المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض النساء يحببن سماع الغزل طوال اليوم ومن أي كان



زهير
09-19-2005, 11:27 AM
كلام معسول تأثيره مضمون وضحك على الذقون!


تحقيــق: ثائــرة محمــد


أنت كالقمر.. أنت أجمل امرأة على وجه الأرض.. أنت ملاك.. وغيرها من كلمات الغزل، كلمات تعشقها المرأة وتحب سماعها، بل إنها كثيرا ما تبحث عنها في أعين وشفاه محبيها، وتسعى إلى سماعها من خلال الاهتمام بنفسها لتبدو دائما في أحسن صورة.

وعلى رغم أن الغزل يرفع من معنويات المرأة ويجعلها تشعر بنفسها وأنوثتها ويمنحها دفعة قوية من العطاء، فإنه قد يسبب لها الإحراج أو الخجل في أحيان أخرى، إن لم يكن من أشخاص معنيين، أو يحق لهم الغزل.

فممن تحب المرأة أن تسمع كلمات الغزل؟ وفي أي وقت؟ وماذا يعني لها؟ وكيف يؤثر في نفسها؟ وبماذا تشعر إذا لم تجد من يغازلها؟ وكيف تكون نفسيتها؟

«القبس» تستعرض في هذا التحقيق معنى الغزل وقيمته وأثره في نفسية المرأة والأشخاص الذين ترغب في أن تسمعه منهم.

«أنت أجمل امرأة في الكون».. كانت هذه الجملة من أجمل كلمات الإطراء التي سمعتها نور الناصر من زوجها أيام الخطبة. هذه الجملة جعلتها تشعر بأنها بالفعل أجمل نساء الأرض حتى أنها لم تر في عينيها من هي أجمل منها، ومنحتها هذه الكلمات الثقة بالنفس والسعادة إضافة إلى الشعور بالراحة. وتقول نور:

ـ كنت أعتقد أن كلمات الغزل والإطراء محصورة بجمل معينة، إلا أنني سمعت من زوجي في شهر العسل كلاما أحلى من العسل وأجمل من الخيال حتى اعتقدت فعلا أنني بالفعل أجمل نساء الأرض، وكنت سعيدة جدا بهذا الإطراء الذي جعلني أرى الحياة جميلة.

لقد سعيت دائما إلى أن أبقى جميلة في عيني زوجي، ولكن مع مرور الوقت وظروف الحياة والأولاد ودع زوجي كلمات الغزل، ولم أعد أسمع منه سوى الصراخ بعد أن زادت المسؤوليات والأعباء، وتبدلت حاله الرومانسية، وتغير الغزل إلى لوم وتوبيخ، وهوت نفسيتي إلى ما دون الصفر وشعرت بالكآبة وبأنني لست أجمل امرأة في الكون كما كان يدعي، بل أتعس امرأة في الكون وأيقنت أن كلام الغزل كلام معسول يضحك به على الذقون، وأنه يتحول مع الوقت إلى كلام مسموم.


من أي أحد في الشارع
وتعد سماح محمد كلام الغزل مهما جدا للمرأة، ولا تستغني عنه طوال حياتها لأنه سبب أساسي ورئيسي في رفع معنوياتها ومنحها الدفعة الأقوى للاستمرار في العطاء.

وعندما سألناها عمن تحب أن تسمع منه كلام الغزل، ضحكت وأجابت قائلة:

ـ إن الزوج هو أهم إنسان، ولو لم يقل فمن أي أحد حتى ولو كان من الشارع، لأن اليوم الذي لا تسمع فيه المرأة كلمات من الإطراء والمدح، تسائل فيه نفسها ما الذي جرى؟ وماذا حصل أو تغير؟ بل قد يتطور الأمر إلى أن تنظر في المرآة وتتساءل: هل كبرت؟ وتشك في نفسها، ناهيك عن النفسية السيئة والسلبية التي تصيبها وتشعر بها عندما تتوقف كلمات الغزل.

إن المرأة تحب أن تسمع الكلام الجميل دائما، لأنها مخلوق رقيق وجميل ويبحث عن الجمال الدائم، ولهذا فإن تأثير كلمات الغزل والإطراء في نفسها ترفع معنوياتها 180 درجة وتغيرها من النقيض إلى النقيض.


تبحث عن الغزل
وترى فاطمة عبد الله أن المرأة تعشق الغزل وتظل طيلة حياتها بأكملها تبحث عنه، ولا تمل لو كانت تسمع كلماته في اليوم مليون مرة، وتضيف قائلة:

ـ لأن المرأة تحب أن تشعر في كل لحظة بأنوثتها وجمالها، وليس هناك وقت معين تحب أن تسمع فيه غزلا، فكل الأوقات تتقبل فيها كلمات المديح وتزداد لديها الرغبة في سماعها كلما تقدم بها العمر، وكلما شعرت بأن جمالها يقل مع الوقت.

وتدلل على حب المرأة لسماع الغزل في كل وقت بأنها عندما تذهب إلى أي مكان حتى إن كانت ترغب في شراء أغراض من الجمعية فإنها تكون في قمة الاستعداد كأنها ذاهبة إلى حفلة زفاف وليس إلى الجمعية، فتضع ماكياج عروس على وجهها وتلبس «ما على الحبل» حتى تبدو في عيون الجميع جميلة، وبصراحة أكثر حتى تسمع كلمات الغزل الذي تبحث عنه.


تفرح بغزل الزوج
وحسب رشا صابر فإن أجمل كلمات الغزل وأبلغها تأثيرا في المرأة تلك التي تكون صادرة عن الزوج وهو الإنسان الأهم في حياة المرأة، وهي تبحث عن إرضائه دائما لأنه الأهم بالنسبة إليها. وتقول:

ـ تحتاج المرأة إلى كلمات الغزل في أوقات معينة خاصة عندما تشعر بالتعب أو الضيق، فهذه الكلمات يكون لها مفعول السحر وتمدها بالحيوية وتشعرها بأهميتها لديه فيزول التعب والضيق، إضافة إلى أن تأثير هذه الكلمات على عطائها كبير حتى أنها تشعر بالنشاط والحيوية فتمنح كل ما لديها من طاقة وقوة من أجل إسعاده لأنه أسعدها بهذه الكلمات المعسولة.


عن الشخص المعني
وفي رأي مها حسين، فإن كلام الغزل لا يمنح السعادة والفرح دائما، فهو مزعج ويثير الغضب إذا لم يصدر عن شخص معني بالنسبة إليها، وتقول:

ـ الآن بالصدفة تلقيت ثلاث ماسيجات غزل من شخص لا أعرفه مصر على إزعاجي ومضايقتي، وهذه الكلمات لا تؤثر في ولا تسعدني بل تضايقني لأن هذا الشخص لا يشكل لي أي أهمية.

أنا أسعد بكلمات الغزل عندما تكون صادرة عن شخص أعرفه أو يعني لي شيئا سواء على المستوى العائلي أو الاجتماعي كالأصدقاء، لأن الشخص عندما يعرفني ويغازلني فإن ذلك لا يكون من فراغ، ولا يكون كلامه مجرد فقاعات في الهواء وإنما يكون ناتجا عن معرفة وعن إعجاب وحتى لو كان لرفع المعنويات فقط فإن الدافع في هذه الحالة يكون جميلا.

ولا تلتفت مها عندما يغازلها الآخرون في الأسواق على سبيل المثال، لأنها لا تنتبه إلا إلى ما تريده أو تبحث عنه، فلا تسمع، كأن الكلام غير موجه إليها، إلا إذا جاء الكلام بطريقة مزعجة، عندها فإن ذلك يغضبها ويجعلها تدير ظهرها لكنها لا تعلق.

وتؤكد مها أن أمزجة النساء مختلفة حسب شخصياتهن، حيث تختلف امرأة عن أخرى، وتوضح بقولها:

ـ هناك من تبحث عن كلام الغزل من أي أحد، وتعيش حياتها فقط لجذب الأنظار وسماع كلمات الغزل من كل من هب ودب، والدليل على ذلك التجمل والماكياج الكامل الذي نراه من بعض النساء في الأسواق والجمعيات كأنهن ذاهبات إلى حفلات، مع أنه من المعروف أن المرأة في هذه الأماكن تلبس المريح من الثياب ولا تضع الماكياج حتى تستطيع أن تكون مرتاحة وهي تتسوق، إلا أن مناظر النسوة توحي بأنهن «نازلين على السوق لسماع الغزل وكلمات المديح».

المرأة تفرح بالغزل من زوجها خاصة إذا كانت علاقتها به جيدة، أما إذا كانت العلاقة سيئة فتحسب حسابا للهدف منه ولسان حالها يقول: «إن هذه الكلمات وراها إن».


تزيل العناء والتعب
والكلمة الحلوة بلسم، لها مفعول السحر وتزيل الشعور بالتعب والإرهاق، وتمنح شعورا بالسعادة والراحة والطمأنينة، وإن كانت «الكلمة الطيبة صدقة» كما قال رسولنا الكريم في دستور تعاملنا مع الناس، فإن أهم الكلام وأفضله هو الذي تسمعه المرأة من الزوج. هذا ما قالته نجلاء صابر التي تضيف:

ـ إن كلام الغزل يؤثر في عطاء الزوجة مع أولادها وعلاقاتها مع الآخرين وفي بيتها وعملها أيضا، وتأثيره إيجابي، لأنه يمدها بالقوة ويمنحها الطاقة فلا تشعر بالتعب أو الانزعاج من الأولاد لأن هناك من يخفف عنها هذا التعب بكلماته الرقيقة.

