المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد القلاف «شوّر» في العيار



كويتى
07-21-2003, 01:04 AM
كتبت ريم الميع:
الرأى العام 20/7/2003

في البدء، قال النائب محمد الصقر لزميله عبدالوهاب الهارون، الجالس إلى يسار «السيد» القلاف: «لا تقعد جنب السيد يا معود أخاف يشوِّر فينا» (أي يقلب الأمور رأسا على عقب)، فيما كان الصقر نفسه، لدى انتهاء الجلسة، يغمز للهارون مجدداً ويقول: «أشوه (أي حسنا فعلنا) قعدنا يم السيد»!
«بركات السيد» ظهر أثرها بوضوح على النائبين مشاري العنجري وخلف دميثير وكذلك «تشويرته» في طلال العيار ما جعله يردد غير مرة متباهيا: «علشان تعرفون شنو السيد؟».

قبيل التاسعة، دشن «السيد» بعمامته جلسة مجلس الأمة، إذ كان أول النواب حضورا، وأكثرهم انتشارا، وبعد التاسعة، توافدوا دفعة واحدة، بعدما تشرفوا بمصافحة سمو الأمير لدى حضوره افتتاح الفصل التشريعي العاشر أمس، فسلموا على «السيد» ليسْلموا ولسان حالهم يقول: تكفى لا تشوِّرنا».

فور مغادرة سمو الأمير المجلس، وبعدما طبع تلويح سمو ولي العهد أثره في القلوب قبل الذاكرة والأكف، «تفرّغ» السيد لمشاغبة الهارون الجالس قربه بترديد ثرثرة «الرأي العام» قبل يومين: 7 + 1 صارت 2 + 1 صارت 2 + صفر صارت صـفــر + صــفــر، صارت و,,,، ويرد عليه الهارون: «السيد يحفظ درس رياضيات»! فيقول السيد: ما تشوف الصقر يحفظ درس لغة عربية».

فالنائب الصقر، لم يرق له انقسام النواب فريقين لدى تأديتهم القسم في ترديدهم عبارة: ان أذود عن حريات الشعب ومصالحه، الفريق الأول اختار ان يرفع أذود والآخر نصبها، وهو الأصح، فأصر على ان يعربها جيدا لدى تأديته اليمين فأداها الصقر على الميكرفون كالتالي: أن أذودُ,,, أذودُ,,, أذودَ، ما دفع أحد زملائه إلى القول: «شيلوا أذود وريحونا».

باختلاف ألوان طيف بشوت النواب، اختلف يمينهم، دشنه احمد السعدون بصوته الجهوري المميز، وميزه هدوء ورقة و«رواق» يمين وزيري أكثر الوزارات شدة وخشونة وصلابة: وزير الداخلية نواف الأحمد ووزير الدفاع جابر المبارك.
وفيما بدأ معظم الوزراء والنواب يمينهم بالبسملة التي نسيها وزير التربية رشيد الحمد فبدأ في اداء اليمين ثم عاد وقطعه داخلاً بـ «البسملة», أصر «السيد» على بدئها بالتعوذ من الشيطان الرجيم ما دفع احد الحضور في المقاعد الأمامية الى القول: «كأنه كان ناقص واكمله السيد,,, حسنا فعل».

ولم يكتف النواب فهد الخنة وعواد برد ووليد الطبطبائي بالتعويذة او البسملة بل اختاروا ادعية مختلفة بدأوا بها أيمانهم,
وبعدما اختتم «السيد» يوسف الزلزلة أداء اليمين في المجلس امس، بدأ «السيد» القلاف استعراض مهاراته وقدراته و«بركاته»، وبين «السيدين» قطع التصفيق انتخاب الرئيس بتزكية الخرافي الذي اعتلى المنصة ليهنئ «أخاه» رئيس الحكومة كونه «خير خلف لخير سلف» فرد الشيخ صباح التحية بمثلها اذ دعا الله ان يوفق «سيدي الرئيس» لبناء البلد بروح واحدة.

لدى التصويت على منصب نائب الرئيس الذي ترشح له النواب طلال العيار وفهد الخنة ومشاري العنجري، تقدم العنجري وتعادل الخنة بالعيار، ولدى اعادة التصويت انسحب الخنة وتعادل العيار والعنجري فتم عمل قرعة لاختيار الفائز، فاختار الرئيس السيد القلاف الذي دعا الله قبل ان يمد يديه الى صندوق الاقتراع ان يفوز من يهتم اكثر بالصالح العام، وعندما سحب ورقة العنجري التفت الى الهارون والصقر قائلاً: «علشان تعرفون شنو السيد»؟

وعندما طلب العيار الحديث بعد النتائج علق ان النتيجة ليست عادلة لأن «يد السيد فيها شي» ثم شكر الحكومة على «كلمتها» فضجت القاعة بالضحك، ما دفع الشيخ صباح الى الرد عليه بأن الحكومة «لم تخذله» بل اعطت التعليمات لاعضائها بالادلاء بأصواتهم لمن يريدون.

وعاد المشهد نفسه لدى انتخاب أمين السر اذ انسحب النون واعيد التصويت بين علي الخلف وخلف دميثير فأعلن «السيد» انه سيصوت «هذه المرة» لمصلحة خلف دميثير، وعندما قاطعه الصقر بأن الجهر بالتصويت لا يجوز رد عليه: لقد صوت المرة الفائتة لعلي الخلف ولم يفز فسأصوت لخلف دميثير ونرى,,, ففاز دميثير!
دميثير فاز، والعنجري تقدم على العيار، والهارون تلقى درساً في الرياضيات، فيما الصقر القى درساً في اللغة العربية,,, وحده «السيد» لقن الجميع درساً في الـ «بركات» والـ «تشوّر»!