المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جولة في أجندة خطابة أم فيصل: الفتيات يبحثن عن الزواج العرفي والرجال عن الزواج السري



جمال
01-14-2006, 12:59 PM
تحقيق: أحمد ناصر


«الخطابة ليست مجرد امرأة تبحث لابنك عن عروس مناسبة ثم تقبض مكافأتها، إنها أكبر وأعمق من ذلك بكثير.. الخطابة تحل المشاكل الزوجية وتوفق رأسين بالحلال، وتقوم بأعمال أخرى من أجل أن تضمن لك زواجا سعيدا». هكذا بدأت الخطابة أم فيصل حوارها معي.. هذا الحوار الذي اتفقنا أن نسميه «قراءة في أجندة خطابة».

عجبت من عدد الخطابات في الكويت، وزاد من عجبي دخول الرجال هذه المهنة التي تعتبر منذ الأزل خاصة بالمرأة. وكان هذا الموضوع بداية قراءتنا في أجندة الخطابة أم فيصل، وهي كويتية تتحدث بلكنة غريبة.


لا أعرف بمن أشبهها، لأنها لا تشبه أي أحد. هي جامعية ومثقفة في العقد الثالث من عمرها، ومن عائلة معروفة. سألتها:

> هل توافقين على أن ينافسكن الرجال في هذه المهنة ؟

وكأنني أوقدت نارا في قلبها، فأجابت:

ـ أنت رجل وتعرف أن مهنة الخطابة لا تخص الرجال، إنها خاصة بالنساء، ولا يجوز أن يطلع أحد من الرجال على خصوصيات النساء.

> وهل يجوز أن تطلع النساء على خصوصيات الرجال؟

ـ هذا موضوع آخر، وما أقوله ان الخطبة بالأساس تعني أن تبحث النساء لرجل عن امرأة مناسبة تكون زوجة له. والخطبة بمعناها العام أيضا أن يذهب الرجل إلى بيت الفتاة ليخطبها.. إذن كيف يدخل فيها الرجال؟ إنها مسألة محرجة تماما.

بصراحة أتمنى أن يخرج الرجال من هذه المهنة ويتركوها للنساء فهن أعلم بأسرارها. كما أتمنى أن تتحول الخطابات إلى مكاتب خاصة تشتمل على اختصاصيات اجتماعيات ومصلحات ذات البين وغيرهن من اللواتي يعرفن متطلبات الزواج الناجح.

> أرى أنك تكررين كلمة الزواج الناجح، أعتقد أنك تروجين أن زواج الخطابات أكثر نجاحا؟

ـ لا بالطبع، ومن قال ذلك، نحن ندعو إلى الزواج الناجح بكل الطرق، سواء عن طريق الخطابات أو عن طريق الأهل. نحن نوفق رأسين بالحلال وهذا هو هدفنا الأول، أما ما نتقاضاه فهو مكافأة من أهل العروسين.


مفهوم مختلف للحب
> أستغرب كثيرا ازدياد عدد الخطابات هذه الأيام، علما بأن الشباب، لاسيما الفتيات، يحرصن الآن على الزواج المبني على الحب، وزواج الخطابات غير مبني على ذلك، إنه وفق اختيار الخطابة، أليس كذلك؟

ـ مفهوم الحب اختلف اليوم، في الماضي كان الرجل يحب المرأة بمجرد أن يسمع صوتها، أما اليوم فإن الحب أصبح متعة ونظرة جسدية، أي أن الحب لم يعد بكرا وعفيفا كما كان في السابق، ولذلك لم تعد له تلك الهيبة التي كانت تجعل منه شيئا أشبه بالخيال .

