مواضيع الامام المهدي ( ع ) وعصر الغيبة وما يتعلق بها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
وبعد
في ضمن مايقوم به مركز الدراسات التخصصية في رفد الساحة المهدوية بكل مامن شانه تعجيل فرج مولانا عجل الله فرجه الشريف .
يقدم مركز الدراسات التخصصية هذا العمل القصصي الخاص بالطفل المهدوي حتى يتربى اطفالنا على عشق امامهم ومعايشة سيرته العطرة منذ نعومة اظفارهم ,سائلين المولى تعالى ان يعجل لنا بفرج مولانا انه سميع مجيب.
القصة الاولى:
http://www.m-mahdi.com/children/stor...stories_18.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول
تم دمج المواضيع المتشابهة المتعلقة بالامام المهدي عليه السلام من قبل مدير الموقع
رد: واحة الطفل المهدوي برعاية مركز الدراسات التخصصية..
القصة الثانية :
الشوق الى الامام عجل الله فرجه الشريف:
http://www.m-mahdi.com/children/stories/1/stories_1.htm
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
رد: بين المهدوية والانحراف.
إنتظروا يا خرافيين !!!!!!!!!، عوض الجهاد و الدعوة و نشر الدين ، أكثروا الفساد في الأرض ليظهر مهديكم.
كيف النجاة من الميتة الجاهلية
كيف النجاة من الميتة الجاهلية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
من مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "
هذا الحديث متسالم بين الأمة على صحته وقبوله
. وقد قال المفيد فيه : خبر صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار . وقال في الافصاح : أنه خبر متواتر . وقد رواه علماء المذاهب الاسلامية الكبرى ، كافة : الشيعة الإمامية ، والزيدية ، وأهل السنة : وأمر إسناده مفروغ عنه ومدلوله .: أن القرآن يشهد لمعناه في آيات صريحة : منها قوله تعالى : " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . . . " . وقوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " . ومدلول الحديث : أن عدم معرفة الانسان إمام زمانه يؤدي إلى أن يموت ميتة جاهلية ، على غير ملة الاسلام ، " فالجهل بالإمام يخرج صاحبه عن الاسلام " كما يقول المفيد ،إذن ، لا بد من وجود إمام في كل عصر وزمان ، ولا بد للمسلم أن يعرف صاحب عصره ، وإمام زمانه ، وإلا مات ميتة الكفر والضلالة الجاهلية . والشيعة الإمامية يعتقدون بإمام العصر وصاحب الزمان عندهم وأنه هو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، وأنه المهدي المنتظر خروجه في آخر الزمان ، وأنه غاب بعد فترة من ولادته ، وهم يعتقدون بغيبته .
وقد اعترض بعض المخالفين على هذا الاعتقاد بأنه يتعارض ومنطوق الحديث ، وتصور أن غيبة الإمام تنافي معرفتنا به ، لأن وجوده يستلزم العلم بمكانه ، والاتصال به والاستفادة منه .
فاعترض على الغيبة بأنه
1- إذا كان الخبر صحيحا ، فكيف يصح قول الشيعة في إمام هذا الزمان أنه غائب ، مستتر عن الجميع ، لا يتصل به أحد ، ولا يعلم مكانه ومستقره ؟ وأجاب الشيخ المفيد عن هذا ، بأن مدلول الخبر هو " لزوم وجود الإمام و لزوم معرفة المسلم به " ولم يتضمن " وجوب ظهوره وعدم غيبته " فالاعتقاد بالغيبة لا ينافي مدلول الخبر
. ثم إن المصلحة قد تتعلق بمجرد معرفة الشئ أو الشخص ، ولا تتعلق بمشاهدته ومعرفة مكانه أو الاتصال به . 2 - واعترض على الغيبة بأنه : ما هي المصلحة في مجرد معرفة الإمام مع عدم الاتصال به ؟ وأجاب الشيخ المفيد بأن نفس معرفتنا بوجوده وإمامته وعصمته و فضله وكماله ، تنفعنا بأن نكتسب بها الثواب والأجر ، لامتثالنا لأمر الله بذلك ، ونستدفع بذلك العقاب الذي توعدنا عليه بجهله ثم إن انتظارنا لظهوره عبادة نثاب عليها ، ندفع بها عن أنفسنا العقاب . ثم إنا نؤدي بهذه العقيدة واجبا إلهيا فرضه الله علينا .
3 - ثم فرض المخالف سؤالا حاصله : إذا كان الإمام غائبا ومكانه مجهولا فماذا يصنع المكلف وعلى ماذا يعتمد المبتلى بالحوادث الواقعة ، إذا لم يعرف أحكامها ؟ ! وإلى من يرجع المتخاصمون ؟ ! وإنما المرجع في هذه الأمور إلى الإمام ، وهو المنصوب لها ! وأجاب الشيخ المفيد : أولا : إن واجبات الإمام - المنصوب لا جلها - كثيرة : منها : الفصل بين المتنازعين ومنها : بيان الأحكام الشرعية للمكلفين وأمور أخرى - من مصالح الدين والدنيا . لكن الإمام إنما يجب عليه القيام بهذه الأمور كلها بشرط التمكن والقدرة على إنفاذ كلمته ، وبشرط الاختيار . ولا يجب على الإمام شئ لا يستطيعه ، ولا يجب عليه الإيثار مع الاضطرار . وثانيا : إن الإمام إذا كان في ظروف التقية والاضطرار ، فليس ذلك من فعل الله تعالى ، ولا من فعل الإمام نفسه ، ولا من فعل المؤمنين من شيعته . بل ذلك من فعل الظالمين ، من أعدائه الغاصبين للخلافة والحكم على المسلمين الذين أباحوا دمه ، ونفوا نسبه ، وأنكروا حقه ، وغير ذلك من التصرفات التي أدت إلى وعدم ظهوره . فالنتائج المؤسفة المترتبة على الغيبة من تضييع الأحكام ، وتعطل الحدود ، وتأخر المصالح ، وعروض المفاسد ، كل تلك الأضرار تقع مسؤليتها على عاتق أولئك الأعداء الظالمين . والإمام ، والمؤمنون ، بريئون عن ذلك كله ، فلا يحاسبون به ! وأما المبتلى بالحوادث الواقعة : فيجب عليه الرجوع إلى العلماء من فقهاء الشيعة ، ليعلم من طريقهم أحكام الشريعة المستودعة عندهم . ومع عدم المرجع للأحكام ، أو عدم النص في مقام الحكم المبتلى به ، فالمرجع في ذلك هو حكم العقل ، ببيان أنه لو كان حكم شرعي سمعي - في المقام - لتعبدنا الله به ، بإبلاغه ، وإظهاره ، فعدم الدليل عليه ، دليل على عدم حكم شرعي خاص في مورده وهكذا المتخاصمون : يرجعون إلى الأحكام الواردة عن الشارع من خلال الرجوع إلى فقهاء الشيعة ، ومع عدم النص فالمرجع إلى أحكام العقول المقبولة عند الأعراف . والحادث الذي لا يعلم بالسمع إباحته من حظره ؟ فإنه على " أصل الإباحة " 0
واعترض أخيرا : بأن الأمة إذا كان بإمكانها الاعتماد في العمل بالدين على ما ذكر من النصوص ، والاجتهاد ، وأحكام العقول ، ثم الأصول ، فهي - إذن - مستغنية عن الإمام ، وليست بحاجة إليه ! فلماذا الالتزام بوجوده في الغيبة ؟ وأجاب الشيخ المفيد عن ذلك : بأن الحاجة إلى الإمام مستمرة ولو كان غائبا ، فعدم الحضور ، وعدم الاتصال به لا يوجب الاستغناء عن وجوده ، كما أن عدم حضور الدواء عند المريض لا يؤدي إلى استغناء المريض عنه ، ومع عدم حصول الدليل لا يستغني المتحير عنه ، بل هو بحاجة إليه وإن كان مفقودا له . ثم لو التزم بالاستغناء عند الغيبة ، للزم عدم الحاجة إلى الأنبياء عند غيباتهم ، كغيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شعب أبي طالب ثلاث سنين ، وفي الغار عدة أيام ، وغيبة موسى النبي عليه السلام في الميقات ، وغيبة يونس في بطن الحوت . وهذا مما لا يلتزم به مسلم ، بل و لا أي شخص ملي يعتقد برسالة سماوية. وقد ذكر الشيخ في الجواب عن الاعتراض الثالث نكتة مهمة ، وهي : أن الخصوم يلتزمون - كافة - بالاجتهاد في الأحكام ، ويلجأون إلى الاجتهاد ، من بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة ( أي بعد سنة ( 11 ) هجرية ) . وأما نحن فنلتزم بالاجتهاد بعد عصر ظهور الأئمة عليهم السلام و بالتحديد بعد الغيبة الصغرى ( سنة ( 329 ) هجرية ) . فحالنا في عصر الغيبة ، هي عين حالهم ؟ فما وجه اعتراضهم علينا في مسألة الأحكام . ونحن ، وإن اضطررنا - لمكان الغيبة - إلى اللجوء إلى الاجتهاد - بهذا الشكل - لكنا مع ذلك ملتزمون بوجود إمام لعصرنا ، نعرفه بالشخص والاسم والصفة ، فنحن ممتثلون لما ورد في الخبر المذكور ، بعيدون عن الجاهلية وميتتها . وأما الخصوم - فمهما كانت معالجتهم لفروع الشريعة - فما هو موقفهم من مدلول هذا الحديث المجمع عليه سندا ، والواضح دلالة ؟ وبمن يأتمون في دينهم ، ومن هو " الإمام " عليهم في عصرهم وزمانهم ؟ ! وإذا كانوا لا يعرفون " إماما " فالحديث عين ، بأية ميتة يموتون ؟
