المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعوديون يشاهدون أنفسهم في {طاش ما طاش } ويضحكون على قدر مآسيهم



زوربا
10-15-2005, 03:53 PM
فلت من الرقيب وظل الطفل المدلل للقناة الأولى 12 عاما .. والمرأة هي من أشعلت فتيل المعارضين


جدة: حليمة مظفر



«طاش ما طاش» الدراما التلفزيونية السعودية التي امتد عمرها لـ13 عاما، أصبحت رديفة لشهر رمضان المبارك، واسمها مقترن باسمه منذ أن أطلت على التلفزيون السعودي عام 1993، وأصبح الطبق الترفيهي الاجتماعي الذي يقدم في الوقت الذهبي بشهر رمضان في التلفزيون السعودي بعد صلاة المغرب مباشرة، حيث تتناوله الأسرة السعودية، كذلك العربية، بعد أن أصبح يذاع على بعض الفضائيات العربية.
وعلى حد قول تغريد، إحدى المتابعات للمسلسل: «السعوديون باتوا يشاهدون أنفسهم، وكأن هذه الدراما مرآتهم الحقيقية التي طالما بحثوا عنها». وقد أصبح مشاهدو المسلسل بالملايين داخل المجتمع السعودي، وحتى العالم العربي، الأمر الذي جعل تلفزيون الشرق الاوسط mbc، يدفع 12 مليون ريال لانتاج المسلسل لصالحها هذا العام، بعد أن ظل طفل القناة الأولى المدلل في التلفزيون السعودي لـ 12 عاما.

والثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان، عندما اتجها إلى مسرح الجامعة لأنه الوحيد المتاح أمامهما حينما كانا يدرسان في كلية الزراعة، كان لديهما حلم صغير يمتد كسحابة بيضاء على الوطن العربي، يمطران من خلالها دراما سعودية تستطيع أن تتكلم بصوت عال جدا يمتلئ بأحلامهما الكبيرة في صياغة خطاب فكري اجتماعي قادر على أن يجد المجتمع نفسه فيه بصدق ليتعرف على حياته.

وجاء هذا الحلم بعد عدة أعمال درامية للصديقين، وعرض الجزء الفارغ من الكأس الاجتماعية المحلية على مرارته، وعلى حد وصف الباحث الفرنسي باسكال مينوريه للبطلين في مقالة بعنوان «المسلسل الذي يربك المجتمع السعودي»، بقوله: «لا شيء يفلت من نظرتهما الثاقبة: التزمت الديني، التمييز في حق النساء، التعصب الثقافي والرياضي، بيروقراطية إدارة الدولة، أخطاء الشرطة، وبقايا العقلية القبلية».

وعُرف «طاش ما طاش» بجرأة لم يستطع القلم في الصحافة السعودية حينها أن يتحداها، بفعل سقف الرقابة التي كانت تقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالتابو المقدس في المجتمع، التي كان أهمها قضايا المرأة، وكما يقول محمد القرني (معلم): «لقد استطاع أن يفلت من عقاب مقص الرقيب، لأنه كوميدي ساخر».

وسنة بعد سنة استطاع المسلسل أن يحصد نجاحا جماهيريا كبيرا داخل المجتمع السعودي، الذي أخذ يشاهد نفسه ضاحكا وهو يبكي سلبياته، وبعد مرور ست سنوات قويت فيها شوكته، حيث ظهرت خلالها أولى الممثلات في المسلسل عام 1996 من دون حجاب، الأمر الذي جلب صخبا مدويا في المجتمع انطلق عبر ميكرفونات مآذن المساجد بلسان أئمته في تحريمه وشتم أبطاله، استنادا إلى فتوى شرعية صدرت عن اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء التي يرأسها مفتي السعودية.

وقد تم توزيع البيان على المساجد ولصقها على الجدران في كل مكان، وتداولها الناس لترك مشاهدته، لأنه كما جاء في البيان، ان فيه «السخرية بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم، وخروج المرأة مع الرجال الأجانب، وما يتبع ذلك من اختلاط وتبرج وسفور وخضوع بالقول، واشتماله على الدعاية للبلاد التي تظهر فيها شعائر الكفر والبلاد التي اشتهرت بالفساد الأخلاقي.. إلخ».

