووحدة الطلبة والعلماء الملتزمين، إذ يمكن أن يكون لكل أحد في مجال تفكيره وذهنه انتقاد لعمل وإدارة وأذواق الآخرين والمسؤولين، ولكن يجب أن لا يحرف الأسلوب في العمل أفكار المجتمع والأجيال القادمة، عن طريق معرفة الأعداء الحقيقيين والقوى العظمى الذين تنبع منهم جميع المشاكل والاضطرابات بما فيها المسائل الفرعية، وأن تلقى _ لا سمح الله _ مسؤولية جميع الضعف والمشاكل على عاتق الإدارة ومركز المسؤولية، إذ إن هذا لا يعتبر عملاً منصفاً، ويسقط اعتبار مسؤولي النظام، ويهيّئ الأرضية لدخول اللاّأباليين واللاّمعذّبين إلى مسرح الثورة.

    إنّني أعتقد اليوم أنّه ليس معلوماً أن يكون أقوى الأشخاص في مواجهة جميع المؤامرات والخصومات وإثارة الحروب التي تجري ضدّ الثورة الإسلامية في العالم، أكثر موفقية من الأشخاص الموجودين في المسؤولية بالفعل. ومن خلال تحليل منصف لأحداث الثورة، خاصةً لأحداث السنوات العشر منذ الانتصار، يجب أن أقول إنّ ثورة إيران الإسلامية كانت موفَّقة في معظم أهدافها وأبعادها ولسنا مهزومين بعناية الله العظيم في أيِّ مجال، حتى في الحرب، حيث يكون النصر من نصيب أُمّتنا، ولم يحقّق الأعداء شيئاً في فرض وتحميل كل هذه الأضرار علينا. وبطبيعة الحال، لو كنا نملك جميع المستلزمات لاتجهنا إلى أهداف عليا ووصلنا إليها، إلاّ أنّ هذا لا يعني هزيمتنا أمام العدو في هدف الحرب الأساسي، والذي هو رد العدوان وإثبات صلابة الإسلام. وقد كان كل يوم بركة من الحرب استفدنا منها في جميع الحالات، ولقد صدّرنا ثورتنا إلى العالم في الحرب، وأثبتنا مظلوميتنا وجور المعتدين في الحرب، وفي الحرب رفعنا القناع عن الوجوه الزائفة لمصّاصي العالم، وإننا في الحرب عرفنا أصدقاءنا وأعداءنا، وإنّنا في الحرب وصلنا إلى هذه النتيجة وهي أن نقف على أقدامنا ونعتمد على أنفسنا، إنّنا في الحرب حطّمنا عظمة قوتي الشرق والغرب العظميين، وإنّنا في الحرب رسخنا جذور ثورتنا الإسلامية المثمرة، وإنّنا في الحرب زرعنا الشعور بالأخوّة وحبّ الوطن في وجدان أفراد الشعب. إنّنا في الحرب أثبتنا لشعوب العالم ولشعوب المنطقة بالذات إمكانية الكفاح ضد جميع القوى العظمى ولسنوات طويلة.

    إنّ حربنا ساعدت على انتصار أفغانستان، وإن حربنا ستكون سبباً لانتصار فلسطين، إنّ حربنا كانت سبباً لأن يشعر حكام جميع الأنظمة الفاسدة بالذل مقابل الإسلام، إنّ حربنا سببّت يقظة باكستان والهند، وفي حربنا فقط تطوّرت صناعاتنا العسكرية كثيراً، والأهم من كل ذلك، هو استمرار الروح الثورية الإسلامية في ظل الحرب.

    لقد كانت هذه كلّها من بركة دماء الشهداء الأعزّاء الطاهرة في حرب الثمان سنوات، ونشأت كلها من جهود الأمهات والآباء وشعب إيران العزيز في عشر سنوات من الكفاح ضدّ أميركا والغرب والاتحاد السوفييتي والشرق. إنّ حربنا كانت حرب الحق والباطل التي لا نهاية لها. إنّ حربنا كانت حرب الفقر والثراء. إنّ حربنا كانت حرب الإيمان والرذيلة، وإنّ هذه الحرب قائمة منذ آدم وحتى نهاية الحياة. فكم قصيرو النظر أولئك الذين يظنون بما أننا لم نصل في جبهة القتال إلى هدفنا النهائي.. يظنّون أنّ الشهادة والبطولة والتضحية والإيثار والصلابة لا فائدة فيها، في حين أن نداء الإسلام في أفريقيا هو من نتائج حربنا. إنّ رغبة معرفة الإسلام لدى شعوب أميركا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، أي في كل العالم، هي من حرب الثمان سنوات.

