شخصية فريدة في العراق بين الرفعة والسمو



بعد أن من الله وسبحانه وتعالى على ارض الأنبياء والأوصياء بان تطهرت من الكابوس المرعب الذي كان يجثو على صدرها وبيد أسياده الذين نصبوه ومولوه ومكنوه من رقاب المؤمنين لم يحدث ما كان مخططا له من أن تعم البلاد موجه من الاضطرابات والقتل والتخريب إذ أن الشعب العراقي كان موقنا بهذه النهاية الطبيعية لمن اهلك الحرث والنسل وباءت خطط الثالوث المشئوم بالفشل لذلك راحوا إلى مشروع جديد وهو إغراق البلاد بالرعب والتمزق الطائفي ومحاولة استفزاز الشعب من خلال الاعتداء على مقدساته وأعراضه كما حدث بمحاولة الاعتداء على المرقد الطاهر لأمير المؤمنين (ع) والأفعال الشنيعة في معتقل أبو غريب وعندما شعرت الحوزة الناطقة المجاهدة بعدم وجود من يتصدى لدرء هذا الخطر الفادح وانطلاقا من (إن الحوزة الناطقة المجاهدة لا ينبغي أن تكف عن النشاط في مختلف الاتجاهات ومختلف الأساليب) برزت القيادة الصدرية المتمثلة بالبقية الباقية من آل الصدر والتفت حولها الملايين من العراقيين (لا كما يلغث البعض بقوله العشرات من الشباب) هذه الالتفافة منشئها أمور عدة أبرزها إيمان العراقيين بوطنية وشرفية هذه الأسرة الشريفة ومن جهة أخرى الحرية والإباء ورفض الظلم والعبودية التي تميز بها أبناء علي والحسين ( لا كما يصورها البعض أن مردها المفاهيم الاستعمارية والسوداوية للدول الغربية ) وفعلا انكسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر على أعتاب مدينة أمير المؤمنين(ع) ليبقى الاحتلال وعلى مدى الدهر يتذكر تلك السواعد السمر والوجوه التي غيرتها الشمس كيف أبكتهم وإذاقتهم مر الهزيمة والهوان حيث أعاد أبناء محمد الصدر إلى الإسماع مقولة قائدهم وسيدهم ومرجعهم ( كلا كلا أمريكا ) وليطبقوها على ارض الواقع وليت شعري كيف يقول من أعمى الله بصيرته أن المقياس في الولاء أو أتباع خطى الرجل الذي أرعب أمريكا واعتى طاغية عرفه التاريخ المعاصر يكون بترديد عبارته أو كلماته وكأنه يريد أن يقول بان العراقيين من الغفلة بحيث تنطلي عليهم هذه الخزعبلات والتقولات وإنما هم على يقين أن من يكون على خطى محمد الصدر هو من يطبق ما أراد محمد الصدر قولا وفعلا وهو ما نراه في القيادة المسددة للسيد مقتدى الصدر خصوصا فيما حققه من حضور ألهب مشاعر المؤمنين وأرعب الغرب الكافر المحتل من تحقيقه الانتصارات بتبنيه مشروع المقاومة وفي كافة الميادين العسكرية والثقافية والسياسية ... وأما عندما تظهر أصوات من هنا وهناك مبينة استغرابها لما تم تحقيقه من هذا السمو والرفعة فهي تذكرنا بما حدث من تجاهل الطاغية الأموي هشام بن عبد الملك للبقية الباقية من الإمام الحسين (ع) فكان رد الفرزق :
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم
أخيرا نقول لكل من مازال يعيش في غياهب الجهل والتخلف أن السيد مقتدى الصدر أصبح رمزا وطنيا ليس للعراقيين فحسب وإنما لكل الشرفاء في العالم لذلك ومن باب النصيحة ليراجع نفسه كل من يحاول اظهر العداء لهذا الرجل العظيم .