مشاركة: تساؤلات واقعية ..3
تساؤلات واقعية.. ازمة القدوة في المرجعية
الحلقة الثالثة
شبكة العراق الثقافية : محمد باقر
بسمه تعالى ..بعث الله الانبياء برسالاته الى الخلق منذ بدء الخليقة ابتداءا من ادم (ع) وختاما بمحمد (ص) وتحملوا اعباء الرسالة على مدى التأريخ وذاقوا بسببها الوان العذاب فما استكانوا وما وهنوا في اداءها وان بلغ الامر في بعضهم بالقتل , وهكذا كان اوصياءهم من اجل ان يحافظوا على الرسالة من الانحراف , فلا بد ان يكون العلماء على هدي الانبياء والرسل واوصياءهم بأعتبار ان العلماء هم ورثة الانبياء لانهم الاعلم بالرسالة ومضامينها , ولا يقتصر دورهم في بيان احكامها فحسب , بل لابد ان يتعدى ويجسد بسلوكياتهم وحركتهم كما كان الرسل من قبل , لان الناس تحتاح في الواقع الى النموذج كقدوة يجسد الرسالة من خلال شخوصها كونهم انبياء أم رسل أم علماء وقادة . وهكذا كان الرسول محمد (ص) من خلال وصف القران اوشهادة التأريخ على سلوكه وحركته وهو الذي شهد له قومه قبل الرساله بالصادق الامين . ورغم كل صفات الكمال التي اتصف بها الرسول (ص) فالرسالة والقياده من خلالها تؤكد على صفتين مهمتين هما الشجاعة والحكمة ,
فالحكمة تحتاجها الرسالة في في عملية التبليغ لتنوع مستويات المجتمع (بعثنا نكلم الناس على قدر عقولها ) وفي ظل المتغيرات الواقعية , والشجاعة ضرورة للصبر على التبليغ وتحمل الاذى والثبات على المبدئيه وعدم تقديم التنازلات الافي حدود قاعدة التزاحم بين المهم والاهم من مقتضيات المصلحه , ونحن نتحدث عن هذه الصفات ليس للمعصوم فقط بل من يتحمل المسؤلية من بعدهم , فالانبياء والرسول واوصياءهم هم القدوة والنموذج لحاجة الانسان لذلك , ومن هنا كان قوله تعالى (ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) ووصف الله تعالى نبيه ايضا (وما انا الا بشر مثلكم ) وهذه الصفه البشرية لها تأثير كبير في تحمل اعباء الرسالة والاندفاع في اداها من قبل الناس خصوصا اذا كان الرسول يتحرك بينهم ويشاركهم اعباء الحياة والرسالة .اذا كان لابد للانسان من نموذج وقاعدة يتعرف من خلالها على حمله الرساله من العلماء والقادة الحقيقين.فالحكمة والشجاعه من الصفات الملازمه لحملة الرساله , لان المتغيرات وسعه الحياة وتداخلها وسعه مفرداتها بحاجة الى الحكمة لتحديد الوسيله الملائمة لتبليغ الرسالة ومن هنا نلاحظ تعدد ادوار اللأئمه (ع) تبعا لتغير الظروف السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية , فليس هناك نسق واحد في عملية تبليغ الرسالة في ظل تغير الظروف , لذلك نرى الحسين حسنيا في زمن معاويه لا يختلف مع اخيه الحسن في صلحه وهو حسينيا في عهد يزيد , ولا يقييم موقفه هذا بالتناقض هو السائر في خط العصمة والتشريع للحياة .
