المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان مسلسل «الحور العين».. ضحية الإعلام؟



فاتن
10-19-2005, 06:48 AM
بعد الجدل الذي أثير في الصحف حول سلفه «الطريق إلى كابل»


جدة : محمد جزائري


بعد مرور ما ياقرب العشر حلقات من مسلسل «الحور العين»، بدا أن سقف التوقعات للمشاهدين والمتابعين، كان أعلى من امكانات المسلسل. جميع المهتمين الذين تحدثوا الى «الشرق الأوسط» أجمعوا على أن المسلسل أضعف مما توقعوه، ولكن الاسباب تعددت. الأكيد أن المسلسل حظي بزخم اعلامي مثير للانتباه، غير أنه مفهوم ومبرر. خصوصاً في الأوساط السعودية التي تشوقت لمشاهدة أول عمل درامي يتحدث عن نقطة تحول أمنية وثقافية وسياسية ودينية، وهو المتمثل في تفجير مجمع المحيا السكني في العاصمة الرياض. وهو المجمع الذي تدور الأحداث الدرامية فيه. فضلاً عن مشاركة الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد، كمدقق ديني للمسلسل، وهو أحد أبرز الكتاب السعوديين الذين تميزوا بنقد ساخن للتوجهات الاصولية، ما حدا بمواقع الإنترنت الأصولية لشن حملة شعواء على بن بجاد، لمجرد وجود اسمه في قائمة العمل الخاصة بالمسلسل. والحال انه من الصعب التحدث عن الضجة التي أثارها «الحور العين» دون استحضار التداعيات الاعلامية الصارخة التي أثارها مسلسل «الطريق الى كابل» العام الماضي. وأدى الطرح الجريء الى وقف بثه، بعد شيوع تلقي الشركة المنتجة تهديدات من قبل جماعات أصولية.

تقول الكاتبة السعودية إيمان القويفلي «أعتقد أن العمل بالفعل ظلمه انتقاله من كونه مجرد عمل درامي، الى عناوين رئيسية في الصحف ووسائل الاعلام، وربما هذا الحضور الاعلامي للمسلسل يعود لكونه استقى موضوعه أساساً من عناوين الأخبار في النشرات والصحف. وهو ليس السباق الى هذا بالطبع، فقبله «الطريق الى كابل»، و«التغريبة الفلسطينية» العام الماضي».

وتضيف القويفلي «العمل بدا درامياً ضعيفا بدرجة مخجلة. واستفاد من الجدل الذي صنعه الارهاب، ومحاولة القائمين على مسلسل «الطريق الى كابل» العام الماضي الاقتراب من الخطوط الحمراء في السياسة والدين. غير أنه (الحور العين) عملياً لم ينجح في استبقاء مشاهديه أكثر من خمس حلقات أو ست. خصوصاً مع بطء ايقاع الحلقات واقحامه لقضايا ليست على علاقة بالموضوع مثل المشهد الذي ظهر عن حادثة رانيا الباز، والقصة مشهورة».

القويفلي رأت أن العامل الآخر الذي ساهم في تضخيمه اعلامياً، هو تركيز الاصوليين على مشاركة الكاتب عبد الله بن بجاد «حضوره بارزاً في اثارة الجدل، حتى لو كان بن بجاد مشاركاً في برنامج آخر كان سيثير ذات الجدل حوله».

وكان عبد الله بن بجاد قد أشار في حديث مع «الشرق الأوسط» الى ان «هناك من يستثار لمجرد وجود اسمي على العمل، بأي صفة كان، وباي أسلوب كان في المشاركة، هناك من لا يريد أن أبدي أي وجهة نظر، او أن أشارك في أي عمل عام يتناول ظاهرة الارهاب أو يستعرض فكر التيارات الاسلامية، هذه هي المشكلة».

