المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماضي المجهول يطلق فتيات من أزواجهن في السعودية



سمير
03-03-2006, 01:03 AM
لم يعرفن سوى الملاجئ والأسر البديلة


الرياض - حنان الزير

تعاني مجهولات النسب في السعودية من ازدياد حالات الطلاق نتيجة النظر إليهن من قبل أزواجهن على أساس أنهن حالات غير سوية.

وتعيش الكثيرات منهن أوضاعا سيئة، من الإدمان إلى التشرد والانحرافات الأخلاقية، بسبب أنهن خرجن من الدور الاجتماعية بعد الزواج، ولا يعدن إليها بعد ذلك. كما أن الأسر البديلة ترفض عودتهن بأطفالهن الذين أنجبنهم.

وتعرف مجهولات النسب في السعودية باليتيمات لتخفيف نظرة المجتمع إليهن، لكن بعضهن يشكين من أن اسم الوالد الذي يعطى لكل منهن يدل غالبا على أنهن لا يدرجن في خانة يتيم الأب والأم.

وقالت الدكتورة ليلي الهلالي رئيس مركز الاستشارات الاجتماعية بالرياض لـ"لعربية.نت" إن ذوي الظروف الخاصة من اليتيمات المتزوجات يعانين بعد خروجهن من الدور الاجتماعية نتيجة زواجهن, من انتشار حالات الطلاق والظلم بسبب أنهن لا يجدن من يدافع عنهن ويحمي حقوقهن، مؤكدة على الخطورة الاجتماعية المترتبة على تجاهل مشاكلهن.

وقالت "إن عدم الإحساس بالانتماء لدى تلك الفتاة ظاهرة منتشرة بينهن, ومن الضروري البحث عن أوضاعهم قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتصبح أصعب من أن نسيطر على آثارها وتأثيراتها".

وطالبت بإنشاء هيئة لحقوق الأيتام تعنى بهم وبأمورهم وكل مشاكلهم وتكون مرجعا لهم, وأن تهيئ لهم ظروف العيش بكرامة وسط أبناء المجتمع, مع ضرورة تشكيل لجنة تقوم بدراسة حالهم وأوضاعهم بشكل يتيح معرفة حجم معاناتهم.

وتقول الإحصاءات الرسمية الحديثة لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية إن عدد اللقيطات – أو ذوات الظروف الخاصة- كما تطلق عليهن وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تؤويهم دار الملاحظة الاجتماعية، تصل أعدادهن إلى أكثر من 336 أنثى، وتقل أعمارهم عن 6 سنوات.

وخلال العام الماضي وحده تم إيداع 92 أنثى من إجمالي 197 حالة استقبلتهم الدار. كما أشارت الإحصاءات إلى أن عدد اليتيمات ذوات الظروف الخاصة واللاتي تم زواجهن مؤخرا بلغن 3 حالات من إجمالي 42 فتاة تجاوزن 21 عاما.

فتحت منزلها للأعمال المنافية للآداب


والتقت "العربية.نت" مع عدد من اليتيمات ذوات الظروف الخاصة، أي مجهولات النسب، فأم ناصر طلقها زوجها مرتين بسبب سوء أخلاقها، وضبطت عدة مرات من قبل الجهات الأمنية والدينية وإيداعها السجن، بل استمرت في متابعة طريقها ومشوارها الذي اختارته تحت ذريعة ليس لي شئ أخاف منه أو أخشى عليه.

بهذه المعلومات بدأت أم ناصر حيث قالت "نشأت عند أسرة كنت أظنها أسرتي الحقيقية، لكني اكتشفت عند بلوغي 12 عاما غير ذلك، وأعادتني الأسرة للدار الاجتماعية مرة أخرى بحجة أن لهم أولادا ذكورا يخشون عليهم، وعشت هناك حتى بلوغي 18عاما، وبعدها تزوجت عن طريق الدار من رجل طلقني بعد أن ضبطتني السلطات في حالة خلوة غير شرعية مع أحد الأشخاص ومن ثم دخلت السجن، وبعد وفاته طالبني أهله ببناتي الأربعة بذريعة أني لا أصلح أن أكون أما لهم".