وهنا نريد ان نقيس اداء العلماء بأعتبارهم ورثة الانبياء على ضوء ما توافرنا عليه من نماذج سلوكيه وحركيه لنتعرف مع من بنسجم مع النموذج ومن يدعي ذلك .نحن اليوم نعيش في زمن تتناقض فيه المواقف رغم وحدة الظرف . فالبعض يؤمن بالحركه وان ادى الى التضحية بالنفس والآخر لايرى ذلك , والامة في حيره من امرها , فالخميني (رحمه الله ) يفضل ان يكون حسينيا على من يرى دوره حسنيا , ربما بأعتبار اختلاف المكان والظروف الاجتماعية والسياسيه , فكل يتحدث عن بلده ولكل بلد خصوصية يختلف بها عن غيره , لكن ان نرى محمد باقر الصدر (رحمه الله) ينهض ويستشهد ولا نرى لغيره أية حركه رغم وحدة الزمان والمكان . البعض يعزوا هذه التباينات في المواقف الى ايمان بعضهم بولاية الفقيه العامه والبعض الآخر بالولايه الخاصه , و الامة هي التي تقع عليها تبعات هذه النظريه التي تبحث في أروقة الحوزة العلمية حول ماللفقيه من ولايه على الامة ,هل هي في حجم ما للامام المعصوم ,ام انها مقيدة ومحدوده وضيقه تحدد حركة الفقيه في الواقع , وربما هناك من يؤمن ان كل رايه قبل رايه الامام (ع) هي رايه ضلال , فلا ترفع لنا رايه قبله , وكأننا نعيش في خارج الزمان والمكان , في ضوء هذه المقولة نستطيع ان نسقط نهضه الخميني (رحمه الله) وثورته .ومن جانب آخر ولي امر المسلمين تتعدى ولايته كل الحدود الجغرافية والمذهبيه وعلى الجميع السمع والطاعه , في حين لا تصل رعايتة الفعلية من باب الولايه الى من هو في مدينة فضلا عن دولته , وعلي (ع) في ظل ولايته وخلافته يقول (ااقنع من نفسي ان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر او اكون اسوة لهم في جشوبه العيش ....الخ) او قوله (ع) ولعل في الحجاز او اليمامه من لاطمع له بالقرص ولا عهد له
بالشبع ..الخ ) والحقوق الشرعيه لاتتسع ربما الا للطلبه ولشؤون المرجعيه وحاشيتها !!! هكذا كان يمارس علي(ع) النموذج والقدوة ولايته على الامه . كم لنا من الفقهاء من يرينا محمد (ص) او علي (ع) في سلوكه وحركته وهو الذي يصفه احد اصحابه (كان فينا كأحدنا .....الخ ) . خطبه على مسجد الكوفه تشهد كم كان يتحدث الى الناس ويشعرهم بوجوده وحياته . وكم لنا من الفقهاء والمراجع من يصلي بالناس جماعه وعقب لصلاته بحديث للناس لمن هم اشد ضمأ لمفرده من مفرداته الشريفه يجود بها على الامه غير ما يجودون به من مد الايادي للتقبيل والحصول على البركات والتشرف بالنظر الى وجوههم الكريمه النورانيه التي عجزت الشمس من ان تقبل ثناياهم بخيوطها الذهبيه . كان بعض الحكام كان يسعى للحصول على التأييد الذي يمثل الدعم الشعبي من خلال تشرفهم بزيارتهم او حتى لثم اياديهم , والبعض قد اشار وربما طلب منهم التوجيه والنصح وربما اكثر من ذلك لكن الجواب كان هو المقوله الشهيره (انهم لا يرون ذلك وان الناس عبيد الدنيا ) والغريب بالامر انهم كيف استقرأوالواقع كله أمن مستشاريهم السياسيين أو الاجتماعيين أو الاقتصاديين أم من خلال أئمه الجوامع وبعض الوكلاء في بعض المساجد التي كان يرتادها الكثير من كبار السن والبسطاء من الناس الذين لا هم لهم في الامور السياسيه والاجتماعية . فمن أين حصلوا على هذه النتيجه في الامه ,( ربما هم اعرف بالامه بحق لأنهم من رباها ورعاها فهو اعلم بغرسه ومن هنا لاحق لنا بمسائلتهم عن سبب ضعفنا وتشريدنا وقهرنا وقتلنا ) ومشكلتنا اليوم اننا لاندري من نتبع والكل يدعي انه هو الاعلم وهذا ما يخبرنا به ابنائهم او حاشيتهم وهؤلاء من لانشك بأنهم ينقلون عن المرجع فأن شككنا بهم فبمن نعتمد . فالبعض منهم يرفض البعض وربما يسقطه بكل بساطه وكأنه المختص وحده برسالة محمد (ص) ,
ومن هذا الباب فهناك البعض ممن تجاوز حدوده مثل محمد باقر الصدر من باب طرح مرجعيته طوليا وعرضيا وكان لا بد له من ان يراعي الحدود من باب الادب والتقاليد والاعراف , لا ان يراعوا هم الجوانب العلميه البحته ويقيموا على اساس هذه الظوابط ,
وربما غسل الاناء ثلاثا بعد ان شرب منه الخميني أو ابنه , الذي اساء لحرماتهم بأهتمامه بالسياسه .
ولعل هناك من يتصف بالسذاجه لانه ترك علياءهم ونزل الى الناس واقام الصلاة المليونيه , وان كان اتبعه الذين هم اراذلنا بادي الرأي ...!!!
وهناك من يدعي انه منهم اهل البيت وهم منه براء , لانه تجاوز حدود الصمت والوقار واراد ان يبدل علياءهم بعلياء في عقول ونفوس الامه الحائره .
ولكن شاء الله تعالى ان يرفعهم , فبعد ان حقق البعض منهم في الواقع ما حقق والبعض رفع وهو مخضب بدم الشهادة الذي أخرس البعض .
وهنا نعود الى البدايه في صفاة الحكمة والشجاعه , ونقول هل ان ذنب الامة فيما تعانيه من جهل وضعف وقهر بسبب غياب الشجاعه في تحمل المسؤليات , ام غياب الحكمة في انتاج الوسائل التي تحتاجها الظروف المتغيرة , ام ان من يقوم على هذه الامه لا يملك الصفتين معا بالاضافة الى لم يكن امينا على الامة والرساله بمستوى جحم الرساله والامه .
(انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا)