المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بداية نهاية المحافظين الجدد؟....كتاب أميركي أطلق عليهم لقب «العلماء الجاهلين»



فاطمي
12-15-2005, 04:13 PM
http://www.asharqalawsat.com/2005/12/14/images/art.338177.jpg


واشنطن: محمد علي صالح


يقول مؤلفا كتاب «أميركا وحدها: المحافظون الجدد والنظام العالمي» انهم حصلوا على تقرير يدل على ان المحافظين الجدد اقترحوا تحاشي
وضع الاسلام كدين في الدستور العراقي الجديد، ليكون الدستور العراقي «علمانيا» لتسير عليه بقية الدول العربية. وقال المؤلفان ان نسخا من التقرير

وزعت سرا على كبار المسؤولين الاميركيين في العراق، مباشرة بعد الغزو في مارس (آذار) سنة 2003.

وقال جوناثان كلارك، خبير في معهد «كاتو» في واشنطن، وستيفان هالبر، زميل في جامعة كمبردج، في كتابهما الجديد ان عنوان التقرير كان «هل يجب ان يكون الاسلام دين العراق الجديد؟». وقال التقرير ان «تحريرنا للعراق يوفر لنا فرصة لاحداث ثورة في رأي المسلمين في دور الاسلام في الدولة».

وتوقع التقرير غضب المسلمين، او بعضهم على الاقل، اذا نفذ هذا الاقتراح، لكن التقرير قال «يجب الا نقبل وضع الاسلام كدين للدولة الا كآخر بديل».

تسلم نسخة من التقرير كل من بول وولفووتز، نائب وزير الدفاع، ورتشارد بيرل، عضو مجلس وضع السياسة في وزارة الدفاع، واليوت ابراهامز، مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في البيت الابيض، وبيرنارد لويس، استاذ التاريخ الاسلامي في جامعة برنستون، ودوقلاس فيث، نائب وزير الدفاع للتخطيط. ووصف التقرير هؤلاء بأنهم من قادة المحافظين الجدد.

كتابان مرجعان

* وقال مؤلفا الكتاب ان التقرير مثال آخر على دور المحافظين الجدد، ليس فقط في حل المشكلة بين اسرائيل والفلسطينيين، وليس فقط في تشجيع غزو العراق، ولكن، ايضا، في تحديد نوع الحكم فى العراق، ليكون مثالا لدول المنطقة. واشار المؤلفان الى كتابين صدرا مؤخرا، واعتبراهما مرجعا لتفكير المحافظين الجدد:

اولا، كتاب «اخطار حالية»، الذي كتبه روبرت كاغان وبل كرستول، وهما كاتبان وصحافيان من قادة المحافظين الجدد (نيو كوم)، قالا فيه ان اميركا «يجب ان تحول العالم ليخدم مصالحها»، وان «مصالح اميركا هي مبادئها، ومبادئ اميركا هي مصالحها».

ثانيا، كتاب «نهاية الشر»، الذي كتبه ديفيد فروم، كاتب خطب الرئيس بوش حتى استقال من البيت الابيض قبل سنتين، ورتشارد بيرل، الذي استقال من مجلس وضع السياسة في البنتاغون، وذكرا فيه ان اميركا «يجب الا تكون شرطي العالم، ولكن رائده وقائدته».

عقيدة ولسونية

* وانتقد كتاب «اميركا وحدها» المحافظين الجدد، واتهمهم بتغير آرائهم لتناسب ظروفا معينة. فقد انتموا، في البداية، الى «الليبرالية الولسونية»، اشارة الى الرئيس ودروو ويلسون، الذي دعا الى نشر مبادئ الحرية وتقرير المصير الاميركية في العالم. وانتمى بعضهم الى «الويلسونية المتطرفة»، داعين الى نشر هذه المبادئ بالقوة (رغم ان ويلسون لم يدع الى ذلك).

ثم انضم المحافظون الجدد الى «جمهوريي ريغان»، اشارة الى الرئيس رونالد ريغان الذي ركز على هزيمة الشيوعية، لكنه تحالف مع حكومات دكتاتورية، واهمل مبدأ حقوق الانسان (ركز عليه الرئيس جيمي كارتر، قبله).

واستغرب الكتاب لأن المحافظين الجدد عارضوا نشر حقوق الانسان في العالم قبل هجوم 11 سبتمبر، ثم اصبح ذلك هدفهم الاساسي بعد الهجوم.

الشرق الاوسط

* واتهم الكتاب المحافظين الجدد بأنهم لا يتحدثون عن حقوق الانسان في الصين، او في روسيا او في جمهوريات آسيا الوسطي، او في اميركا الجنوبية والوسطى، ولكن فقط في الشرق الاوسط. وقال: «عندهم اجندة معينة ومحددة، هي الشرق الاوسط».

ولاحظ شيئين رئيسيين في كتاب «نهاية الشر» الذي عكس رأي المحافظين الجدد:

اولا، ثمانون في المائة من الكتاب عن الشرق الاوسط، وعن استعمال القوة الاميركية.

