المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طـــالبات وموظفات يتمـردن على مستقبلهن يهربن من مقاعد الدراسة إلى المـجمعات والمقاهي



yasmeen
12-11-2005, 09:19 AM
يهربن من مقاعد الدراسة والعمل إلى المـجمعات والمقاهي

كتبت نورة غانم


لماذا تسعى الشابات لاسيما طالبات الجامعة للحرية الزائفة؟ وما الدافع لهن للكذب على أسرهن من أجل اختلاس ساعات من الحرية في التنزه أو التسكع في المجمعات التجارية الفخمة؟ وما مخاطر هذا السلوك على حياتهن ومستقبلهن الدراسي، وسمعتهن في اوساط المجتمع؟

اسئلة كثيرة وجهتها قبس الشباب لعدد من الفتيات لتتعرف على رأيهن في اختراق حواجز الأهل والأسرة، اما حرصاً عليهن من الناس حسب رأي أحد أولياء الأمور كما وصفته واحدة منهن أو خوفاً على مستقبلهن.

المفارقة ان الفتيات مازلن بحاجة الى الكذب على ذويهن للفوز بلحظات من الحرية الكاذبة، وهن على أبواب العام الحاسم لنيل حقوقهن الكاملة ونقصد عام 2007، فهل سيجدن أنفسهن مضطرات للتحجج بالدراسة لحضور جلسات المجلس؟

ولنكتشف ماذا في مضمون الآراء التي أدلت بها الشابات

في البداية قالت حنين: عند دخولي للكلية انبهرت جدا بهذا العالم الحي غير المقيد رأيت البنات يخرجن للتنزه والتسوق مع بعضهن دون رقابة من الاهل حتى لو كان بعلمهم، وليعدن فرحات يتذكرن طرائف ما حدث وحصل، وبصراحة احببت هذه الفكرة جدا فبدأت بالتعرف على البنات اللاتي يمتلكن سيارات والخروج معهن، وكنت احس انني لست فقط خارجة البيت واجوائه، او الكلية بل خارج الكويت ايضا، كنت اتصرف كما اشاء، واخرج لساعات طويلة تمتد احيانا من التاسعة صباحا الى الرابعة عصرا واهلي يعتقدون انني في الكلية.

إخفاء الجدول

وتضيف: كنت اخبئ جدولي الدراسي عنهم حتى لا يعرفوا مواعيد محاضراتي الدراسية. وفي احد الايام طلب والدي مني صورة عن جدول محاضراتي فقلت له انني اضعته ولا مشكلة لدي لأنني اعرف جيدا متى تكون ساعاتي الدراسية وفي اي قاعة، ولكي ابعد الشك اخبرته بأنه في اليوم التالي سأسحب له صورة عن الجدول من مكتب التسجيل في الكلية وبالتأكيد هذه قصة كاذبة مني فقمت بتزوير الجدول بصورة دقيقة جدا تشبه الاصل منه لأنني ماهرة في استخدام الكمبيوتر وقدمتها له ولم يشك بي أوبها.

«فرّة» على الخليج

وعن الأماكن التي ترتادها حنين قالت: يومياً لابد من أن «آخذ فرة» على شارع الخليج العربي بعدها أذهب لتناول الإفطار مع «الشلة» وإذا كان لدي «مزاج» أحضر المحاضرة الدراسية وإذا لم يكن آخذ اليوم «OFF» و«قز» ما بين سوق شرق والفنار والمارينا مول، كذلك أحب الذهاب إلى المطاعم والسينما والكافيهات.

وتضيف حنين: استمر هذا الوضع لفترة طويلة إلى أن تم استدعائي من قبل مكتب التسجيل ليخبروني أنني على شفا حفرة من الفصل من الكلية لكثرة تغيبي عن الساعات الدراسية، هنا أحسست أن أمري سيفتضح وسأقع في مشكلة كبيرة لن يكون لها حل إذا علم أهلي بأمري وإن حصل سأفقد هذه الحرية التي استمتعت بها وإن جلست في البيت فلن أتأقلم مع حياة جديدة بلا خروج أو تنزه أو مغامرات فأنا بالكاد أتحمل العطلة الصيفية إلى أن تنتهي، فلجأت إلى أحد أصدقائي وأخبرته بالأمر وبصراحة «ما قصر معاي» حيث قام بتكليف أحد معارفه الأطباء لتحرير شهادات مرضية باسمي وقدمتها لأساتذتي ومكتب التسجيل في الكلية وتم رفع الإنذار عني، وبصراحة حينها قللت من خروجي حتى لا أحرم من متعتي وسعادتي لأن أهلي لا يتقبلون كثرة خروجي للتنزه أو غيره من هذه الأمور فخروجي يكون للضروريات وحين أخرج يكون مع حسيب ورقيب فلا أشعر بحريتي وسعادتي إلا في فترات الدراسة وساعاتها.

كبت

أما عهود فقد قالت: كثرة القيود والممنوعات علي في المنزل جعلتني أشعر بكبت، وأنني صغيرة ما زلت في المراحل الأولى من مرحلة المراهقة فدخولي الكلية كان المتنفس الوحيد لي للخروج من عالم الجهل والتخلف حيث ان أهلي لا يقبلون فكرة خروجي وحدي حتى لقضاء حاجياتي الخاصة حتى أنهم رفضوا دخولي الجامعة بحجة الاختلاط فيها على الرغم من حصولي على معدل 84% ومع ذلك منعوني من الالتحاق بها لأن الاختلاط كما يرون يؤدي إلى انحراف وتشويه سمعتي فسبب هذا المنع صدمة كبيرة لي وفي الوقت نفسه احسست بانهم سبب فشلي فبقيت بلا دراسة وعمل لمدة ثلاث سنوات.

وتضيف: «اقنعتني صديقتي باكمال دراستي في احدى الكليات التطبيقية فيكون هذا افضل من جلوسي في البيت بلا عمل او دراسة، هنا بدأت افكر جديا بمستقبلي وفاتحت اهلي في الموضوع فرحبوا بفكرة الدراسة بدون اختلاط، وفعلا قدمت اوراقي وتم قبولي في الكلية. في البداية كنت اواظب على حضور محاضراتي من شدة تلهفي للدراسة وكنت متفوقة على دفعتي، وبعد مرور سنة ونصف السنة بدأت اميل للخروج مع زميلاتي، في البداية كان الخروج في اوقات الفراغ وبدأت اشعر بوجودي كإنسانة بحاجة للخروج والترفيه عن نفسي، بدأت اتذكر سنواتي الضائعة بلا معنى او هدف تذكرت السجن الذي اعيشه فزاد خروجي مع صديقاتي اكثر واكثر الى ان طالت ساعاتي الدراسية فبدأت «اسحب عليها» وجدتها منفذا وسعادة لي.

صحوة

ووسط هذه المظاهر الخداعة والكاذبة لاحظتني احدى زميلاتي واتصلت بي يوماً لتقديم النصيحة، في البداية لم اتقبل لكن بعد تفكير بالموضوع احسست ان في كلامها صدقاً وخوفا علي ففكرت انه لو رآني احد افراد اسرتي او جيراني واخبروا اهلي فماذا سيكون موقفي امامهم؟ وماذا سيحل بي ان حرموني من الدراسة مرة اخرى؟ وادركت انه من الصواب الا اخسر مستقبلي او حريتي المحدودة في ساعات الدراسة.

وتضيف: الآن اواظب على حضور محاضراتي واصبح خروجي فقط في اوقات الراحة وعند اعتذار احد الاساتذة.

واشارت عهود الى ان اكثر الاماكن التي ترتادها المارينا مول وسوق شرق فهي تستمتع بالجلوس في «ستاربكس» ذي الطابع الخاص في نظرها وطبعا مطاعم الواجهات البحرية.

واختتمت حديثها قائلة: احببت نمط الحياة الحرة وظروفي الاسرية جعلتني احب دراستي اكثر ونيل شهادتي التي سأتوظف بها ان شاء الله عندما اتخرج ولو ان مجال التوظيف سيكون فقط في إحدى المدارس الا انه افضل بكثير من الجلوس في معزل عن الناس.

سارة كانت أكثرهن جرأة فبدأت حديثها قائلة: طبعاً اخرج من الكلية في اوقات الفراغ وأحياناً «أقص» المحاضرة اذا كان المشوار مهما.

واشارت سارة الى ان أهلها لا يكونون على علم بخروجها فالثقة بها كاملة لكن لو كانوا على علم فسيختلف الأمر، وستكثر الاتصالات بها للسؤال عنها، وهناك اوقات للذهاب والعودة، وهناك محاضرات لا بد من الالتزام بها وهذا طبعاً لا يعجبها لأنها كما تقول «أحب اخذ راحتي في الطلعة».

مغامرة

وتضيف سارة: أفضل الفترات الصباحية للخروج مع الصديقات واذا اردت الخروج مع اخواتي او قريباتي يكون في الفترة المسائية او ما بعد الظهر.

وقد اخفيت جدولي الدراسي عن أهلي حتى لا يعرفوا مواعيدي في الكلية، كي لا اشعر بالخجل او الندم لخداعهم، بل اشعر بأنني في مغامرة.

الأولوية للدراسة

في المقابل كانت هناك آراء مناقضة لهن فقالت سارة سعد: عندما كنت طالبة في الكلية لم اتخلف يوماً عن محاضراتي الا عند الضرورة مثلاً فترة العيد كنت أفضل الفترة الصباحية للتسوق وقضاء حاجياتي كذلك الحال ان كان لدي مناسبة اجتماعية كالأعراس أو الحفلات، وفي حال اعتذار أحد الأساتذة كنت أذهب مع احدى صديقاتي الى احد المطاعم وطبعاً لا يتم ذلك الا بعلم والدتي لأنني لا افعل شيئاً معيباً او خطأ.