رسائل في الغيبة ج 1
الشيخ المفيد
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول........
بيان روائي لمصطلح يصلح الله له امره في ليلة
بيان روائي لمصطلح
يصلح الله له أمره في ليلة
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: كُن لما لا ترجو أرجى منكَ لما ترجو؛ فإنّ موسى عليه السّلام خرج يقتبس لأهله ناراً، فرجع إليهم وهو رسولٌ نبيّ، فأصلح اللهُ تبارك وتعالى أمرَ عبدِه ونبيّه موسى عليه السّلام في ليلة؛ وهكذا يفعل... بالقائم عليه السّلام... يُصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر نبيّه موسى عليه السّلام، ويُخرجه من الحَيرة والغَيبة إلى نور الفَرَج والظهور
فعن الرضا (ع) قال : ( لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي وسلم قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة )
وعن المفضل بن عمر قال : ( سألت سيدي الصادق (ع) هل للمأمول المنتظر المهدي (ع) من وقت موقت يعلمه الناس ؟ فقال : حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ، قلت : يا سيدي ولم ذلك ؟ قال : لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض …… إلى أن قال (ع) : إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه وادعى انه ظهر على سره )
جاء في رسالة الإمام المهدي (ع) التي أرسلها للشيخ المفيد : ( فليعمل كل امرؤ منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهيتنا وسخطنا ، فإن أمرنا بغتة فجأة ، حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة )
وفي مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 1 ص 252 : روى محمد بن زكريا العلاني عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن عباس قال : حدثني أبي قال : كنت عند الرشيد فذكر المهدي وعدله فقال الرشيد انى أحسبكم تحسبونه أبى المهدي حدثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب ان النبي ( ص ) قال له : يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثم يكون أمور كريهة وشدة عظيمة ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ويمكث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج الدجال .
وفي العدد القوية ص 89 :
4 - وروى محمد بن زكريا الغلابي ، عن سليمان بن إسحاق بن سليمان ابن على بن عبد الله بن العباس قال : حدثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدى وعدله ، فقال الرشيد : أحسبكم تحسبونه أبي المهدى. حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي ( ) قال له : يا عم يملك من ولدى اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدى من ولدى ، يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.
وفي الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 2 - ص 129
أسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين : أجلسني أنا وأخي جدي على فخذيه ، وقال : بأبي أنتما وأمي من إمامين صالحين اختار كما الله مني ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلكم في الفضل سواء . وأسند إلى الصادق إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين عليهم السلام : في التاسع من ولدي سنة من يوسف ، وسنة من عيسى ، وهو قائمنا يصلح الله أمره في ليلة واحد0
وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 218
8 - إكمال الدين : عبد الواحد بن محمد ، عن أبي عمير الليثي ، عن محمد بن مسعود ، عن محمد بن علي القمي ، عن محمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن صاحب هذا الامر فيه سنة من يوسف : ابن أمة سوداء يصلح الله أمره في ليلة واحدة .
وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 300 - 301
قال : وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان ، قال : حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمي ، قال : أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ، حدثنا ‹ صفحة 301 › سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ، قال : حدثني أبي ، قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ، حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي قال له يا عم : يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله امره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.
وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 218
إكمال الدين : عبد الواحد بن محمد ، عن أبي عمير الليثي ، عن محمد بن مسعود ، عن محمد بن علي القمي ، عن محمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن صاحب هذا الامر فيه سنة من يوسف : ابن أمة سوداء يصلح الله أمره في ليلة واحدة .
وروى أحمد بن حنبل في مسنده
عن العباس بن عبد المطلب ، قال : قال رسول الله ( ) : يملك من ولدي اثني عشر خليفة ، ثم يخرج المهدي من بعدي ، يصلح الله أمره في ليلة واحدة راجع إحقاق الحق 13 : 74 ، والصواعق المحرقة ص 97 .
وفي مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 10 - ص 507
إعلام الورى : عن إسحاق بن سليمان العباسي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ، حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس ابن عبد المطلب أن النبي ( ) قال له : يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله . ثم يخرج الدجال
وفي نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج 8 - ص 82
فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله . فيجمع الله له أصحابه ثلاث مأة وثلاثة عشر رجلا ، فيجمعهم الله له على غير ميعاد ، قزع كقزع الخريف. وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله ( أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير ) فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله قد توارثه الأنبياء . عن الآباء ، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين بن علي صلى الله عليهما ، يصلح الله أمره في ليلة فما أشكل على الناس من ذلك ، يا جابر ولا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله ، ووراثته العلماء عالما بعد عالم ، فان أشكل عليهم هذا كله ، فان الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه واسم أمه
وفي إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 164 - 165قال : وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد العمي قال : أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي حدثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس قال : حدثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله ، فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إني أحسبكم تحسبونه أبي ، ( إن أبي ) المهدي . حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب : أن النبي وسلم قال له : ( يا عم ، يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال ).