الناقد الفني محمد العثيم يقول «من الصعب الحكم على المسلسل وهو لم ينته بعد، ولكني أعتقد بالفعل أن الهجوم الذي شن على المسلسل قبل أن يبدأ، رفع سقف التوقعات لدى المتابعين والمشاهدين، خاصة مع استحضار الأسماء الكبيرة المشاركة على الصعيد التمثيلي، ومن خلفهم المخرج السوري نجدت أنزور».

ويضيف «المسلسل اخذ المنحى القصصي العادي الموغل في اجتماعيته، ولم يتطرق بجرأة الى تشريح خطاب الصحوة (تيار ديني سياسي ظهر في السعودية أواسط الثمانينات). الحور العين لم يفشل فقط بسبب الهالة الاعلامية التي ضخمت من حجمه الحقيقي، ولكن أيضاً لأن النص بدا خائفاً من تجربة مسلسل «الطريق الى كابل». فالمعالجة غدت ضعيفة خالية من التوثيق المتمكن، فضلاً عن أن المسلسل غاب عنه حتى الان البعد الثالث، وهو الثقافي، ما جعل الأنظار تنصرف عنه شيئاً فشيئاً».

قناةmbc التي تعرض المسلسل حصرياً على القنوات المفتوحة. دخلت أيضاً على خط المبارزة الاعلامية، واستغربت في بيان أصدرته من «أن منتقدي المسلسل اتخذوا من إساءة الظن بالمسلسل والقائمين عليه سبيلا لاتخاذ موقفهم المعادي للمسلسل حتى قبل عرضه، ولا يخفى أن هذا مخالف لما أمرنا الشرع الحنيف به من إحسان الظن بالمسلمين وعدم اتباع الظن في إصدار الأحكام، كما جاء في الآية الكريمة {إن بعض الظنّ إثم} وفي الآية الأخرى {إن الظن لا يغني من الحق شيئا}».

الأكيد أن بعض المشاهدين قدموا سوء الظن حتى قبل عرض المسلسل، ما دفع بعضهم للاتصال على شيوخ الافتاء في القنوات العربية، سائلين عن جواز استخدام اسم «الحور العين» وعن ما اذا كان فيه تجاوز شرعي. واخرون تساءلوا عن مدى امكانية اصدار فتوى توقفه عن البث.

مسلسل الحور العين مثير للجدل بامتياز في الصحافة السعودية، وفي أكثر من اتجاه. ويبدو أن لا مناص من انتظار حلقاته العشرين المتبقية حتى يحكم عليه بشكل أعمق وأوضح، فيما مخرجه نجدت أنزور يعد بمفاجآت في الحلقات المقبلة.. وعبر وسائل الاعلام أيضاً.

على
10-25-2005, 08:23 AM
سليم كلاس : لا تحكموا على «الحور العين» الآن

يؤكد أن العمل لا يناقش إرهاب التطرف فقط

http://www.asharqalawsat.com/2005/10/21/images/tvsupplement.329380.jpg


ملك عبد السلام


ارتبط اسم الفنان السوري سليم كلاس بسلسلة مرايا التي يزيد عمرها على 23 عاما، إلى جانب الأعمال الدرامية التي قدمها منذ مشواره الفني الطويل. وعرف كلاس في اعماله التي يقدمها خلال شهر رمضان منذ اكثر من 25 عاما مضت، فهو صاحب القصص الشعبية التي تجري أحداثها في اطراف الحارات الشامية القديمة، فتميز في أيام شامية، الخوالي، ليالي الصالحية. فكان ابن الحارة الشعبية الشهم والنبيل وكل مسلسلاته عرضت على شاشات التلفزة في شهر رمضان ولا تزال راسخة في ذهن الجمهور العربي. ولكن سليم كلاس اراد ان يكون مختلفا خلال رمضان الحالي في اعمال درامية ضخمة، أبرزها مسلسل «الحور العين» بالإضافة «بكرة احلى» و«حاجز الصمت» و«عصي الدمع».

«الشرق الأوسط» ارادت تسليط الضوء على احد نجوم رمضان واليكم أحداث اللقاء, الذي أجرته في دمشق.

