المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار التجسس بين بيروت ودمشق.....وأسرار الاستخبارات



المهدى
12-16-2005, 07:07 AM
دبي- حيان نيوف

أسرار الاستخبارات

صدر الكتاب الجديد للصحافي اللبناني "نقولا ناصيف" تحت عنوان "المكتب الثاني، حاكم في الظل"، عن دار "مختارات"، والذي يروي فيه سيرة جهاز الاستخبارات العسكرية اللبنانية بين عامي 1945 و1982 من خلال سيرة أربعة رؤساء تعاقبوا على الشعبة الثانية اللبنانية التي عُرفت تقليدياً بـ "المكتب الثاني"، هم انطون سعد وغابي لحود وجول البستاني وجوني عبده. وعلى رغم أنه يصف "المكتب الثاني" بأنه جهاز غير دموي وغير قاتل، الا انه يؤكد انه انخرط الى حد ما في اللعبة الموبوءة للاستخبارات.

ومن الأسرار والقصص المثيرة في هذا الكتاب التجسس بين أجهزة الاستخبارات السورية واللبنانية خلال خمسينيات القرن الماضي. وفي التفاصيل، أوكلت الاستخبارات العسكرية اللبنانية "مهمة التجسّس على سورية الى الرقيب أول فيليب الخوري أولاً، ثمّ المعاون جوزف كيلاني الذي ذهب إلى دمشق في 22 مهمّة سرّية بين عامي 1958 و1959، وكانت مهمّته الوقوف متنكرًا في ثياب متسوّل أو بائع أو معاق أمام مبنى الأركان السورية ووزارة الداخلية ومديرية المخابرات والأمن العام لمراقبة الشخصيات اللبنانية المعارضة وزعماء الأحياء الذين يدخلون إليها، ويُدوّن في دفتر صغير مواعيد وصولهم ومغادرتهم ومرافقيهم، ومدة مكوثهم في الاجتماعات.."- كما أوردت صحيفة "الحياة".

في 23 نيسان (أبريل) 1958 وصل كيلاني إلى مكان متاخم للحدود اللبنانية - السورية يُعرَف بالجوسي، قرب بلدة القاع حيث اعتقل واقتيد الى مديرية الأمن العام في حمص. وهناك أبلغ بقرار توقيفه ونُقِلَ إلى سجن المزة.

في هذه الأثناء أمر أنطون سعد، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللبنانية، بتوقيف ثلاثة ضبّاط سوريين في مرفأ بيروت كانوا يتولون تخليص بضائع عائدة إلى الجيش السوري وأحالهم الى المحكمة العسكرية، ثم اتصل بعبد الحميد السرّاج رئيس الشعبة الثانية في دمشق قائلاً له:"لي عندك جوزف كيلاني، ولك عندي ثلاثة ضبّاط. اتركه أتركهم"». وعندما رد رئيس الإستخبارات السورية متسائلاً:"ماذا يفعل جوزف كيلاني هنا؟"، أجابه سعد بطريقته المعروفة مازجاً الهزل بالجدّ: "ذهب ليأتي بأسرار القنبلة الذرية من سوق السروجي عندكم. كان وحده، لا مخبر معه ولا مخبر لديه، اتركه".

"لؤلؤة" اليهودية في بيروت

ومن القصص الغريبة الأخرى التي يودرها نقولا ناصيف في كتابه حكاية "لؤلؤة" اليهودية التي تجسست على لبنان. وبحسب صحيفة "الحياة" اللبنانية، في عام 1960 طلب وزير المال اللبناني رشيد كرامي من الشعبة الثانية معلومات عن الموظف محمود عوض لشكوك في اختلاسه أموالا من صندوق الوزارة. فكلّف سعد غابي لحود بالمهمّة، وكان مسؤولاً عن بيروت ورئيسًا للفرع العسكري. أخضع هاتف عوض للمراقبة، فإذا بالتنصّت يكشف علاقة كانت تربطه بامرأة إسمها شولا، وبدا حوارهما غامضًا وتناول أحيانًا أسماء غامضة برموز وإيحاءات وألغاز.

لفتت هذه المعلومات لحود فطلب الاستقصاء عن المرأة فتبيّن أنّها يهودية لبنانية تقيم في حيّ وادي أبو جميل، وأن إسمها هو شولا ماير كوهين ولقّبت في ما بعد بـ"اللؤلؤة". كلّف لحود ميلاد القارح أحد المتعاونين مع الشعبة الثانية بنسج علاقة مع كوهين. وعبر عوض الذي كان يعرفها منذ أوائل عام 1956 أصبح القارح صديقًا لـ"اللؤلؤة" ولأشخاص من آل العبدالله من سكان بلدة الخيام الجنوبية ظهر في ما بعد أنّهم كانوا أعضاء في شبكة كوهين وقد نجحت هذه في إرساء علاقات واسعة مع سياسيين وشخصيات لبنانية نافذة.. في غضون ذلك كانت الشعبة الثانية تراقب كوهين وتتنصّت على مكالماتها الهاتفية وتصوّر نشاطاتها، إلى أن دهمت قوّة من الشعبة الثانية بقيادة لحود ليل 9 آب 1961 منزلها واعتقلتها.

موالى
12-16-2005, 06:05 PM
أخ المهدى ، شكرا على نقل هذه المقتطفات ولكت ياليت تنقل لنا التفاصيل من جريدة الحياة اللندنية ، فكما سمعت ان الكتاب مشوق وبه تفاصيل هامة عن ياسر عرفات وقوى مختلفة كانت موجودة على الساحة اللبنانية .