وفي قصص الأنبياء - الراوندي - ص 366 - 367
1 - وعن ابن بابويه ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان ، حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمى حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ، حدثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ، قال : حدثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد ، فذكر المهدى وعدله فأطنب في ذلك ، ثم قال : اخبرني أبي المهدى ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب ان النبي وسلم قال : يا عم يملك من ولدى اثنا عشر خليفة ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدى يصلح الله امره في ليله يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.
وفي الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - ص 796
قال : حدثني أبي ، قال : كنت عند الرشيد فذكر المهدي وعدله ، فقال الرشيد : إني أحسبكم تحسبونه أبي ، إن أبي المهدي حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي ( ) قال له : يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال
وفي كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 3 - ص 309
اسناده عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ان النبي وسلم قال له يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثم تكون أمور كريهة وشدائد عظيمة ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله امره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ويمكث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج الدجال . هذا بعض ما جاء من الاخبار من طريق المخالفين ورواياتهم في النص على عدد الأئمة الاثني عشر وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت
وفي العدد القوية - علي بن يوسف الحلي - ص 89
4 - وروى محمد بن زكريا الغلابي ، عن سليمان بن إسحاق بن سليمان ابن علي بن عبد الله بن العباس قال : حدثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وعدله ، فقال الرشيد : أحسبكم تحسبونه أبي المهدي. حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي ( ) قال له : يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.
وفي غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج 2 - ص 255
، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يمكث في الأرض ما شاء الله ثم يخرج الدجال.
وفي إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج 1 - ص 170 - 171
( وفيه ) عن عباس بن عبد المطلب أن النبي ( ) قال له : يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكون أمور كريهة شديدة عظيمة ، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثم يخرج الدجال.
وفي الصراط المستقيم للبياضي ج 2 ص 123 :
أسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين : أجلسني أنا وأخي جدي على فخذيه ، وقال : بأبي أنتما وأمي من إمامين صالحين اختار كما الله مني ومن أبيكما وأمكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلكم في الفضل سواء . وأسند إلى الصادق إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين عليهم السلام : في التاسع من ولدي سنة من يوسف ، وسنة من عيسى ، وهو قائمنا يصلح الله أمره في ليلة واحدة
اذن ، معنى " يصلحه الله في ليلة " - أي بعد أن يكون عليه الصلاة والسلام لا يأمل بقرب ظهوره وانتهاء أمد غيبته في ليلة يأمر الله سبحانه وتعالى له فيظهر في صبيحتها ، هذا معنى يصلح الله أمره في ليلة .لان المهدي إمام إلهي لا إمام اخترناه فرضي الله لنا ما اخترنا بخيرتنا نحن ، وغيبته غيبة إلهية وظهوره ظهور إلهي .
__________________
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول............
من هو خليفة المسلمين في الحاضر الراهن؟
من هو خليفة المسلمين في الحاضر الراهن؟
سماحة الشيخ محمد السند
مقال من مجلة الانتظار
كم يطرح السؤال عن الخليفة الشرعي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكم ينادى بإسدال الستار على الجواب والسؤال ويلهج بـ «ما لنا وللتاريخ، نحن أبناء عصرنا ولسنا مسؤولين عن ما مضى»، رغم ان هذه المقولة تتجاهل أن هوية الحاضر مكوناتها مبينة على عناصر احداث الماضي، وأن تاريخ الامم هو الصانع لهويتها الحاضرة الماثلة، وأن وعى الأمم وثقافتها ودرجة تمدّنها وحضارتها وليد لوعيها وتفعلها بالعبر المستخلصة من تاريخها.
ومن الأمور الراهنة المبنية على عمن الرؤية تجاه الماضي هو السؤال عن الخليفة الحاضر على المسلين من هو؟ ومن يكون؟ وما هي الدلائل عليه؟.
لا ريب أن المسلمين اتّفقوا على خلافة المهدي عليه السلام من ولد فاطمة عند ظهوره وصلاة النبي عيسى ابن مريم عليه السلام خلفه، وانه قد بشّر به سيّد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم وان الله تعالى يفتح على يديه البلدان ويُظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، وبه يتحقق الوعد الإلهي بإظهار الإسلام الذي هو دين جميع الرسل على كافة أرجاء البسيطة.
فلا ريب أنه الخليفة الأخير من الذين بشّر بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديث المتواتر المروي عن الفريقين أن بعده اثنا عشر خليفة، كــــلهم من قريش، وأن الدين لا يزال عزيزاً ما بقي هؤلاء الإثنا عشـــر، وأن
الأمة ظاهرة على من عاداها ما بقي هؤلاء الإثنا عشر، بل أمر الناس (جميع البشر) لا يزال بخير ما بقي هؤلاء الاثنا عشر، أي ما بقيت سلسة الإثنا عشر.ويكفي هذا المقدار من إنضمام الاحاديث النبوية ليخرج الباحث الى الحقيقة أن المهدي عليه السلام هو الباقي الحي القائم من هذه السلسة الذي تحفظ به أمر نظام البشرية فضلاً عن حفظ أصل بقاء كيان الأمة الاسلامية وأهل الإيمان، بما يمارسه من دور خفي الذي عبّر عنه بالغيبة والاستتار كي يظل مأموناً على حياته وممارسة دوره الفاعل بتوسط مجاميع من الاولياء والاصفياء المعبّر عنهم في روايات الفريقين بالأوتاد والأركان والنقباء والسياح والابدال وغيرها من المجاميع النافذة في المجتمعات المختلفة كيانات وأنظمتها.
فهو حاضر في كبد الحدث البشري متصدّي للأمور فاعل ناشط قائم بالأمر غير قاعد عنه ولا متقاعس، حيّ لا هالك، حاضر لا متباعد، ذاهب سالك في الأودية النائية مهما تطاول هذا الاستتار الخفي ولم ينكشف بالظهور حقيقة دوره ونشاطه الحاسم في مصير نظام البشرية.
فالظهور ليس إلاّ إنكشاف لحقيقة ما قد قام ويقوم به القائم من آل محمد عليه السلام من مهام في تدبير النظام البشري في مجالات شتى.
وهذا الاعتقاد بوجود خليفة الله تعالى «اني جاعل في الارض خليفة» وبوجود خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الخلفاء اثنا عشر كلهم من قريش)، (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، الخليفة على المسلمين في الوقت الراهن الحاضر، هذا الاعتقاد يضفى برؤية وسطية في الوقت الراهن الحاضر، نظرية المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة وعلى النخبة وعلى أهل العلم تجاه الإصلاح الاجتماعي وتغيير الفساد والقيام باقامة المعروف ودفع المنكر.