> حدثتنا عن شخصيتك في «الحور العين» وانطباعك عن العمل كأحد المشاركين فيه ؟

ـ دوري في مسلسل الحور العين هو شخصية رب الأسرة الذي يحب أسرته ويخلص لها، ويتحمل كل أعباء الحياة والاغتراب لتأمين العيش الكريم لأولاده المدللين، فهو مثال الأب الحنون الملتزم بدينه الذي لا يشغله إلا عمله التجاري، فهو إنسان عملي لا يحب الخطأ وطيب جدا. وهذا العمل فيه جوانب مهمة في حياتنا اولها الارهاب، إذ لم يحصر الارهاب في قضية التطرف فقط، بل تناول الارهاب الفكري والاجتماعي بداية من المنزل. والعمل لا يزال يعرض الى الآن. وارى ان هناك انتقادات ضده ولكن اتمنى ان يعطى فرصة كافية قبل الحكم عليه. > ولكن كيف تم اختيارك لمثل هذه الشخصيات؟

ـ إن مسألة الاختيار بالنسبة لي كانت مرهونة بجودة النص وقدرته على شرح مواصفات الشخصية التي عرضت علي، وهذه الشخصية كانت لافتة لنظري. وأعمالي الحالية في رمضان تنوعت بين السلب والإيجاب من الناحية السلوكية الاجتماعية، إلا إنها جميعا تصب في محور المعالجة الدرامية لسلبيات وسلوكيات خاطئة، ربما يراها البعض إيجابية للوهلة الأولى، ولكن طريقة معالجة الشخصية وتطورها عبر امتداد مدة عرض المسلسل، تقنع المشاهد بالمحاكاة المنطقية للواقع من خلال العرض الدرامي، ولذلك لم أذكر لكم خاتمة هذه الأدوار في المسلسلات التي عملت بها، لكي أتيح للمشاهد فرصة المتابعة و بالتالي إصدار أحكامه المنطقية على مدى مصداقية العمل، وتميزه في طرح قضايا واقعية ومحاولة وضع أسس معالجتها.

> من خلال مسيرتك الفنية الطويلة، كيف تميز واقع العمل الفني بين الجيلين الجديد والقديم من حيث (التقنيات، الأداء، الفنانين)؟

ـ لقد بدأت عملي الفني من خلال المسرح عام 1958 وانطلاقة التلفزيون في 1960 وكان لي مشاركات سينمائية كثيرة، فكل الأدوات الفنية وشرط العمل الفني في ذاك الزمان كانت بدائية على كافة الأصعدة (التلفزيون والسينما والمسرح). إضافة إلى أن الممثلين كان عددهم قليلا. والآن وصلنا مرحلة كثر فيها عدد الفنانين وأصبح للفن دراسة أكاديمية! كما أن التطور المجتمعي الطبيعي فرض ظروف التطور والحركة على العمل الفني أيضاً، وذلك من خلال الفضائيات الكثيرة الموجودة اليوم، والتي أتاحت الفرصة لتوفر التقنيات العالية والممثلين الأكفاء المبدعين، والأهم من هذا أنه كان لها دور كبير في تحفيز أقلام كتاب النصوص المتميزة. هذه الحال هيأت الظروف لنشوء ظاهرة التنافس الشريف بين المحطات العربية لتقديم الأفضل من جهة، وبين الممثلين العرب من جهة اخرى، الأمر الذي جعل الفنان العربي يبذل كل ما في وسعه ليحقق مجداً فنياً.

ولا أحد الآن يستطيع نكران التميز والتقدم اللذين أنجزتهما الدراما السورية. فالمستويات الفنية عالية جداً سواء على صعيد التقنيات أو الأداء الفني، كما أن هناك شبابا واعدا ومنطلقا، وكل هذا يشكل مقومات التقدم المستمر للدراما السورية لتحتل مكانة الصدارة.