الغزل بالنسبة إليّ مفرح ومزعج أيضا، حسب منزلة صاحبه مني، فهو مزعج إن كان من شخص غير معني، ولكنه مفرح من الأهل والمعارف.


عندما يتقدم العمر
الإحباط والشعور بالخيبة يصيبان المرأة عادة عندما تفتقد كلمات الغزل التي تعودت سماعها، فتشعر بأنها لم تعد، كما كانت، تلك المرأة الجميلة المرغوبة التي تسمع دائما سيلا من كلمات الغزل والإعجاب. تقول أم نواف:

ـ اليوم لم أعد أسمع أي كلام معسول ولا غيره، لا من «أبو العيال» ولا من الناس لأني كبرت وهذه السوالف «للصغار والشابات».

أما عن مشاعرها الآن وما إذا كانت تنزعج من ذلك فتقول:

ـ بالطبع، المرأة لا تكون سعيدة عندما تكبر، وتشعر في كل لحظة بعدم فائدتها إلا لمقابلة أبنائها والاطمئنان عليهم وعلى أحوالهم. وكلام الغزل بمفهومه العام لا يعود له معنى لأنها لا تصدقه في قرارة نفسها، فمرآتها تعكس لها الحقيقة وتخبرها بأنها كبرت، ولهذا فهي لا تحب النظر إليها كثيرا.

وتشير إلى نوع آخر من الغزل تبحث عنه المرأة عندما تكبر مثل «والله ما قصرت يا يمه» و«الله يعطيك العافية» و«يا ست الحبايب» وغيرها من الجمل التي لا تعزز مفهوم الجمال وإنما مفهوم العطاء في حسن التربية.

وتؤكد أن ما يهمها عندما تكبر هو أن يقول عنها الناس «إنها عرفت كيف تربي» هذا ما تبحث عنه لأن رغبتها في سماع الكلام الجميل من غزل تتغير مع تقدم العمر بها، فكلما كبرت أحبت أن تسمع الكلام الطيب الهادف، لا الكلام الجميل المعسول الذي تسعى إليه الفتيات الصغيرات، إذ إن هؤلاء يكون إنجازهن وعطاؤهن في الحياة قليلا فلهذا يبحثن عن الكلام الجميل.


الصديقات والأهل
وتنفي أبرار محمود الصراف أن تكون هناك امرأة لا تحب سماع كلمات الغزل والمديح خاصة من زوجها وذويها وصديقاتها، إلا أنها تؤكد أن مقدار السعادة الذي تبثه هذه الكلمات في نفسية المرأة يتوقف على حسب طبيعة شخصيتها، وتقول:

ـ هناك نساء يفرحن بأي كلام ومن أي شخص، في حين أن هناك نساء لا يفضلن سماع الغزل وينزعجن منه ويسبب لهن الإحراج إن لم يكن من شخص معني أو يعرفنه، والكلام المعسول والجميل مفرح للمرأة لأنه يرفع معنوياتها ويزيد ثقتها بنفسها، لكنه يكون أجمل عندما تسمعه من زوجها لأنه الأهم لديها.


#################################

علم الاجتماع:لا تثق بنفسها من تحب أن يغازلها من هب ودب!

تتحدث كرستيال نعمة الله من الإرشاد الصحي والاجتماعي عن مفعول كلمات الغزل والمديح قائلة:

ـ إن لها مفعول السحر على أي إنسان سواء كان ذكرا أو أنثى، فكلمات الغزل والمديح تشعر الإنسان بالراحة والثقة بالنفس، وهي عامل محفز على المزيد من العطاء والعمل، وترفع المعنويات وتزيل العناء إذا كانت متبادلة بين الأزواج مما يؤثر إيجابا في علاقتهما ويؤدي إلى دفعها نحو النجاح والاستمرارية وعدم الشعور بالملل.

ويختلف أثر كلمات الغزل في المرأة حسب شخصيتها، فهناك نساء ينزعجن ولا يتقبلن هذه الكلمات إن كانت من أشخاص لا يعرفنهم، أو إن كانت من رجل في الشارع، عندها تنزعج المرأة من مثل هذه الكلمات ولا تشعر بالارتياح أو ببراءة هذه الكلمات.

لكنها في المقابل تفتخر وتنتشي وتعتز عندما تسمع كلمات الغزل من أشخاص معينين شريطة أن تكون هذه الكلمات في محلها وليست بغرض النفاق الاجتماعي أو مقدمة للحصول على طلب. وهناك من النساء من تحب سماح كلام المديح والثناء حتى ولو كانت تعلم أنه غير صحيح أو كذب ونفاق لأنها تفتقد إلى الثقة بالنفس ولذلك فهي لا تعاني مشكلة في أن تسمع عذب الكلام ممن هب ودب.