هذا الإعتقاد يكوّن نظرية متوازنة في تحديد المسؤولية والتكليف، الاختيار في التغيير وللإصلاح لا مع مسلك التفويض ولا الجبر، فليس المسؤولية مفوّضة بكاملها للأمة وتخبتها ورجالات العلم فيها تفويضاً تاماً على اختلاف فهم المصدر والمرجع الأول والأخير.
ولا المسؤولية ساقطة عن كاهل الامة ورجالاتها تحت عنوان الجبر التاريخي أو الجبر القدري من القضاء الإلهي، أو الجبر الاجتماعي أو جبر البيئة والظروف.
بـــل المــــسؤولية والتكليف على الأمة ونخبهـــا ورجالات العلم هي بيـــن
التفويض وبين الجبر، أمر بين أمرين، وهو الاختيار ضمن حدود صلاحيات الاختيار، لا التفويض المطلق ولا الجبر المطلق، بل وسط بينهما. وهذه الرؤية للاختيار ضمن حدود الاختيار وصلاحياته هي تجليّ لمعنى عظيم من معاني الانتظار، انتظار الظهور انتظار الحضور والقدوم، إذ لم نفتقد الخليفة ولم يذهب عن ساحة الحدث لنترقّب قدومه وحضوره، بل خفيت هويته علينا واستقرت معالم شخصيته عن معرفتنا مع كونه صاحب الدور الاول وولي التدبير المهميمن، فأصل زمام التدبير بيده، وهذا باعث على الأمل باستمرار والطمأنينة ولإبتعاد اليأس عن قاموس همم الأمة ورجالاتها في القيام بالإصلاح وتغيير الفساد، وهذا بخلاف رؤية التفويض، وأن زمام الأمور كلها بيد الأمة، فإن مردودها العكسي هو حصول اليأس وانعدام الأمل عندما ترى الأمة نفسها عاجزة عن الوصول إلى الهدف المنشود أمام قوة أعدائها، وعندما ترى ان قواها محدودة تجاه ما يملك عدوّها من طاقات وقدرات.
وأما على رؤية الاختيار ضمن حدوده ومدار صلاحياته، فإن الاعتقاد بوجود تدبير مهيمن خفي على مقادير النظام البشري فضلا عن الأمة يوجد دوام الأمل وتنبض الحيوية ويتدفق النشاط الدائم بلاكلل، ولن تكون هناك في قاموس الأمة هزيمة مستأصلة لها ولا فشل حاسم في أدبياتها واستراتيجيتها، كل ذلك لحتمية ظهور الدين على كافة أرجاء الارض على يد المهدي عليه السلام وحتمية بقاء الارض في بيئاتها المختلفة تحت حفظ تدبيره وإدارته الفعلية ومن ثمّ «اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملتُ لكم دِينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينا» إذ بولاية الخلفاء الاثني عشر وتدبيرهم لنظام الملّة والدين والامة لن يكتب استئصال لهذا الدين ولن يقدر غلبة للعدو مقوّضة لجذور كيان الأمة، كما جاء في مفاد الحديث النبوي عين ما هو مفاد آية الغدير في سورة المائدة.
لكن كل ذلك لا يعني في الجانب الآخر نظرية الجبر في الإصلاح الاجتماعي وتغيير الفساد في كلّ مجالاته لبدع الأمة ورجالاتها في بلهنية من العيش ورغد رفاه مغدق، بل هو أمر بين أمرين، فكما لا تفويض في الفعل والادارة والقيادة للنظام الإجتماعي السياسي، فكذلك لا جبر في الفعل الجماعي السياسي، بل هناك اختيار إرادة للأمة ضمن حدود الاختيار تحدد موقفها تجاه مسيرة الإصلاح الاجتماعي وفق الرؤية الإلهية.
وكما أن نفي التفويض في المجال السياسي والاجتماعي يفرز نوعاً من الشعور بالرقابة من الجهاز الحكومي الإلهي الذي يديره المهدي عليه السلام فيكون قوّة ردعٍ فكرية ونفسانية وسياسية وأمنية، ردع للأمة ورجالات الإصلاح عن أن يطغوا عن الجادة المستقيمة (فاستقم كما أُمرت ومَن تاب معك ولا تطغوا) كي لا يعود دعاة الإصلاح بالأمس هم روّاد الفساد في اليوم الحاضر، وهذه عظمة ديناميكية وحيوية الإصلاح في عقيدة الانتظار للمهدي عليه السلام والرؤية الصحيحة لعقدية الغيبة بمعنى خفاء واستتار التدبير وسرّية الإدارة المهدوية.
فإن الشعور بالرقابة الدائمة الميدانية على الصعيد الخارجي صمام أمانٍ وضمانة لوجود خطّ الإستقامة في الأمة ولو ضمن فئة منها وبمراتب نسبية.
فكذلك نفي الجبر القدري والجبر الإلهي والجبر الاجتماعي وغيرها من أطر الجبر، فإنّ نفيها ينفي عن الأمة تقاعسها وتخاذلها وتخلّفها عن نماذج ركب الإصلاح فإن نموذج الإصلاح لا ينحصر في أسلوب خاص وطريقة معينة، بل له أدوار مختلفة، ومنه ما هو معلن على السطح ومنه ما هو في الظّل ومنه ما يتناول الهيكل والشكل السياسي والزيّ البيئي الاقتصادي وغيرها من أنحاء وقوالب وقنوات الإصلاح، فنفى الجبر لا يقرّ للأمة قرارها في ترك باب الامر بالمعروف وإقامته ودفع المنكر وإزالته في كلّ الأصعدة بحسب الدرجات والمراتب المتكثّرة.
فنظرية الإصلاح على ضوء عقيدة الانتظار وغيبة الخفاء والسرية لتدبير الخليفة الفعلي على المسلمين نظرة وسطية بين إفراط الأمل أو تفريط اليأس، وسطية بين الجبر القدري أو التفويض العزلي، وتوازن بين الجمود عن المسؤولية الاجتماعية أو التفرد والاستبداد في تولي المسؤولية والاضطلاع بها، كل ذلك لعدم تغييب الخليفة الفعلي على المسلمين عن الخريطة السياسية الاجتماعية.