> شاركت في أعمال فنية عربية، هلا حدثتنا عن خصوصية هذه المشاركة؟

ـ أعتبر كل تجربة اخوضها زاداً وغنىً أضيفه لمخزوني الفني، وأما مشاركاتي في الأعمال السينمائية العربية فكثيرة ومتنوعة، مع الفنانين المصريين (فريد شوقي ـ ناهد شريف ـ نور الشريف وأحمد السقا). وجميعها مبعث فخر لي أعتز بها وأجعل منها ناقوساً منيراً في أرشيفي الفني.

> ماذا عن الإعلانات، وقد قدمت بعضها بصورة مختلفة؟

ـ تقصدين ما قدمته من إعلان في قناة سبيس تون، نعم لقد قدمت إعلانا إعلاميا لمواد فكرية وأدبية فقط، نالت من وقتي وجهدي الكثير من الدراسة وعقدت الندوات العديدة مع أساتذة في الجامعة لمناقشتها.

> تنوعت الشخصيات التي قمت بأدائها أين حقيقة سليم كلاس من هذه الشخصيات؟

ـ لم أجد شخصية عصية على أدائي وأنا قادر على أن أجسد أي دور يمكن أن يوكل إليه.

> لقد وضعنا سليم كلاس أمام مرآة فكيف يحدثنا عن نفسه؟

ـ أنا إنسان طبيعي أحب الحياة ـ أحب الحب نفسه ـ أحب الأطفال أحب النساء وأحب زملائي ـ طيب القلب ـ لا أملك حقداً ولا أحد يكرهني لأنني لا أكره أحدا.

> هل هناك نقاط تحول أساسية في مسيرتك الفنية؟

ـ لا بد من وجود بعض نقاط تحول في مسيرة كل إنسان وربما تكون إيجابية وفي أحيان أخرى تكون سلبية يندم عليها فيما بعد.

> وكيف يمكن لها أن تكون سلبية؟

ـ كأن يقدم بعض الفنانين مثلاً على أداء أدوار في أعمال فنية دون المستوى المطلوب من أجل المادة وأنا واحد منهم.

> ما هي مآخذك وملاحظتك الفنية على الجيل الجديد؟

ـ إن جيل الشباب تهيأت له ظروف الشهرة السريعة بسبب اتساع دائرة الفسح الإعلامي، ولكن عليه التأني والدراية لأن المشوار الفني طويل ومضن، ويستلزم من التعب والشقاء ما هو جدير بتحصيل الشهرة، وأيضاً يجب التعامل مع الجمهور برقة وعذوبة وتواضع، فمن أحبه الجمهور وعلق في ذاكرته فتحت له آفاقاً واسعة للشهرة والمجد.

> ماذا عن سليم كلاس والمسرح ولماذا أنت منصرف عنه إلى التلفزيون فقط؟

ـ بيني وبين المسرح عشق قديم، فقد عملت في مسرح ندوة الفكر والفن وفي فرقة المسرح التابعة للتلفزيون، وعملت في المسرح القومي وفي فرقة المسرح بالذات مع سعد الله ونوس رحمه الله، ولكن عندما اطلعت على المسرح العالمي لم تعد لدي رغبة في العمل على مسرح يفتقر لشروط ومتطلبات المسرح الحقيقي.

> برأيك على من تقع مسؤولية التقصير تجاه المسرح السوري وتراجعه؟

ـ السبب يعود لعدم وجود حركة مسرحية لها قيمتها في بلدنا.

> أليست هي مسؤولية شركات الإنتاج؟

ـ شركات الإنتاج لا تقدم على تبني عمل مسرحي لأنها تراهن عليه بالخسارة سلفاً، والمسؤولية الوحيدة فقط هي مسؤولية وزارة الثقافة، فالمسرح الآن في سورية عملية تجارية بحتة يعتمد على المسرح الشعبي وبالنسبة لي فإن طبيعة هذه الأعمال المسرحية لا تناسبني.

