اميركاخسرت حرب الافكار ونتائج عكسية لغزو العراق وافغانستان

تفاقم أزمة «سي آي ايه» باستقالة مسئولين آخرين
اميركاخسرت حرب الافكار ونتائج عكسية لغزو العراق وافغانستان

مع تفاقم الخلافات في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» باستقالة اثنين آخرين من مسئوليها الكبار اعترفت هيئة استشارية لوزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» ان الولايات المتحدة تخسر حرب الافكار في العالم الاسلامي وانها غذت نهج المتشددين الاسلاميين بشنها حربي العراق وافغانستان.


وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية امس ان اثنين اخرين من المسئولين في وحدة سرية للمخابرات المركزية «سي. اي.ايه» استقالا في مؤشر جديد على التوتر الذي تشهده الوكالة منذ مجيء مديرها الجديد بيتر غروس.


وجاء في تقرير الصحيفة ان الاثنين كانا يترأسان العمليات في اوروبا والشرق الاقصى وكانا من المسئولين الكبار في ادارة العمليات في الـ «سي. اي. ايه» وهي وحدة قوية تجند الجواسيس الاجانب وتدير عمليات مستترة في الخارج. ونقلت الصحيفة عن مسئول في المخابرات الاميركية لم تنشر اسمه انه لن يعلن عن استقالة المسئولين كما لن يكشف عن هويتهما لانهما يعملان في السر.


وكتبت ان مسئولا سابقا في المخابرات وصف الاثنين بأنهما «رجلان مهمان للغاية» استقالا لعدم ارتياحهما مع الادارة الجديدة.وكان رئيس الوحدة السرية ستيفن كابس ونائبه مايكل سوليك استقالا الاسبوع الماضي، وكشفت مصادر المخابرات ان المسئولين استقالا بعد اصطدامهما مع رئيس مكتب غروس المكلف اصلاح الوكالة المتهمة بالفشل في حشد مبررات حرب العراق.


في غضون ذلك ورد في تقرير اعدته هيئة علوم الدفاع وهي هيئة استشارية لـ «البنتاغون» التي توصف بمعقل الصقور في الادارة الاميركية انه «اذا أردنا حقا أن نرى العالم الاسلامي ككل والدول الناطقة بالعربية بخاصة تتحرك أكثر صوب فهمنا» للوسطية و «التسامح» فيتعين علينا أن نؤكد للمسلمين مجددا ان هذا لا يعني انه يتعين عليهم الرضوخ للطريقة الاميركية».


وقال التقرير الذي استخدم لهجة شديدة انه بينما فشلت جهود الولايات المتحدة في شرح سياساتها فان جهود العلاقات العامة المحسنة لا يمكنها أن تروج لسياسات خاطئة. وجاء في التقرير «المسلمون لا يكرهون حريتنا ولكنهم يكرهون سياساتنا».


واضاف «تعبر الغالبية العظمى عن اعتراضاتها لما يعتبرونه دعما متحيزا لاسرائيل ضد الحقوق الفلسطينية ودعما دائما بل ومتزايدا لما يعتبره المسلمون بصفة عامة حكومات مستبدة».وجاء في التقرير «لذا فعندما تتكلم الدبلوماسية الاميركية الشعبية عن جلب الديمقراطية الى المجتمعات الاسلامية فان هذا ينظر اليه على انه لا يعدو ان يكون نفاقا».


واشار التقرير الى ان التدخل الاميركي في العالم الاسلامي بما في ذلك الحروب في العراق وافغانستان رفع بالفعل مكانة اعداء أميركا المتشددين.


وقال «من وجهة نظر المسلمين فان الاحتلال الاميركي للعراق وأفغانستان لم يؤد الى الديمقراطية هناك بل الى الفوضى والمعاناة. وتبدو التصرفات الاميركية على العكس تحركها حوافز خفية ويتم توجيهها بشكل مقصود لتخدم على أحسن وجه المصالح الاميركية القومية على حساب تقرير المصير للمسلمين».


وتتكون هيئة علوم الدفاع من خبراء مدنيين تعينهم وزارة الدفاع الاميركية وتقدم النصح للوزارة بشأن أمور علمية وفنية وأخرى.ولم ينس تقرير الهيئة الاشارة الى ان «الحملة الاعلامية أو كما لايزال البعض يسميها «حرب الافكار» أو صراع «القلوب والعقول» مهم لأي جهد حربي» الا انها مسألة حيوية في الحرب الاميركية المعلنة على الارهاب.


وأضاف التقرير «انها في هذه الحرب هدف جوهري لان الاهداف الاكبر للاستراتيجية الاميركية تعتمد على فصل الغالبية العظمى من المسلمين الذين لا يستخدمون العنف عن المسلمين المتشددين الذين يعتنقون فكر الجهاد».وتابع «لكن الجهود الاميركية لم تخفق فقط في هذا الشأن بل حققت نتائج معاكسة لما ارادته».


واختتمت الهيئة تقريرها بحث الادارة الاميركية على انشاء جهاز «اتصال استراتيجي» داخل البيت الابيض واصلاح دبلوماسية التعامل مع الجمهور وجهود العلاقات العامة وتوزيع المعلومات في وزارتي الدفاع والخارجية. الوكالات