وتضيف: بعد خروجي من السجن تزوجت من آخر وطلقني لنفس السبب بعد إنجابي طفلين منه، والآن كيف انفق عليهما، وأين أعيش خاصة، أن الدور الاجتماعية التابعة للوزارة ينتهي دورها عند زواج الفتاة. وتقول إحدى جاراتها إن جيرانها تقدموا بأكثر من شكوى بسبب سوء أخلاقها.



يعتبروننا وصمة عار

أما اليتيمة "ام بندر" فبدأت كلامها قائلة "إننا صرنا عارا، يحرص المجتمع على التخلص منه وتستطرد "لن انغرس في الوحل أكثر من ذلك.. تربيت عند أسرة بديلة منذ كان عمري عدة أيام وحتى بلوغي 21 عاما، ولم أكن أعلم أنهم ليسوا عائلتي إلا عند زواجي عندما أخبرتني والدتي البديلة بذلك حتى أطالب بحقوقي (إعانة زواج) من وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تصرف لكل يتيم والبالغة 25 ألف ريال".

وتواصل: "بعد زواجي من ابن خالتي من الأسرة البديلة بفترة حرق منزلي الذي أعيش فيه مع زوجي وأبنائي منه. راجعت الإدارات المعنية على أمل الحصول على تعويض أو إعانة، خاصة أن زوجي فقير وليس موظفا، فأخبروني أنني لا استحق تلك المساعدة أو التعويض, كيف لا استحق ذلك وأنا أعيش مع طفلي الاثنين وزوجي، في غرفة بمنزل محترق، وليس بها أي متاع غير أغطية ووسادات قليلة افترشها على الأرض لينام عليها أطفالي.

وأشارت إلى أنها عادت بعد ذلك إلى أسرتها البديلة، ولكن هذه المرة بعد أن أصبح بصحبتها طفلان رغم أن تلك الأسرة تعاني من فقر شديد لا يكفيهم، وأن اليتيمات "ذوات الظروف الخاصة" يعانين من عدم التأمين الصحي لهم ولا تقدم لهم إعانات عن طريق الضمان الاجتماعي.

وأكدت أن قلة الموارد يقود بعض مجهولات النسب إلى الانحراف والإدمان لتجد ما تقتات به وأيضا لأنه ليس لهم من رادع أو احد يخشون منه.

وأردفت متسائلة: إلى متى نظل متسولين، لماذا لا نحصل على حقوقنا كأشخاص عاديين، لماذا الاهتمام باليتيم الذي فقد والديه فقط، أما نحن فلا يعرينا أحد اهتماما. نحن ليس لنا قريب نلجأ له أو نحتمي به من غدر الزمان.


اسمى سبب ما أعانيه

أما سعاد – وهو اسم نرمز به لصاحبة هذه المشكلة – فتقول: "مشكلتي الأساسية هو اسمي، فأي مكان انتقل إليه أو أذهب إليه، فإن اسم والدي الذي عادة ما يتم اختياره من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، يوضح أنني يتيمة مجهولة النسب.

"قامت بتربيتي أسرة بديلة حتى بلوغي 13 عاما، حيث تكفلت أم هذه الأسرة برعايتي حتى وفاتها ومن ثم انتقلت إلى أختها التي زوجتني من أحد أصدقاء العائلة وكان عمره حينها 35 عاما، وعشت معه سنة ونصف انفصلت بعدها منه نتيجة سخريته الدائمة مني لأنني يتيمة".

وتتابع حكايتها قائلة: "بعد انفصالي منه انتقلت للعيش في دار المشلولين نتيجة أن الدور لا تستقبل مطلقة يتيمة، وعشت خمس سنوات بها حتى تزوجت من يتيم ظروفه مشابهة لظروفي، والآن لدي منه ولدين، لكننا نفتقد الموارد المالية والضمان الاجتماعي الذي يكفل حياة كريمة لنا بالإضافة إلى التأمين الصحي.