المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الابنودي ذاكرة الصعيد



المهدى
09-07-2005, 03:27 PM
سلوى اللوباني



هكذا وصف الكاتب المصري جمال الغيطاني شاعر العامية الكبير عبد الرحمن الابنودي، من خلال البرنامج التلفزيوني "حبيب الملايين" الذي يبث على قناة المحور مساء كل يوم جمعة، كما صرح بأن الابنودي يعد خبير في شؤون الصعيد فقد عايشهم يوم بيوم، وأضاف لم يوجد شاعر التحم بالناس مثل ما التحم الابنودي، وأكد بأنه لو تمت ترجمة اعمال الابنودي لى لغات أخرى سيأخذ مكانته بين الشعراء العالميين مثل المتنبي وشكسبير بدون اي مبالغة،

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/9/thumbnails/T_fcfb9ccb-12e0-44af-a670-2b5816e1b18d.JPG



والجدير بالذكر بأن الجزء الخامس من البرنامج سيبث يوم الجمعة القادم، يحظى الابنودي باهتمام كبير في الوطن العربي وله انجازات كبيرة في مجال الشعر العربي المكتوب باللغة العامية، فقد شارك في مهرجانات صور والجنوب الدولية في لبنان بالاضافة الى خمسة شعراء في أمسية شعرية عبروا فيها عن أوجاع العراق.. العراق الحالم.. العراق الموجوع، حضر الامسية 1500 شخص، قرأ الابنودي قصائد عديدة منها قصيدته "بغداد" التي كتبها قبل الحرب على العراق بشهر ونصف عام 2003، ورثى فيها حال الشعب العراقي...


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/9/thumbnails/T_30e216e8-600b-4a72-8666-8f8dd483e582.JPG


بغداد يا أم التاريخ والحكمة والاشعار..
بغداد يا أم القصور والنخيل والأنهار..
ما عندش الا الصمود اللي في آخر النهار..
دافعي بشرف وأتركي للأمة طعم العار...
كل الشوارع بتصرخ في المدن بجنون..
توقف الحرب.. تفضح فكرة المجنون..
في اوروبا حتى في امريكا..لأ في كل الكون

بالاضافة الى الندوات الشعرية التي قدمها في شهر اغسطس في مركز شباب ابوصير في القاهرة وفي مكتبة مبارك العامة احتفالاً بمرور 10 سنوات على افتتاحها، ومرور 15 سنة على انطلاق مهرجان القراءة للجميع.

الابنودي في سطور:

ولد عبد الرحمن الابنودي عام 1938 في أبنود محافظة قنا، كانت طفولته صعبة، فقد رعى الغنم وعمل في حقول الآخرين، وعند ولادته كان هزيلاً جداً بسبب اصابة والدته بالملاريا،
والده كان طحاناً في القرية، وعند انتقاله الى المدينة عمل مأذونا شرعيا، واستاذ للغة العربية، بالاضافة الى موهبته في الشعر فاصدر منظومة في النحو العربي بعنوان النفحات الوهبية في علم العربية، وقصيدة طويلة في مدح الرسول، تلقى الابنودي علومه في مدرسة قنا الابتدائية ومدرسة سيدي عبد الرحمن، ومن ثم مدرسة قنا الثانوية، عمل بالمحاكم لمدة 5 سنوات بعد اتمام دراسته الثانوية، والجدير بالذكر أنه استقال من عمله في المحاكم في احدى الجلسات احتجاجا على حكم اصدره القاضي، التحق بالجامعة المصرية عام 76 ليعزز دراسته بالسيرة الهلالية والادب الشعبي، وكان قد بلغ الاربعين من عمره، ثم التحق بكلية الاداب جامعة القاهرة عام 80، عمل مذيع في اذاعة القاهرة، وتزوج من السيدة عطيات الابنودي عام 65 وهي مخرجة للافلام التسجيلية.

شاعر الشعب:

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/9/thumbnails/T_2f4e31f6-f804-42bc-b5ae-3984269e6674.JPG

رحل الابنودي الى القاهرة في عام 62، وكان شاعرا متفرغا للمرة الاولى في مصر حيث رفض ان يعمل باي مكان، اهتم منذ بداياته باغاني الفلاحين وملامحهم في القرية، وبدأ كتابة الشعر بلغة قريته وبدأت الصحف في القاهرة تعرف شعره، كتب العديد من الاغنيات والعديد من المسرحيات لمسرح العرائس، في عام 1966 قبض عليه مع مجموعة من اصدقائه الكتاب والشعراء بتهمة تكوين منظمة شيوعية، وقد اودع في المعتقل لمدة 6 شهور، قام بمسرح فولكلوري شامل لكل منطقة قنا الصعيدية بين سنة 70-80، كان يجول في القرى ليلقي بشعره في التجمعات العمالية والفلاحية ولم يجد صعوبة في التواصل مع الشعب بلهجته الصعيدية ونوعية ما يطرح من قضايا تهم الشعب، قدم مجموعة من البرامج الشعرية بالراديو ثم تعرض من السلطات المصرية عام 80 بامر لايقاف نشاطه في الاجهزة الاعلامية، تجول كثيرا بين عدة بلدان يطوف بشعره بين وجدان الشعوب التي أحبته وعشقت شعره القريب الى قلوبهم، فمن خلال أشعاره كان يفرح لفرحهم ويحزن لاتراحهم، فأقام لمدة سنة في تونس وثلاث اشهر في السودان، وشهر في قطر، وسافر الى المانيا الشرقية وانجلترا وفرنسا.

ملحمة سيرة بني هلال:

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/9/thumbnails/T_d0c9575f-85f8-4e84-bb43-125021a7097d.JPG

قام الابنودي خلال 14 سنة بجمع الملحمة العربية "سيرة بني هلال"، وقد استطاع جمعها شفاهياً من افواه الرواة والشعراء الشعبيين في 400 ساعة ومليون بيت من الشعر، والجدير بالذكر ان الابنودي قدم الملحمة مشروحة ومفسرة للاذاعة المصرية ولاقت نجاحا ساحقاً، بالاضافة الى اذاعتها كاملة في عام واحد على التلفزيون المصري وأذيعت مرة أخرى من عام 78-81.

الجائزة والوسام:


عام 2001 فاز شاعر العامية الابنودي بجائزة الدولة التقديرية في الاداب، هذه الجائزة يختارها اعضاء المجلس الاعلى للثقافة سنوياً، والجدير بالذكر انها المرة الاولى التي يمنح فيها شاعر يكتب باللغة العامية مثل هذه الجائزة المرموقة، ويقدم مع الجائزة 50 الف جنيه مصري، كما منحته الرئاسة التونسية الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي من الدرجة الثانية عام 2001، وكان ذلك خلال زيارة الأبنودي لتونس للمشاركة بفعاليات الدورة 22 لمعرض تونس الدولي للكتاب، وقد قلد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشاعر الأبنودي بالوسام، تقديراً لتميزه في الإبداع الشعري العامي، ومساهمته في إثراء الثقافة العربية.

أيامنا الحلوة:

http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/9/thumbnails/T_19af6889-c5b7-4b5a-8240-dcb6d3ce1670.JPG

صدر الجزء الثالث من كتاب " أيامنا الحلوة"، عن دار أطلس للنشر والانتاج الاعلامي لعام 2005، وهي عبارة عن قصائد نثرية تأخذ شكل حكايات فولكلورية مصرية ممتعة، وتجسد لمسات انسانية من ذاكرة الصعيد، من النهر والشجر والظل والسواقي وأبراج الحمام، الى البسطاء الذين عبر عنهم من خلال الحكايات والامثال الموروثة، تقرأ أيام.. ساعات.. في حياة الابنودي، يتجسد من خلالها احساسه العميق بقريته الذي يعتبره استاذه الاول في اشعاره بالاضافة الى والده ووالدته، وابداعه في تأريخ تفاصيل حياة الصعيد وعاداتهم من خلال ايامه الحلوة معهم، وقد صدر له أعمال أخرى منها الارض والعيال، الزحمة، عماليات، جوابات حراجى القط( رسائل شعرية)، بعد التحية والسلام، وجوه على الشط، موت خيال المآتة ( شعر في العربية والفرنسية)، الموت على الاسفلت، الاستعمار العربي.


salwalubani@hotmail.com