    إنّني هنا أعتذر بشكل رسمي من الأُمّهات والآباء والأخوات والأُخوان ونساء وأبناء الشهداء والمعوّقين بسبب التحليلات الخاطئة الجارية هذه الأيام، وأدعو الله أن يقبلنا إلى جانب شهداء الحرب المفروضة، وإنّنا لسنا نادمين لحظة واحدة من موقفنا في الحرب.

    نعم، وهل نسينا بأنّنا حاربنا من أجل أداء التكليف وأنّ النتيجة هي فرع ذلك؟ وعندما أحسّ شعبنا في نفسه القدرة على أداء تكليف الحرب عمل بوظيفته، وطوبى للذين لم يتردّدوا حتى اللحظة الأخيرة. وفي الوقت الذي رأى فيه مصلحة بقاء الإسلام في قبول القرار خضع ليعمل بوظيفته مرة أخرى، فهل يجب أن يقلق الإنسان عندما يعمل بوظيفته؟ إنّنا يجب أن لا نقع في الخطأ في إبداء الرأي من أجل إرضاء عدد من الليبراليين الذين باعوا أنفسهم، الأمر الذي يغضب حزب الله العزيز ويجعله يشعر بأن الجمهورية الإسلامية أخذت تعدل عن مواقفها الأصولية. وهل يؤدي التحليل القائل بأن الجمهورية الإسلامية لم تحقق شيئاً وفشلت إلاّ إلى ضعف النظام وسلب ثقة الشعب بالنظام؟

    إنّ التأخّر في تحقيق جميع الأهداف لا يكون دليلاً على أنّنا عدلنا عن مواقفنا وأصولنا. إذ أنّنا جميعاً مكلّفون بأداء التكليف والوظيفة، ولسنا مسؤولين عن النتيجة، فلو كان جميع الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) في زمانهم ومكانهم مسؤولين عن النتيجة، لما كان واجباً عليهم أبداً أن يعملوا ويتحدّثوا أكثر من نطاق طاقاتهم، ولم يكن عليهم أن يتحدّثوا عن الأهداف العامة البعيدة المدى التي لم تتحقق في حياتهم أبداً. في حين تمكن شعبنا بلطف الله من أن يحقق النجاح في معظم المجالات التي رفع بشأنها الشعار.

    لقد رأينا تحقيق شعار إسقاط الشاه عملياً، وإنّنا جعلنا زينة عملنا شعار الحرية والاستقلال، وإنّنا رأينا شعار الموت لأميركا في عمل الشباب الثائرين والأبطال المسلمين في احتلال وكر الفساد والجاسوسية الأميركي، لقد جرّبنا جميع شعاراتنا بالعمل. وبطبيعة الحال، نعترف أنّ عراقيل كثيرة صادفتنا في مسير العمل واضطررنا أن نغيّر أسلوبنا وتكتيكنا، فلماذا نستخفُّ بأنفسنا وشعبنا ومسؤولي بلادنا، ونحصر جميع العقل والتدبير في فكر الآخرين؟

    إنّني أُحذِّر الطلبة الأعزّاء أن عليهم، بالإضافة إلى مراقبة ما يلقّنه العلماء المزيَّفون، أن يعتبروا من التجربة المرّة المتمثلة في تسلط الثوار المزيفين، والذين يتظاهرون بالتعقل، والذين لم يتفقوا أبداً مع أُصول العلماء وأهدافهم، وأن لا ينسوا أفكارهم السابقة وخيانتهم، وأن لا يكون الإشفاق اللاّمبرّر عليهم والسذاجة سبباً لعودتهم إلى المسؤوليات الحساسة والمصيرية للنظام. إنّني اليوم وبعد 11 سنوات من انتصار الثورة الإسلامية، وكما في السابق، أعترف بأن جميع الإجراءات التي اتخذت في بداية الثورة في إعطاء المناصب والأمور المهمة للبلاد لجماعة لم يكونوا يعتقدون اعتقاداً خالصاً وحقيقياً بالإسلام المحمّدي الأصيل (ص) _ هذه الإجراءات _ كانت خطأً لا يمكن أن تزول آثارها المرّة عن الأذهان بسهولة. ورغم أنّي شخصياً ما كنت أرغب في ذلك الوقت أن يتسلم هؤلاء الأمور، ولكنّني قبلت بعد أن أيّدهم الأصدقاء الذين رأوا صلاحاً في ذلك. وإنّني الآن كذلك أعتقد جازماً أنّ هؤلاء لا يرضون بأقل من تحريف الثورة في كافة مبادئها وسوقها باتجاه أميركا مصاصة العالم، في حين لم يخرجوا في بقية الأمور عن إطار الكلام والمهارة في الادّعاء. واليوم لا أشعر بالأسف أبداً لعدم وجودهم إلى جانبنا، لأنّهم لم يكونوا إلى جانبنا من البداية.

