ويكيليكس:عبد الله اشترط حصوله على طائرة مثيلة لطائرة بوش لاتمام صفقة مع شركة بوينغ
القدس العربي
http://s.alriyadh.com/2009/10/13/img/141317106026.jpg
عواصم ـ وكالات: أظهرت وثائق دبلوماسية نشرها موقع 'ويكيليكس' تدخل دبلوماسيين امريكيين لإقناع زعماء العالم بشراء طائرات 'بوينغ' الامريكية بدلا من منافستها الأوروبية 'إيرباص'، وأشارت الى ربط الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بين صفقة لشراء طائرات تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار مقابل حصوله على طائرة مثيلة لطائرة الرئيس الامريكي.
وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الوثائق التي نشرها موقع 'ويكيليكس' تظهر أن دبلوماسيين امريكيين عملوا 'كوكلاء تسويق' لتقديم عروض إلى زعماء دول ومدراء تنفيذيين في قطاع النقل الجوي، كما تشير إلى استمرار تسجيل حالات استخدام الرشاوى أو دفع المال لأشخاص يلعبون دور الوسطاء، على الرغم من أن شركة 'بوينغ' تقول إنها ملتزمة بتفادي الصفقات التي يشوبها الفساد.
وتعترف وزارة الخارجية الامريكية بأن الدبلوماسيين يلعبون دوراً مهماً في مساعدة 'بوينغ' على الرغم من توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة والقادة الأوروبيين قبل عقود ينص على إبعاد السياسة عن المسألة.
وتعتبر الإدارة الامريكية شركة 'بوينغ' أساسية لجهة خلق فرص عمل للامريكيين.
وتشير إحدى الوثائق إلى صفقة مع السعودية بقيمة 3.3 مليار دولار تم الإعلان عنها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويبدو أن العمل على إتمام الصفقة بدأ منذ عام 2006، حين سلم المسؤول في وزارة التجارة الامريكية إسرائيل هرنانديز رسالة شخصية من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش إلى مكتب الملك عبد الله في جدة، يحثّ فيها الملك على تحديث الخطوط الجوية السعودية بـ43 طائرة جديدة من طراز 'بوينغ' وشراء 12 طائرة للأسطول الملكي، الذي تستخدمه العائلة المالكة.
وأفادت الوثيقة أن الملك قرأ رسالة بوش وقال إن طائرات 'بوينغ' هي المفضلة لديه، مشيراً إلى أنه رفض شراء طائرتين جديدتين من نوع 'إيرباص' وفضّل طائرتيّ 'بوينغ' مستخدمتين قليلاً.
غير أن الملك اشترط أمام هرنانديز بأن يبلغ الرئيس والسلطات المعنية أنه يريد 'كل التقنيات التي يملكها صديقه الرئيس بوش على متن طائرة إيرفورس وان' (الطائرة الرئاسية الامريكية)، وانه حين يحصل على طائرته المزودة بأحدث تكنولوجيا الاتصالات والدفاع 'إن شاء الله، سنتخذ قراراً سيسعدكم كثيراً'.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أن الولايات المتحدة أجرت تجديدات لطائرة الملك عبد الله من دون أن يعطي تفاصيل إضافية لأسباب أمنية.
كما أن العاهل الأردني عبد الله الثاني أبلغ السفير الامريكي عام 2004 أنه اتخذ قراراً سياسياً بشراء طائرات 'بوينغ' على الرغم من أن شركة 'إير باص' قدمت عرضاً أفضل.
وفي عام 2007، مارست الإدارة الامريكية ضغوطاً على البحرين لإلغاء صفقة شراء طائرات 'إير باص' أقل كلفة من طائرات 'بوينغ' بـ400 مليون دولار، وأقنعت المسؤولين بأن الرئيس بوش سيوقع على الصفقة أثناء زيارته المملكة، ما دفع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إبلاغ المسؤولين البحرينيين أنه مستعد لزيارة المملكة بعد زيارة بوش، غير أن زيارته ألغيت بعد التوقيع على اتفاقية 'بوينغ'.
وطلبت بنغلاديش الحصول على حقوق هبوط في مطار 'جون كنيدي' في نيويورك مقابل شراء طائرات 'بوينغ'، فيما طالبت تركيا بمساعدتها في برنامجها الفضائي وإرسال رائد فضاء تركي على متن رحلة فضائية لـ'ناسا'.
وأفادت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة اخرى بأنه تردد أن ألمانيا تعتزم تطوير نظام 'تجسس' متطورا يعمل بالأقمار الاصطناعية، يمكن أن يتحدى نظاما فرنسيا منافسا.
وذكرت صحيفة 'أفتن بوستن' اليومية النرويجية الاثنين أن البرقيات، التي أرسلت من السفارة الأمريكية في برلين، تقول إنه من المقرر تشغيل نظام الأقمار الاصطناعية بحلول عام 2013.
وفي برقية يرجع تاريخها إلى 30 أيلول (سبتمبر) 2009، تردد أن المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء يسعى إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة للتعاون في تطوير هذا النظام، بما في ذلك خاصية التقاط الصور البصرية في الفضاء.
وأشارت صحيفة 'أفتن بوستن' إلى أن نظام الأقمار الاصطناعية يهدف إلى القدرة على رصد أشياء صغيرة الحجم على الأرض يصل قطرها إلى 50 سنتيمترا، والتقاط صور من ثلاث إلى خمس مرات يوميا.
وكانت الصحيفة قالت في كانون الأول/ديسمبر الماضي انها تمكنت من الاطلاع الكامل على ما يقرب من 250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية نشرها موقع 'ويكيليكس' الإلكتروني.