> لنتصفح أجندة الخطابة من خلالك.. ما الجديد في الموضوع بالنسبة لكن؟

ـ الجديد هو لجوء المقيمين إلى الخطابات كثيرا، وهذا الأمر لم يكن معروفا في السابق، حيث كان شغل الخطابة ينحصر في أبناء الديرة فقط، أما المقيمون والوافدون فإن لهم طرقهم الخاصة بالبحث عن الزوجة. أما اليوم فأصبحت مفكرات الخطابات ومكاتبهن تعج بطلبات المقيمين، وهذا أمر يفتح لنا مجالا جديدا في التعامل مع الراغبات في الزواج.


طلبات المقيمين
> وما طلبات المقيمين؟

ـ بالدرجة الأولى يبحثون عن كويتية وهم مستعدون لدفع أي مبالغ مهرا لها، وبعضهم يريد مصلحة معينة من زواجه من كويتية، فيطلب منا أي امرأة من دون أن يحدد شروطا لمواصفاتها.

> هل تؤيدين هذا الموضوع؟

ـ أنا أرفضه رفضا قاطعا لأنني أغار على بنت بلدي وأعتقد أنها بأمان أكثر عندما تتزوج من كويتي، على فكرة نحن بخبرتنا نعرف أهداف كل من يتقدم إلينا سواء من الرجال أو النساء، المرأة حين تكلمنا تحدد مطالبها وتبين أهدافها وتكون في قمة الوضوح، أما الرجال فإنهم يخفون أهدافهم تماما، وهم لا يعلمون أننا «كاشفون» كل حيلهم، ولكننا في الوقت نفسه نغض الطرف عن كل ذلك ونعمل.

> ماذا تقصدين بهذه الكلمة؟

ـ معظم الرجال الذين يأتون إلينا يبحثون عن الزواج السري (هل تصدق!) ويشترطون أن تكون امرأة سبق لها الزواج، ولذلك أقول لهم إننا هنا نزوج ولا نتستر، وهناك فرق كبير بين الاثنين.

ولكننا في الوقت نفسه لسنا مسؤولات عن البنت التي نزوجها، نستقبل جميع الطلبات دون أن نتحقق من صاحباتها، لأنه ليس من مهمتنا أن نسأل عن البنت وأخلاقها، إنها مهمة من يريد الزواج. ولذلك أجمع بين دفتي دفتري أنواعا كثيرة من النساء، فيهن الزينة والشينة، ولكن على الزوج أن يسأل عنها، من هنا نغض الطرف عن هدف الرجل في الزواج لأنه المسؤول الأول عن خطوته.

شعرت أن لديها ما تخفيه ولا تريدني أن أعرفه، فغيرت طريق الحوار، وسألتها :

> هل توافقين أن تضعي صورة ابنتك عند خطابة لتبحث لها عن زوج؟

ـ إذا كنت أثق بها ثقة عمياء نعم، ولم لا مادام الموضوع زواجا وليس شيئا آخر؟ إذا كانت الخطابة ثقة فلا خوف منها أبدا.

> لنتصفح أنواع الزواج في أجندتك، هل هي كثيرة في الكويت؟

ـ أنواع الزواج في الكويت ليست كثيرة، لأن المجتمع ما زال مرتبطا ببعضه اجتماعيا، فهناك الزواج العادي والزواج العرفي. ولا أنكر أن هناك أنواعا غريبة من الزواج في الكويت منها زواج نهاية الأسبوع وزواج الولد لكن أرجوك أن تعفيني من الحديث عنها.

> ولماذا ؟

ـ بدون تعليق.


زواج المسيار
> وماذا عن زواج المسيار؟

ـ زواج المسيار غير موجود في الكويت أبدا، لأن الحكومة كفلت كل شيء للمرأة، وبالتالي لم تعد أسرتها بحاجة إلى من يكفل هذه الفتاة، وتشكر حكومتنا الرشيدة على ذلك.

.. وانهالت الخاطبة أم فيصل على الحكومة بالمديح، مع أنني أعرف بأن زواج المسيار موجود في الكويت.

