المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء الرئيس: مدمنات عمل.. ولكن بلا كفاءة..!



سلسبيل
10-07-2005, 08:42 AM
http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/326-dowd.gif

مورين داود

آمل ألا يكون للرئيس بوش مزيد من الموظفات في البيت الأبيض، لأن هناك كثيرا من الوظائف الخطيرة الأهمية التي تعطى الى نساء غير مؤهلات للحصول عليها.

وربما يعود السبب الى أن أمه لم تكن لينة بما يكفي، وإنما حادة وشائكة، بل انها كانت تطلب من ابنها، الرئيس، ألا يضع قدمه على طاولة القهوة. أو قد يعود السبب، كما تقول زوجته، الى أن صلته بأمه تمنحه رغبة في ان يكون مع امرأة قوية «طبيعية جدا». ولكن بوش يحب ان يكون محاطا بنساء صارمات يكرسن حياتهن بالكامل في خدمته، مثل العذراوات اللواتي يحرسن النار المقدسة، ويعملن كراعيات لقيمه ومحافظات على سمعته.

فقد عيّن أولا كوندوليزا رايس في منصب وزارة الخارجية على الرغم من أنها أدارت وظيفتها كمستشارة للأمن القومي بصورة سيئة، وأخفقت في الاستجابة السريعة للتحذيرات بشأن الارهاب الموجه الى أميركا قبل الحادي عشر من سبتمبر، وتصرفت كوسيط قوي اكثر منه وسيطا نزيها في التوجه الى غزو العراق، اذا ما أخذنا بالحسبان الوقت الذي تبقى لهذه المرأة العازبة المدمنة على العمل الى جانب بوش في كروفورد وكامب ديفيد، تلقنه المعلومات عن الشؤون الخارجية، وتتحدث معه في القضايا الرياضية، وتمارس التمارين الرياضية معه، وتجعله يشعر بأنه الرجل الأعمق تفكيرا والأبعد نظرا في العالم؟.

ثم عيّن مساعدته القديمة وكاتبة خطاباته ومؤلفة ذكرياته كارين هيوز في منصب وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة، على الرغم من أنه من الصعب جدا على المرأة التكساسية التي يبلغ طولها ستة أقدام أن تحاول أن تؤثر على مليارات المسلمين وهي التي لا تفهم الشيء الأساسي عنهم.

ولكن من يهتم بافتقارها الى الخبرة في مثل هذه المهنة الخطيرة، ما دامت المخلصة المدمنة على العمل تستمر هي أيضا على جعل رئيسها القديم يشعر بأنه الرجل الأعمق تفكيرا والأبعد نظرا في العالم؟

وها هو الآن يرشح المستشارة القانونية للبيت الأبيض ومحاميته السابقة هارييت مايرز لمنصب هام في المحكمة العليا. وهي من ولاية تكساس وتوصف ببلادة الحس. ويطلق عليها بعض اصدقائها القدامى اسم هاري، وهي عزباء تشتهر بعملها لفترات طويلة، التي تصل في بعض الاحيان الى 16 ساعة يوميا، وكثيرا ما زارت كامب ديفيد ومزرعة الرئيس في كروفورد، حيث كانت تساعد الرئيس على تنظيف الاحراش.

وهي خريجة جامعة سوثرن مثوديست التي تخرجت منها كل من لورا بوش وكارين هيوز. وكانت دائما على استعداد لتلبية طلبات الرئيس. ففي عام 1998 وخلال الحملة الانتخابية لإعادة انتخابه لمنصب الحاكم، تعاملت مع مجموعة الاسئلة الاولى بخصوص ما اذا كان بوش قد تلقى معاملة تفضيلية لدخول سلاح الطيران في الحرس الوطني لتجنب التجنيد. وبالرغم من ان الديمقراطية السابقة دفعت الف دولار لحملة آل غور في عام 1988، فقد نقلت ولاءها الى بوش مع ازمة اعادة فرز الاصوات عام 2000، عندما كلفت عددا من المحامين بالعمل لحساب بوش بولاية فلوريدا، فيما لم يهتم أحد بما إذا لم تكن لديها أي خبرة قضائية، وقد أشار دافيد فروم كاتب الخطب السابق في البيت الابيض في موقعه الشخصي على الانترنت، ان هارييت ذكرت له مرة ان بوش هو أكثر الرجال الذين عرفتهم ذكاء.

ويعتبر كل من بوش وهارييت من المسيحيين المتدينين، وقد تدينا في منتصف عمرهما. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الى ان هارييت تدفع تبرعات الى كنيسة في دالاس توزع فيها منشورات ضد الاجهاض وتبث فيها تسجيلات من جماعة معروفة باسم التركيز على الاسرة.

ومن هنا، وأخيرا، فلنا أن نتوقع ان نؤمن نحن بمعتقداتها ومعتقدات رئيسها، ووجهات نظرها المستمدة من قناعاتها الدينية التي يمكن ان تغير توازن المحكمة وتؤثر على حقوق النساء لأجيال قادمة، وهنا يكمن بيت القصيد.

* خدمة «نيويورك تايمز»