خط للسكك الـحديدية بين إيران وكندا!

حل المشاكل بقراءة الفنجان

جريدة حياة اليومية

تعمل بعض الاجهزة في النظام على استمرار سياسة احتكار السلطة وتبريد سخونة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال الاعتراض على سياسة وزارة الداخلية لانها سمحت لمئات من المرشحين تسجيل أسمائهم في حين ان المنافسة يجب ان تكون محصورة فقط بين المرشحين البارزين.

ومن السخرية جدا ان الجهات المشرفة على الانتخابات تسمح حتى للذين ادعوا انهم قادرون على حل معضلات المواطنين من خلال تشغيل خط للسكك الحديدية بين ايران وكندا، او الادعاء انهم سيحلون هذه المعضلات من خلال قراءة التعويذات او الاستفادة من المسبحة وقراءة الفنجان والتصريح بما يشاءون بكل حرية ودون قيود.

ومع ان الدستور يؤكد صراحة ان من حق كافة المرشحين اعلان برامجهم الواقعية ولهم الحق في إبداء الرأي بشكل معقول وضمن القانون، وضرورة عدم استغلال منابر صلاة الجمعة لمصلحة اي من المرشحين، فان الجهات المشرفة على الانتخابات لا تزال تنتهك بنود الدستور وتسيء للمرشحين حتى البارزين منهم انطلاقاً من منابر «الجمعة».

حتى ان بعض المشرفين على الانتخابات دعوا الى عدم السماح للمرشحين غير المحافظين بالاستفادة من اجهزة الاعلام مثل الصحف، حتى يصدر مجلس رقابة الدستور قراره النهائي في هذا السياق.

ترى كيف يسمح هؤلاء للمرشحين الهامشيين بطرح مشاريعهم المثيرة للسخرية والاستهزاء في حين يتم كبت اصوات المرشحين الاصلاحيين والوطنيين ومهاجمة مراكزهم الانتخابية والحيلولة دون طرح برامجهم بصورة حرة، فأين أين تلك الحرية المزعومة في عملية الترشيح وبيان الرأي دون ضغوط، كما نص على ذلك الدستور صراحة في هذا السياق؟.

ان حقيقة الامر تكمن بان المحافظين ينوون فقط المنافسة مع المرشحين الهامشيين وهم قلقون جداً من ترشيح بعض الواقعيين، ولذلك يصرون على منع الاصلاحيين والوطنيين من بث افكارهم وابداء وجهات نظرهم وشرح برامجهم بصورة حرة ومباشرة للرأي العام، في وقت يحتكر المحافظون كافة اجهزة الاعلام الرسمية وغير الرسمية ومنابر صلاة الجمعة لصالحهم فقط.