نباتات وأعشاب يؤمن الناس بقدراتها السحرية على الشفاء من كل الأمراض

06/01/2010

دماغ الضبع وشوك القنفذ والرجلة والحلتيت تطرد الجن وتجلب الخير


علي العطار: الينسون وحبة البركة مفيدان في علاج حالات المس والصرع الشيطاني
النساء أكثر زبائن هذه الأعشاب ويدفعن أموالاً طائلة للحصول عليها

القاهرة - ايمان صديق :

في ظل الأزمات الاقتصادية يصبح هم الناس البحث عن الأشياء التي تساعدهم على جلب الرزق لذلك يلجأ الكثيرون لمحلات تجارة الأعشاب لشراء بعض الأنواع التي اشتهر عنها أنها تجلب الرزق, ومع الاعتقاد الكبير بالجن وما يتسبب فيه من أضرار هناك من يلجأ أيضا الى العشابين بحثا عن الأعشاب التي عرف عنها بأنها تطرد الجن, فهل حقا توجد هذه الأعشاب? وهل يمكنها جلب الزرق والخير وطرد الجن والوقاية من أضراره, أم أنها مجرد خرافات ومعتقدات?

في البداية يقول عبد الوهاب السيد خبير الأعشاب: هناك بعض الأنواع من العطارة تجلب الرزق والخير بل تساعد على اخراج الجن وهذه الأنواع معروفة من قديم الأزل ولكن الطلب عليها ينتشر اكثر بين السيدات ويأتي في مقدمة هذه الانواع "الحنظلة - الرجلة - الفاسوخ - شوك القنفذ" وهي غالبا ما تكون نادرة لأن أسعارها عالية حيث يتم جلبها من بلادها ومن أهم هذه البلاد ليبيا والهند ولذلك يتم الاتيان بها بالطلب حتى لا تتلف في حال عدم استخدامها وبيعها, ورغم أن هذه الأعشاب موجودة في الكتب القديمة الا أنها غير شائعة لدى العامة ويعرفونها من خلالنا أو من

خلال بعض المعالجين الروحانيين الذين يطلبونها منهم فيحضرون الينا لكي نوفرها لهم وأحيانا أقوم بوصف هذه الأنواع لمن يأتي بحثا عن الأعشاب التي تجلب الخير وتطرد الجن ولكن كثيرا ما يأتي لنا أشخاص يطلبون أعشابا وعندما اسألهم عن الغرض منها يقولون بأنها لجلب الخير حسبما عرفوا من بعض الشيوخ فنعرف على الفور انهم وقعوا ضحايا لدجالين ومشعوذين لا يعرفون شيئا في دنيا العطارة فنرفض أن نبيعها لهم أو ننصحهم بالأعشاب التي يمكن استخدامها لهذا الغرض وكيفية استخدامها وهناك من يشترى وهناك من يتراجع لارتفاع أسعارها فالتكلفة المادية تلعب دورا في اقبال بعض الزبائن على هذه الأنواع فهناك منها ما يتخطى ثمن الغرام الواحد 750 جنيها مثل " مخ الضبع" والقنفذ يصل ثمنه الى 350 جنيها للغرام وتعد السيدات كما قلت هن الأكثر طلبا ويدفعن بصدر رحب رغم ارتفاع التكلفة أملا في نيل ما يطلبنه وخصوصاً فيما يتعلق بالأعشاب التي تعمل على ابعاد الجن والعفاريت.

ويضيف على العطار خبير أعشاب:المواد التي تستخدم في طرد الجن معروفة وعلى رأسها الحلتيت وهو عشب اشبه بالصمغ ويجب الاحتفاظ به في اناء من الفخار حتى يظل على ليونته عند الاستعمال ويتصف بأن طعمه مر ورائحته كريهة وهي التي تؤثر في الجن داخل الجسم وخارجه حتى أنها من شدة رائحتها الكريهة تصيبه بالاختناق سواء بالشم او الابتلاع ومن يريد طرد الجن عليه ابتلاع هذا العشب بحيث لا تزيد الكمية على غرام في المرة الواحدة لأنه يتسبب في الاصابة بالاسهال لمن يتناوله علاوة على انه يساعد على تخسيس الجسم, وهناك أيضاً عشب الفيحل, ويسمى ايضاً حشيشة الجن وهو من شجر طيب الرائحة ويوجد منه نوعان:

