المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «البلوتوث» يكسر حواجز التقاليد العربية.. في لندن



yasmeen
09-06-2005, 06:58 AM
«بنت النور» و«قمر 14» و«تاج راسكم» نموذج لـ «معرفات» وهمية.. وهامشية


ما ان جلست «أروى» في ركن أحد المقاهي المعروفة بتوافد السياح العرب، خاصة الخليجيين، عليها في العاصمة البريطانية لندن، وقبل أن تطلب فنجان قهوتها المفضلة، بدأت بالبحث في خاصية تقنية «البلوتوث» عبر هاتفها الجوال، التي تتيح لها معرفة جميع مستخدمي الهواتف ذات التقنية المماثلة في حدود المكان نفسه. وبالرغم من أن أروى لا تظهر هويتها الأصلية في هاتفها وتكتفي بالتعريف بنفسها بـ«جواهر»، فإنها تحرص على ذلك من باب «الهواية والعادة فقط».

ما تقوم به أروى أو «جواهر»، أصبح ظاهرة بين الكثير من الشباب العربي الذي يسعى لكسر حاجز التقاليد باستخدام تقنيات حديثة، حتى أصبح البلوتوث لبعض الشباب بمثابة بطاقة التعريف التي لا يستغني عنها أينما حل.

وقصة البلوتوث في المجتمعات الخليجية كقصة أي تقنية حديثة يطوعها الشباب لخدمة «أجندتهم الخاصة»، ففي الوقت الذي تم فيه اختراع هذه التقنية للنقل السريع والسهل للبرامج والمواد بين الأجهزة المتنقلة أو الثابتة، انحصر استخدام كثير من الشباب العربي لها لأهداف معروفة لم تعد خافية على أحد. ولعل أهم هذه الأهداف هو التعرف على الجنس الآخر. وإذا كانت العادات والتقاليد تمنع الشباب من تنفيذ ما يرمون إليه ببلادهم المحافظة، فإنهم يستخدمون نفس التقنية حتى في العواصم الأوروبية التي من الممكن أن تكون ابتسامة أو لفتة أسهل إليهم من البلوتوث.

ومنذ طرح هذه التقنية قبل ما يقارب العامين تقريبا، تحول البلوتوث إلى ظاهرة بمعنى الكلمة. وأصبح طبيعيا أن تجد شابا في مطعم في المنامة، على سبيل المثال أو فتاة تجلس بصحبة رفيقاتها في أحد المقاهي بأي عاصمة خليجية أخرى يبحثون عبر هواتفهم عن الموجودين بالقرب منهم في نفس المكان. وبالطبع فإن هؤلاء لا يعرفون أصحاب هذه الأسماء ويكتفون بالتخمين: من صاحب أو صاحبة هذه المعرفات الوهمية؟.

غني عن القول، ان هؤلاء الشباب من الجنسين يسعون لكسر تقاليد وعادات صارمة تفرضها عليهم مجتمعاتهم. والهدف طبعا هو تكوين علاقات صداقة مع الجنس الآخر، حتى ولو انحصرت في هذه الطريقة. ومع أن رغبات الشباب في إقامة علاقات ليست جديدة على الاطلاق، فإن استخدام تقنية البلوتوث أصبح مؤشرا واضحا على تطويع هذه التقنيات الحديثة لخدمة عملية التعارف.

وتقول لـ«الشرق الأوسط» كارولين سميث، وهي نادلة إيطالية تعمل في أحد المقاهي الراقية بحي نايتس بريدج، أحد الأحياء الراقية في غرب لندن الذي يتردد عليه الشباب الخليجي، إنها كانت تستغرب في البداية من انشغال الزوار ولأوقات طويلة بهواتفهم الجوالة من دون التحدث بها، إلا أن استغرابها زال بعد أن عرفت سبب ذلك. وتبدي كارولين عجبها من تفضيل هؤلاء الانشغال بهواتفهم طوال فترة جلوسهم بالمقهى تاركين الاستمتاع بوجودهم في لندن بكل ما فيها من متعة للنظر ومباهج سياحية، والتي تعتبر كارولين «أن مجرد زيارتها هو حلم جميل لا يمكن تفويته بسهولة، فكيف أضيع وقتي في أمور هامشية وأترك هذا الطقس الجميل من أجل البحث عن معرفات وهمية؟».

وتتنوع المعرفات التي يستخدمها الشباب كواجهة لهم بحسب ثقافة وأهداف أصحابها.. فعلى سبيل المثال وفي أحد مقاهي لندن العامرة بالسياح الخليجيين، كانت سماء المقهى تعج بمختلف المعرفات ما بين رومانسية وطريفة ومضحكة أحيانا. ومن أبرز هذه المعرفات: «رومانسية الرياض»، و«تاج راسكم»، و«غزال قطر»، و«جميل وأسمر»، و«كويتي أمي سعودية»، و«دبي وبس»، و«قمر 14»، و«دلوعة الجنوب»، و«نور البحرين»، و«مدير شؤون المعلمات»، و«حورية جدة»، و«موابيلي..عالم من الاختيارات». ويفضل الكثير من الشباب من الذكور وضع أرقام هواتفهم بجانب أسماء وهمية بالطبع! والملفت للنظر أن استخدام هذه التقنية طغى بشكل كبير على غالبية الشباب من الجنسين. فما ان يحل الواحد منهم في مكان عام سرعان ما يبدأ في البحث عن الموجودين في المكان نفسه. فتظهر أمامه العشرات من المعرفات، ثم يبدأ هو في اختيار طريقة للتعامل مع واحد منهم. وتبقى المشكلة ماثلة في كيفية تحديد من هو صاحب هذه المعرفة، خاصة في ظل وجود الكثير من المعرفات وصعوبة الوصول إلى صاحبها أو صاحبتها. وهنا تبدأ رحلة التجريب بحسب المعرفات الموجودة حتى ولو كانت هذه المعرفات بعيدة كل البعد عن حقيقتها.

ومع أن خبراء الهواتف الجوالة لا ينصحون بإبقاء تقنية البلوتوث مفتوحة باستمرار في الهاتف الجوال، كما هو الحاصل حاليا، والاكتفاء بذلك عند الرغبة في إرسال او استقبال مادة أو رسالة عليها، فإن الحاصل هو أن البلوتوث يبقى مفتوحا على الدوام بانتظار رسالة أو إشارة، وهو ما يؤدي أحيانا إلى استقبال هذه الهواتف لفيروسات مدمرة للهاتف، تؤدي بعضها إلى مسح كافة البيانات التي يحملها جهاز الجوال. وواضح أن كثيرين من مستخدمي البلوتوث لا يعبأون بمثل هذه الفيروسات التي أصبحت منتشرة بشكل خطير.