وعن رأيها بزميلات الدراسة المتخلفات عن الحضور اشارت بأنها لم تكن مويدة لهذه الفكرة لكن اخيراً يعود للفتاة نفسها وعليها ان تتحمل نتيجة تصرفاتها.

تربية مبدئية

وقالت ريهام عبدالعزيز الغريب: لقد تربيت على أسس ومبادئ وضعها لي والداي منذ الصغر، ولايجب ان اتعداها، هناك محاسبة من أهلي عند كثرة الخروج، لكن هذا يعني خوفهم عليّ وحرصهم على مصلحتي، ومع ذلك اخرج مع اخواتي وقريباتي ولي صديقتان حميميتان تربطني بهما علاقة قوية، كذلك بين اهالينا علاقة اشبه بعلاقة الأقارب وهما فقط من اخرج معهما ان أردت، لكن بحدود وبعلم والدي، فأنا لا اجرؤ على ان أخفي شيئا عنهما ولا اعتقد ان ما افعله معيب كما يراه البعض، فانا لي نظرة في هذا الموضوع وكذلك أهلي وانا مازالت في رعايتهم فلا بد ان يخافوا عليّ.

وتضيف: لم اضطر يوما ان اتخلف عن محاضراتي من أجل «طلعة» فأنا لا احتاج لانتهاج هذا الأسلوب، فكل شيء متوفر بالنسبة لي، فأهلي وضعوا فيّ الثقة وتعبوا عليّ وعلى تربيتي فلا يستحقون مني ان اخذلهم.

المستقبل أهم

وأخيرا، أبدت لطيفة أحمد مال الله رأيها في الموضوع قائلة: لست من مؤيدي فكرة التخلف عن المحاضرات فمستقبلي أهم بكثير من اي شيء آخر، ولا اعتقد ان خروجي للتنزه يستحق التضحية بدراستي، فأنا اخرج في الوقت المحدد له من قبل أهلي واعترف انني ان خرجت تكون هناك اتصالات من والدي، لكن هذا بدافع الحرص والخوف عليّ، فوالدي دائما يقول: أنا على ثقة عمياء بك لكنني لا أثق بالناس واعتقد انه على حق، فتصرفات بعض الشباب تكون طائشة ومخجلة احيانا.

وتقول لطيفة: وقت الدراسة للدراسة ووقت الفراغ ونهاية الأسبوع يكونان للراحة والخروج مع الأهل ولا أحب ان اكون مثل باقي الفتيات يخدعن أهاليهن ويخرجن بلا علمهم.

الفر

تقول منى النجادي ان مللها من الدراسة يجعلها تتخلف عن المحاضرات بشكل مستمر والذهاب صباحا مع صديقاتها للمجمعات التجارية والفر على شارع الخليج.

حبل الكذب

تتساءل لطيفة مال الله، ماذا لو ان واحدة من هؤلاء الفتيات المخادعات خرجت بدون علم اهلها الى مكان عام للتسكع او حتى للتنزه مع صديقاتها، وشاهدها احد افراد اسرتها او معارفهم وابلغ والديها بالامر، كيف سيكون موقفها بعد ان تخسر ثقة الأهل والمعارف؟
وتضيف: ان حبل الكذب قصير، ولا بد لتلك الخدع ان تنكشف يوما ما.

وضع مؤلم

رأت رهام عبدالعزيز ان هذه التصرفات التي تلجأ اليها الفتيات معيبة، وتتساءل الى اي مدى يمكن للانسان ان يتجاهل مثل تلك التصرفات بخاصة اذا كانت تخص صديقاتها اللواتي تعتز بهن. وتقول: لو ان الامر لا يهمني لقلت ان لكل واحدة ظروفها وبيئتها.. لكنني اعرفهن واعرف من اين اتين وهذا يؤلمني واستغرب ان لا يعرف الانسان المثقف المتعلم اين الخطأ والصواب؟.

خوف من المستقبل

تقول حنين: لا ادري ان كانت حياتي على هذا النحو ستنعكس على حياتي الزوجية مستقبلا، وهل سأتزوج رجلا متفهما يسمح لي بالاستمرار على هذا النحو من الحياة الحرة حتى لو كانت زائفة؟ انني بحاجة الى رجل متحرر.. لكن من اين يأتي هذا الرجل؟ وهل يوجد رجل في الشرق يسمح لزوجته بهامش ولو بسيطا من الحرية الشخصية ولو كان مع رفيقاتها؟

الذي يشغل تفكيري هو خشيتي من ان اضطر للكذب على زوجي لاواصل المشوار الذي دأبت عليه وتعودته فأنا احب ان تكون لدي ذكريات شيقة وجميلة.


دراسة وترفيه

قالت سعاد محمد ان اليوم الدراسي الطويل سبب خروج الطالبات من الكلية للتنزه في الاماكن الترفيهية صباحا، مشيرة الى انها تؤيد مقولة «ساعة للدراسة وساعة للترفيه».