المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماء والخضرة و«الاستقبال» الحسن... تدفع المواطن إلى الخارج



المهدى
08-31-2005, 12:17 AM
الدمام - رحمة ذياب

يعود السائح السعودي إلى وطنه قبل انتهاء إجازته، ليس حباً بالحر اللاهب بل بسبب نفاد ماله، وهو يحمل في طيات عقله مشاهد شبع من رؤيتها في البلد الذي ساح فيه، ليقارنها مع أولى محطات الوصول إلى أرض الوطن، وبخاصة في المنافذ البرية. يتأفف أولاً ثم ثانياً، ثم يقول: «صبرك يا روح»، لأنه سيمضي على الأقل ثلاث ساعات، منتظراً إجراءات الدخول، وهذه الساعات مرشحة للإرتفاع بازدياد زحمة القادمين. وتتفاوت همسات أصوات القادمين عبر المنافذ، بعبارات متشابهة، تكاد تكون مراسيم راسخة، يجب أن يمروا بها كلما عزموا على السفر إلى الخارج والعودة إلى المملكة.

ويقول نادر محمود لدى عودته من إحدى الدول العربية جواً: «حين وصلنا إلى مطار الدمام، بدأ العقل يخرج صوراً يقارنها بين البلدين، بدءاً بالمطار وانتهاءً بكل شيء يسعي إليه السائح». يرمي بذاكرته بعيداً إلى المتنزهات والمطاعم، حيث «المناظر الخلابة والمدن المائية والسهر إلى الصباح في عالم مليء بالبهجة والفرح». ويعتقد أن ما يتوافر في عدد من الدول التي اعتاد السعوديون على زيارتها، يختلف عما يوفره له في وطنه. وعلى رغم ما يتوافر في السعودية من مقومات أساسية للترفيه، مثل الشواطئ، إلا «انها لم تُستغل جيداً». ويضيف أن تلك الدول تركز على جوانب عدة في دعم سياحتها على خلاف السعودية التي تركز على الشاطئ والمجمعات التجارية، ويقول إن: «تلك الدول تركز على المتاحف والمنتجعات والمناطق الأثرية التي تجعل السائح يخرج بفائدة ومتعة، بجانب سياحته وقضائه وقتاً ممتعاً».
وتضم زوجته صوتها إلى صوته وتقول إن: «فرحة الأطفال في المدينة المائية كبيرة، وكأنهم للمرة الأولى يرون الماء». وتوضح أنها على رغم ذهابهم إلى البحر في المنطقة الشرقية كل أسبوع، إلا «أن الأطفال يفتقدون لعنصر المتعة ليس هم فقط بل الكبار أيضاً».

ويعتبر البعض أن افتقاد السعوديين العنصر السياحي الفعال، يجعلهم يتجهون للخارج، خصوصاً في ما يتعلق بالخدمات المرافقة، ويقول غسان عبد الله إن: «الخدمات هي الأساس في أي مكان سياحي». ويضرب مثلاً بالخدمة في المطاعم ويوضح : «اذا أردت الذهاب إلى أي مطعم، فعلي أن أقف في طابور، وكأن الانتظار أصبح شعاراً لنا، وهذا ما يجعلني أفضل البقاء في المنزل على الخروج، أما في المطاعم في الخارج، فنستقبل من الباب بالترحاب، وليس هذا الترحيب مقتصراً على السائح، بل يشمل كل الزبائن سياحاً وغير سياح». وتمنت وفاء اسماعيل أن تعود إلى المكان الذي قضت فيه إجازتها، وتقول إن: «زيارة تلك الأماكن توجد لدى زائرها شغفاً دائماً بها، وبخاصة في ما يتعلق بالخدمات التي تقدمها، والتي لا تتوافر لنا في بلدنا». ويطلق عبد العزيز ناصر زفرة من حُرم من شيء كان يتمتع به طوال حياته، وهو يعدد الأماكن التي تعبت قدماه من زيارتها ولم تتعب روحه، ويقول :

»السينما، والمأكولات المتنوعة، والأنهار والجبال، ويكفي أن الخضراوات طازجة وخالية من المواد الحافظة». ويرى أن «الوجبات السريعة هي البديل لنا في الوطن، أصبحت تجري في دمائنا، بينما في بعض الدول التي تشتهر بمأكولات شعبية، تجعل الزائر يتلذذ بطعم ما يأكل».
ويجد بعض السعوديين أن الأسعار معتدلة ومناسبة لجميع الفئات، سواء في المطاعم أو المتنزهات والأسواق، وخصوصاً بلاد الشام، وعدم شعور البعض بما يصرفه مقارنة بما ينفقه في السعودية، وتقول آلاء مصطفى: «قضينا 30 يوماً، ومع أن قدرة تلك الدول الاقتصادية لا تفوق السعودية، إلا أن ما يتوافر فيها يعوض عن ذلك كله». وتتحدث عما توفره تلك الدول من مواصلات سهلة وأماكن ترفيهية متنوعة تناسب مختلف الأعمار.

واتفقت مجموعة من الأصدقاء على السفر كل عام إلى بلد مختلف. ويتساءل: «كيف نستقبل ضيوف السعودية ونحن مقيدون، ولا نشعر بوسائل الراحة أو الترفيه؟». ويضيف: «لو ذهبنا إلى أحد المقاهي في نهاية الأسبوع، نشعر أننا في مدرسة وليس في مكان للراحة، على رغم من أنها تحمل اسماً ترفيهياً، لكن لا ترفيه فيها».