المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذر من المخاطر الاقليمية والوطنية الضيقة



ابوقاسم
07-16-2003, 08:00 PM
15 جمادى الاولى 1424هـ الموافق 15-7-2003م


النزعات الإقليمية وقضايا الأمة

يرى بعض المراقبين أن النـزعات الإقليمية والقطرية، في العالم العربي، تتنامى يوماً بعد يوم، على حساب قضايا الأمة ومصيرها.

ويقولون إن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وخصوصاً العدوان الأميركي على العراق، ساهمت في إحياء هذه الظاهرة.

--------------------------------------------------------------------------------

حذر من المخاطر الاقليمية والوطنية الضيقة


فضل الله:حذار من الطغاة الجدد الذين يعدون لخدمة مواقع دولية بعناوين وطنية وإسلامية


سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ندوته الأسبوعية: كيف تنظرون إلى التطلعات الاقليمية والقطرية وخطورتها على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة عامة؟

فأجاب: "لا شك في أن التطورات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة كان لها تأثيرها البارز في بروز توجهات سياسية جديدة تفضل الانكماش الوطني أو القطري على العمل في نطاق قضايا الأمة الكبرى، سواء أتم ذلك بفعل الضغوط الدولية الكبرى التي مورست على أكثر من دولة عربية وإسلامية، أو من خلال توجه البعض ذاتياً لإهمال الاهتمام بالقضايا العربية والإسلامية على أساس أن هذه القضايا تكلف هذا الموقع أو ذاك كثيراً وقد تجعله يدفع الثمن غالياً في مواجهة الإستكبار العالمي والضغوط الدولية المتصاعدة، ولذلك شهدنا في المرحلة الأخيرة بروزاً لافتاً للإقليمية الضيقة في العالم العربي والإسلامي بكل تداعياتها بما في ذلك المواقف التي تهاجم الأمة أو فريقاً فيها لمجرد أن هذا الفريق تحرك في إطار معين كان يظن أنه يصب في خدمة القضايا العربية والإسلامية.

وهذا ما لا حظناه في الأوضاع الأخيرة التي أحاطت بالواقع العربي والإسلامي عندما بدأ كل قطر يستغرق في قضاياه الخاصة ولو أدى به الأمر إلى اتخاذ مواقف عدائية ضد قطر عربي وإسلامي اخر، حتى أن البعض تحدث صراحة بأن علينا أن نتخلص من القضية الفلسطينية ونهتم بأمورنا الذاتية، وربما يفكر البعض، أو بدأ يعمل على أساس أن ينفتح على إسرائيل وأن يؤيد أمريكا ويتحرك في إطار مشروعها في المنطقة حتى يتجنب الخسائر التي قد يتسبب بها أي موقف يدعم به قضايا الأمة ووحدتها.

ولذلك، نحن نشهد في هذه الأيام إهمالاً متعمداً للقضية الفلسطينية بما يفسح أكثر في المجال لإسرائيل لكي توسع من دائرة ضغطها الأمني والسياسي على الفلسطينيين، وبما يُتيح للقوى الدولية التي تسعى لتوظيف حال الضعف الراهنة في نطاق مشروع تطويق الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة تحت عنوان خارطة الطريق وغيره من العناوين لاستكمال مخططها وتحقيق أهدافها بمساعدة عربية في كثير من الأحيان حيث تحركت الضغوط الدولية على الفلسطينيين من خلال أدوات عربية تقوم بتلميع صورتها، على طريقة قول الشاعر: "تانق الذل حتى صار غفرانا".

إننا ندعو إلى معالجة القضايا الكبرى بروح الأمة مع عدم إهمال مسألة الظلم الداخلي ولا سيما إذا كان بمستوى الظلم الذي عاشه الشعب العراقي، ولكننا ندعو إلى الموقف المتوازن الذي يرفض الاستكبار العالمي بوصفه خطراً مستمراً على الأمة ومصالحها ومواجهة الظلم الداخلي، ونقولها للعروبيين والإسلاميين: علينا ألا ننسى الخطوط العامة عندما نتحرك في الخطوط التفصيلية لأن الخطوط العامة قد تأكل الخطوط التفصيلية ولو بعد حين، لأن الاستكبار العالمي عندما يفكر بمصالحه يعمل على إنتاج طاغية جديد بعد الإنتهاء من طاغية إنتهى دوره الوظيفي... فحذار من الطغاة الجدد الذين يعدون للقيام بأدوار جديدة لخدمة المواقع الدولية الطاغية بعناوين وطنية وعربية وربما إسلامية".