المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكومة البحرينية تفتح تحقيقا في «لافتات عاشوراء» لإساءتها للوحدة الوطنية



سمير
02-21-2006, 01:02 AM
المنامة: سلمان الدوسري


فتحت الحكومة البحرينية أمس تحقيقا رسميا بشأن القضية التي أشغلت الشارع البحريني أخيرا، بعد انتشار لافتات في شوارع البحرين خلال موسم عاشوراء أعتبرت أنها «تستهدف الطائفة السنية وتساهم في شق الوحدة الوطنية». وحذر رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة من مغبة الدخول في مثل هذه القضايا الطائفية التي أعتبرها «تساهم في شق الصف».
وأكدت مصادر رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء وجه وزيري الداخلية وشؤون البلديات بمتابعة القضية وتحديد المسؤولين عن هذه اللافتات «حتى يتم محاسبتهم وفقا للقانون».

وتأتي ردة الفعل الحكومية الغاضبة في أعقاب انتشار لافتات كبيرة في شوارع البحرين الرئيسية منذ أكثر من أسبوع تم وضعها من قبل جمعية التوعية الاسلامية بمناسبة موسم عاشوراء، وكتب على اللافتة? «معركة كربلاء قائمة بطرفيها اليوم و?غداً?.. ?في? ?النفس?.. ?في? ?البيت?.. ?في? ?كل ساحات الحياة والمجتمع?.. ?وسيبقى الناس منقسمين إلى معسكر مع الحسين? (?ع?) ?ومعسكر مع? ?يزيد فاختر معسكرك?»، وقد تم تذييل العبارة باسم العالم الشيعي البارز الشيخ عيسى قاسم، حيث أثار الإعلان الكثير من الفعاليات الاجتماعية البحرينية، سواء من السنة أو حتى الفعاليات الشيعية نفسها،? باعتبار أن اللافتة «تقسم البحرينيين إلى معسكرين متضادين احدهما مع الحسين والآخر ضده في الوقت الذي فيه جميع البحرينيين بل والمسلمين في معسكر الحسين»، كما اعتبرت أنها دعوة تقسيمية تخالف الدستور البحريني الذي يمنع مثل هذه التقسيمات كما يجرم أي? ?تحريض للفتنة الطائفية.

وفي لهجة لم تخلو من الشدة، أكد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني أمس أن حكومته لن تسمح بمثل هذه التصرفات التي تشق من وحدة البحرينيين، موضحا أن «هناك إجراءات ضد كل من يحاول الفرقة بين المواطنين البحرينيين». ? وقال إن البحرين ترحب بالديمقراطية وبالحرية المسؤولة «إلا أن هذه الديمقراطية يجب أن تجمع ولا تفرق»، مضيفا أن الديمقراطية «جمعت بين الأديان في دول كثيرة حول العالم فهل هي الديمقراطية تلك التي تفرق بين مواطنين ينتمون لدين واحد؟»، وأدان رئيس الوزراء البحريني هذه اللافتات مطالبا كافة فعاليات المجتمع بضرورة إدانة مثل هذه التصرفات، وعبر عن شعوره بالأسى لإنجرار ما اسماه البعض من البحرينيين لمثل هذه القضايا الطائفية «لكن لن تؤثر فينا هذه التجاوزات حتى لو اساءت لنا». وحذر الشيخ خليفة من أن الحكومة لن تترك المجال «لمن يريد أن يفرق بين الشعب البحريني»، مبينا أن النظام سيطبق على الجميع «وهذه هي أساسيات الديمقراطية أن يطبق النظام بدون استثناء من قبل جميع المسؤولين في البلاد».

من جهته، أدان خليفة الظهراني رئيس البرلمان البحريني اللافتات محل القضية، معبرا عن أسفه أن تصل الأمور إلى هذا الحد ـ على حد وصفه، وقال الظهراني إن هذه اللافتات «ما هي إلا مجرد بالون اختبار من قبل البعض حتى يلمسوا رد فعل الدولة عليها قبل قيامهم بأمور أكبر وأشد خطورة».

ووفقا لمصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإنه من المنتظر أن تبادر وزارة شؤون البلديات إلى سرعة إزالة اللافتات خلال اليومين المقبلين، خاصة بعد الاستياء الرسمي الكبير الذي عبرت عنه القيادة البحرينية وتوجيه رئيس مجلس الوزراء بالتحقيق رسميا في هذه القضية، ويرى بعض المراقبين أن الشدة التي تحدث بها الشيخ خليفة بن سلمان تعبر عن إستياء عارم من تحول مثل هذه الشعارات الدينية إلى قضية سياسية تستغل في مثل هذه المناسبات الدينية أساسا، وهو ما ترفض الجهات الرسمية بالبحرين باستمراره وتؤكد على أن الدستور البحريني ضمن الحريات العامة دون أي إساءة للطوائف أو الأديان الآخرى.