وكيف لا تكون علاقته فعلية في الحاضر الراهن وقد أنبأ القرآن بذلك مشفوعاً بالاحاديث المتواترة النبوية والبراهين العقلية والعلمية التجريبية، كما أشار تعالى في قوله «إنّي جاعلٌ في الارض خليفة» يشير بذلك إلى الاستخلاف الاصطفائي الخاص. إن الله اصطفى، لضرورة في ضمن الإستخلاف العام لبني البشر بني آدم لتحقيق عبادة وعمارة الأرض، وأن ذلك الخليفة الذي يصطفيه الباري تعالى معادلة دائمة ما دامت الطبيعة البشرية على الأرض، فذكر الجملة اسمية من دون تقييدها بالنبوية أو الرسالة أو باسم آدم، وأبرز تعريف ذكر تعالى لذلك الخليفة أنّه به يدفع مخاوف الملائكة من وقوع الفساد في الأرض في المجالات المختلفة بنحو طاغ مطبق ومن وقوع سفك للدماء واستئصال النسل البشري، فوجوده وتدبيره ضرورة في اصلاح نظام الحياة للبشر على وجه الأرض، بما يزود من البرنامج الالهي التدبيري الذي يتنزل عليه من معلومات إحصائية خطيرة حول الكيان البشري وبقية الكائنات الأرضية، يتنزل عليه في ليلة القدر كما أشارت إليه آيات سورة القدر والدخان والنحل وسورة غافر وغيرها من الآيات والسور ليس المقام مصبوب للبحث فيها، وكذلك الأحاديث النبوية كحديث الثقلين وحديث الخلفاء بعد اثنا عشر وأحاديث الصادر عنه صلى الله عليه وآله وسلم حول المهدي عليه السلام والتي قد رصدها بعض المحقّقين وكذلك بعض مراكز الحديث، فوصل استقصاؤهم إلى اثنا عشر ألف حديثاً من مصادر شتى.
وكذلك الدليل العقلي والعلمي التجريبي، فإن العناية الإلهية بخلق الفرد الكامل في الطبيعة الإنسانية لإيصال سائر الافراد إلى الكمال ضمن تدبير النظام الاجتماعي السياسي البشري، قد حفلت كتب الحكمة قديما او حديثا ببسط وشرح هذا الدليل حتى في الفلسفات البشرية القديمة.
واما الدليل العلمي التجريبي، فإن البيئات الكائنة المختلفة التي تحيط بالإنسان ـ فضلاً عن نظام وجود الإنسان من طبقات النفس والروح والبدن ـ لا ضمان من تخريبها وزوال نظامها الكوني لو خلّيت البشرية تعبث فيها كمختبر لتجاربها وفرضيات النظريات المختلفة، فإن من ذلك مخاطرة للأمن الحياتي للبشري بتهديد نظام الكائنات كما تعترف بذلك إحصائيات التقارير العلمية في الحقول المختلفة التي برزت في العقود والسنين الماضية.
وبكلمة؛ إنّ الأدلة قائمة على ضرورة أن الخليفة الإلهي على البشرية خلافته فعلية قائمة وهو القائم بالأمر الإلهي في النظام البشري بالفعل في الوقت الراهن كما كان ويكون إلى يوم انكشاف أستار السرية التي يعيش فيها، وهو يوم الظهور.
وهذا معنى تقارن الثقلين الذين أُمرنا بالتمسك بهما، فإن حسبان أن معنى التمسك بالعترة هو مجرد وصدف التمسك بتراثهم الروائي وسيرتهم عليهم السلام حسبان واهي.
فإن استغناء البشرية بذلك التراث عن الإمام القائم بالفعل بتدبير الأمور في الحاضر الراهن يساوي الإعتقاد السائد لدى جملة من الناس بالاستغناء بالمصحف الشريف ـ وهو القرآن الصامت ـ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في قولتهم «حسبُنا كتاب الله» ولم يدروا أن الكتاب المبين واللوح المحفوظ في عالم الملكوت وأم الكتاب لا يصلوا إليها من خلال الاستبداد بعقولهم فهم المصحف الشريف، فإنه لا يوصلهم إلى القرآن الكريم في الكتاب المكنون الـــــــذي لا يمسّه إلاّ المطهّرون، وبذلك فيكون ضيّعوا التمسك بالكتاب بعد
تضييعهم وتفريطهم بالتمسك بالعترة.فكذلك حال من يقول حسبنا المصحف الشريف وتراث أهل البيت، فإن دعوى التمسك بالقرآن الصامت وبالإمام الصامت لا يغني عن القرآن الناطق والإمام الناطق عن أم الكتاب واللوح المحفوظ والكتاب المبين، فإنه لا وسيلة للتّمسك بتلك الطبقات الملكوتية من الكتاب إلا بالإمام الحيّ القائم بما يتنزّل عليه من الأمر في ليلة القدر وليلة الجمعة وكلّ ليلة وآنٍ من الأمر الإلهيّ في إدارة البشر.
وبهذه الرؤية العقيدية للخليفة الإلهي الحاضر الحي على البشر والمسلمين يتسنّى رسم مسيرة الصلاح والإصلاح وبيان خريطة النظام الاجتماعي السياسي، وهو نظام التوحيد الإسلامي.
فإن نظام التوحيد الذي يرسم بعيداً عن عقيدة القدرية وعقدية الجبر وعقيدة الارجاء والتفويض العزلي، هو بتصوير وتفسير ورسم حاكميّة الإله سبحانه في نظام البشر فضلا عن حاكميته في صلاحية وسلطة التشريع (ان الحكم الا لله) وهو الحكم في التنفيذ والتشريع والقضاء وكل مجال (أليس الله بأحكم الحاكمين) فعزل إرادة الباري عن مقدرات النظام البشري وتفويض ذلك لإرادة البشر هو تفويض عزلي في كائن الانسان الكبير وهو مجموع الاجتماع الانساني، وهو لا يختلف في حقيقته عن التفويض العزلي في الإنسان الصغير وهو الفرد.
وكذلك الحال في نظرية القدرية الجبرية أن كل الأمور بالقدر والقضاء المحتوم في العلم الإلهي ولا حفل للإرادة الإنسانية في الفعل الاجتماعي ولا الفعل الفردي سيان هما في فكرة القدر، يعني الجمود عن الإصلاح وتغيير الفساد، والتنكر لعقيدة جعل الخليفة الاصطفائي الإلهي التي نادى بها القرآن الكريم.
وانه الضامن لاستمرار النظام البشري والحامي له عن خطر الزوال والفناء والدثور.
فالوسطية وعقيدة الاختيار تتمثل في معرفة الخليفة الفعلي الراهن على البشر والمسلمين في عصرنا الحاضرV
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول......
الجزء الثاني لكيف تعرف ظهور الامام المهدي (عج)
مقال من مجلة الانتظارالصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عج)
الإمام المهدي عليه السلام في المنطق الفلسفي
سماحة السيد عبد الستار الجابري/باحث في المركز
هناك أدلة عقلية على ضرورة ثبوت حقيقة وجودية ذات مرتبة كمالية عالية تقوم بدور ايصال الفيض من المفيض الحقيقي ـ الله عز وجل ـ إلى المراتب التي هي دون تلك المرتبة
الوجودية.
والبحث يقع في تشخيص الملاك في المرتبة الوجودية كي يَستحق صاحب تلك المرتبة ان يكون واسطة في الفيض الإلهي.
وقبل الدخول في تشخيص ملاك الوساطة يجدر البحث عن نوع هذه القضية كي يمكن معرفة المنهج العملي الذي يتعين اتباعه في البرهنة على مسألتنا.
بصورة عامة ان القضايا إما ان تكون اعتبارية او تكوينية.
والقضايا الاعتبارية لا حقيقة لها وراء اعتبار المعتبر، فمثلاً ملكية الدار أمر اعتباري اذ ليس في الواقع الا الشخص والدار، أما الملكية فهي اعتبار تشريعي يحدد طبيعة العلاقة بين الشخص وداره من جواز السكن والبيع والاجارة وغيرها من انحاء التصرفات.