بري وبستاني ويعد من الأعشاب ذات التأثير الخطير على الجن عندما يكون داخل جسم الانسان فيقضي عليه شراباً واغتسالاً بعد طحنه واضافته الى الماء المقروء عليه آيات الرقية, وبجانب هذه الأعشاب هناك كذلك الينسون الذي يستخدم مع حبة البركة كشراب بعد الغلي ومحلى بعسل النحل لعلاج حالات المس والصرع الشيطاني لأنه يفتح العروق ويساعد الجن على الخروج, أيضاً هناك نوع من الأعشاب يطلق عليها "الميعة السائلة" وهي عبارة عن سوائل الأشجار كالصبار, وتستخدم كاللبخة, ويمكن استخدامها في تحصين الجسم من الجن عن طريق استخدامها كدهانً, او باضافتها الى الماء والزيت المقروء عليهما القرآن ,

وهناك عشب الرجلة عندما ينقع في الماء لمدة اسبوع ثم يرش ويمسح بها المكان يكون ذلك وسيلة لطرد الجن, ومن هذه الأعشاب أيضاً السيداروس ويستخدم هذا العشب في طرد الجن الهوائي الذي يسكن المنازل ويسبب متاعب للأشخاص الموجودين فيه باصابتهم بالرعب أو بأشياء أخرى ويتم استخدامه كبخور داخل الشقة بعد طحنه بالمسك الخام وقراءة سورة البقرة كاملة في جميع أنحاء الشقة, ومن العلاجات الموصى بها قشر الرمان المطحون حيث يوضع في ماء ويقرأ عليه آيات الرقية ويشربها المصاب بالمس , وبالاضافة الى هذه القائمة هناك التمر والسدر والزيتون وحبة البركة والمسك وهي اعشاب يتم وصفها للممسوس, وهناك قائمة أعشاب أخرى كالحنظلة والصبار والحصلبان والصلصال وبيض الفول وأعشاب الزنبق وعين العفريت والرجلة والفاسوخ والشبة وشوك القنفذ.

اما الحاج عبد المنعم محمد الذي يعمل بالعطارة منذ سنوات فقد رفض تماما فكرة الاعتقاد بوجود أعشاب معينة تجلب الخير وتطرد الجن قائلا: لا أتعامل في مثل هذه الأعشاب لأن الرزق بيد الله وحده كما لا أتعامل في الحيوانات المحنطة مثل القنفذ والضبع لأنها خرافات علاوة على أن أسعارها باهظة وعملي في الاعشاب يقتصر فقط على التي تستخدم في التداوي من الأمراض المختلفة والمعروفة في الطب النووي وغيرها من الكتب المعترف بها أما دون ذلك فأنا ابتعد عنه حتى لا أقع في دائرة الشرك ومساعدة الدجالين والمشعوذين في النصب على الضحايا لان اغلبهم يكون على استعداد تمام لشراء أي شيء من أجل الوصول الى آمالهم .

يقول الدكتور فتحي طلبة أستاذ الأمراض النفسية والعصبية في جامعة الازهر: كل ما يتردد حول وجود أعشاب لجلب الخير وطرد الجن مجرد خرافات ويجب ان نبتعد عنها وقد ورد في الأثر عن بعض الأدعية التي يمكنها ان تساعد في جلب الخير وطرد الشر ومن هذه الأدعية دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه" يا كريم اللهم يا ذا الرحمة الواسعة يا مطلع على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر لا يغيب عنك شيء أسالك فيضة من فيضان فضلك وقبضة من نور سلطانك وانسا وفرجا من بحر كرمك انت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شي فهب لنا ما تقر به أعيننا وتغنينا عن سؤال غيرك فانك واسع الكرم كثير الجود حسن الشيم فببابك واقفون ولجودك الواسع المعروف منتظرون", لذلك انصح بالابتعاد عن مثل هذه الخرافات وما يتردد حولها نتيجة انعدام الوعي في المجتمع وقلة الصبر أمام بعض الأمراض والمتاعب الحياتية والأزمات الاجتماعية ولا ألقي باللوم على من يلجأ للمشعوذين من بسطاء الناس لكن ألوم المثقفين في مجتمعاتنا لعدم تصديهم لمثل هذه الخرافات ولابد من ايقاظ الوعي بين الناس وافاقتهم من خلال مراكز بحثية متقدمة تضم رجال دين وعلماء اجتماع وباحثين لدراسة هذه الظواهر المرفوضة شرعا وعلما.

اما الدكتور محمد المهدي استشاري الطب النفسي فيقول: أعمال السحر والشعوذة ممارسات غامضة لا تقوم على دليل علمي وانما على قاعدة من التفكير السحري والخرافي وأكثر رواد هذه الممارسات هن النساء لأنهن يجدن في ذلك الملجأ الوحيد لحل مشكلاتهن لذلك هن الأكثر جريا وراء بائعي الوهم بحثا عن جلب الخير وطرد الشر حتى لو أدى ذلك الى بيع الغالي والنفيس من اجل شراء هذه الأعشاب بهدف الوصول الى ما يبحثن عنه.