الفقر يجبر سكان طهران على سرقة المواد الغذائية
انخفض عدد شركات تصنيع الألبان في إيران بنسبة 80 في المئة في العقدين الماضيين بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وتدهور القدرة الشرائية
اندبندنت فارسية
الاثنين 8 أبريل 2024
https://www.independentarabia.com/si...?itok=MbeM6PpT
تزايدت أعداد اللصوص والمتسولين في طهران خلال العام الماضي (أ ف ب)
يومياً هناك ما بين 10 و12 من السارقين يُعتقلون في سوق جلال آل أحمد للفواكه في طهران
في تقرير لصحيفة "هم ميهن" نشر، أمس الأحد، قالت فيه إنه نتيجة لاتساع الفقر وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في إيران، زادت السرقات من متاجر المواد الغذائية في العاصمة طهران.وجاء في التقرير: "لقد زادت السرقات من محلات السوبر ماركت والمتاجر، هذا ما يقوله أصحابها.
ويؤكدون أن حجم البيع بالتقسيط قد زاد أيضاً مقارنة بما كان عليه قبل عامين إلى ثلاثة أعوام". وقالوا إنه "كلما خلت أيدي الناس، زادت السرقات".
اتساع الفقروتحدث صاحب أحد المحال، يعمل في حي دستغيب بالعاصمة طهران منذ 30 عاماً، لصحيفة "هم ميهن" عن سرقة المواد الغذائية من متجره، قائلاً إن "السرقة موجودة دائماً، ولكن مع اتساع الفقر وخلو أيدي الناس تزداد هذه الظاهرة.
تتم هذه السرقات من قبل مختلف الأعمار، أطفال وكبار، مظهر غالبية هؤلاء الخارجين لا يوحي بأنهم سارقون، في بعض الأحيان الزبائن هم من يخبروننا أن فلاناً وفلاناً يسرق".وأضاف صاحب المتجر أنه لتفادي ومنع السرقة، فإنه يضع الأشياء الثمينة والأساسية على الرفوف خلفه حتى لا يتمكن الشخص الذي يرغب بالسرقة من الوصول إليها.
وقال أيضاً "متجري يحتوي على كاميرا مراقبة (CCTV)، ولكن لا يزال من الصعب التعرف على اللصوص في اللحظة التي يسرقون بها، وعادة ما تتم السرقة من الغرباء والمارة، عادة تسرق الوجبات الخفيفة أو الأشياء الموجودة في الثلاجة، عندما يكون المتجر مزدحماً بالزبائن، وبرأيي زاد التسول.
إنهم لا يطلبون المال، بل يطلبون الطعام فقط، وخلال العام الأخير تزايدت أعداد اللصوص والمتسولين في طهران".في السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم جمعية صناعة منتجات الألبان في إيران، أمس الأحد، أنه نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة وخفض القوة الشرائية للمواطنين، انخفض عدد شركات تصنيع الألبان في إيران بنسبة 80 في المئة في العقدين الماضيين.
ثاني جريمة بعد المخدراتوفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي، عن زيادة عدد عمليات السطو في البلاد.
وفي الوقت نفسه أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل السرقة في البلاد ارتفع بصورة كبيرة لدرجة أنها تعتبر ثاني جريمة بعد تعاطي المخدرات، وأظهرت الإحصاءات الحكومية أن حجم السرقات في إيران بسبب المشكلات الاقتصادية التي يعانيها المواطنون، تضاعف أربع مرات من عام 2017 إلى 2022، أي خلال خمسة أعوام فقط.
ويقول حميد رضا صاحب أحد المحال في منطقة فردوس بالعاصمة طهران، تعقيباً على زيادة السرقات من متجره في السنوات الأخيرة، إنه "ليس للصوص عمر محدد هذه الأيام، وهناك من يسرق بسبب الغلاء والفقر.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، في الشهر الماضي أمسكت بمعصم رجل عجوز، بينما كان يحاول السرقة، ولكن عندما تحدثت معه، أدركت أنه كان جائعاً حقاً. ووظفت عاملاً لمراقبة الزبائن ويتقاضى أجراً مقابل ذلك. والحق يقال إن الجوع كافر، وإن معظم الأشخاص الذين يقومون بالسرقة لا يفعلون ذلك من أجل المتعة. ومثالاً على هذا، كنا قد كشفنا امرأة سرقت بيضاً.
وبعد ذلك عرفنا أنها أم لثلاثة أطفال".واشتكي علي الذي يملك متجراً في حي أتابك بالعاصمة طهران، من سرقة المواد الغذائية، إلا أنه أعطى الحق للطبقات الدنيا في المجتمع، إذ قال لصحيفة "هم ميهن" إنه عندما تكون أبسط المواد الغذائية مثل رقائق البطاطا باهظة الثمن، والقدرة الشرائية للناس في تراجع مستمر، فحتماً ستسجل سرقات.
حالات السرقة باتت كبيرة جداً إلى درجة أننا اضطررنا إلى زيادة عدد كاميرات المراقبة، ووظفنا عمالاً لمراقبة الزبائن. في بعض الأحيان شاهدت أشخاصاً كنت أعرفهم معرفة شخصية، كانوا يسرقون وقمت بتحذيرهم".
وفي نهاية التقرير، أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الزيادة الملحوظة في السرقات من أكشاك الخضراوات والفواكه في سوق جلال آل أحمد في العاصمة طهران، وقالت نقلاً عن بائع فواكه إنه "يومياً هناك ما بين 10 و12 سارقاً يتم اعتقالهم في هذه السوق".
وأضافت أن أصحاب الأكشاك يقومون بتوزيع فواكه على الفقراء مجاناً في نهاية اليوم.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"