> بماذا تجيبين إذا قلت لك أنني شهدت على زواج مسيار في الكويت ؟

ـ أولا أنت في هذه الحالة تخالف القانون، وثانيا أنا أصر وأتحدى كثيرين بأن زواج المسيار غير موجود في الكويت، ومستعدة للمناظرة في هذا الموضوع.


شروط غريبة
> إذا جاءك من يبحث عن زواج مسيار هل توافقين؟

ـ نعم، لأنه رزق لي، ولكنني أشترط موافقة الأسرتين على هذا الزواج، مع أنني ضد زواج المسيار لأنه امتهان لحقوق المرأة، ولكنني أحترم وجهة نظر الأسرتين، فهما المعنيتان بالأمر ولست أنا. على فكرة بعض الأسر تشترط شروطا غريبة في الزواج.

> مثل ماذا؟

ـ مثل أن لا يخاف الرجل من الارتفاعات الكبيرة، أو أن يعرف السباحة، أو أن يشترط الرجل على المرأة أن تكون فنانة في الشتم، كما قلت لك هذه حالات شاذة. شخصيا أنا لا أتعاطف معها إلا في حالات معينة، أي عندما أشعر أن أحد الزوجين محتاج بالفعل إلى هذا الشرط من ناحية نفسية فقط.


الزواج العرفي
> ذكرت بأن الزواج العرفي كثير في المجتمع الكويتي، فمن هم أكثر من يقبل عليه؟

ـ أكثر من يطلب الزواج العرفي في الكويت النساء، يأتين إلي ويطلبن زوجا يكون لهن مثل الـ «بوي فرند» أو العشيق، ولكن بشكل شرعي. ونسبة 90 % من عدد المتقدمات إلي يطلبن هذا النوع من الزواج. أعتقد أن هذه النسبة كبيرة جدا ولكنها حقيقية تماما .

> هل زوجت أحدا عرفيا؟

ـ نعم زوجت حالة واحدة بمعرفة أهل الطرفين وبموافقتهما، والعقد معهم الآن وهو زواج شرعي ولكنه غير قانوني، وفعلته بناء على دراسة طويلة قمت بها للحالة حتى اقتنعت بأنهما بحاجة إلى هذا النوع من الزواج.

> هل عندك طلبات معينة من النساء من أجل الزواج العرفي؟

ـ بالطبع، لدي قائمة طويلة منها، فكما قلت لك أن غالبية طالبات الزواج يردن الزواج العرفي ..

> آسف نسيت.. دعيني أسألك إذن عن أعمار هؤلاء الفتيات.

ـ الغالبية منهن بين الثلاثين والأربعين، ولكن هناك عددا من البنات في سن العشرين يردن الزواج العرفي أيضا، والعدد في ازدياد.

هل تعلم أن كثيرا من المطلقات في الكويت لسن مطلقات في الواقع لأنهن متزوجات ولكن ليس بصورة رسمية.

> بنات العشرينات! لماذا؟

ـ لا أعلم ولم أتعب نفسي في البحث عن أسباب هذا الموضوع، ولكنني في الوقت نفسه أسعى لتزويجهن إذا اقتنعت برأيهن.


الزواج الثالث
> وهل يوافقن على الزواج الثاني، أم أنهن يشترطن عدم وجود ضرة معهن؟

ـ ماذا تقول؟ أين الزواج الثاني الآن وما أخباره؟ نحن الآن في عالم الخطابة نتكلم عن الزواج الثالث.

> ( قاطعتها ) ماذا تقولين، بالله عليك أصدقيني القول، الزواج الثالث! إنها بشارة جيدة لنا معشر الرجال.

ـ بنات العشرين أصبحن يردن رجلا وسيما في الأربعين من عمره وما فوق، يقدم لها سيارة «كشخة» وشقة خاصة بها، أما التي تجاوزت الثلاثين فتبحث عن الولد والسفر، أما المرأة فوق الأربعين فتطلب أن يمر عليها في نهاية الأسبوع فقط ولا تريد أن تراه فيما سوى ذلك.