أما القضايا التكوينية: فهي قضايا ثابتة في الواقع سواء وجد المعتبر أم لم يوجد فالشمس موجود تكويني سواء وجد من يعتبر أن هذه شمس أم لا، وكونها مصدراً من مصادر الطاقة الحرارية أمر تكويني أيضاً لا ترتب فيه على الاعتبار.
ويمكن أن نميّز بطريقة أخرى بين القضيتين ان القضايا الاعتبارية يكون موضوعها تصرفات الانسان وتنظيم علاقاته بما هو موجود على أسس قانونية، أما الأمور التكوينية فهي الأمور المتحققة بنفسها دون الحاجة إلى أي اعتبار قانوني أو تشريعي.
ومن هنا يتضح أن قضية وساطة الفيض قضية تكوينية وليست اعتبارية لأن الوساطة متقدمة زماناً على وجود المعتبر، فالاعتبار متأخر عنها لأنه فرع وجود المعتبر ولا يمكن إخضاع المتقدم وجوداً لما هو معلول له ومتفرع عليه. وحيث ان قضية الوساطة ليست اعتبارية فهي تكوينية ولما كانت كذلك فالأمور التكوينية يمكن اثباتها بأحد طريقين:
الأول: هو العلوم التجريبية وموضوعها المادة المحضة والمتعلق بالمادة.
الثاني: العلوم غير التجريبية والتي تبحث بحوثاً عقلية بحتة مجردة عن المادة.
والطريق الأول لا يمكن من خلاله إثبات وساطة الفيض ولا الخصوصيات المطلوبة في واسطة الفيض لأن العلوم التجريبية إذا كان موضوعها المادة المحضة كالتجربة المراد إثبات علاقة الضغط بحجم الغاز من خلالها فيثبت فيها دائماً ان العلاقة عكسية بين الضغط وحجم الغاز، فكلما ازداد الضغط قلّ الحجم، أو أن الجسم يتمدد بالحرارة ويتقلص بالبرودة، وهذا الطريق موضوعه البحث عن خواص المادة بعد وجودها ولا يتناول البحث عن أصل وجود المادة وكيفية إفاضة الوجود عليها، وأما ما كان موضوعها ما هو متعلق بالمادة كالمحاولات التي يقوم بها علماء النفس في تسخير قوى النفس الانسانية والاستفادة من طاقاتها الكامنة كما في البحث في عملية التخاطر أو التنويم المغناطيسي وأشباهها فالبحث عنها عن إثارة الطاقة الكامنة وتسخير القوى العظيمة عند الانسان بعد الغاء الحس وإضعاف دوره، وهذا المنهج لا يمكنه إثبات مسألة وساطة الفيض ولا خصوصيات الواسطة. فانحصر الدليل على إثبات واسطة الفيض وكشف خصوصياتها بالمباحث العقلية التي تتناول أصل الوجود.
الدليل الفلسفي ينص على ضرورة وجود سنخية بين العلة والمعلول ويتفرع عليه ان الواحد لا يصدر منه الا واحد.
ومعنى السنخية ان هناك مماثلة بين العلة ومعلولها، وهذه المماثلة ضرورية، لأنه في حال عدم اشتراط السنخية بين العلة ومعلولها فحينئذ يمكن لكل شيء ان يكون علة لكل شيء فالنار ـ على فرض عدم اشتراط السنخية ـ يمكن ان تكون علة للإنجماد مع اننا نجد في الواقع ان المماسة مع النار تكون سبباً لارتفاع درجة حرارة الجسم الملامس بينما الإنجماد نتيجة لفقدان الجسم لحرارته.
كما يمكن بناءً على عدم اشتراط السنخية أن يكون الماء علة للاشتعال مع أن الماء يكتسب الحرارة ولا يهبها.
فمن هنا يثبت أن السنخية بين العلة والمعلول شرط ثابت تكويناً وحيث أن علة العلل هو الله تبارك وتعالى وان الله تعالى واحد من جميع الجهات وليس فيه جهة كثرة وبناء على لزوم السنخية فيكون الصادر عنه واحداً أيضاً، وان الصفات الموجودة في المرتبة الواجبة موجودة في الصادر الأول ولا تختلف مرتبة الصادر الأول عن مرتبة الوجود الواجب إلا بالوجوب والامكان، فالمرتبة الواجبة واجبة الوجود بالذات اما مرتبة الصادر الأول فهي ممكنة بالذات اما بقية الصفات فانها موجودة في مرتبة الصادر الأول فالواجب عالم والصادر الأول عالم والواجب حي والصادر الأول حي والواجب مريد والصادر الأول مريد والواجب مختار والصادر الأول مختار والواجب له القيومية على جميع الموجودات والصادر الأول له القيموية على ما دونه من المراتب الوجودية.
ومن هنا يتضح لنا كما ان الصادر الأول في وجوده وبقائه مفتقر إلى الواجب تبارك وتعالى لأن الممكن محتاج إلى علته وجوداً وبقاءاً فكذلك المراتب الوجودية التي هي دون مرتبة الصادر الأول محتاجة في وجودها وبقائها إلى الواجب تبارك وتعالى وإلى الصادر الأول لأن المعلول محتاج في وجوده وبقاءه إلى العلة الأولى والى العلل المتوسطة، فالبذرة تحتاج إلى الماء لكي تنبت وتتحول إلى شجرة فالماء ليس الا علة متوسطة في هذه العملية التكوينية وليس هو العلة الحقيقية إذ العلة الحقيقية هي الله تبارك وتعالى وإلاّ من الذي أوجد الماء ومن الذي أوجد القابلية في البذرة على النمو بل من أوجد أول شجرة وأول بذرة.
كذلك في بعض الأحيان يكون الفلاح علة معدة لوجود النبتة في هذا المكان دون ذلك وذلك بسبب اختياره، ولذا العلل المتوسطة والعلل المعدة بعضها مختار كالفلاح والآخر مجبر كالماء والبذرة.
وجميع هذه العلل المتوسطة والمعدة محتاجة في وجودها وبقائها إلى الصادر الأول لأنه هو الذي يوصل اليها الفيض الإلهي وحيث انه عالم مختار فهو علة مختارة لها القيومية على ما دونها من المراتب باذن الله تبارك وتعالى. كما ان هذه العلة ليس مادية بل هي عقل محض، ولا تعلق لها بالمادة بل المادة مفتقرة إليها في وجودها وتحققها.
هذا غاية ما يمكن استفادته من الدليل العقلي وهو ضرورة وجود واسطة في الفيض وأنه جوهر عقلي مجرد ليس بمادي ولا متعلقاً بالمادة وهو فاعل مختار محتاج إلى الله تعالى وله القيومية على ما دونه من المراتب.
السؤال الآن هل لنا أن نعرف المناط في استحقاق الصادر الأول مرتبة الوساطة في الفيض والجواب على ذلك اننا في سبيل الكشف عن هذه الحقيقة نحتاج إلى اخبارات من الله تعالى اما بالمباشرة أو بالواسطة أي اما ان يكون النص من الله تعالى كما في القرآن الكريم أو عمن يخبر عن الله تعالى وهو المعصوم عليه السلام.
