المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب فريد عن ابادة المسلمين العثمانيين



مجاهدون
10-11-2005, 03:25 PM
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/10/thumbnails/T_ac46a4be-87e7-4865-bc87-000ae9426ea3.JPG


أسامة العيسة من القدس

يعالج كتاب (الطرد والإبادة: مصير المسلمين العثمانيين 1821-1922م)، موضوعا ظل غائبا في البحوث التي تناولت الأحداث الكبرى التي رافقت انهيار الإمبراطورية العثمانية، وقبل ذلك سنوات ترنحها الطويل، عندما أطلق عليها الأوروبيون (الرجل المريض). وصدر الكتاب الذي ألفه جستن مكارثي، عن دار قدمس في دمشق، بترجمة فريد الغزي. ويتناول ما يقول انه ابادة المسلمين، التي حدثت في المناطق نفسها وفي الوقت نفسه الذي حدثت فيه معاناة المسيحيين، بل يذهب ابعد من ذلك بالإشارة إلى أن معاناة المسلمين من طرد وابادة، في البلقان، والقفقاس، والأناضول، كثيرا ما فاقت معاناة الأقليات الأخرى في الإمبراطورية العثمانية.

ويشير الناشر في تذييله للكتاب إلى حساسية الموضوع بالقول "سخر من القلة التي حاولت أن تعدل المشهد التقليدي على أنها منقحة، وكأن التنقيح إثم أكاديمي والدقة التاريخية القرينية لا علاقة لها بالموضوع". ويضيف "إن تنقيح تاريخ متميز وتغيير حكمة تقليدية مغلوطة هما في الحقيقة من مهمات المؤرخ، والتنقيح في بعض مجالات التاريخ، كتاريخ الشعوب العثمانية ضروري إلى حد بعيد". ويرى "ان التاريخ الذي ينتج عن عملية التنقيح هو تاريخ غير مفصول فيه، لأنه يروي قصة العثمانيين كونهم ضحايا، وهذا ليس الدور الذي يصورون فيه عادة".

ولا يقدم الكتاب الصورة التقليدية للأتراك، وكأنهم جلادون وليس ضحايا فقط، تلك الصورة التي استمرت في تاريخ أميركا وأوربا فترة طويلة، ويرى انه كان يجب نبذ هذه الصورة منذ زمن بعيد، هي والآثار الدخيلة الأخرى. ويؤكد الكتاب بان خسارة المسلمين جزء مهم من تاريخ الأتراك، وأنهم أكثر من مسوا بعواقب العصبية والاستعمار، فبعد أن وضعت الحرب أوزارها، كانت مجتمعات مسلمة في منطقة بحجم أوروبا الغربية كاملة قلصت أو ابيدت.

ويشير الكتاب، إلى عمليات الطرد التي تمت للجركس، واللاز، والابخاز، والأتراك، ولآخرين من الجماعات الإسلامية الصغيرة ويعتبر ذلك إحدى اكبر ماسي التاريخ.

وفي مقدمة الكتاب يشرح المؤلف كيف توصل إلى النتائج التي أعلن عنه "توصّلتُ إلى هذه الدراسة لوفيات وهجرة المسلمين من البحث في عدد سكان الإمبراطوريّة العثمانيّة إبّان الحرب العالمية الأولى. كان اهتمامي آنذاك يكمن ببساطة في التحقّق من عدد المسلمين الذين عاشوا في الأناضول وكيف تغيّر عددهم في القرنين التاسع عشر والعشرين".

ويضيف "أدهشتني نتائج الدراسة، إذ لم يكن في قراءاتي السابقة عن التاريخ العثمانيّ ما يهيّئني لتلك الوفيات الكبيرة في تلك الفترة. ذكرت الإحصائيات أن ربع السكان المسلمين فُقدوا. لم أستطع أن أصدّق أن فقدانًا كهذا جرى تمويهه في التاريخ، إلاّ أن مراجعة البيانات مرة تلوَ الأخرى خلّفت الاستنتاج نفسه. ليس خلال الحرب العالمية الأولى فحسب، بل طوال القرن التاسع عشر أيضًا، تجشمت الشعوب المسلمة في الأناضول والقِرَم والبلقان والقفقاس خسائرَ هائلة في الأرواح. كانت خسائرهم جديرة ببحث إضافيّ".

ويقول بان كتابه هو ثمرة هذا البحث في "تاريخ الوفيات والهجرة القسريّة للشعوب المسلمة. إنه يقدّم خسائرَ المسلمين بالتفصيل، لكنه من الخطأ التعامل مع هذه الخسائر كأنها حدثت في فراغ. إن الاجتناب السابق لأي ذكر لخسائر المسلمين في عموم التاريخ لا يسوغ أيَّ زعمٍ مقابلٍ أن المسيحيّين لم يعانوا أيضًا. حدث كثير من الرعب والمعاناة المفهرسَين هنا خلال حروب عانتها الأطراف كلها. كثيرًا ما ترافقت خسائر المسلمين بتلك التي أصابت المسيحيّين". ولهذا ذكر المؤلفُ، كلما كان الأمر ممكنًا، مصير المسيحيّين الذين كانوا في صراع مع المسلمين.

ويشير المؤلف إلى أن كتابه ليس تاريخًا عامًا للشعوب العثمانيّة، ولا حتى تاريخ الوفيات لزمن الحروب كلها في منطقة واحدة. ولكنه "تاريخ معاناة المسلمين، ليس لأن المسلمين عانوا وحدهم، بل لأن تصحيحًا للرؤية التقليدية الأحادية الجانب لتاريخ أتراك هذه المناطق ومسلميها أصبح ضروريّـًا". ويقول "أظن أيضًا أنه تاريخ قادر شرعيًا على الصمود وحده. إنها قصة وفيات هائلة وواحدة من هجرات التاريخ الضخمة".