> يقال إن الدراما السورية حققت تفوقاً وتميزاً سبقت به الدراما المصرية بأشواط بعيدة فما رأيك بهذه المقولة؟

ـ يجب عدم المبالغة في هذا الوصف فلا تزال في مصر عراقة وأصول وآراء بالنسبة للإنتاج الفني، سواء على صعيد السينما أو على صعيد التلفزيون يتم احترامها وأخذها بعين الاعتبار. وبالنسبة للتلفزيون في سورية فقد خضع لاجتهادات شخصية من خلال فرض القطاع الخاص نفسه، لينتج أعمالا ضخمة تطرح أفكارا ومواضيع لم تطرحها الدراما المصرية، كما أن الدراما السورية حققت نجاحاً من خلال أعمال البيئة التي تحاكي المجتمع بكل شرائحه وتطرح قيما فقدت في هذا الزمان، كالعلاقات الإنسانية السامية التي كانت تربط الناس ببعضهم ونحن نفتقر إليها الآن، فمن الطبيعي لتلك الأعمال أن تفرض نفسها لأنها مطلوبة من الجمهور.

> كيف تنظر إلى التحام الأجيال الفنية في أداء العمل الفني؟

ـ هذا حكم الطبيعة وضرورة ملحة في العمل الفني، فعندما كنا في بداية طريقنا وكان الفنانون قلائل كما قلت لكِ، وجميعهم شبان، كنا نحتال بالمكياج لتجسيد شخصية رجل كبير في السن مثلاً، والآن اصبح ذلك الجيل الشاب جيل الفن الكبير الذي يشكل رديفاً أساسياً في الحركة الفنية المعاصرة، لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن له أن ينكر وجود الجيل الجديد، فهذه طبيعة الكون هناك الولد والأب والجد.

> من المؤكد أن الجيل الجديد يتعلم من الجيل القديم. فهل تمر بكم أنتم الجيل القديم لحظات يطلب فيها منكم الجيل الجديد بعض الإفادة؟

ـ لا، لا أعتقد وأنا أتكلم عن نفسي بالطبع، لأن خبرتي الفنية يزيد عمرها على 45 عاماً، ومن المؤكد أنها جديرة بأن تعلم جيلاً فنياً كاملاً، فالفن مسيرة وخبرة وليس علماً فقط يدرس في الكتب، فالتجربة في الأداء الفني والإلمام بطريقة التعامل مع الكاميرا تفرض خصوصيتها، ولكني لا أنكر أن هناك من الجيل الشاب من هو مبدع حقيقة ومتفوق، ولكن الذي يميز الفنان المخضرم هو سلوكه، فلا يزال سلوك هذا الفنان وعلاقته بالحركة الفنية وعلاقاته مع الناس ومع زملائه كل ذلك لا زال مثالاً يضرب للجيل الجديد، فلا يكفي أن يكون الفنان خريجا أكاديميا ويتقلد دورين أو ثلاثة ليصبح نجماً وإنما هناك سلوكيات كما قلت لك، تخص الفنان وتميزه عن غيره من الفنانين ذوي السلوكيات غير المنضبطة أحياناً.

> لك باع طويل في العمل مع الفنان ياسر العظمة من خلال سلسلة مرايا. كيف تصف لنا هذه التجربة؟

ـ لا شك أن تجربتي في مرايا كما هي تجربة كل من شارك فيها، تجربة غنية جداً لأنها تتيح للممثل أن يتقلد عدة شخصيات في حلقة مدتها ساعة مثلاً، مما يوسع أفقه ويغني رصيده بالأداء الفني وبصناعة الفكرة الفنية فسلسلة مرايا اختزال لعمل فني كبير له قيمته الإنسانية، مما يجعل العمل يستوجب جهداً أكبر وتركيزا أكبر، كما أن الفنان ياسر العظمة قادر كما هو متمكن من عملية صياغة النص وأدائه. وإذا كانت هذه الفرصة سانحة للحديث عن ياسر العظمة فإنني أستغلها قائلاً إن ياسر العظمة إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتمتع بمستوى عالٍ من السلوكية الأخلاقية مع الكادر الذي يعمل معه.