ونظروا للدراما كما نظر قبلهم أفلاطون للدراما الإغريقية قبل ما يزيد على 2350 عاما قبل الميلاد.

إلا أن البيان الذي تم توزيعه زاد من جماهيرية «طاش»، وأصبح المفتاح الذي يشد انتباه المشاهد السعودي للقناة الأولى، التي كانت بدورها مستفيدة من الأموال التي تحصدها من الإعلانات الراعية للمسلسل، وهكذا أصبح المسلسل في رعاية وحماية وزارة الإعلام في ظل المعارضة المستمرة.

وفي رمضان عام 2003، انطلقت مظاهرة صغيرة مكونة من 40 فردا اتجهوا للمبنى الرسمي للتلفزيون بالرياض، مطالبين بالصوت العالي حجب المسلسل بعد عرض حلقة منه تتحدث عن معاناة المرأة السعودية مع ولي الأمر، الذي يعتبر بطاقتها كي تحصل على الخدمات الإدارية الحكومية، وهذه الحلقة كانت كافية لتجعل هؤلاء ينادون بحجب المسلسل، إلا أنهم عادوا بخفي حنين بعد تجاهل الوزارة طلبهم.

وتتساءل نوره الغامدي: «هل عانى كل من البطلين بسبب هذا المسلسل؟!»، يبدو أن ذلك صحيح وفق لقائهما في برنامج إضاءات مع المذيع تركي الدخيل على قناة «العربية»، إذ علق ناصر على هجوم أئمة المساجد عليهما قائلا: «هم في النهاية إنسان قابل للخطأ، ومشكلتنا أننا نعطي هؤلاء هالة من التقديس بحيث لا نمسهم أو نأتي على ذكرهم، وما أن نفعل، فكأنك مسست حدا من حدود الله، ونسوا أنهم يخطئون مثلنا»، ويقول السدحان في ذات اللقاء: «نحن نتقبل النقد البناء الذي يوجه الدراما السعودية إلى الأمام، لكن الإلغاء بالطبع لا، وفي المسلسل لا يوجد أحد مقدس، فجميعنا لنا أخطاء».

لكن لم يكن المتدينون الوحيدين ممن انتقدوا المسلسل، فالمهتمون بالشأن الدرامي كان بعضهم معترض عليه بسبب نظرة فنية محضة نحو الناقد محمد عباس، الذي قدم ورقة بعنوان «طاش ما طاش كخطاب ثقافي»، التي هاجمها الثنائي ولم يقبلا رؤيتها للمسلسل، حيث أشار فيها إلى فشل المسلسل للوصول إلى الجوهر الحيوي للقضية، وأنه اكتفى بنقل الهامش منها، وقدم حلقات وأفكارا ساذجة، بل وتحول إلى عمل تنفيسي ترفيهي وحسب، حتى أصبح يكرر نفسه، وكما قال: «العمل الدرامي بات يكتب بمتطلبات وشروط ثقافية لا تتجاوز المتع التعويضية».

وفي عام 2004، كان ملتقى المثقفين السعوديين الأول الذي عقد بالرياض واستطاع الثنائي في ختام الملتقى بعد قراءة التوصيات، تقديم مسرحية كوميدية قصيرة حملا فيها معاناتهما من المصادرة والإلغاء، إذ تناولت التطرف الفكري ورفض الآخر، وناقشت مشكلة قيادة المرأة للسيارة واصدار بطاقتها ومشكلات التعليم، فالمرأة هم من هموم «طاش»، وهي الفتيل الذي أشعل ضدهم كل تلك المعارضات التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل للبطلين، وجعلتهما ينفذان حلقات الجزء الحالي في إجراءات أمنية مشددة.

