يقول المدلس

--------------------------------------------------------------------------------

يقول المدلس الكبير : ان السيد فضل الله يقول في تفسير من وحي القرآن ان الإمام علي عليه السلام كان يشرب الخمر ( والعياذ بالله ) وينقل من وحي القرآن ما يلي :

الآيــات

{يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ في الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}(90ـ92).
جاء في أسباب النزول ـ للواحدي ـ بإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال: «أتيت على نفر من المهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً، وذلك قبل أن يحرم الخمر، فأتيتهم في حش[1]، وإذا رأس جزور مشويّاً عندهم ودنّ من خمر، فأكلت وشربت معهم وذكرت الأنصار والمهاجرين، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، فأخذ رجل لحي الرأس، فجدع أنفي بذلك، فأتيت رسول الله(ص) فأخبرته فأنزل الله في شأن الخمر {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ..}[2].

ولعل من الطريف أنَّ بعض الرواة روى عن علي بن أبي طالب(ع) قوله: صنع لنا عبد الرحمان بن عوف طعاماً، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأت: «قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون» فأنزل الله: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} [النساء:43].

ورويت هذه الرِّواية بطريقة أخرى، قال عكرمة: نزلت في أبي بكر وعمر وعلي وعبد الرحمان، صنع علي لهم طعاماً وشراباً، فأكلوا وشربوا، ثم صلى علي بهم المغرب فقرأ {قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى خاتمتها، فقال: «ليس لي دين وليس لكم دين»، فنزلت: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى}.


الرد :
طبعا كعادة المدلس يقطع كلام السيد على طريقة ( ويل للمصلين ) دون الاكمال لتشويه الحقائق
واليك نص السيد في تفسير من وحي القرآن للسيد المرجع العلامة محمد حسين فضل الله دام ظله الوارف :
الآيــات

{يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ في الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}(90ـ92).

* * *

معاني المفردات

{الْخَمْرُ}: عصير العنب المشتد، وهو العصير الَّذي يسكر كثيره، وسمي خمراً لأنَّها بالسكر تغطي على العقل. وأصله التغطية، من قولهم: خمرت الإناء إذا غطيته، ودخل في خمار النَّاس إذا خُفي في ما بينهم.

{وَالْمَيْسِرُ}: القمار، من تيسير أمر الجزور بالاجتماع على القمار فيه، وأصله من اليسر خلاف العسر، وسمّيت اليد اليسرى تفاؤلاً بتيسير العمل بها، وقيل: لأنَّها تُعين اليد اليمنى فيكون العمل أيسر.

{وَالأنصَابُ}: الأصنام، واحدها نصب، وسميت كذلك لأنَّها كانت تنصب للعبادة لها.

{وَالأزلاَمُ}: القداح، وهي سهام كانوا يجيلونها للقمار.

{رِجْسٌ}: الرجس في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل، يُقال: رجُس يرجُس ورَجِسَ يرْجِس إذا عمل عملاً قبيحاً.

* * *

مناسبة النزول

جاء في أسباب النزول ـ للواحدي ـ بإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال: «أتيت على نفر من المهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمراً، وذلك قبل أن يحرم الخمر، فأتيتهم في حش[1]، وإذا رأس جزور مشويّاً عندهم ودنّ من خمر، فأكلت وشربت معهم وذكرت الأنصار والمهاجرين، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار، فأخذ رجل لحي الرأس، فجدع أنفي بذلك، فأتيت رسول الله(ص) فأخبرته فأنزل الله في شأن الخمر {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ..}[2].

ولعل من الطريف أنَّ بعض الرواة روى عن علي بن أبي طالب(ع) قوله: صنع لنا عبد الرحمان بن عوف طعاماً، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأت: «قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون» فأنزل الله: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} [النساء:43].

ورويت هذه الرِّواية بطريقة أخرى، قال عكرمة: نزلت في أبي بكر وعمر وعلي وعبد الرحمان، صنع علي لهم طعاماً وشراباً، فأكلوا وشربوا، ثم صلى علي بهم المغرب فقرأ {قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى خاتمتها، فقال: «ليس لي دين وليس لكم دين»، فنزلت: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى}.

والمتأمل المتدبر في هاتين الرِّوايتين وأمثالهما، لا يسعه إلاَّ أن يخلص إلى كونهما مختلقتين موضوعتين، وذلك لجملة أسبابٍ تأخذ بعنق بعضها البعض:
أولاً: إنَّ التضارب ظاهرٌ بين عناصر الرِّوايتين، ففي الوقت الَّذي تُنسب الرِّواية الأولى إلى علي(ع) وصنع الطعام والصلاة إلى عبد الرحمان، تُنسب الرِّواية الثانية إلى عكرمة وصنع الطعام والصلاة إلى علي(ع).