> الآن وبعد 45 سنة من العمل في مجال الفن كيف تقيم مسيرتك الفنية؟

ـ حتى الآن راضٍ عنها وسأبذل كل جهدي لمتابعتها ولن أتوقف إلا أن يشاء الله.

> ماذا عن عملية انتقاء أدوارك الفنية؟

ـ عملية الانتقاء أحياناً تكون صعبة، فالظروف تفرض نفسها، الكثافة في العمل والتدافع الشديد على الأعمال الفنية يحجب عن الفنان حرية الانتقاء، ويجبره على انتقاء ما قد يكون له دون المستوى، وبالتالي لم تعد هناك تحفظات للعمل الفني فالعمل الفني في وقتنا هذا أصبح فنياً تجارياً.

> يسألك بعض الجمهور لماذا كررت دور المتزوج من أكثر من امرأة؟

ـ يقول ضاحكاً: وإذا قالوا لي كنت متزوجاً من أربع أقول لهم وأربع ما المشكلة؟ في الحقيقة إن العمل الفني وما تتطلبه طبيعة الدور هي التي تفرض علي هذا، ولا حيلة لي أنا إذا كانوا هم من يختارونني لهذا الأداء.

> في مجال التلفزيون هل هناك تحفظات يجب أخذها بعين الاعتبار؟

ـ لا بد أخذ بعض التحفظات، فأنا ضد التحرر الزائد لأنه شكل من أشكال تأثرنا بالغزو الثقافي والعولمة، فيجب الاحتشام بالمظهر والالتزام بالمواضيع المطروحة لتكون ذات هدف إنساني بعيد يهدف للوصول إلى آفاق التعليم والتربية والتثقيف للأجيال الموجودة حالياً، والتي تواجه فورة في عالم التكنولوجيا والانفتاح على العالم، فالفيديو كليب العربي بات تقليداً للكليبات الأجنبية، كما قلت لك هذا الموضوع خطير ويصب في إطار تحديد مدى استجابة مجتمعاتنا للغزو الثقافي الغربي وللأسف التحفظات غير موجودة في إعلامنا بكل وسائله.

> كيف تطل على جمهورك هذا العام؟

ـ من خلال مشاركاتي في عدة مسلسلات تلفزيونية (جدار الصمت) (عصفور طيار) (سراج الليل) (الحور العين).

> إذن ليس هناك أعمال تخص الحارة الشامية القديمة؟

ـ لا، لأن كل الأعمال التي شاركت بها ذات إطار اجتماعي معاصر.

> هل من إضافة؟

ـ تحياتي لجريدتكم الموقرة وللقائمين عليها، وأتمنى لك التوفيق من كل قلبي وآمل دائماً بكنوز المحبة من الجمهور العربي.

سلسبيل
11-07-2005, 10:21 AM
مخاوف من تعرض أبطال «الحور العين» إلى الاعتداء

بسبب كتاب وصفهم بـ «العصاة»


الرياض: تركي الصهيل


في أول تحرك يشهده الشارع السعودي، بعد عرض مسلسل «الحور العين»، أثار الكتاب الذي أصدره رجل دين سعودي، بعنوان «منازل الحور العين للعارفين برب العالمين»، حفيظة العامة والخاصة، حيث أبدوا استياءهم، مما ذهب إليه المؤلف عبد الكريم الحميد، من انتقادات للمسلسل والقائمين عليه، ووصفهم بأوصاف متعددة، تنوعت ما بين «الفجرة»، كما قال عنهم: «إن الله قد خذلهم وأهانهم من خلال عمله هذا، وأنهم من العصاة الذين اغتروا بالله تعالى». وأبدى بعض من رجال الدين والمتابعين تخوفهم من تعرض احد المشاركين لاي اعتداء من جراء ذلك الحديث الذي وصفهم بتلك الاوصاف. كما وصف عبد الكريم الحميد مؤلف الكتاب هذا العمل بقوله: «مسلسل خبيث يستهزئ بشيء من مخلوقات الله العظيمة، وهنّ الحور العين، التي وهبها الله لأنبيائه وأوليائه والشهداء في سبيله في الدار الآخرة».