    إن الثورة ليست مدينة لأحد، وما زلنا نعاني من ضربة اعتمادنا الكثير على الفئات والليبراليين. إلاّ أنّ أحضان الثورة والدولة مفتوحة دائماً لقبول جميع الذين يريدون إسداء الخدمة وقصدوا العودة، ولكن ليس بثمن أن يطالبوا ويناقشوا جميع المبادئ، مِثل لماذا قلتم الموت لأميركا، ولماذا حاربتم، ولماذا طبقتم حكم الله على المنافقين والعناصر المضادّة للثورة، ولماذا رفعتم شعار اللاّشرقية واللاّغربية، ولماذا استوليتم على وكر الجاسوسية، ومئات أخرى من لماذا. والنقطة المهمة في هذا المجال، هي أن لا نقع تحت تأثير طلبات الاسترحام التي لا مبرّر لها بخصوص أعداء الله وأعداء النظام، فنقوم بإعلام يضع علامة استفهام أمام أحكام الله والحدود الإلهية. إنّني لست فقط لا أعتبر بعض هذه الأُمور لصالح البلاد، حيث أعتقد أنّ الأعداء استفادوا منها. إنّني أعلن صراحة لأُولئك الذين يصل نفوذهم إلى الإذاعة والتلفزيون والصحف ويعكسون آراء الآخرين.. أعلن ما دمت موجوداً فلن أسمح أن تقع الحكومة بيد اللّيبراليين، ما دمت موجوداً فلن أسمح للمنافقين أن يقضوا على إسلام هذا الشعب الذي لا ملاذ له، ما دمت موجوداً فلن أعدل عن مبادئ اللاّشرقية واللاّغربية، ما دمت موجوداً أقطع أيادي أميركا والاتحاد السوفييتي عن جميع المجالات، وإنّني على ثقة تامة، بأنّ أبناء الشعب كافّة باقون على مبادئهم كما كانوا في السابق، وسيحمون نظامهم وثورتهم الإسلامية. وكما كان الشعب قد أثبت حضوره في الساحة في عشرات ومئات المناسبات، فقد أثبت هذا العام أيضاً من خلال مسيرة 22 بهمن حقيقة استعداده التام لمواجهة جميع العالم وأدهش في الحقيقة أعداء الثورة بأنه إلى أي حد هو مستعدّ للتضحية.

    إنّني هنا أرى نفسي أصغر وأشعر بالخجل من أن أصف هؤلاء وأشكرهم باللِّسان، فإنّ الله سيجازي بمكافأة عظيمة على هذا الإخلاص والعبودية. إلاّ أنّني أُوصي وأنصح أولئك الذين يتّهمون عن جهالة الشعب الشريف والعزيز بأنّه انصرف عن المبادئ والثورة والعلماء، أن يمحّصوا ويدقّقوا في أحاديثهم وأقوالهم وكتاباتهم، وأن لا يحسبوا على الثورة والشعب استنتاجاتهم وتصوّراتهم المغلوطة.

    والقضية الأخرى هي لمصلحة من يجري إيجاد الخصومة والفرقة بين العلماء الثوريين؟ وقد استعد الأعداء منذ أمد بعيد لزرع الاختلاف بين العلماء. إن الغفلة عن هؤلاء تقضي على كل شيء. وإذا لم يكن طلبة الحوزة العلمية ومدرّسوها متضامنين مع بعضهم البعض، فلا يمكن التكهن ومعرفة من الذي ستكون الموفقية من نصيبه. وإذا أصبحت السيطرة الفكرية من نصيب العلماء المزيفين والمتحجرين _ على فرض محال _ فماذا سيكون جواب العالم الثوري أمام الله والشعب؟