وبالرجوع إلى الروايات نجد اشارة إلى هذا المطلب حيث ورد في البحار ان جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أول شيء خلق الله ما هو؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير.(1)
فالرواية تقول ان الصادر الأول عن الله تعالى هو نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم خلق الله تعالى من نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل المخلوقات الأخرى.
فمن هذه الروايات يتضح ان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم علة مادية لجميع المخلوقات التي هي أدون مرتبة من مرتبة واسطة الفيض.
المراد من العلة المادية منشأ الشيء فمثلاً الخشب علة مادية للكرسي المصنوع من الخشب والحديد علة مادية للسرير الحديدي وهكذا، ونور النبي صلى الله عليه وآله وسلم علة مادية لجميع الموجودات الامكانية، طبعاً ليس المراد من العلة المادية ان يكون هو بذاته مادياً لأن نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة مجردة عن المادة ولهذا نحن لا نحس في وجودنا بنور حسي، فالنور هنا في وجود العالم الامكاني كالطين لوجودنا البشري فالقرآن الكريم ينص على أن البشر مخلوق من طين، ولكن لو بحثنا في أجسادنا لا نجد طينا بل نجد لحماً وعظماً ودماً وشعراً ومواد دهنية اما الطين فلا نشعر بوجوده ولا نحس به.
فمن هذه المقدمة يتضح ان الذي له أهلية أن يكون واسطة في الفيض هو ما كان له مقام نوري فمن كان له هذا المقام تحقق فيه الملاك في أن يكون واسطة في الفيض والا فلا يستحق مقام الوساطة.
ولكي نعرف من كان له في عالم الخلقة وجود نوري ومقام نوري علينا أن نرجع إلى النصوص لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لولا النصوص الدالة على مقامه النوري لم يمكن لنا اثبات هذا المقام له.
هناك عدد كبير من الروايات ينص على المقام النوري للأئمة عليهم السلام منها ما روي عن الجارود بن المنذر الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الحديبية وأسلم على يديه وسأله عن الأشخاص الذين كان قس بن ساعدة يحدثهم عنهم فاجابه صلى الله عليه وآله وسلم:
(ثم أوحي إلي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور يصلون).
هذه الرواية كانت بعد صلح الحديبية أي في سنة سته للهجرة النبوية وكان الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يولدوا بعد إذ لم يولد منهم في ذلك الوقت سوى أمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام، والحديث كان عن العالم العلوي، فالحديث لم يكن عن وجودات جسمانية بل كان عن حقائق نورية، ومن هنا يثبت لنا ان المهدي عجل الله فرجه له مقام وساطة الفيض بسبب تحقق ملاك وساطة الفيض فيه وهو وجوده النوري ومرتبته النورية.
وبضم هذه الروايات إلى الروايات الناصة أن الأرض لا تخلو من حجة والا لساخت بأهلها وأن الحجة لا يكون الا معصوماً فينحصر المهدي بالشخص الذي يكون ولداً مباشراً للإمام العسكري صلوات الله وسلامه عليه
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول..........
قناديل مهدوية في حي الحسين ((قصة قصيرة))
قناديل مهدوية في حي الحسين ((قصة قصيرة))
مسافر في حياة الآخرين، هكذا كنت ولا أزال أفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم وأشاركهم مفردات ودقائق أيامهم حتى ليخيل إلي بأنني أحمل هموم امة، ربما يعود منشأ هذا الأمر إلى ما تعلمته من ديننا حول الاهتمام بشؤون المسلمين وغيرهم من نظائرنا في الخلق، وربما يتعارض هذا مع نظرية كثير من التجار الذين يسعون لتحقيق منافع شخصية حتى ولو كانت على حساب غيرهم، لكنه مبدأ مرفوض جملة وتفصيلاً لدي ولعل هذا هو سر نجاحي في عملي، وهو ما اكسبني الكثير من المحبين كصديقي الإماراتي (صالح)، هذا الفتى الصادق، المؤتمن، ذو الأخلاق الرفيعة الكاشفة عن روح شفافة لا تطلب إلا الحقيقة، والتي بينها لي تعدد اللقاءات بيننا في دبي عند ذهابي إليها لإنهاء معاملات نقل بضاعتي إلى بيروت عبر الميناء. وها نحن اليوم معاً في مصر (أم الدنيا) في حي سيدنا الحسين في قلب القاهرة، للتعاقد على إنشاء شركة بيننا يقع فرعها الرئيسي في هذا المكان الشعبي الرائع الذي يشدك نحو الأصالة العربية شداً ويحكم قبضته عليها.
إلا اننا وما أن ينتهي الكلام في العمل حتى نتعرض للكثير من مما نختلف فيه من آراء، تاريخية وعقائدية وفقهية وغيرها من المواضيع والتي ترجع جذورها إلى دراستنا الدينية المتخصصة في بلدينا في مقتبل عمرينا والتي تعتبر أهم رابط في صداقتنا لما بينته من تقارب واضح في أفكارنا ورؤانا.
ومنها مسائل مهمة حول الإمام المهدي، وفي أحد الأيام عرّفنا أحد نزلاء الفندق الذي نسكن فيه على الحاج (عبد المعين) صاحب مكتبة (الأنوار) المجاورة ليمين أحد الأزقة في الحي، ومن خلال تكرار زياراتنا له وإعجابا برصانة تفكيره وعمقه إذ تبيّن لنا انه شافعي المذهب اشعري العقيدة فقد ارتضيناه حكماً فيما اختلفنا فيه مستنجدين بولديه (كمال الدين) و (راضي)، الطالبين بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، كلما أردنا الحصول على معلومات بواسطة الحاسوب. وأول مسألة تعرض لها (صالح) هي صحة الأحاديث الواردة بشأن المهدي بكونه من ولد العباس عم النبي (ص) حيث بادرنا الحاج بقوله:
_ بين يدي كما ترون (مجلة التمدن الإسلامي) وفيها مقال للشيخ الألباني يوضح فيه أن الروايات التي تدخل حلبة الصراع عند التعارض لا بد أن تكون متكافئة، وحيث ان روايات مهدوية العباس غير مكافئة لروايات مهدوية غيره فإنها لا تدخل حلبة التعارض فضلاً عن كونها معارضة لها أو حجة أو مقدمة عليها ونص العبارة يقول: (وهذه علة مدفوعة لأن التعارض شرطه التساوي في قوة الثبوت وأما نصب التعارض بين قوي وضعيف فمما لا يسوغه عاقل منصف، والتعارض المزعوم من هذا القبيل). ثم التفت الحاج إلى (كمال) وقال: اعتقد ان لديك جواباً تفصيلياً، فقال:
نعم، هناك بعض الأحاديث تبين ذلك، منها: ما رواه ابن عباس عن النبي (ص) انه قال لعمه العباس: (إن الله ابتدأ بي الإسلام وسيختمه بفلان من ولدك وهو الذي يتقدم لعيسى بن مريم).