وفي تعليقه على الموضوع، أوضح الدكتور عادل العبد الجبار عضو لجنة مناصحة التكفيريين، وأحد رجال الدين السعوديين، الذين لهم تحفظ على العمل: أن مسألة التكفير والتفسيق، لا تجوز، لأن أحكام التكفير منوطة بهيئات رسمية دينية، والمتمثلة في محاكم البلاد الرسمية. وقال: إنه ليس من الضروري نشر الآراء والانتقادات على العلن، لما في ذلك، من مفسدة عظيمة، قد تتعدى إلى القائمين على العمل، وذلك باحتمالية الاعتداء عليهم، من الشباب المتحمس، الذي قد لا يفقه الفتوى الصادرة بهذا الخصوص، وقد يفهمها فهما خاطئا، مما قد يدخل المجتمع في مشاكل في غنى عنها، مشيرا إلى عدم رغبة المجتمع في إعادة تجربة علي الخضير، أحد التكفيريين الثلاثة، الذين تراجعوا عن فتاواهم التكفيرية في وقت سابق.

ومع تحفظ العبد الجبار على مسلسل «الحور العين»، إلا أنه وصف العمل بـ «الجريء»، ولكنه بحسبه، لم يعالج مشكلة الإرهاب بشكل جيد، وذلك لعدم التزامه بالنص الشرعي، وتهميش دور العلماء فيه، وعدم إبراز المجهودات التي قامت بها الدول من الناحيتين الأمنية والفكرية، في محاربة الإرهاب، منهجا وفكرا. «الحور العين»، مسلسل أثار بلبلة داخل المجتمع، قبل وبعد عرضه، من تيارات متعددة، وتوجهات فكرية مختلفة، حيث قوبل المسلسل، بسلسلة من الانتقادات. وعمد السوري نجدت أنزور مخرج العمل الدرامي، الى محاولة إحاطة عمله بهالة إعلامية كبيرة قبل عرضه، من خلال توزيع لقطات من المسلسل تظهر بعض الشباب المنتمي للجماعات المسلحة داخل السعودية، في عمليات تدريبية عسكرية، مما أثار حفيظة القاعدة والتكفيريين، والذي لوح ضمنا بمحاولة إيقاف المسلسل عن العرض، على غرار ما حدث لمسلسل »الطريق إلى كابل»، للمخرج ذاته، الذي أوقف عرضه بعد ثأمن حلقة، لاعتبارات معينة.

وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط»، قبل عرض «الحور العين»، بمشعل المطيري، أحد الممثلين السعوديين في المسلسل، أبدى فيه استياءه من الهجوم العنيف الذي تعرض له المسلسل في المنتديات الإنترنتية قبل عرضه، حيث قام بعض المحسوبين على التيار الديني، بالقدح بأعراض العاملين بالمسلسل بشكل ترفع المطيري عن ذكره، على حد تعبيره. وما هي إلا أيام قلائل من بدء عرض المسلسل، حتى انهالت رسائل التهديد والوعيد على هاتف المطيري المحمول، بحسب أنباء صحافية تحدثت عن ذلك، حيث حملت تلك الرسائل، الكثير من القدح والذم.

من ناحية ثانية، انتقد عدد من الممثلين السعوديين، في أكثر من موقف، مسلسل «الحور العين»، معتبرين إياه، أنه لا يمثل المجتمع السعودي البتة، وأن مخرجه فشل في حبكته دراميا، إضافة إلى كثير من الأخطاء التي زخر بها العمل، ولعل أبرزها، قيام أحد الممثلين غير السعوديين، بدور رجل مباحث سعودي، في مشهد يحقق فيه مع أحد المتورطين بالانتماء للجماعات الإرهابية، بلهجة بعيدة كل البعد عن اللهجة المحلية السعودية.