    ليس هناك اختلاف إن شاء الله بين جماعة المدرسين والطلبة الثوريين. وإذا كان موجوداً فعلى ماذا؟ على المبادئ أم على الأذواق؟ وهل أدار المدرسون المحترمون الذين كانوا عماد الثورة القوي في الحوزات العلمية ظهورهم _ نعوذ بالله _ للإسلام والثورة والشعب؟ ألم يكن هؤلاء هم الذين أفتوا في فترة الكفاح بعدم شرعية الملكية؟ ألّم يكن هؤلاء هم من كشفوا للشعب أحد العلماء المتظاهرين بالمرجعية عندما أراد أن يبتعد عن الإسلام والثورة؟ ألم يدافع المدرّسون الأعزاء عن الجبهة والمجاهدين؟ وإذا هُزِم هؤلاء _ لا سمح الله _ فأيّة طاقة ستحتل مكانهم؟ وهل إنّ عملاء الاستكبار الذين غذّوا أحد العلماء المزيفين حتى درجة المرجعية لا ينصبون شخصاً آخر حاكماً على الحوزات؟ وهل يستطيع هؤلاء أن يكونوا في المستقبل حماة الثورة الإسلامية حيث إنهم لم يتجرعوا هَمَّ الكفاح في أحداث خمسة عشر عاماً من الكفاح قبل الثورة وأحداث عشر سنوات قاصمة بعد الثورة، ولم يتحملوا هم الحرب وإدارة، البلاد ولم يتأثروا بشهادة الأعزاء، بل انشغلوا براحة بال بالدرس والمباحثة؟ ثم إن هزيمة كل جناح من العلماء والطلبة الثوريين ورابطة العلماء وجماعة العلماء المجاهدين وجماعة المدرسين تعني انتصار أي جناح وتيار؟ إنّ الجناح الذي ينتصر ليس باليقين هم العلماء. وإذا ما اتجهت هذه الفئة اضطراراً إلى الطبقة العلمائية فإلى أيّة فئة من الطلبة العلمائيّة تتّجه؟

    خلاصة القول، أنّ الاختلاف قاصم بأي شكل كان، وعندما تصل القوى المؤمنة بالثورة، حتى ولو تحت اسم الفقه التقليدي والفقه المتجدّد إلى حدود المواجهة، سيكون الطريق مفتوحاً أمام استفادة الأعداء. إنّ قيام التكتلات سيؤدي إلى الخلافات، وسيلجأ كل جناح، من أجل حذف وإلغاء الطرف الآخر، إلى الألفاظ والشعارات، ويجري اتهام طرف بالدفاع عن الرأسمالية واتهام الطرف الآخر بالالتقاطية. وإنّني قد قدمت دائماً نصائح حلوة ومرّة من أجل المحافظة على الاعتدال لدى الأجنحة، لأنّني أعتبر الجميع أبنائي وأعزائي. وبطبعية الحال، لم أكن قلقاًَ أبداً حول المباحثات الصعبة في فروع الفقه وأصوله إلاّ إنّني قلق من مواجهة ومعاداة الأجنحة المؤمنة بثورتي، وبأن لا يؤدي ذلك إلى تقوية الجناح المرفّه الذي لم يشعر بالأذى ويوجّه الانتقاد.

    إنّ النتيجة التي نأخذها، هي أنّه إذا ابتعد العلماء عن اتباع الإسلام الأصيل والثورة، فإن القوى العظمى وعملاءها يجيّرون القضية لمصلحتهم. وعلى جماعة المدرسين أن تعتبر من الطلبة الثوريين الأعزاء الذين تحملوا المتاعب وتعرضوا للضرب وذهبوا إلى الجبهة، وأن تعقد اجتماعاً معهم وترحب بطروحاتهم ونظرياتهم، وعلى الطلبة الثوريين بدورهم أن يعتبروا المدرّسين الأعزّاء أنصار الثورة شخصيات محترمة وينظروا إليهم نظرة احترام، وأن يكونوا جميعاً يداً واحدة مقابل الأوهام الضعيفة، والانتهازيين والمنتقدين، وأن يجعلوا أنفسهم في استعداد للإيثار والشهادة في سبيل هداية الناس، سواء كان المجتمع والناس يطلبون الحقيقة كما في عصرنا، حيث إن الشعب يعتبر وفياً وسيبقى وفياً للعلماء أكثر ممّا نفكّر فيه نحن، أو لا يطلبون الحقيقة كعصر المعصومين (عليهم السلام). وأمّا الشعب الإيراني الشريف، فإنّ عليه أن يعلم بأنّ هناك دعايات تجري ضدّ العلماء وتستهدف القضاء على العلماء والثورة، إذ إنّ أيادي الشيطان تريد النفوذ إلى صفوف الشعب من خلال المضيقات والصعوبات، لتقول «إن العلماء هم سبب المشكلات والاضطرابات». ولكنّهم أي عالم يقصدون؟ هل هو العالم اللامسؤول واللاّمعذّب؟ يقيناً لا، وإنّما العالم الذي كان يتقدم الجميع في كل الأحداث ويجعل نفسه معرضاً للخطر.
    إنّ أحداً لا يدَّعي بأن الشعب والحفاة لا يعانون من المشاكل، وإن جميع الإمكانات هي في خدمة الشعب. ومن البديهي أنّ آثار عشر سنوات من الحصار والحرب والثورة ظاهرة في كل ناحية وتظهر النواقص والاحتياجات، ولكنّني أشهد باليقين، أنّه لو كان أشخاص غير العلماء قادوا حركة الثورة وتقدموا إلى الأمام، لم يكن ليبقى لنا اليوم غير العار والذل مقابل أميركا ومصاصي العالم، وغير الانحراف عن جميع المعتقدات الإسلامية والثورية.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أسلوب التدريس في الحوزات