وفي جانب آخر، تجعل الرِّواية الأولى الاختلاق على الشكل التالي: «ونحن نعبد ما تعبدون»، فيما تجعله الرِّواية الثانية بشكل آخر وهو: «ليس لي دين وليس لكم دين».

ثانياً: ثمة رواية أخرى على النقيض تماماً من هاتين الرِّوايتين مضموناً، وأوثق سنداً ومتناً وواقعاً، وهي الرِّواية المروية عن ابن شهر آشوب عن القطان في تفسيره عن عمر ابن حمران، عن سعيد بن قتادة، عن الحسن البصري، قال: اجتمع علي وعثمان بن مظعون وأبو طلحة وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وصهل بن بيضاء وأبو دجانة الأنصاري في منزل سعد بن أبي وقاص، فأكلوا شيئاً ثم قدم إليهم شيئاً من الفضيخ[3]، فقام علي وخرج من بينهم قائلاً: لعن الله الخمر، والله لا أشرب شيئاً يذهب عقلي، ويضحك بي من رآني، وأزوج كريمتي من لا أريد. وخرج من بينهم فأتى المسجد، وهبط جبرئيل بهذه الآية: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} يعني هؤلاء الَّذين اجتمعوا في منزل سعد، {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية، فقال علي(ع): يا رسول الله لقد كان بصري فيها نافذاً منذ كنت صغيراً، قال الحسن البصري: والله الَّذي لا إله إلاَّ هو ما شربها قبل تحريمها ولا ساعة قط[4].

وهذه الرِّواية أوشج ارتباطاً وتعلقاً بواقع شخصية علي(ع) من الرِّوايتين السابقتين، وذلك لأنَّه(ع) تربى في أحضان رسول الله(ص) وتخلّق بأخلاقه، وأخذ بعاداته حتى كان صورة منه في خلقه وهديه وعقله والتزامه السلوك المستقيم.

ومن الطبيعي جداً أنَّ رسول الله(ص) كان بعيداً عن الخمر الّتي تسيء إلى العقل والروح والاتّزان مما لا يمكن للإنسان الَّذي يتميز بالسمو الروحي والصفاء العقلي والطهارة السلوكية أن يمارسه، ولم يُعهد منه ذلك حتى في حديث أعدائه، فكيف يمكن لعلي(ع) الّذي كان يقول: «كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه»، أن يشرب الخمر فتغلبه على صلاته؟ هذا وينقل التاريخ عن أخيه جعفر بن أبي طالب أنَّه كان لا يعاقر الخمرة لأنَّها تفقد الإنسان عقله، وعليٌّ كما هو معروف أفضل من جعفر للسبب الآنف ولغيره من الأسباب، فكيف يمكن لجعفر أن يترك شرب الخمر بعيداً عن مسألة تحريمها، ويمارسها علي(ع) بهذه الطريقة؟!

كما أنَّ هناك روايات أخرى، ذكرها صاحب تفسير الميزان، تؤكد ما سلف، ومما ورد فيها، أنَّ عليّاً وعثمان بن مظعون كانا قد حرّما الخمر على أنفسهما قبل نزول التحريم[5]. وقد ذكر في «الملل والنحل» رجالاً من العرب حرّموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية... منهم عامر بن الظرب العدواني، ومنهم قيس بن عامر التميمي... ومنهم صفوان بن أمية بن محرث الكناني، وعفيف بن معدي كرب الكندي، والأسلوم اليامي، قد حرّم الزنى والخمر معاً.
من هنا، وبناءً على ما تقدم، نستطيع الجزم بأنَّ الرِّوايتين مدار البحث، هما من الأحاديث الموضوعة للنيل من علي(ع) ومنزلته ومقامه من رسول الله(ص) خاصة، والمسلمين عامة.
ويمكن تفسير وضعهما بالصراعات الشديدة الّتي تمحورت حول قضية الخلافة، وما تناسل عنها من مشاكل وأوضاع وعصبيات وأحقاد.

ولولا أنَّنا رأينا مثل هذه الرِّواية متداولة في بعض كتب المتأخرين، كسيد قطب في «ظلال القرآن»، لما تحدثنا عنها، لأنَّها أسخف من أن تقع مجالاً للنقاش.
http://arabic.bayynat.org.lb/books/quran/maeda40.htm
*****
وهكذا تتضح الحقيقة ويكشف المدلس الذي يقتات من تدليسه وكذبه
والله المستعان


اسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وانصر شيعة اهل البيت في كل مكان يا رب العالمين بحق اهل الكساء عليهم السلام