> وهل تزوجين أيضا من هن فوق الأربعين؟!

ـ نعم .. غالبية طلبات الزواج الثالث تأتي من نساء بين الخمسين والستين (!) وليس لديهن شروط سوى أن يمر عليهن الزوج مرة في الأسبوع على الأقل ولو ساعة واحدة. انظر كم هن قنوعات، لأنهن يخفن الوحدة ويشكون الإهمال في هذا العمر.


زبائن من خارج البلاد
> ماذا عن الرجال وما هي طلباتهم؟

ـ الرجال لا يأتون إلى الخطابة إلا في حالات معينة، منها البحث كما قلت لك عن زوجة سرية أو عن زواج عرفي، وهناك من نتعامل معه من خارج الكويت، وهؤلاء رجال أعمال ومسؤولون يبحثون عن زوجة لهم في الكويت وهم في ازدياد هذه الأيام.

> مسؤولون من دول أخرى؟

ـ نعم مسؤولون من دول أخرى، يبحثون عن زواج من كويتيات، وشرطهم أن تبقى في الكويت، وقمت بتزويج العديد منهم هنا .

> وهل هناك مسؤولون من داخل الكويت.. وزراء مثلا أو أعضاء مجلس أمة أو غيرهم ؟

ـ بدون تعليق !!!

> الإجابة نعم إذن، ولكن هل زوجت أحدا منهم زواجا عرفيا ؟

ـ بدون تعليق !!!

> الإجابة نعم إذن، ولكن لماذا التستر إلى هذا الحد ؟

ـ نحن نتعامل في مهنتنا مع جميع الحالات بسرية تامة لأنها أمور خاصة ولا يحق لأحد أن يعرف عنها شيئا لأنها لا تهمه في شيء سوى الفضول، ولذلك أعود لأقول لك بأن وجود رجال في مثل هذه المهنة خطأ كبير في حق المجتمع الكويتي لأنه أسرار الفتيات والنساء وليس الرجال، فالرجل كما يقول المثل الكويتي «شايل عيبه»، وأعتقد أن وجوده في هذه المهنة حولها إلى تجارة، وهذا خطأ كما قلت لك في البداية. الخطابة ليست مجرد موفق بين رأسين، ولكنها تهتم بأمور أخرى تخص البيت والأسرة.

> ما هي أكثر الأنواع المطلوبة من الرجال؟

ـ الرجل يحدد لي بالضبط ما يريده، ولدي بعض الطلبات من رجال يبحثون عن فتيات صغيرات.

> وهل حققت لهم الطلب؟

ـ أصغر فتاة زوجتها كان عمرها 14 عاما، جاءت إلي أمها وطلبت مني أن أبحث لها عن زوج عمره 21 سنة، وحققت لها طلبها وهما الآن يعيشان في راحة وسرور، كما قمت بتزويج أم وبناتها معا.

والآن يريد بعض الرجال فنانات سواء في التمثيل أو الغناء.


زواج الفنانات
> وهل عندك أيضا فنانات في أجندتك؟ هذا شيء جميل..

ـ نعم لدي ثلاث فنانات كويتيات وواحدة خليجية، والطلب عليهن متزايد ولكن هناك شروطا لمن يريد الزواج من هؤلاء الفنانات، أن يرضى الزوج بعملهن، وأن يقدم لهن مؤخر صداق ومهرا حتى لا يكون الزواج مؤقتا، بالإضافة إلى بعض الشروط الأخرى التي يجري الاتفاق عليها بين الفنانة وطالب الزواج في وجودهما معا.

> هل سبق لك أن زوجت فنانة؟

ـ نعم زوجت فنانة واحدة من قبل، وأنا على يقين من أنني سأزوج البقية لأن الوضع الآن اختلف في الكويت، فقد أصبح العديد من الرجال كل يبحث عن فنانة ليتزوجها.