    ولا بدّ من التذكير أنّ الإشارة إلى جانب من أحداث الثورة والعلماء، لا يعني أن يقوم الطلبة والعلماء الأعزاء غداً بحركة شديدة وثورية، وإنّما الهدف معرفة بعض النقاط حتى يسيروا في طريقهم بالبصيرة، وأن يعرفوا بشكل أحسن المخاطر والمعابر والكمائن.

    أمّا في ما يتعلّق بأسلوب تدريس وتحقيق الحوزات، فإنّني أعتقد بالفقه التقليدي والاجتهاد الأصلي ولا أجيز التخلف عن ذلك. والاجتهاد بالأسلوب بنفسه صحيح، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ فقه الإسلام غير متجدّد. فالزمان والمكان يعتبران عنصرين أساسيين في الاجتهاد، فالمسألة التي كان لها حكم في السابق قد تأخذ حكماً جديداً في إطار علاقة الحاكم بالسياسة والمجتمع والاقتصاد. وبعبارة أخرى، فإنّ معرفة دقيقة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يكون الموضوع الأول _ الذي لا يختلف ظاهرياً عن الموضوع السابق - موضوعاً جديداً يحتاج إلى حكم جديد.

    وعلى المجتهد أن يلمَّ بقضايا عصره، ولا يمكن للشعب وللشباب وحتى للعوام أن يقبل من مرجعه ومجتهده أن يقول إنني لا أبدي رأياً في القضايا السياسية، ومن خصوصيات المجتهد الجامع معرفة أساليب التعامل مع الحيل والتحريف الموجود في الثقافة الحاكمة على العالم، وامتلاك البصيرة والنظرة الاقتصادية والعلم بكيفية التعامل مع اقتصاد العالم ومعرفة السياسات وحتى السياسيين وأساليبهم التي تملى، وإدراك مركز ونقاط القوة والضعف في القطبين الرأسمالي والشيوعي، والذي هو في الحقيقة إدراك لحقيقة الاستراتيجية الحاكمة على العالم. ويجب أن يكون لدى المجتهد الشطارة والذكاء والفراسة التي ترشد مجتمعاً إسلامياً كبيراً، بل وحتى غير إسلامي، بالإضافة إلى الإخلاص والتقوى والزهد، فإنّه يليق بشأن المجتهد أن يكون في الواقع مديراً ومدبراً. والحكومة في نظر المجتهد الحقيقي هي الفلسفة العملية لجميع الفقه في جميع أبعاد حياة الإنسان، والحكومة تمثل الجانب العملي للفقه في تعامله مع جميع المشكلات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية، والفقه هو النظرية الحقيقية والكاملة لإدارة الإنسان والمجتمع من المهد إلى اللّحد. والهدف الأساسي هو إنّنا كيف نريد أن نحكّم الأصول الثابتة للفقه في عمل الإنسان والمجتمع ونستطيع الحصول على جواب للمشاكل. وهذا ما يخشاه الاستكبار، أي أن يكون للفقه والاجتهاد بُعد عيني وعملي ويمنح المسلمين قوة المواجهة.

