المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيادات الإسلامية في بريطانيا نكتة



سلسبيل
08-29-2005, 07:55 AM
نصر المجالي من لندن


بعد أسبوعين من دعوته لإصلاحات عصرية في مبادئ الإسلام ومعتقداته التي مر عليها 14 قرنا من دون تقدم إلى الأمام، فإن الكاتب الهندي الأصل، البريطاني الجنسية سلمان رشدي خرج ثانية لـ "يجلد" القيادات الإسلامية في بريطانيا حتى المعتدلة منها قائلا "إنهم لا يشكلون اكثر من نكتة لجهة مواقفهم"، وقال رشدي إن هناك ردة نحو التعصب بين المسلمين "ليس في بريطانيا وحدها، وإنما في مختلف أنحاء العالم".

وكان رشدي أصدر في العام 1988 رواية (آيات شيطانية) المثيرة للجدل، وقادت إلى إصدار فتوى بقتله من الزعيم الديني الإيراني الراحل آية الله الخميني ولا تزال قائمة، حيث تصر القيادة الدينية في إيران على استمرارها حتى تصفيته، ولم تشطب طهران تلك الفتوى رغم مطالب كثيرة من عواصم غربية تحاول أن تكون صديقة لها وتفتح معها علاقات جيدة.

وكلام سلمان رشدي الهجومي الجديد، جاء أمس خلال مناقشة لرواية جديدة له على هامش معرض الكتاب في مدينة ادنبره الاسكوتلندية الشمالية، وهو قال "القادة المسلمون في المملكة المتحدة لا أكثر من نكتة فلا أحد يتبعهم أو يستمع إليهم"، وأضاف "والحقيقة الأهم هي أنه لا توجد هيئة أو منظمة حقيقية تمثل المسلمين البريطانيين".

يذكر أن سلمان رشدي ظل مختفيا خشية على حياته وتحت رعاية من الأمن البريطاني لسنوات تسع، بعد فتوى الإمام الراحل الخميني، وخلال ندوة النقاش البارحة في أدنبرة، كما ذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، أكد صاحب رواية (آيات شيطانية) أنه مستمر في رسالته بمهاجمة عقيدة عدم التسامح في العالم الإسلامي.

وقال "في الوقت الذي يندد فيه غالبية المسلمين في بريطانيا بالمتطرفين، فإن هذا الأمر لا ينطبق على القيادات الإسلامية"، وهو في هذا المجال حرض الأغلبية المسلمة الصامتة على أن تحتج وتواجه المتشددين وترفع صوتها وتستغل الديمقراطية الحقيقية في بريطانيا حتى يسمع الجميع صوتها.

وفي حين قال رشدي إن الإسلام يتراجع في شكل سريع ومتزايد، فإنه أشار إلى أن بعض القيادات الإسلامية ومن بينها نائب رئيس البرلمان الإسلامي في بريطانيا العظمى يعقوب زكي الذي كان صرح في وقت سابق بأنه "سيكون سعيدا إذا ما تعرض مقر 10 داونينغ ستريت وهو مكتب رئيس الوزراء إلى هجوم إرهابي".

وكشف رشدي الحائز جائزة بوكر عن روايته الجديدة (أطفال منتصف الليل) كيف أنه كان منذ صغره يرى أن الإسلام دين الطمأنينة والسكينة "لكنه لم يعد دين سلام كما كان في سابق عهده، ولهذا فإن الجهاديين احتلوا الساحة الإسلامية".

وأخيرا، اتهم رشدي، الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بتأجيج مشاعر التطرف في العالم الإسلامي، وهو استطاع لمواقفه أن "يشعل الحرب الدينية الجهادية ضد الغرب"، وقال "مثلا كانت منطقة مثل كشمير في الخمسينات والستينات مثالا حيا على التسامح الاسلامي الحقيقي، لكن بوش أنجز ما لم ينجزه زعيم القاعدة أسامة بن لادن، في إشعال الحرب الجهادية المتطرفة".