المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن أغنى الأغنياء وثروته مليون «مسباح»



مجاهدون
09-03-2003, 07:59 AM
القبس

كتب جاسم عباس:

«للناس فيما يعشقون مذاهب» كما يقول الشاعر العربي، لكن حسن ظاظا عشق «المسابيح» بجنون، فتحول جمعها لديه الى هواية راح يمارسها على مدى 61 عاما.
> لماذا المسابيح؟ وكيف بدأت هذه الهواية؟
ـ بدأ الأمر في عام 1942 عندما اشتريت أول مسباح في حياتي وهو من نوع «الفاتوران» بـ 100 ليرة ثم احتجت المال، فاضطررت الى بيعه بـ 105 ليرات، بعدها بدأت ابحث عن مثله حتى انقلب الأمر الى هواية، فأصبحت محترفا وخبيرا ولديّ الآن مليون مسباح مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام.

وللمسباح مكانة خاصة لدى المسلمين، وفي الكويت ـ كما في كل دول الخليج ـ من النادر ان تجد شخصا بلا «مسباح»، كما انه أصبح من علامات اكتمال الرجولة والايمان في دول الخليج وبعض الدول العربية.

وعن معنى كلمة «مسباح» يقول:

ـ انها كلمة عربية تعني «العابد» الذي يسبح الله بصورة دائمة، فالانسان الذي «يسبح» الله قياما وقعودا هو انسان «مسباح».

وقد استخدم القدماء حبات «المسباح» للتهليل والتكبير والاستغفار في المساجد والطرق، وهناك من استخدمه للتسلية بعد ان تطور شكله ولونه، وقد لا تجد كويتيا أو خليجيا من دون «مسباحه» فهو دائما يفرك حباته ويشم رائحتها، وأحيانا يقوم بعدها، علما بأنه يعرف ان عددها اما 33 أو 99 حبة.

وحول أصل المسباح يوضح ظاظا:

ـ ان المسباح عادة قديمة نقلت عن الفينيقيين والبابليين، وقد اكتشفت في الآثار القديمة مدفونة في صناديق خشبية.

ويشير الى ان العربي تربطه بالمسباح علاقة خاصة، فهو ضالع في معرفة أنواعه وفوائده، ويقول:

ـ أشهر الأنواع المحببة لديه «كهرمانة» أو «كهربا» وهي مسباح له رائحة طيبة، ولونه أصفر، وتؤخذ حباته من أشجار الكهرمان الكريمة، ومنها نوع يؤخذ من صمغ شجر اللوز والمشمش والصنوبر، بعد ان يسقط هذا الصمغ على الأرض ويبقى سنوات، فيتكون على شكل كتل متجمدة تحت الأرض.

> وهل لديك انواع أخرى من المسابيح؟

ـ لدي مئات المسابيح من «يسر» أو «جسر»، لون خرزها أسود مطعم بمسامير صغيرة فضية، وخرز «اليسر» من الصخور البحرية وهي احجار كريمة، ولدي أنواع أخرى رخيصة الثمن مصنوعة من البلاستيك، وأخرى خشبية من أشجار الصندل الهندي، وعلى رغم ان رائحتها طيبة دائما الا ان العربي لا يرغب فيها.

ويتذكر ظاظا بمرارة شديدة ايام الغزو العراقي للكويت حيث تعرض منزله للنهب، فسرقت منه آلاف المسابيح، لكنه يستدرك بقوله:

ـ احتفظ بأغلى وأندر المسابيح حتى الآن ومنها 3 آلاف مسباح كهرمان «كهربا» وألفا مسباح فاتوران من النوع القديم الذي لا يعرفه الا أهل الشام وهو مثل السجاد الايراني الطيب بين بقية السجاد.

وحول اسعار هذا النوع من المسابيح يقول انها تتراوح بين 200 الى ألف دينار للمسباح الواحد، ويضيف:

ـ هذه الأنواع تشك بالحرير للمحافظة على الخرز من التآكل لأن الخيط النايلون يتلف المسباح الطيب.

ويستطرد قائلا:

ـ يباع الكهرمان والفاتوران بالغرام حيث يتراوح سعر الغرام الواحد ما بين 10 إلى 15 دينارا، اما العطش وغيره من خرز البلاستيك فلا قيمة له لمن يعرف المسابيح، وهذه الأنواع اجمعها على سبيل الهواية فقط.

> هل الكهرمان والكهربا هما أغلى أنواع المسابيح ام ان هناك أنواعا أخرى أغلى؟

ـ مسباح المرجان هو أغلى المسابيح، ومن الناس من يفضل ان تكون حبات مسباحه من اللؤلؤ، ويصل سعر المسباح في هذه الحال آلاف الدنانير، ومن اشهر المسابيح في هذا الصدد «مسباح شاه مقصود» أو «باي زهر» وأصله من افغانستان.

وعما اذا كانت هناك استعمالات أخرى للمسابيح بخلاف الاستغفار في العبادة، يقول ظاظا:

ـ مسباح الكهرمان يعالج الروماتيزم والتوتر النفسي، اما الفاتوران فيعالج التوتر والغضب، والبعض يعتبره لـ «الصمدية» اي العبادة، والكلمة مأخوذة من «الله الصمد» حيث يسبح العابد به 100 مرة «الله أكبر» و100 مرة «الحمد لله» و100 مرة «سبحان الله» وكل انواع المسابيح عموما، تعالج عادات سيئة لدى بعض الناس مثل: عض الأصابع، واللعب في الأنف، وقطع شعر الذقن، وقضم الأظافر.

وحسب ما يقول ظاظا فان مسباح «الكهرب» اذا احرقت حباته بطريقة يعرفها بعض الناس، يحضر الجن فيتحدث معهم، كما ان مسباح الكهرمان له بركات في مجالس الجن والزار.

> ألا توجد في أرض الكويت صخور تصلح لصنع أي نوع من المسابيح؟

ـ بعد البحث في الكتب والمراجع عرفت ان أرض الكويت غنية بالكهرمان، لأن أرضها كانت زراعية مليئة بالأشجار التي مرضت وبكت وتساقطت دموعها فتكونت في باطن أرض الكويت كتل من الكهرمان بالقرب من آبار النفط.

وبحر الكويت غني بالمرجان الأحمر، ولو استغلت هذه الصخور المرجانية في صناعة المسابيح لنافست الكويت أكبر الدول الصانعة للمسابيح مثل ألمانيا وبلجيكا وبولندا والسويد والنرويج، اما أرض الشام فهي غنية بالفاتوران.

وعن أقدم مسباح لديه وكم سعره يقول:

ـ أقدم مسباح لدي من الفاتوران سعره ألف دينار، وحبات الفاتوران أو الكهرمان لا تستخدم في المسابيح فقط، اذ يمكن صنع قلادات منها للنساء صاحبات الذوق الرفيع والراغبات في الأناقة.

ويشبه ظاظا البنت التي تضع قلادة من الكهرمان او الفاتوران بالهدهد أو الطاووس بين الطيور.

وحول أكثر الشعوب العربية والاسلامية استخداما للمسباح في العبادة يكشف علي حسن ظاظا ان أهل العراق هم أكثر من يسبحون بالمسابيح منذ آلاف السنين.