    ثمّ بأيّ سبب يتألّم إلى هذه الدرجة الأجانب مصّاصو العالم، ويقوم زعماء الكفر والسوق المشتركة وأمثالهم بمحاولات مرتبكة ويائسة، وذلك إثر إعلان الحكم الشرعي والإسلامي الذي يتفق عليه جميع العلماء بحق أحد العملاء؟ إنّ السبب ليس إلاّ خشية زعماء الاستكبار من قوة المواجهة العملية للمسلمين في معرفة مؤامراتهم المشؤومة ومقاومتها، بحيث أخذوا يعرِّفون الإسلام والمسلمين اليوم كمبدأ ناشئ ومتحرك وذي حماس كبير. وبدأوا يضطربون لأنّ مجال أعمالهم الشرّيرة أصبح محدوداً ولا يستطيع أُجَراؤهُم الجرأة على المقدّسات الإسلامية براحة بال كما كانوا في السابق.

    لقد قلت من قبل إنّ سبب جميع المؤامرات التي يخطّطها مصّاصو العالم ضدّنا، من الحرب المفروضة والحصار الاقتصادي وغير ذلك، هو أن لا نقول بأن الإسلام قادرة على إدارة المجتمع وتلبية حاجاته، وأن نطلب منهم الإذن في حل قضايانا وخطواتنا. إنّنا يجب أن لا نغفل، وعلينا أن نسير في اتجاه تنقطع به إن شاء الله العروق التي تربط بلدنا بمثل هذا العالم المتوحش. وربّما تصوّر الاستكبار الغربي أنّه من خلال طرح عنوان السوق المشتركة والحصار الاقتصادي يتم إيقافنا ويجعلنا نتخلى عن تطبيق حكم الله العظيم. إنّه أمر مثير للاستغراب، أن لا يعتبر المتمدنون والمفكرون الظاهريون أمراُ مُهِمّاً عندهم أن يجرح كاتب عميل بقلمه المسموم مشاعر أكثر من مليار مسلم ويستشهد عدد بسبب ذلك، حيث تعتبر هذه الفاجعة، هي الديمقراطية والمدنية نفسها، إلاّ أنّه عندما يجري الحديث حول تنفيذ الحكم والعدالة يعلو نحيب الرأفة وحديث الإنسانية. إننا من خلال هذه النقاط نجد حقد عالم الغرب على عالم الإسلام والفقه. إن هؤلاء لا يهمهم الدفاع عن شخص، بل يهمهم الدفاع عن كل تيار معاد للإسلام ومعاد للقيم والمبادئ، وهذا ما أثارته الدوائر الصهيونية والبريطانية والأميركية، ووضعوا أنفسهم بحماقة واستعجال في مقابل جميع العالم الإسلامي. وبطبيعة الحال، يجب أن نرى كيفية تعامل الدول والحكومات الإسلامية مع هذه الفاجعة الكبرى، إذ لم تعد هذه القضية قضية عرب وغير عرب وفارس وإيران، وإنّما هي إهانة لمقدَّسات المسلمين بدأت منذ صدر الإسلام ولحدّ الآن، وستبقى من اليوم وعلى طول التاريخ، وهي نتيجة لنفوذ الأجانب في ثقافة المبدأ الإسلامي، وإذا ما غفلنا عنها، فإن هذه القضية تعتبر البداية، وإنّ في أكمام الاستعمار الكثير من هذه الثعابين الخطرة الذين أخذوا القلم وأجَّروا أنفسهم. وليست ضرورة في مثل هذه الظروف أن نسعى إلى إيجاد العلاقات وتوسيع نطاقها؛ لأنّ الأعداء قد يتصوَّرون بأننا نحتاج إليهم بدرجة حتى يمكن أن نسكت مقابل الإهانة بمعتقداتنا ومقدّساتنا الدينية.
    الصور المرفقة الصور المرفقة  
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الحوزة العلمية تقتل رجالها
    بواسطة مجاهدون في المنتدى المنتدى الدينى
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 12-05-2005, 12:18 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-14-2004, 02:04 PM
  3. استمع بحث الخارج لزعيم الحوزة العلمية الامام السيد الخوئي قدس سره،
    بواسطة أبومرتضى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-19-2004, 04:23 AM
  4. «الحوزة العلمية» تشجب الاعتداءات على الكنائس
    بواسطة المهدى في المنتدى منتدى العراق الحديث
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-17-2004, 11:38 PM
  5. إقتراح ممتاز لصدام حسين حتى يحصل على دعم الحوزة العلمية فى قم !
    بواسطة لا يوجد في المنتدى منتدى العراق الحديث
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-08-2004, 10:30 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
منتدى منار هو منتدى أمريكي يشارك فيه عرب وعجم من كل مكان