خرجت علينا في الايام الماضية مجموعة من النواب يدعون الوطنية ويزايدون على غيرهم بحب الوطن ومتخذين من اللون البرتقالي رمزا لهم ، وقد كان مثيرا للسخرية ان نجد نوابا رجعيين مثل وليد طبطبائي وفيصل المسلم وآخرين من الذين عارضوا اعطاء المرأة حقوقها السياسية يتبنون افكار التيار الليبرالي بالدوائر الخمس ويتخذون اللون البرتقالي شعارا لهم ، وقد وصل الحماس ببعضهم مثل وليد الطبطبائي اثناء تجمعات الغوغاء امام مجلس الامام برفع شعار ( انها ثورة حتى النصر ) ، مما يكشف النوايا المبيته لحركة الاحتجاجات التى كان عنوانا الدوائر الخمس ومقاصدها الاطاحة بحكومة ناصر المحمد .

وقد بلغت رداءة الوعي عند شباب البرتقالى ان الكثير منهم اعتقد بصحة موقف وليد الطبطبائي والى الحد ان فتيات سافرات يلبسن نعلا نجدية ( كما رأينا صورهن بالرأى العام أمس ) ذهبن للإستنارة بأفكار الطبطبائي المظلمة ، وهن جالسات امامه مبهورات وكأنهن جالسات بحضرة الحكيم الاعظم !!

الامر الآخر هو هذيان رموز هذا التيار الجديد وخطأ حساباتهم ، وأوضح مثال على ذلك هو المدعو عبداللطيف الدعيج الذي يسكن في ربوع شيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية والذي يكتب من هناك محرضا الشباب في الكويت على العصيان من غير استقراء لحقيقة الامور ولا معرفة لخبايا الموقف الصحيح .

وقد ادى حماس الشباب لإطروحات الدعيج الذي يكتب في جريدة القبس الكويتية الليبرالية والداعمة لصدام سابقا ايام حربه مع ايران ، ان مجلس الامة قد تم حله وقضية الدوائر الخمسة صارت في خبر كان ، والانتخابات الحالية سوف تجري على نظام ( 25 ) دائرة الذي يصفونه بالفاسد .

اما المفارقة المضحكة فهو انضمام تيار مسجد حولي الى المطالبين بالدوائر الخمس وجماعة اللباس البرتقالي منددين بالفساد ( حسب زعمهم ) ولم يسألهم احد عن مبلغ المليون دينار الذي قبضوه بسبب تشريعات خاصة صاغوها لهم ، ولم يحاسبهم احد عن مصير شباب كويتيين تم اعدامهم في السعودية بسبب اطروحات هؤلاء النواب واستخدامهم لهؤلاء الشباب كواجهة لمشاريعهم ومكاسبهم السياسية .

وهكذا فلدينا نواب رجعيون يدعون انهم ليبراليون ، ولدينا محرضون خارج الكويت يطالبون غيرهم بالتظاهر بينما هم جالسون في روح وريحان في شيكاغو ، ولدينا نواب خاسرون نبذهم الشعب لا زالوا يتاجرون بقضايا اكل عليها الدهر وشرب .

وتحت هذه الظروف والتخبط الشعبي فيمن يفترض انهم الطليعة الواعية لا يبدو ان هناك بصيص امل لإصلاح الكثير من الاوضاع الخاطئة .