وظلّ المسلسل مستمرا في حماية وزارة الإعلام لسنوات من دون الاحتكاك بالمعارضين المتعصبين، حتى مضى على تكرار التجربة 12 سنة، استطاعت بعدها الـmbc، أن تسلب الطفل المدلل «طاش ما طاش» من القناة الأولى السعودية، بقيمة 12 مليون ريال، كونها تتوقع ما يقارب 30 مليون ريال أرباح الإعلانات التي ستمطر عليها مع المسلسل، بينما اشترته القناة الأولى السعودية الأم الحاضنة سابقا بما يقارب 5 ملايين ريال، غير مبالية بالصوت المعارض.

واستطاع البطلان القصبي والسدحان، مواجهة التحديات حتى تم اختيارهما ضمن 43 شخصا تم تكريمهم من قبل مجلة «نيوزويك» العربية، التابعة لصحيفة «الوطن» الكويتية، في الوقت الذي لا يزال المجتمع المحلي لا يعطي قيمة كافية للفنان لتكريمه، رغم ارباكهما المجتمع السعودي بالمسلسل الذي حقق نجاحا جماهيريا، ورغم محاولات إلغائه، إلا أنه في ما يبدو، كان نجاحه دليلا صادقا على أن «المجتمع يضحك على قياس مآسيه»، على حد قول الباحث الفرنسي باسكال مينوريه.

JABER
10-17-2005, 08:00 PM
لاعتماد القرعة في إبقاء الزوجة على عصمة الزوج




دبي-العربية.نت

طلق رجل زوجته في محافظة "القنفذة" السعودية على إثر بث حلقة مسلسل "طاش ما طاش" مساء الجمعة الماضي عن "الزوج المعدِّد" للزوجات، وجاءت الحلقة بعنوان "حريم روليت".

ويبدو أن الحلقة التي تحدثت عن زوج يحدد مصير بقاء زوجاته على عصمته بالقرعة كانت قاسية نوعاً ما على الزوجات، بحسب ما أوردته صحيفة "الرياض" السعودية، ما أدى إلى وقوع مشكلة الطلاق عندما كانت العائلة تشاهد المسلسل.

وبعد الحلقة مباشرة أثارت الحمية عند الزوجة (37 عاما) على الزوجات المظلومات فأخذت تشتم زوجها وتهدده بأنه لو قام بمثل هذا التصرف فسوف تقوم بما لا يحمد عقباه.

وجاء رد فعل الزوج أقوى مما توقعته الزوجة فاحتدم الخلاف بينهما أكثر، واشتبك الزوجان بالأيدي في وقت حاسم من عمر زواجهما الذي امتد 16 عاماً. وكانت النتيجة أن بادر الزوج بالتلفظ على الزوجة ودار بينهما نزاع وتطاول بالكلمات انتهى بالطلاق.

وكتبت ليلى الأطرش في جريدة "الدستور" الأردنية الاثنين 17-10-2005 بهذه المناسبة، تقول "رغم أن القرآن الكريم أشار إلى الزواج بما يمكن أن يعرفه ويحدده (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) إلا أن التعريف الفقهي للزواج هو عقد يملك به الرجل بضع المرأة. ولهذا كان الرجل في حلقة طاش 13 يملك زوجاته ويتصرف بهن دون تقدير لمشاعرهن، يتزوج بأربع يقمن في منزل مشترك، وحين أراد الزواج بفتاة صغيرة جمعهن ليردد أنه رجل عادل يعرف الله، ولهذا لن يطلق إلا من تقع عليها القرعة".

ورأت الكاتبة أن تعدد الزوجات بلا سبب قاهر "احتقارا للمرأة، وغير صحيح أن بعضا منهن يقبل ذلك. والرجل العارف لن يطيق ما يضعه على عاتقه الجمع بين اثنتين أو أكثر، وما يسببه من قهر وغيرة وامتهان لكرامة المرأة حين يتزوج عليها، وهو ما رفضه الرسول الكريم لابنته فاطمة لأنه سيكسر قلبها، وطلب أن يطلقها علي قبل زواجه من غيرها فلم يفعل أيا منهما".