المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أغا خان ووزن الذهب



فاطمة
08-25-2005, 04:29 PM
فرحان عبدالله أحمد الفرحان


كان كثير من الناس قد توارد إلى أسماعهم أن أغا خان أحد زعماء الطائفة الاسماعيلية يوزن بالذهب كل عام ويقدم هذا الذهب الموزون به هدية له ليتمتع به كيفما يشاء.

المعروف عندنا في العالم العربي والذي اشتهر في مصر إبان حكم جمال عبدالناصر لمصر هو أغا خان الثالث سلطان محمد حسيني شاه أغا خان الثالث المولود في كراتشي سنة (1877) كان يتردد على مصر وقد أوصى في وصيته أن يدفن فيها وبالخصوص في أسوان في منطقة الآثار والسد العالي.
كانت الأغاخانية قد نبتت في إيران وترعرعت فيها كان ذلك عندما كان في القرن التاسع عشر حسن علي شاه الإمام السادس والأربعون (1804) كان زعيما للطائفة الاسماعيلية في تلك البلاد إيران ومنها انطلق بنشاط وكان شاه إيران القاجاري قد اضفى عليه بلقب (أغا خان) ومن هنا أخذت هذه الطائفة تنطلق بهذا الاسم بعد أن حطت رحالها في الهند وكانت هناك فرقة الاسماعيلية البهرة والداودية قد آخذت لها مجالا آخر.

عندما توفي الأغا خان الأول حسن علي شاه تولي الزعامة بعده ابنه أغا خان علي شاه ومن ثم وصل إلى محدثنا محمد حسيني شاه (الذي كان يوزن بالذهب) بعد ان استلم محمد حسيني الزعامة أخذ يقيم الاتصالات مع أتباعه في سوريا من الاسماعيلية أو في شرق أفريقيا حيث بعض الهنود الذين نقلهم الانجليز إلى كينيا أو أوغندا أو في بعض أجزاء من الهند.

كانت المساعدات تصل إلى أغا خان غير منتظمة لأغا خان ذلك الرجل الذي تزوج أربع مرات الأولى من سيدة إيرانية ثم من إيطالية أنجبت ابنه البكر (علي) الذي خلف هذا بدوره زعيم الطائفة كريم أغا خان وتزوج مرة ثالثة من فرنسية أنجبت له ولده صدر الدين ثم الرابعة أمريكية انجليزية وهي أرملته الأخيرة التي دفنت جنبه فيما بعد في أسوان في مقبرته الخاصة.

كيف كان يوزن أغا خان هذا الثالث بالذهب يروي بعض الكويتيين الذين يعملون بالتجارة في الهند ويقيمون في مدينة بومبي أنهم شاهدوا في احتفال كبير كيف جاء أغا خان ووزن بالبلاتين ذلك في سنة (1946) وذلك احتفالا بمرور ستين سنة على عمره المديد وكان هذا الاحتفال مشهودا حيث كبار المسؤولين الانجليز المستعمرين للهند آنذاك لحضور هذا الاحتفال المهيب وجيىء بالبلاتين بالصناديق من انجلترا ووضع أغا خان في كفة في ملابسه وعمامته الخاصة وجبته المهيبة ووضع في الكفة الثانية البلاتين الصندوق بعد الآخر حتي تساوت الكفتان ثم قدر ثمن هذا البلاتين ووضع في جيب أغا خان ونقل البلاتين مرة ثانية ليعود إلى مخزنه في جوف بنك انجلترا.

وكان أغا خان قد وزن قبل ذلك سنة (1936) في بومبي بالذهب، ووزن مرة ثانية سنة (1937) في شرق أفريقيا ووزن في مدينة القاهرة بمصر أيام حكم جمال عبدالناصر الصديق الشخصي لأغا خان وزن سنة (1956) وذلك بمناسبة بلوغه السبعين على إمامته حيث تولى الإمامة وهو صغير حيث كانت والدته تدير الإمامة في صغره وكانت عادة أتباع الطائفة الأغا خانية تقديم الجواهر والذهب والمال فداء في كثير من المناسبات لزعيمهم المحبوب أغا خان وولاء منهم لإمامهم الذي كان يدير لهم شؤون الطائفة الاسماعيلية.

بعد وفاة أغا خان الثالث كشفت وصيته في مصر على أن يتولى الزعامة من بعده والإمامة حفيده (كريم) بدلا من ابنه علي سليمان وكان هناك غضب في بعض أوساط الاسماعيلية إلا أن علي سليمان بحكمته قال للغاضبين إنه يشارك والده في هذه الوصية إلى ابنه كريم أغا خان وقد توفي علي خان ونقل جثمانه إلى سوريا حيث دفن هناك وكان والده قد دفن في مصر من قبل.
واليوم لم نسمع عن الوزن الذهبي المعهود وربما اكتفى كريم أغا خان بتنظيم الجباية والعطاء من أتباعه بطريقة منظمة غير الطريقة المتبعة فيما مضى بالوزن.
وأخيرا فهذه قصة وزن أغا خان بالذهب والفضة والألماس.