وهو ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، وهذا الحديث قد ضعف بمحمد بن مخلد العطار على ما نص عليه الذهبي في ميزان الاعتدال في الجزء الأول في الصفحة التاسعة والثمانين حيث قال: (رواه عن محمد بن مخلد العطار فهو آفته). أما الحديث الآخر فقد روي عن أم الفضل بنت الحارث الهلالية عن سعيد بن خيثم عن النبي (ص) انه قال: (يا عباس فإذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي). وهذا الحديث قد روي في تاريخ بغداد وتاريخ دمشق بالرغم من ضعفه بأحمد بن راشد الهلالي على ما ذكر الذهبي في ميزان الاعتدال حيث قال: (فهو الذي اختلقه بجهل). فهو بعيد دلالة عن المقصود غاية البعد كما لا يخفى على متأمل. وهناك حديث قد روي عن ابن حماد عن كعب (.... المهدي من ولد العباس) وهو بغض النظر عن سنده لتعدد طرقه وضعف بعضها وإرسال البعض الآخر إلا أن الروايات بمجموع مداليلها لا تدل على أن مهدي آخر الزمان هو من ولد العباس بل تدل على ان للعباس ولد يلقب بالمهدي وهذا ما حصل فعلاً وحكاه لنا التاريخ.
تبسم (صالح) وكأنه كان يعرف النتيجة مسبقاً وقال:
كنت ادري أن الرد سيكون كذلك ولكن لدي قضية أخرى هي الهدف من تعرضي للمسالة الأولى، فقد دونت في هذه الورقة هذا الحديث (لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي). خرجه ابن شيبة في المصنف والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك وبلفظ قريب لأبي داود في سننه وكلهم عن عاصم بن أبي نجود عن زر عن عبد الله بن مسعود، والحديث الآخر (المهدي يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي). وقد خرجه الخطيب البغدادي في تاريخه وابن حجر في القول المختصر عن عاصم بن أبي نجود عن ابن مسعود.
وهاهنا حديث آخر (لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي). وقد أخرجه أبو عمر الداني في سننه والخطيب البغدادي في تاريخه. وأريد منكم بيان الرأي السديد في زيادة (واسم أبيه اسم أبي) الواردة في الحديث. فإذا بـ(راضي) يقول:
أنا أقول ان حديث الزيادة موضوع وذلك لسببين، الأول لوجود شخصين بارزين وهما المهدي العباسي وهو محمد بن عبد الله المنصور والمهدي الحسني وهو محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى وكلاهما ملقب بالمهدي. والسبب الثاني هو ان ظهور هاتين الشخصيتين يتزامن مع قرب زمن رفع الحظر عن التدوين للأحاديث. ساد الصمت لحظات منتظرين الرد من (كمال) الذي يجلس هادئاً أمام جهاز الحاسوب فقال:
إن أهم ما يشكل على هذا الحديث انه لم يرو في الكتب المعتبرة للروايات إلا الذي ليس فيه زيادة وان الذين رووه هم أنفسهم من رواه بعدم الزيادة، فلو كان هذا الحديث معتبراً عند المحدثين مثل الإمام احمد والترمذي والطبراني لرووه بزيادته.
انفرجت أسارير (صالح) وكأنه اقترب من نيل جائزة عظيمة لا ينالها إلا القليلون في هذا العالم وقال بصوت يملؤه الدفء:
أسألكم بحق صاحب هذا المقام الشريف الطاهر، من منكم قادر على أن يثبت لي ان المهدي من ولد الحسين لا الحسن؟!
فقال الحاج (عبد المعين): أنا ولكن بشرط أن تدعونا إلى زيارة الإمارات والإقامة فيها أسبوعاً، فقال (صالح):
أسبوع فقط، يا حاج انتم أهل الدار ونحن الضيوف. فضحك الحاج وقال:
اسمع يا سيدي، هناك رواية واحدة فقط في سنن أبي داوود في كتاب المهدي في الجزء الثاني في الصفحة ثلاثمائة وإحدى عشر والحديث رقم (4290) فقلت:
ما شاء الله يا حاج، لديك ذاكرة عملاقة فأجابني قائلاً:
هذا من فضل الله سبحانه وتعالى، واليكم الحديث: قال أبو داود حُدثت عن هارون بن المغيرة، قال، حدثنا عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال: (قال علي رضي الله عنه (ونظر إلى ابنه الحسن) فقال: ان ابني هذا سيد كما سماه النبي (ص) وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه بالخلق ولا يشبهه بالخلق، ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلاً).
إلا أن هذا الحديث ساقط عن الاعتبار من وجوه
منها انه ليس بحديث عند الرسول (ص) فيسقط الاحتجاج به فقال (راضي):
ومن المحتمل أن يكون مكذوباً على علي به وهو ما ذكره الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر في كتابه (لا مهدي ينتظر بعد الرسول (ص) خير البشر). أليس هذا محتملاً يا والدي فقال الحاج:
هذا رأيك وأنا احترمه، ولكني أقول ان أبا داود يقول: حُدثت عن هارون بن المغيرة ولم يذكر لنا من هو الذي حدثه عنه بالإضافة إلى ان الحديث معنعن والرواية منقطعة كما يذكر ابن قيم الجوزية في (المنار المنيف في الصحيح والضعيف). مضافاً إلى ان أبا إسحاق السبيعي رأى علياً رؤية ولم تثبت له رواية كما قال المنذري في مختصر سنن أبي داود في الجزء الثاني في الصفحة مائة واثنان وستون.
وأما مسك الختام فقد ذكر الجزري الدمشقي الشافعي في أسمى المناقب في تهذيب أسمى المطالب (والأصح انه من ذرية الحسين بن علي لنص أمير المؤمنين على ذلك فيما اخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءةً عليه قال: أنبأنا أبو الحسن بن البخاري أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي أنبأنا أبو البدر الكرخي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو عمر الهاشمي أنبأنا أبو علي اللؤلؤي أنبأنا أبو داود الحافظ قال حدثت عن هارون بين المغيرة قال حدثنا عمر بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال، قال علي ونظر إلى ابنه الحسين ثم ذكر الحديث). وعندما انتهى الحاج من كلامه علمت ان هناك يداً خفية هي التي جمعتنا لنستضيء بنور الحقيقة لأن الثابت من خلال الروايات من المصادر ان الإمام المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام) وبعد بطلان الدليل الوحيد لإثبات ذلك لا يبقى إلا أن يكون المهدي من ولد الإمام الحسين (عليه السلام).
نظرت إلى (صالح) وقلت له:
هيا نحزم حقائبنا معك إلى الإمارات. فضحك وقال:
تعتقدون باني امزح معكم؟ كلا، فانا على أتم الاستعداد لتحمل نفقات سفركم ومدة إقامتكم، لأني اعتبر هذا شرفاً لي فمن يكون صديقاً لكم تكون أيامه كلها رابحة.
عم المكان جو بهيج اختلطت فيه الابتسامات بالدعاء لبعضنا البعض على أن نلتقي في الغد بالحاج وأولاده لمرافقتنا أنا وصديقي إلى الخليج.
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
موضوع منقول