بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت ان انقل لكم هذه القصيدة الرائعة التي ارسلها المرحوم الدكتور السشيخ احمد الوائلي الى المرجع السيد محمد حسين فضل الله (ايده الله )


إنّك كونٌ لخّصتْه سُطُور*

أرسلها الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (ره) إلى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله تحية لديوانه "قصائد للإسلام والحياة".

رأيتك والحرف المعبّر صُوّرَةً 000 بديوان شعر بالحياة يمورُ
تجسّدَتِ الّدنيا به فهْوَ بَسْمَةٌ 000 ودمعٌ وحزنٌ مرّة وسرورُ
فكنتَ القريضَ الفذّ نَسْجاً وفكرهُ 000 ورُبَّ كلامٍ للْكلام أميرُ
له نسبٌ نهجُ البلاغة جذره 000 ونيران من دنيا الرّضى ونورُ
وما النّسْرُ إلاّ ابنُ العُقَابِ بِنزعهِ 000 وتصْعدُ عنْ أفقِ البغاثِ نسورُ
لقد لاح لي لبنانُ في كلّ مقطعٍ 000 به فهو جنّاتٌ ترِقُّ وحورُ
ونسْجُ مواويلٍ وعِشْقٌ ودَبْكَةٌ 000 وحشدُ صبايا جُلّيَتْ، وأمورُ
وملحمةٌ للمجد في سفح يُحمرٍ 000 وصيدا أساطير الفداء، وصورُ
براعِمُ من نبتُ الجنوبِ أتوا بما 000 فريق وهي عن مثله ومشيرُ
وفاطمة بنت الجنوب ومدفع 000 له بين زنديها صدىً وزئيرُ
تعقَّبَ إسرائيلَ يسحق زهوَها 000 فجُنّ لها رعبٌ وذابَ غُرورُ
فيا لسلاحٍ لمْ يكن عندَ غيرنا 000 تفجَّرَ فيهِ أضلعٌ وصدورُ
فدَيتُ صدوراً هدَّها الكدح والطّوى 000 وألوَى بها وسطَ الحقولِ هجيرُ
بكل صدور للنياشين فوقها 000 تربّع إفكٌ يشمخرُ، وزورُ
صدورٌ خلت من عزمة ورجولة 000 فإن سمِعتْ صوت الأزير تخورُ
ومدفع بغي ما أصاب عدوه 000 ولا هزّ ساح المجدِ منهُ هديرُ
بلى هو نارٌ في ترائب شعبه 000 سواءً كبيرٌ منهم وصغيرُ
قرأتُك في هذا جميعاً فبان لي 000 بأنّك كونٌ لخصتهُ سطورُ
مدى أنت فيه الحَبرُ بالعلم والتقى 000 وأنت به البركانُ حتى يثورُ
ودفق شعور بالرنين مُوقَّع 000 وما كلّ شعرٍ في مداه شعورُ
وما الشعر إن لم ينحني الفنّ عنده 000 ويسجدُ إلا فضلةٌ وقشورُ
وإني أعيذُ الشعر من كلّ شاعر 000 تدورُ فلا تلقاه كيفَ تدُورُ
على الفهم عبءٌ فهو لغز مُعتِّمٌ 000 وفي السمع عبءٌ فهوَ فيه صخورُ
يسيح فلا تدري أين قراره 000 وتغرق فيه صورة وتفورُ
يقولون حرّ وهو فوضى عريضة 000 ومركب عجزٍ ما امتطاه قديرُ
أبا السادة الأطهار جذراً ومسلكاً 000 وكل الذي ينمي الحسين طهورُ
لماذا ومن عهد نسيت رددتني 000 لأمس له حلم الخيال يشيرُ
زمان به عان الزمان طِباعهُ 000 فلا غصَّةٌ في صفوهِ وشرورُ
وأفق ثريّ بالنجوم يُرى به 000 على كلّ درْبٍ للنجوم مسيرُ
تنوَّر من فكر ووجهِ مسائه 000 وربَّ مساء تفتديه بكورُ
وفتْحُ أكمام القرائح صبحهُ 000 ففي كلّ أيك احمد وجريرُ
ومنتجع الأرواح للذوق مرتع 000 شهيٌ، وروضٌ للفهوم نضيرُ
وتِرْبُ صباً طارحته في مشاعر 000 رفاقٍ وعهدٌ أبلج وعشيرُ
وأرض تمنّاها الجباه لترتمي 000 عليها، على وادٍ حصاهُ تدورُ
بها لبين ماء السماء خِوَرْنقٌ 000 فيها لموسى والنبوة طورُ
وعقد ونصف من قرون تتابعت 000 وخَطْو عليٍّ في التُّراب عبيرُ
أخي وجزيل الشكر بالفضل والوفا 000 فكلُّ وفيٍّ بالثناءِ جديرُ
تفقَّدني والخطب ما زال عاصفاً 000 بابعاده والدّمعُ منه غزيرُ
وفقدُ أب ٍمن قادة العلم والتقى 000 وتمزيقُ شعْب عادَ وهو كسورُ
وعفواً... وقد رافت على الروح غربةٌ 000 وأطبقَ خطْبٌ واعتَسَفْنَ دهورُ
إذا لم أوفِ العاطفاتِ جزاءها 000 فرُبَّ صغيرٍ مِنْ أخيْكَ كبيرُ



*نشرت في مجلة "العرفان" العددان 1و2، المجلد 74. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتقبلوا تحياتي ومحبتي لكم