ثانيا، «الاسلام المتطرف» هو التحدي الوحيد للسياسة الخارجية الاميركية.

واشار الكتاب الى ان هذا الرأي هو نفسه الذي تعبر عنه منظمتان اميركيتان جديدتان تعتبران من اعمدة المحافظين الجدد: «القرن الاميركي الجديد» و «اميركيون للانتصار على الارهاب».

لا يهتم هؤلاء بنشر الديمقراطية في الصين، وفي روسيا، وفي جمهوريات آسيا الوسطى، وفي اميركا الجنوبية والوسطى. لكن الشرق الاوسط هو همهم الاول.

الاسلام وعملية السلام

* وقال الكتاب ان اجندة المحافظين الجدد في الشرق الاوسط تعتمد «عداء واضحاً لعملية السلام وللاسلام»، وهم لا يريدون من اميركا التدخل مباشرة لحل المشكلة بين اسرائيل والدول العربية، وذلك حتى لا تضغط اميركا على اسرائيل (وتجبرها على فك المستوطنات، وعلى الانسحاب من الضفة). وهم الذين وضعوا «خطة جديدة لحماية الاصل»، اشارة الى اسرائيل.

كتب الخطة رتشارد بيرل ودوغلاس فيث وآخرون، وقدموها الى بنجامين نتنياهو، عندما كان رئيسا للوزراء سنة 1996، واقترحوا عليه التخلص من اتفاقية اوسلو مع الفلسطينيين.

وقبل هجوم 11 سبتمبر بخمسة شهور، كتب فيث «الارض مقابل عدم السلام» في كتاب «عملية السلام في الشرق الاوسط: تحليل»، وقال فيه ان اسرائيل يجب ان تختار الارض، اذا خيرت بين الارض والسلام.

العداء للاسلام

* واشار الكتاب الى ان بيرنارد لويس، استاذ التاريخ الاسلامي في جامعة برنستون، هو منظر لعداء المحافظين الجدد للاسلام (رغم انه ليس متخصصا في الاسلام، ولكن في العصر التركي العثماني). ونظم رتشارد بيرل، عندما كان في مجلس سياسة الدفاع في وزارة الخارجية، مؤتمرا انتقد الاسلام والمسلمين، وخاصة السعودية.

واستغل المحافظون الجدد هجوم 11 سبتمبر لشن حملة ضد المسلمين، ورغم انهم، مثل الرئيس بوش، يكررون بأنهم لا يعادون الاسلام، لكنهم لا يتركون فرصة دون ان يربطوا الارهاب بالاسلام والمسلمين.

وقال الكتاب ان عداء المحافظين الجدد للاسلام كان مفهوما اذا اثبتوا انهم يعرفونه ويفهمونه، وأطلق عليهم لقب «جهلاء عالمين»، اشارة الى وصف اطلق على كتاب اروبيين عادوا الاسلام خلال القرون الوسطى، ونشروا معلومات غير صحيحة عن الاسلام، رغم انهم كانوا قادة العلم في بلادهم.

واشاد الكتاب بالاكاديمي الاميركي الفلسطيني الراحل، ادوارد سعيد، لأنه هاجم مثل هؤلاء «العلماء الجاهلين»، وقال ان المحافظين الجدد اتهموه بتأييد الارهاب، حتى بعد وفاته.

بداية النهاية

* ويرى مؤلفا الكتاب ان اميركا يجب الا تعادي الاسلام، ولا تعادي المسلمين، وان تفرق بين الارهاب والاسلام، قائلين: «يستمر خطر الاسلاميين المتطرفين، وقدرتهم على قتل اعداد كبيرة من الناس، وتخريب منشآت، وايذاء الاقتصاد. لكن هناك طريقا آخر غير: معنا او ضدنا» وذكرا أيضاً ان «القوة الاسرائيلية العملاقة فشلت في وقف خطر الارهابيين والانتحاريين، فهذه ليست الحرب الباردة ضد دول معينة. هذا عدو بدون دولة وبدون عنوان. وكلما نقتل قادته، يشب شباب تؤثر عليه نظرية الاستشهاد».

واستنتج الكتاب، في آخر فصوله، ان احداث الشهور الاخيرة اثبتت الآتي:

اولا، خطأ الطريق الذي سار عليه المحافظون الجدد (واميركا معهم) فيما يخص العراق، وثانيا، خطأ نظرية نشر الديمقراطية الاميركية بالصواريخ والدبابات.

وثالثا، استيقاظ الرأي العام الاميركي، واستغرابه (بل عدم تصديقه) لما يحدث.

وأخيرا، بداية نهاية المحافظين الجدد، وتوقع ردود فعل داخلية عدائية ضدهم.


* اميركا وحدها: المحافظون الجدد والنظام العالمي

* المؤلفان: ستيفان هالبر وجوناثان كلارك

* الناشر: مطبعة جامعة كامبردج